بطلة بين السطور - 5
بعد مرور سنتين
في تمام الساعه 8 مسا ًء عينها مغلقتين يسودها الظالم سمعت صوت ضجيج افاقها وهي محاوله لتفت َح عيناها ليسلط الضوء على
عينها ويعميها تعاود فتحها وهي تجاهد عضله عينيها حيثمها وصلت اخيرا لفتحها، لتدرك ما تراه عينها وتنظر حولها غرفه
يسودها اللون األبيض وهي تحرك رأسها لترى شماالً ويمينها امها اللتي بدأت تنظر لها بترقب وخوف حيث التعلم سبب هذا القلق
اخذت امها يديها وتقدمت برأسها لتسألها؛”هل ان ِت بخير اآلن؟ هل يؤلمك جسدك؟”
عائشة وهي تدرك انها في غرفه المستشفى:”ال، ولكن مهالً لماذا انا هنا؟، مالذي حدث!؟”
االم بقلق:”اال تتذكرين شيئا؟”
عائشه:”ال!”
االم وهي تربت وتمسك يد ابنتها:”لقد اصبنا بحادث سياره، وان ِت كن ِت بغيبوبيه مده سنتين”
فجعت عائشه من سماع كلمه غيبوبه لتستقيم ظهرها بسرعه وترى امها؛”ماذا!!، كيف ومتى واين حصل؟”
االم بحزن وتخفض رأسها؛”كان في سنه 2022 شهر 4 يوم 15″
ليأتي مشهداً سريعاً غامضاً حالما اغمضت عينها فتحت عينها بسرعه متفاجئه ماهذا
عائشه:”امي هل حصل شيئا اخر قبل الحادث او بعد بمده قصيره؟”
االم:”ال، لماذا اتتذكرين شيئاً”
عائشه:”نعم لكنه غير مفهوم بعض الشيء”
االم:”اذاً هذا غير مهم ال ترهقي عقلك استقيظتي للتو افردي ظهرك لترتاحي”
قبل سنتين من الحادث
شعرت فجأة عائشه بالدوخه، تغمض عياناها وتغلقها وهي ُتمسك برأسها بقوه محاوله تخفيف عدم وضوح الرؤية والدوران في
عيناها
نظرت آيال لعائشه وتفاجئت لتقترب منها وتمسك بكتفها بكلتها يديها من الخلف ورأسها منخفض بجانب رأس عائشه:”عائشه هل
ان ِت بخير؟!”
أدريان وستيف ينظرون بقلق
ليتفاجئوو جميعاً بأغماء عائشه و ارتداطمها على االرض وصرخوا:”عائشه!!”
لينفحنو جميعاً وتمسك آيال رأس وتتحس نبضها عائشه؛”عائشه هل تسمعينني؟”
آيال:”ستيف ساعدني لنأخذها للغرفه باالعلى”
آتى ستيف ناحيه قدميها لرفعها عن االرض وآيال تمسك بها بشده من الجزء العلوي ليتجهو معاً بحذر لألعلى، وبقي أدريان
مفجوع من ما حدث ظناً منه انه السبب في حالها اآلن حينما عرض ان يساعدها لتخرج من هذا العالم لألبد الى عالمها الحقيقي
وصلو للغرفه ووضعوها على السرير وقامت بتغطيتها آيال
ستيف:”ماذا سنفعل، هل نتصل بالطبيب؟”
آيال وهي جالسه بجانب عائشه في حافه السرير:”لننتظر اعتقد انه مجرد اغماء بسيط سأضع لها بعض الماء على جبينها
وعنقها”
ستيف:”حسنا”
ذهبت آيال لألسف لتخرج وعاء دائري صغيره تملؤه بالماء من المغسله واخرجت منشفه نظيفه من االدراج السفليه في المطبخ
لتغمس بها داخل الوعاء المليء بالماء وهي خارجه لألعلى رأت أدريان جالس لوحده على االريكه تحتله االفكار وانغماسه بها
لتقول بداخلها:”االمر ليس له عالقه بك موقفك صعب ستتذكره طيله حياتك اذا لم تفيق عائشه يا لألسف”
وتكمل طريقها لألعلى
بعد مرور ثالث ايام
آيال وستيف وأدريان والطبيب يفحص عائشه جميعهم واقفين ينتظرون من الطبيب كلمه
بعد تفصح الطبيب لعائشه ليقوم من حافه السرير ويلتفت لهم خلفه:”لقد حاولت ان افهم ما االمر لكنه غامض جدا،ً نبضها ال يزال
