تهويدة الملائكة - ch-1
الفصل الاول بعنوان ( دخيل)
كوريا /مدينة دايجو متروبوليتان / السنة 2004
تجلس
تلك الفتاة الصغيرة البالغة من العمر احد عشر عاماً امام نافذة غرفتها الواسعة لقد كانت شاردة في تلكَ السماء الغائمة و تلكَ الامطار التي تهطَّل بخفة و تقطع
لقد كان مقطع صغير من الأمطار التي لم تدم طويلاً حتى تلاشت القطرات التي كانت تتناثر على زجاج النافذة
قامت بفتح تلكَ النافذة المُغلقة ليهب نسيم هواء بارد على وجهها الناعم كل نفس كانت تأخذه كان يخرج البخار من ثغرها لشدة برودة الجو
لقد كان سبب شدة البرودة في فصل الشتاء هو ان المنزل يقع بالقرب من الغابة
قامت تلك الفتاة بإغلاق عينيها بينما لا تزال الرياح الباردة تهب لقد كانت ترتجف لكنها تأبى اغلاق هذه النافذة التي تسمح بدخول البرد
” روما ”
” انسة روما ”
لقد كان صوت الخادمة التي لم تستمع الى إجابة روما لتقوم بدخول الغرفة دون اذنٍ مسبق
شهقت تلكَ الخادمة عندما رأت روما الجالسة امام النافذة المفتوحة بهذا الجو البارد ، و لان روما عندما تمرض تكون بحالة سيئة للغاية بسبب مناعتها الضعيفة
” أنستي الصغيرة سوف تمرضين ”
من دون استماع الى اجابة الصغيرة قامت الخادمة بإغلاق النافذة و تحريك الستار نحو النافذة
” لما فعلتي ذلك لربما تمرضين ، هل تناولتي دوائك على أية حال ؟ ”
قالت الخادمة باستياء من روما التي تجاهلتها …. استقامت روما التي كانت ترتدي ثياب نوم سماوية مطرزة رغم ثيابها العادية إلا أنها كانت جميلة بالنسبة لفتاة بالحادية عشر
” عليكِ تغير ثيابك …. السيد و السيدة مينهارد سيعودان قريباً لذا دعيني أجهزك ”
ما قالته الخادمة جعل من روما تقطب حاجبها لم تكن بالشخص الذي يظهر مشاعره و لكن هذا الامر غريب بالنسبة لها منذ متى كان عليها ارتداء ثياب لأستقبال والديها ! الأمر مشبوه
” لماذا ! لا اريد ”
أجابت روما بعناد و برود لتذهب و تستلقي على السرير تنهدت الخادمة لتقول
” و لكن … حسناً السيد و السيدة حضرا لكِ مفاجاة ! لذا عليكِ ارتداء ثياب جميلة لأستقبالهم ”
قالت بنبرة لطيفة مصطنعة لأقناع روما
رفعت روما حاجباها بتعجب
” ما هي المفاجأة ؟ ”
” لا أعلم ”
ظلت روما تنظر الى الخادمة المدعوة هي سو تنتظر منها ان تعترف انها تعلم و لكن ملامحها خابت بعدما أدركت ان الخادمة لا تعرف شيئاً بالفعل
في مكان آخر
خرج ذلك الفتى الصغير برفقة أمتعته القى نظرة أخيرة ورائه لا يصدق انه سيترك ذلك المكان اخيراً لقد كان ميتماً ميتم ( لاماسان )
ابتسامة خافتة ظهرت على محياه
“جون تعال الى هنا ”
نادته تلك الامراة و التي تبنته للتو مع زوجها لقد كان جون الصغير سعيدا من أعماقه لأنه حصل على عائلة !
لكنه لم يظهر سعادته وحماسه لشعوره بالخجل منهم
قامت تلك المراة بالنزول لمستوى جون الصغير البالغ من العمر تسع سنوات ابتسمت المراة مظهرة أسنانها البيضاء لقد كان جون ينظر أليها بوجهه مندهش من جمال السيدة التي أمامه
جفل جون عندما شعر بنسيج شفتيها على وجنتاه سرعان ما توردت وجنتيه
” لطيف ”
هذا ما قالته السيدة الجميلة كما أسمها جون بداخله
” ش شكراً سيدتي ”
شكرها جون على مجاملتها له فهذه المرة الاولى بحياته يسمع بكلمة ‘ لطيف ‘ موجهة له
” كلا جون بل أمي ! انا أمك منذ اليوم و انتَ جون مينهارد هل فهمت …انتَ ابني الان ”
قالت السيدة لجون الذي نظر اليها بدهشة
ام !
هو سيحصل على على لقب عائلة و ام ايضاً لا يصدق جون ان أحلامه تحققت بيوم واحد فقط من كان يعتقد انه سيتم تبنيه من هذا الميتم
لطالما تعرض جون للتنمر من قبل الأطفال الآخرين في الميتم و اليوم هو سيتخلص من ذلك الجحيم كما أسماه
السيدة مينهارد أخبرته أنه سيكون له أخت تكبره بسنتين فقط لا يعلم اي نوع من الاخوات هي و لكن مهما كانت تلكَ الفتاة فهو سيحبها لأنها أمست أختاً له
. . .
