تحت ضوء النجوم - 6
خطت استر الى الغرفة وقالت لمايدي بصوت هادئ وهي تجلس على حافة سريرها: “ماذا هناك؟”
قدمت مايدي اليها مجموعة من الرسائل والاوراق المختومة من قبل الاختام التي تملكها فقط اصحاب المنازل العريقة في الامبراطورية، وقالت بهدوء وأدب: “إن هذه الرسائل من العائلات النبيلة ذو المراتب العالية، ومن واجبي ان اسلمها لك مباشرةً.”
مسكت استر الرسائل بيديها وتتصفحها بهدوء ثم تنظر إلى مايدي وتقول بهدوء وحيرة: “وما نوع هذه الرسائل؟”
قالت مايدي وهي تنظر للارض ونبرتها هادئة: “بعضها تعازي لوفاة الامبراطور السابق، وهناك ايضا بعض خطابات عوائل النبيلة لك واعلان دعمها وولائها التام لك، وايضاً…”
صمتت مايدي لفترة تشعر بالتردد من اخبارها لكنها تأخذ نفس عميقا واكملت كلامها بهدوء وحسرة: “وهناك بعض رسائل الغزل وعروض الزواج.”
قهقهت استر بخفة وسخرية وهي تقرأ الرسائل الغزلية الموجودة بين اصابعها: “ياله قذارتهم، يريدون شخص لم يتعدى عامه الثالث عشر ان يتزوج من اجل طمعهم بالسلطة والنفوذ.”
استقامت استر من السرير ورمت الاوراق على الدرج بجانبها وتقول بهدوء وصرامة: “احرقيها كلها.”
-“حاضر سموك.”
-“وايضاً فالتحضري لي الأعمال والقوائم وكل شيء يتعلق بمأدبة الغد لكي ننهيه قبل الفجر.”
-“سوف احضر كل شيء حالاً.”
جلست استر فوق مكتبها دراستها في غرفتها وهي تتكأ على الكرسي وتشعر بالتعب القليل بعد كل الاحداث التي حصلت اليوم، تشعر بالفراغ وعدم الرغبة في الاهتمام بأي شيء سوا عملها وواجباتها تجاه الامبراطورية.
دخلت مايدي الى غرفتها وتضع كومة الاوراق فوق مكتبها الخشبي، بدأت استر بالنظر الى اوراق والعمل التي عليها أن تبأشر به، فهي تعرف كل شيء عن عمل الإمبراطوري بالفعل فلقد قضت حياتها في الدراسة من اجل تولي الحكم والقيام بواجب الوريث الإمبراطوري.
في هذه الأثناء في منزل الدوق انريكي…
وصل الدوق الى المنزل بحصانه الى منزله او بالأحرى قصره فهو يعتبر من اكبر القصور وافخمها بعد القصر الامبراطوري.
عندما انفتح الباب له وجد زوجته تنتظره عند الباب وقالت له بتذمر وهدوء وهي تنظر لعينيه بصرامة وتعقد ذراعيها: “لماذا تأخرت، موراي انريكي؟ حسبت انك نسيت وعدنا.”
قال الدوق بينما يحك مؤخرة رقبته بتوتر وندم: “اسف زهرتي، لقد كان هناك عمل مهم في القصر الامبراطوري.”
تنهدت بهدوء وهي تنظر لعينيه وقالت الدوقة بقلق وحزن: “هل ولية العهد بخير؟ لقد رأيتها في العزاء لكن لم اعزيها شخصيا لكي لا ازعجها اثناء توديعها ابيها.”
-“هي بخير، إني ساعدتها لتستقر وتأخذ عرشها بدون مشاكل.”
-“اوه هذا مطمئن، اخبرني اذا حصل اي شيء جديد.”
-“بالتأكيد ألثيا.”
قاطع حديثهم الصراخ المرح لولدهم بينما يتزحلق من على سياج درج القصر وهو يضحك بتسلية.
عندما وصل للارض نزل بسرعة وكاد أن يقع لكن ابيه امسكه قبل وقوعه: “ألبرت أنتبه! من الممكن أن تتأذى!”
قالت الدوقة بينما تلوح بيدها بمرح وضحكة خافتة: “بحقك انريكي! لا تقلق أن ألبرت يستطيع أن يحمي نفسه.”
