تحت ضوء النجوم - 5
قالت استر بينما تشد على يدها بقوة وتحاول كتم صراخها: “فالتخرج حالاً.”
“اوه يا اميرتنا الصغيرة! ليس من الآدب ان ترحبي بخالك هكذا!”
اخ الإمبراطورة الذي هو خال استر… الارشيدوق كالفن.
قبل عدت سنين… لقد كان هو من قتل والدة استر… اغتلها بينما كانت تحتضر من المرض والآلم ولم تكن قادرة على الدفاع عن نفسها… دخل الى غرفتها بصفته اخوها البكر ولم تمر دقائق حتى وضع السكين في داخل قلبها وقتلها.
في القانون الإمبراطوري يتم اعدام اي شخص يتجرأ على اغتيال شخص من العائلة الإمبراطورية. لكن بسبب دمه الملكي الذي يجري في عروقه تم نفيه الى جزيرة بعيدة لكن من الواضح انه استغل وضع القصر الغير المستقر ورجع الى القصر.
نظر الارشيدوق اليها من الاسفل الى الاعلى بغرور وسخرية: “ياللاسف، تبدين نسخة من تلك المشعوذة، لكن هذا جيد لاني لن اشعر بالشفقة اتجاهك بعد تخلص منك.”
لم تستحمل استر كلماته ومدت يدها لكي تلقي عليه تعويذة سحرية لكنها انصدمت ان سحرها لم يعمل عليه!
قال الارشيدوق وهو يضحك بصوت عاليا وسخرية: “هذا مضحك! هل تظنيني انني غبي لدرجة اتي هنا بدون إجراءات مسبقة؟ حسناً هذا يجرح كبريائي قليلاً.”
قالت استر بغضب بينما تقترب منه: “ماذا فعلت؟؟”
رفع االرشيدوق يده وكان هناك خاتم فضي بحجر ياقوتي ذو لون اسود في اصبعه: “اوه تقصدين هذا؟ لا شيء، فقط مجرد حجر صغير يجعلك عديمة الفائدة انتِ وسحرك، ولا تفكري ايضاً باستدعاء الحراس فجنودي محاصرين الغرفة بالفعل.”
اقتربت منه اكثر لتفصل بينهم ثلاث خطوات فحسب لكن االرشيدوق رفع سيفه ووضعه على رقبتها: “اي كلمة اخيرة؟”
ابتسمت استر بسخرية وهي تنظر الى عينيه مباشرةً: “صحيح ان جنودي وسحري غير موجودين الآن لكن هذا لا يعني انني لا استطيع استخدام يدي.”
بعد هذه الكلمات صفعت استر الارشيدوق بكل قوتها وجعلته يقع على الارض، انصدم لثواني وهو يشعر بالالم يتخدر في وجنته ولكن استوعب ما حصل له من اهانة واستقام وامسك السيف امام وجهها بشدة وهو ينظر لعينيها بحقد وغضب لكي يقطع رأسها لكن اوقفه صوت الباب.
دخل فجاءة الدوق موراي ويمشي ورائه فارسين. اشار الدوق للفرسان باصبعه على الارشيدوق وذهبوا وجعلوه يركع ارضاً امام ولية العهد.
قال الدوق وهو واقف بجانب وهو يحك مؤخرة راسه: “اسف على التأخير لقد كان هناك الكثير من جنود هذه الحشرة امام البوابة.”
نظرت استر الى الارض وهي تشد على يدها والغضب يملئها وتصرخ على الدوق: “ازل هذا الخاتم من اصبعه قبل ان اكسر كل مفاصله!”
نظر الدوق الى اصابع االرشيدوق الذي يصرخ ووجد ان هناك خاتم بالفعل فأمر الفرسان بنزع الخاتم ونزعوه بينما يحاول الارشيدوق المقاومة.
مدت استر يدها والقت عليه تعويذة لترفعه من عنقه. كان الغضب يعميها وهي تشد على رقبة الارشيدوق وهو يصرخ: “فالتتركيني ايتها الوغدة! سوف تخنقينني!!”