موجود ايضا التنفس لكن ال اعلم لماذا ال تستيقظ، هل انتم متأكدون انها فقط اغمى عليها؟ الم ُتصب بحادث او شيء قوي من هذا
القبيل؟”
آيال:”االمر لم يكون بهذه الشده، اغمى عليها فجأه وهي بيننا لم نعلم ماذا حدث”
الطبيب مخاطباً لهم:”اذا عليكم االنتظار فقط هي ال تحتاج اجهزه او طبيب اخر اذا جميع االطباء اللذين طلبتوهم يقولون كما اقول
اذا ال يوجود شيء بوسعنا، لكن ال تيئسو من الممكن االمر له عالقه بصحتها النفسيه ف يجب اخذ التدابير االزمه لتحسين
نفسيتها”
آيال:”حسنا سنحاول شكراً لك”
ستيف مخاطباً الطبيب:” ألخذك لألسفل”
اخذ ستيف الطبيب لألسفل، بينما آيال وأدريان محبطين، جلست آيال جانب عائشه لتتحدث مع أدريان خلفه وهي تنظر
لعائشه:”ماذا سنفعل هل لديك خطط؟”
أدريان وهو ُيمسك رأسه بأحدى يديه:”عقلي فارغ”
آيال بتفكير مفاجئ واستقامت بسرعه لترى أدريان:”مهالً!!، اال يمكن ان تكون عادت لعالمها الحقيقي؟”
أدريان:” هل هذا ممكن ان يكون جيداً لها؟”
آيال بحماس:”بالطبع، لقد كانت تظن انها ستبقى لألبد هنا وانها لن تعيش ذكريتها هناك وتنساها حالما تعود”
جاء ستيف من االسف وهو بطريقه سمع اصواتهم
ستيف حالما وصل وهو يراهم يتحدثون:”ماذا حصل”
التفت أدريان عليه، تقدمت آيال لستيف لتقول له بحماس:”اعتقد انها ذهبت لعالمها الحقيقي”
ستيف:”حقاً؟، كيف استنتجتي هذا؟”
آيال:”لقد كانت تظن انها ستبقى لألبد هنا وانها لن تعيش ذكريتها هناك وتنساها حالما تعود، ولهذا اعتقد ال يوجود سبب منطقي
اكثر من هذا السبب في الوقت الحالي”
ستيف:”صحيح ان ِت محقه”
الساعه 7:30 مسا ًء
عائشه نائمه ومرهقه منذ ان استيقظت في الصباح الباكر اليوم
لتفيقها امها:”عائشه ابنتي، هيا استيقظي لم تأكلي منذ ان أفقتي”
عائشه وهي تسمع صوت امها وتحاول االستيقاظ وهي تشعر براحه عميقه يتخللها الشعور بالنوم:”حسنا امي”
دخل الطبيب ومعه الممرضه لتأتي بطاوله طعام تحمل حساب خفيف دافئ وعصير المانجا في كأس زجاجي
الطبيب:”مرحبا عائشه كيف حالك اليوم؟”
عائشه:”انا بخير”
الطبيب وهو يشير للطعام:”يجب علي ِك ان تأكلي الطعام حتى ال
تشعر باالرهاق، هل تتذكرين ليله الحادث؟” ِ
عائشه تحاول تذكر تفاصيل:”ليله الحادث؟، ال”
الطبيب:”من الممكن ان تعود ذاكرتك في اي لحظه حينها عليك ان تأخذي االمور بهدوء وال تشعري بالظغط على نفسك”
عائشه:”شكرا سأخد بنصيحتك”
الطبيب:”رائع، هل تعلمين كم عمرك اآلن؟”
عائشه بأعتقادها:”هل 19 عاما؟”
الطبيب:”نعم، الزلتي صغيره امامك الكثير من المغامرات وعيش حياتك لم يفت اوان شيء بعد”
عائشه تشعر بثقل في لسانها عند الحديث:”نعم، ايها الطبيب اشعر ان لساني متخدر يصعب تحريكه”
الطبيب وهو يأخذ المصباح فوق السرير ويشغله على حلقها:”ألرى، حاولي تحركيه”
بعد الفحص بثواني يعود للخلف ويغلق المصباح:” هذا ليس خطير، النه لم تتحدثي فتره طويله ال بأس سيكون مع الوقت خفيف”
عائشه تحرك رأسها بنعم فهمت
ام عائشه وهي جالسه على الكرسي تلتفت للطبيب:”ايها الطبيب هل يمكنني التحدث معك على انفراد”
الطبيب:”بالطبع تفضلي”
خرجوا من الغرفه تاركين عائشه وهي تأكل بجسد مرهق لوحدها
ام عائشه:”اذا لم تتذكر ما حدث، هل سيكون االمر هكذا في كل مره تشعر بحادث جديد؟”