قال ألبرت بينما يبتسم بفرح ولطف لابيه: “أنا بخير يا أبي شكرا لمساعدتك.”
ترك الدوق يد ابنه وفرك بتذمر وسخرية قائلاً: ” على ما يبدو سوف تصيبني سكتة قلبية قريباً.”
بدأ ألثيا وألبرت بالضحك بهدوء وبعدها صرخت ابنتهم الصغيرة ذات التسع بتذمر وعبوس من فوق الدرج: “أبي هيا بسرعة الطعام يبرد!”
حمل الدوق ابنه على ظهره وامسك يد زوجته بلطف وصرخ بمرح واغاظة: “نحن آتون، ارميز.”
أدارت ارميز عينيها ثم تستدارت وذهبت الى قاعة الطعام ولحق البقية بها ثم جلسوا على الطاولة.
بدأو بالحديث مع عن بعض اكيف كان يومهم وما الى ذلك….
قالت الدوقة بتسائل وهي تنظر لزوجها: “غدا المأدبة، اليس كذلك؟”
الدوق بينما يضع الشوكة في ويتناول طعامه: “نعم، حلوتي. وسوف اصبح شريك ولية العهد، وانتِ أيضا يجب أن تحضري لكني سوف أتي عندك لكي لا تشعري بالعدم لقدومك بدون شريك.”
ابتسمت الدوقة بابتسامة متكلفة وقالت بهدوء ومزاح: “لا حاجة استطيع تدبر امري هناك فاساسا اذا اتيت عندي سوف يتجمع الناس عندنا مثل الذباب وانا اكره وجود الكثير من الناس حولي. يمكنك الذهب، لن يكون البقاء في مأدبة امبراطورية لوحدي اصعب من محاربة ثلاث وحوش من الدرجة السابعة معاً.”
عبس الدوق من كلمات زوجته وقال بتذمر ومرح: “انا متاكد انك ستنادينني في النهاية لمصاحبتك، حلوتي.”
نظر الدوق الى جانبه وينظر لابنته الصغيرة التي تتناول طعامها بهدوء وأدب وقال لارميز بهدوء: “كيف مدرس التاريخ الجديد؟”
قالت ارميز وهي تبلع الطعام: “أنه جيد، يعطيني معلومات وفائدة اكثر من المدرس السابق الذي كان يفتخر بكونه شارك في الحرب وينسى امر تدريسي.”
قالت الدوقة بهدوء بينما تضع يدها على خدها وتتنهد: “انها مدمنة دراسة بالفعل انا قلقة عليها فهي في اغلب وقتها تدرس او تحضر دروس اضافية.”
قالت ارميز بتذمر لطيف وعبوس: “بحقك امي! انا احب الامر واريد ان ادرس بجد لكي ادخل الاكاديمية الامبراطورية بدرجاتي وجهدي ليس بتوصيات مثل باقي النبلاء الاغبياء!”
وضع الدوق يده على رأس ابنته ويداعب شعرها بلطف ومرح وقال وهو ينظر لها بفخر: “سوف ادعمك بكل ما استطيع لدي تصبحي الأولى على جميع الأكاديمية.
ابتسمت ارميز بلطف وحلاوة وعادت لتناول طعامها وحين اذن قال الدوق لألبرت بتسأل: “هل درس المبارزة مع امك يسير بشكل جيد؟”
قال ألبرت بعبوس وتذمر بينما يأشر الشوكة على امه: “أسئلها.”
عرف الدوق على الفور ما يحصل له ونظر الى الدوقة التي ترفع كتفيها وتقول بإنكار ومرح: “انا لم افعل شيء.”
ابتسم الدوق مكر ومرح: “أوه بحقك، انا اعرف بالفعل طريقه تعليمك لفرسان الدوقية.”
قال ألبرت بتذمر وانزعاج بينما يضع شوكته على جانبه فوق الطاولة: “أنها تعنفني لا تدربني! تجعلني الوح بالسيف 500 مرة باليوم والركض ثالث كيلومتر كل يوم!”
تنهد الدوق وقال: “لا تخف سوف يبدأ تعيين الفرسان الجدد بالإمبراطورية وعندما دخل هناك بعد تخرجك من الاكاديمية سوف تدرب مع افضل المعلمين.”