قامت روما بالنزول فور أن علمت أن والديها قد وصلا اخيراً فهما دائماً ما يذهبان لرحلات عمل أو حفلات اجتماعية
لذا لن يكن هناك الكثير من الوقت التي تقضيه برفقتهم على الاقل هي تلتقي بهم مرة كل يومين و لكن بسبب حالتها النفسية السيئة هم يضطرون الى إلغاء بعض المواعيد احياناً
” أمي … أبي ”
قالت روما بابتسامة فور رؤيتها لوالديها لكنها أزالت هذه الابتسامة مع ملامح مضطربة فجاة
” من هذا الفتى ؟ ”
رفع جون نظره نحوه تلك الفتاة لقد كانت فتاة تشبه السيدة مينهارد تماماً شعر أسود بشرة بيضاء شاحبة لا شك من أنها روما ! الفتاة التي ستكون اخته
لقد كان الجو غريباً بسبب تعبير وجهه روما
” روما عزيزتي ، هذا الفتى هو اخوكِ جون ”
نطق السيد مينهارد اخيراً لقد كان الجميع الموجودين يلمحون لرؤية ردة فعل روما ؟
أدركت روما اخيراً أن عائلتها قامت بتبني هذا الفتى الذي أمامها الأن
قبضت على يدها بقوة بينما تُرسل لجون نظرات حادة جعلته يبهت إنارة من القلق داخله
” هذا ليس أخي و لن يكون أخي ! ”
صاحت روما بغضب لتذهب صاعدة الى غرفتها جفل جون من قولها حتى انه قوس شفتيه بقهر
صمتَ كلَّ من السيد و السيدة مينهارد و ليس و كأنهم لم يتوقعوا هذا و لكن على اية حال هم ليس عليهم القلق كثيراً بشأن هذا
” لا بأس هانا لا تقلقي هي ستكون بخير ”
قال السيد مينهارد قبل ان يذهب و يلحق بابنته روما مخاطباً زوجته التي أومأت بهدوء
لقد كان جون الصغير يراقب بحذر و غرابة حوله
استدارت السيدة مينهارد نحوه لتصنع ابتسامة دافئة لجون و كانها تقول لا تهتم لتلك الفتاة الغربية هذا ما استنتجه جون بينما تقوم بمد يدها نحوه
” هيا بنا جون سأدلك الى غرفتك الجديدة لقد طلبت من هايسو تحضيرها لاجلك ”
بينما كان جون يمشي برفقة السيدة هو كان يراقب المكان بدهشة فهو لم يرى منزل كبير و جميل كهذا من قَبل
لقد كان كل شيء من الرخام بينما اغلب الديكورات الموجودة كانت من الخشب ، اوصلت السيدة المدعوة هانا جون الى أحد الغرف و التي ستكون غرفته
” جون عزيزي أدخل هذه هي غرفتك ، أذهب و خذ قسطاً من الراحة لا شك من أنكَ متعب اليوم ”
اومئ جون لحديثها لتقوم هي بالتربيت على شعره بنعومة لترحل
لقد كانت العاشرة ليلاً بالفعل و جون الصغير يشعر بالنعاس منذ وقت طويل و الان هو سينام على سرير دافئ هذه الليلة
قام جون بلف جسده الصغير بلحاف السرير هو لم ينم بسرعة كالعادة بل كان يفكر باشياء عديدة إلى ان غلبه النُعاس و نام لانه ليس من الأشخاص الذين ينامون في أي مكان
هو فقط سيعتاد عليه قريباً
….
يقف ذلكَ الفتى بعيداً عنها
كان ينظر لها بهدوء لم تكن نظرة هادئة بل صاخبة ايضاً
” توقف لا تذهب ”
صاحت روما بصوت عالي لتوقفه عن المشي بعيداً لقد كان امام الغابة
و لكن و من غير المتوقع هو توقف واستمع إليها تقدم الفتى نحوها لتقوم روما بسرعة تأخذه بين أحضانها و كان حياتها تتوقف على التمسك به
و لكن من كان بين ذراعيها قد أختفى فجاة و لم يتبقى من أثاره سوى الدماء القاتمة حتى ان ثياب روما كانت ملطخة بالدماء بشكل مفزع
” كلاااا”
شهقت روما بفزع من سريرها لتنظر نحوها بخوف
قابلها الظلام الذي يستوطن الغرفة بفعل الليل و غياب الشمس …. تعرقها و تنفسها الغير منتظم كان بسبب هذا الكابوس المزعج
قامت روما تحتضن نفسها بخوف حتى أنها ذرفت الدموع
لا تصدق انها حتى في الاحلام تفقده بشكل مخيف
لطالما كانت هذه الكوابيس تلاحقها منذ أن كانت في التاسعة من عمرها
” ماذا ! ماذا هناك ؟ ”
أردف جون مع اعين متسعة فهو استيقظ في منتصف الليل بسبب ذلك الأنين كانه شخص ما هناك يبكي ؟
لقد كان جون على وشك رؤية ماذا هناك فور ان خرج من الغرفة قابله الرواق المظلم هذا جعله يعود أدراجه للسرير بسرعة راكضاً
” يا ألهي ! هل هذا هو صوت الاشباح ! ؟ ”
قال جون بخوف يحادث نفسه و لكنه قد نفى هذه الفكرة محرك رأسه يمنةً و يسرةً