بطلة بين السطور - 2
بينما كانوا يضعون الخطط لحدث مهم، كان هناك شعور ثقيل يسود الغرفة، حيث أن موت صديق ستيف البالغ من العمر 26 عاماً كان وشيكًا. سألت عائشة، وهي تنظر إلى الورقة وتشير بإصبعها إلى خطة مرسومة، “ستيف، هل لديك صديق مقرب؟”
نظر ستيف من الورقة إلى عائشة وقال: “نعم، لدي صديق مقرب. لماذا تسألين؟”
تفاجأت آيلا من السؤال، وهي تنظر إلى عائشة وستيف بفضول وقلق.
رفعت عائشة رأسها ونظرت إلى ستيف مباشرة: “انظر، صديقك سيواجه حادثًا مميتًا في الخامس عشر من هذا الشهر.”
وضعت آيلا يديها على شفتيها من الدهشة، بينما صُعق ستيف من هذه المعلومة المفاجئة وقال بصوت مرتجف: “هل أنتِ جادة؟”
أجابت عائشة وملامح الحزن بادية على وجهها: “لن أكذب في أمرٍ كهذا بالطبع. لكن لا تقلق، نحن نعلم الآن ويمكننا محاولة مساعدته.”
وأشارت بإصبعها إلى الخطة المرسومة على الورقة الكبيرة: “سوف يتعرض لحادث سيارة في الساعة السابعة صباحاً أثناء ذهابه للعمل. الشاحنة الكبيرة هي التي ستكون مسرعة في الطريق. إذا تجنبنا هذا الوقت، لن يحدث الحادث.”
وأردفت: “علينا أن نضع خطة لتأجيل ذهابه في هذا الوقت.”
رد ستيف بقلق: “ولكن كيف سنمنعه من الذهاب في ذلك الوقت؟”
أجابت عائشة بحزم: “لا تقلق، الأمر يحتاج إلى بعض التدبير دون أن يشعر بالشك. لدي فكرة تدور في رأسي، لكنها خطيرة بعض الشيء وقد تؤثر على ثقتكما ببعض، لكن يجب علينا التفكير في الأمر لأنني أعتقد أنها الطريقة الوحيدة لإنجاح الخطة.”
ظهر التردد على وجه ستيف عندما سمع عن احتمال تقطيع الثقة بينه وبين صديقه. بينما كانت آيلا تشعر بالعجز أمام هذا الموقف، تمنت في داخلها أن تكون هناك خطة أخرى لا تضر بعلاقة زوجها بصديقه.
بينما كانت آيلا وستيف يتفكران في الخطة، التفتت عائشة إلى آيلا وسألتها، “آيلا، هل لديك ساعة؟ الليل مظلم ويجب علينا أن نأخذ استراحة لنخلد إلى النوم. حقاً أشعر بالدوران، لقد ظللنا نخطط طويلاً ونحتاج للراحة.”
أجابت آيلا، “نعم، أنتِ محقة، الأمر متعب ولدينا أيام قادمة نحتاج للراحة فيها. أما عن الساعة،” نظرت آيلا إلى معصمها لترى الوقت وقالت، “إنها تشير إلى 12:40 ليلاً. أوه، الوقت حقاً متأخر، إنها الثانية عشرة وأربعون دقيقة. هيا، يجب أن أجهز غرفتك الخاصة.”
ثم أضافت، “إذا كنتِ تحتاجين إلى شيء الآن، أخبريني.”
قالت عائشة، “أريد ماءً.”
وقفت آيلا وأشارت بأصبعها نحو اليسار، وقالت، “هناك المطبخ. فقط التفتي يميناً وستجدينه. الماء داخل الثلاجة.”
ردت عائشة، “حسناً، لقد فهمت. شكراً.”
استراحوا قليلاً وملأت عائشة ريقها بالماء. بعد دقائق، ذهبوا جميعهم للنوم. أما عائشة، وهي في غرفتها، ظل تفكيرها مشغولًا. “ماذا تفعل أمي الآن؟ هل يمضي الوقت بدوني أم يتوقف الزمن؟ سيكون هذا حقاً سيئًا إذا كانت أمي الآن تعلم أنني لست موجودة وتبحث عني طيلة ساعات وأنا هنا في هذا العالم الغريب.” رفعت رأسها معبرة عن اشتياقها بتنهيدة. “آه، اشتقت إليها. أتمنى أن يتوقف الوقت هناك، لا بأس لدي.”
بينما كانت سارحة، خطرت في بالها فكرة جعلتها تعدل جلستها سريعًا. “مهلاً! هل يمكن أن أستطيع التواصل مع أمي! يا إلهي، كيف لم أفكر بهذا من قبل؟ يجب أن أذهب إلى آيلا وأخبرها إذا كان لديها هاتف، وبالطبع رقم تواصل أمي لدي!”
نهضت سريعًا من السرير لترتدي الشبشب، ثم فتحت باب غرفتها. كان هناك ممر طويل حتى نهاية الزاوية اليمنى، ومقابل الغرفة كانت توجد غرفة آيلا. تقدمت ببطء ورفعت يدها لتطرق الباب بخفة. سمعت آيلا طرق الباب، وبينما كان زوجها نائمًا، لم تنغمس هي في النوم بعد. نهضت ببطء، التفتت إلى اليمين ووضعت قدميها على الأرض، ثم اتجهت بخطوات خفيفة وفتحت الباب.
ابتعدت عائشة قليلاً لتفسح المجال لآيلا للخروج. بينما كانت آيلا ترد الباب بيدها وجسدها مشغول مع عائشة، سألتها، “هل تريدين شيئًا؟”
عائشة، بحماس مخفي على ملامحها، قالت، “هل لديك هاتف؟ أعتقد أن بإمكاني الاتصال بأمي.”
ابتسمت آيلا وقالت، “حقًا!”
عائشة أكدت، “نعم.”