قالت الدوقة وهي ترفع حاجبها: “اتقصد أن تدريبي ليس جيد؟ لعلمك أنا كنت افضل فارسة بين فرسان الدوقية كلها!”
قال الدوق للدوقة بمكر ومغازلة: “افضل فارسة وافضل سارقة قلوب التي عرفت كيف تسرق قلبي.”
اصبح وجهه الدوقة كله احمر من الخجل والاحراج وبدأ الجميع بالضحك بينما هي تضرب كتف الدوق بين ضحكاته.
قال الدوق بالم وضحكه لم يتوقف: “ايها الاطفال ساعدوني أمكم سوف تخلع كتفي.”
لم يساعده احد فهو يستحق الضرب بالفعل.
وهذا انتهت الليلة عند الدوقية الكبرى.
لكن في جانب استر في القصر.
بعد عمل دام ساعات بمساعدة مايدي والسهر حتى الصباح اكملت كل شيء بالفعل بعد الخامسة صباحاً.
تركت الورق الذي في يدها ومددت جسمها بألم وتعب وهي تغمض وتفرك عينيها باصابعها: “اهه. تباً اشعر أن جسدي سوف ينهار في اي لحظة من النعاس والتعب.”
نظرت مايدي لها بقلق وقالت بينما تضع يدها على كتفها بلطف: “لقد كان من الخطأ تركك على العمل كله لوحدك انا اسفه.”
وضعت استر يدها على يد مايدي الموضوعة على كتفها وقالت لتطمئنها: “لا تعتذري هذا ليس خطأك، انه من واجبي ولا يستطيع احد ان يفعل هذه العمل غيري.”
استقامت من مكانها وقالت وهي تضع يديها على خصرها وابتسامتها تعلوا وجهه بلطف ومرح وهي تحاول اقناع مايدي انها بخير: “وايضا اذا كنت قلقة من ان يغمى علي من التعب تذكري اني ساحرة امبراطورية وقوية واستطيع عالج نفسي بثواني.”
وضعت استر تعويذة على نفسها لكي تستعيد طاقتها ولا تشعر بالنعاس في منتصف اليوم.
سعدت مايدي بعد رؤية سمو الاميرة الصغيرة كبرت واصبحت بالفعل كبيرة لتتحمل مسؤولية كبيرة مثل هذه، واقسمت على نفسها بمساعدتها قدر الامكان وتكن ولائها لها الى الابد.
لم تشعر إلا أن دموعها نزلت من مدامعها وتنزل على وجنتيها كقطرات الندى النقية وابتسامتها الحلوة على وجهه: “سموك! انا فخورة بكِ جدا.”
شعرت استر بالتوتر والارتباك بعد رؤيتها دموعها وحاولت تهدئتها وهي تقول: “لا تبكي لا تبكي، أنا من يجب أن يبكي ليس أنتِ، ‘لا يجب أن نظهر ضعفنا للعالم.’ اليس هذه المقولة التي تقوليها لي دائماً؟ يجب عليك أن تعديني أن لا تبك بسببي حسناً؟”
بدأت مايدي بمسح دموعها وقالت بصوت مبحوح ولطيف: “انتِ محقة سموك. اعدك أن احميك بكل ما اوتيت من قوة.”
قهقهت استر بخفة وهي تنظر الى مايدي: “بحقك الا تعرفين انني اقوى شخص في الإمبراطورية؟ حسنا لنقم باتفاق صغير! ما رأيك أن تحميني انت وانا احميك أيضا في نفس الوقت؟”
-“موفقة!”
-“اعتقد أنه يجب ان نجهز نفسنا الآن فهناك الكثير من العمال في القصر اليوم.”
-“حسناً، جلالتك. سوف اجهز الحمام لك!”
ذهبت مايدي مسرعة وهي تركض خارج الغرفة وهي تبتسم بسعادة وفرح. ضحكت استر بخفة على نشاطها ونظرت الى النافذة وهي تتنهد واتجهت الى الشرفة وهي تنظر للسماء التي تشرق مجددا وتتذكر انه يوم اخر بدون شخصها المفضل، سندها وامل حياتها ليس موجود. انهمرت الدموع على خديها وهي تتكأ بكوعها على الشرفة وتنظر الى الشمس المشرقة وتشعر بالتحطم والفراغ بداخلها.
-“اشتقت لك يا ابي…”
يتبع…
My insta user: @juseu.n