كان الدوق ينظر الى تعابير الاميرة التي فيها بعض التردد، رغم كرهها وحقدها على الارشيدوق مازال لديها بعض الضمير ولا تستطيع التفكير في قتل شخص من نفس دماء امها الراحلة.
وقف الدوق خلفها وانزل رأسه بالقرب من اذنها وهمس بهدوء: “هذا الشخص قتل امك، قتل احد افراد عائلتك، قتل امك بسبب طمعه وجشعه للعرش، يجب ان تتخلصين من الأوغاد امثاله لكي تحظي بمملكة امنة لسكان شعبك، عليك قتله بدون تردد وخوف.”
شعرت استر بموجة من الكلمات الذي حفز غضبها اكثر فبدأت بالضغط على رقبة الارشيدوق اكثر.
بدأ يتنفس الارشيدوق بصعوبة وكان يقول بينما يضح يده على رقبته: “سوف اختنق!! اي احد فاليساعدني بسرعة!”
بدأ بأخذ انفاسه الاخيرة بينما يحاول حتى اخر لحظة له بالنجاة، لكن لم يساعده احد ومات في يد ابنة اخته.
تركت استر الجثة على الأرض بعد ان تأكدت أنه مات وبدأت تنظر الى يدها بهدوء وصمت.
وضع الدوق يده في جيبه وهو ينظر للجثة الشاحبة تحت قدميه وقال لاستر: “كيف شعرتي؟”
صمتت استر لفترة حتى ردت عليه ببرود وهدوء: “…الفراغ.”
فكر الدوق قليلاً وقال بهدوء: “حسنا هذا افضل من اي شعور اخر مثل الندم على التخلص منه.”
قال الدوق بعدها للفرسان وهو يأشر على الجثة: “خذ جثته واحرقوها فهو لا يستحق الدفن حتى، واعلنوا موته بتهمة محاولة اغتيال العائلة الإمبراطورية للمرة الثانية.”
انحنوا الفرسان وقالوا: “امرك سيدي.”
امسك الدوق بيد استر وقال بابتسامة مرحة كأن شي لم يحدث: “يبدو ان الطعام قد برد بالفعل! يجب أن نطلب من الخادمات من ان يعدوه مرة اخرى!”
استفاقت اشتر من شرودها ونظرت له بحيرة واستغراب: “هل لديك شهية للاكل حتى بعد كل هذه؟”
نظر الدوق اليها باستغراب اكثر وقال: “هل هذا المنظر يشبع معدتي ام ماذا؟”
“غريب اطوار” هذا اول ما قالته استر في عقلها بعد سماع كلماته.
اتجهت الى الباب وقالت: “فالتاكل انت انا لست جائعة.”
ركض الدوق ورائها وقال: “هيييي انا لا احب الأكل لوحدي، وايضاً الم اقل لك انه لا يجب أن تهملي جسدك هكذا من اجل شعبك؟”
اكملت استر مشيها وهي تنظر الى الحراس وقالت: “لا تدعوه يقترب من غرفتي اليوم.”
وقف الحراس امام الدوق وقال بانزعاج وتذمر: “انت حقاً قاسية يا سموك!”
نظر الى الساعة واستوعب الوقت وقال بتوتر وارتباك: “اوه تباً لقد نسيت! لقد وعدت زوجتي واطفالي بتناول العشاء معا اليوم!”
استدار الدوق وقال وهو يلوح لاستر: “حسنا انتِ محظوظة اليوم فانا لن ازعجك حتى يوم غد! تصبحين على خير سموك!”
لم تهتم استر الى كلمه واكملت مشيها الى غرفتها.
وصلت الى الغرفة وهي تنظر الى مايدي التي واقفة تنتظرها عند الباب. قالت استر بينما تفتح الباب: “اخبرتك انك لست بحاجة لان تقفي امام الباب هكذا تستطيعين ان تدخلي الى الغرفة متى ما شئت.”
-“اسفة سموك لكن كان هناك شيء يجب أن اسلمه لك شخصياً.”
يتبع…