خارج الجحر - 1
{أسطورة شجرة العالم يقال أنها أضخم شجرة في الوجود تستمد طاقتها من تلك الكائنات الحية، القشرة الأرضية ثابتة كونها تمد جذورها لكل أنحاء الأرض لكن بالرغم من حجمها فلا أحد على دراية بمكانها}
تلك هي أسطورة شجرة العالم حيث لا وجود لفرد في قرية دينترو إلا وقد سمع بها، أنا وعن نفسي لا يمكنني التصديق بوجود شيء كهذا؛ لأن العالم صغير جدًا أيمكنها أن تختبأ؟ لقد زرت كل بقعة في قريتنا ولم أرى شيء كهذا، لا بل ولو لم أفعل فإن كانت ضخمة بالفعل لم نرها؟ مشيت بعيدًا عن القرية فوصلت إلى الحاجز الذي يحوِّط القرية وضعت يدي عليه وتمتمت
“إلا لو كانت موجودة وراء هذا الحاجز”
حاجزًا لانهاية له وخدشه لشيء محال لا يعلم أحد ما خلفه، هذا هو نهاية العالم الخاص بقريتنا.
“نيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه~ مالذي تفعله هنا مجددًا”
فزعت لوهلة واستدرت بسرعة، آه لقد أخافني ذلك، من غيرها يمكن أن يناديني بذلك {نيه} إنها أختي إيلوس الشخص الوحيد الذي ينادني هكذا
“هي هي هي~ انظر إلى نفسك كيف ذعرت”
“ماذا تريدين”
“قدمت لأناديك للغداء عليك شُكْري”
أدارت إيلوس ظهرها وراحت تتقافز يمينًا وشمالًا عائدة للمنزل وذهبت أمشي خلفها عابرًا الغابة هادفًا المنزل وبعد برهة من الزمن ليست بطويلة وصلت للمنزل حينها لاحظت أن نعله موجود هنا مرة أخرى…ياللإزعاج…أخذت تنهيدة ودخلت
“يو نيهتا هل جئت”
كما توقعت المزعج ستريوش. إنه ليأتي لهنا أغلب الأيام قعدت بجانبه وقرصت فخذه أصدر صرخة ولكنه كتمها على الفور وعض شفاهه قليلًا لإسكات نفسه أبعدت يدي عندما سألته أمي وهي تضع الطعام على المائدة ما إذا كان بخير لكن الشخص الذي أجابها كان إيلوس عندما قالت : “دعك منه هو دائمًا ما يقوم بأشياء غريبة”
أقترب مني ستريوش وهمس لي “هل عليك إحراجي أمام إيلوس”
“بل أنت مالذي تفعله بمنزلي مجددًا”
“جئت لرؤيتك لأنك صديقي أليس كذلك؟”
“بل لرؤية إيلوسـ-”
“شششـ- ستسمعك”
وعلى غفلة منا بينما ما زلنا نتنازع ذلك النزاع البسيط بصوتٍ خافت وجهت إيلوس نظرها إلينا وأردفت:”أنتما عما تتهامسان”
فبسرعة قلنا في الوقت ذاته:”لا شيء يخصك!”
لا أدري ما السبب لكن أشعر أن لو عرفت إيلوس عن كوْن ستريوش معجب بها فسأكون الشخص الذي سيتلقى اللوم
“هيا لتأكلوا بسرعة حتى نذهب لمساعدة أهل القرية” قاطعتنا أمي
أوه صحيح اليوم في المساء سوف يقام حفل تأسيس القرية، ذهبت كل من أمي وإيلوس بعد الفطور لمساعدة نساء القرية بتحضير الحلوى بينما ذهبت أنا وستريوش لتعليق الزينة وسلخ الحيوانات…آه، لاشيء أسوء من العمل مع ستريوش ستضطر لسماع تذمراته وثرثرته طوال الوقت هو حتى لا يقوم بالمساعدة إنشًا واحدًا وظيفته الوحيدة هي جعل الأمور فوضوية وإفساد كل ما يوكل إليه. ذهبت لأعلق بعض الأشرطة الملونة بالقرب من المكان الذي تعمل فيه النساء أسندت السلم للحائط وصعدته فوثبت على حافة إحدى النوافذ، وعلى حين غرة رأيت ستريوش قادم بسرعة ويصرخ لي “سأساعدك” تسلق السلم بسرعة دون إعطائي فرصه للجواب عليه، هل يجب ان يكون مندفعًا بهذا الشكل؟ فجأةً إنزلق السلم وعندما كاد ستريوش السقوط أمسك بي ووقع كلانا فوق الحلوى التي تحضرها النساء، يمكنني الشعور بالنظرات الغاضبة من حولي سمعتهم يقولون “أوه هذان الاثنان مرة أخرى” تبًا مالذي يعنونه بهذيْن الاثنيْن؟ لقد كان خطأ ستريوش وحده! سئمت من مشاركة الذنب مع هذا الأحمق لكن الآن بفضل ذلك أستطيع الشعور بالراحة على الأقل؛ منذ أنه تم استبعادنا من العمل، يمكنني الاسترخاء بعيدًا عن الإزعاج بالرغم من أنني على دراية كوْن ستريوش سيُقْتل من الضجر، رغبة مني للحصول على الراحة مشيت بعيدًا متجه إلى الحدود هناك وحين كنت أقطع النهر الذي يحوّط بالقرية أحسست بحركة غريبة من حولي، لا أعتقد أنه بالأمر المهم حقًا سأكمل مسيري فحسب ولم تكن بفترة طويلة حتى لمحت شخصًا بشعر أسود تحرك بسرعه بين الاشجار واختفى. أشعر أسود وبشرة ملونة؟ صدقًا؟ إن هذا لمحال، أم هل كنت اتوهم؟ آه… لابد انني كنت أتوهم أكملت مسيري وأنا على قناعة تامة أنه مجرد وهم، من المستحيل امتلاك أحدهم شعرًا غير أبيض أو بشرة كلتي توهمت رؤيتها أكملت مشيي حتى وصلت إلى حدود القرية وهناك سمعت صوتًا قادمًا من وراء ظهري
“…مرحبًا…هل يمكنني الحديث معك”
نظرت خلفي وتجمدت على الفور حينها لم أكنْ أتوهم تمامًا كما لمحت، كان يبدو متوترًا نوعًا ما ضغطت على شفتاي لأقول:”من أنت؟”
“حقيقتًا لقد جئت من خارج هذه القرية و-”
“توقف مالذي تعنيه بخارج هذه القرية؟ إنه فقط عالمنا نحن”
حك مؤخرة رأسه ليفكر قليلًا وحدث القليل من الصمت حينها…حسنًا لطالما فكرت بالأمر على أنه عالمنا نحن فحسب ولكن وجود هذا الشخص هنا ينفي الأمر برمته.
“من أنت؟”
أعدت سؤالي له ثانيةً، كي أسمع الجواب كاملًا هذه المرة
“بعد رحلة طويلة فقدت وعيي لا استطيع تذكر ما حدث قبل ذلك وعندما استيقظت و-”
“وجدت نفسك هنا”
على الرغم من كوني نويت سماعه كاملًا إلا أنني قاطعته بتلك الطريقة الساخرة لكنه أجابني بنوعٍ من التردد “نعم”
حل الصمت لوهلة ثقيلة من الوقت لكنه حرك فاهه مرة اخرى
“لقد كنت هنا منذ الصباح لقد نظرت اليكم من بعيد كنتم بأكملكم شاحبو اللون مجردون من الألوان حسنًا لقد كان مخيفًا بعض الشيء لذلكـ-”
“مهلًا قليلًا ألا تعتقد انك المخيف هنا يا رجل؟”
“آه…نعم أدرك أني قد أبدو غريبًا بالنسبة لكم كذلك”
“إذاً باختصار أنت تعني أنه يوجد عالم خارج الحدود وأنت جئت منه”
“أجل”
في الواقع انها فكرة عجيبة لكنها منطقية ولا منطقية في الوقت ذاته، ذلك مثير للاهتمام…لكن بصراحة التفكير في كون هذا الفتى خائفًا منا يجعل الأمر يبدو سخيفًا بعض الشيء، لسنا متوحشين أو ما شابه لذلك لن يقوم أحدهم بالهجوم عليه مادام غير مؤذي بالطبع
“…نيهتا…” “…نيهتا…” سمعت صوت ستريوش يناديني نظرت خلفي ورأيته يضع يديه على ركبتيه ويتنفس بصعوبة جراء كونه قد جاء جريًا لهنا
“يوو أين كنت هل تعرف انني كدت أن أُقتل من الضجـ-”
نظر ستريوش الى ما بخلفي وصرخ:”ذلك ذلك ذلك!!!”
“إنه شخص يدعي أنه قادم من خارج الحدود”
“نيهتا الكمني كي أتأكد من كوني لا أهلو-”
من الجيد أنه أقترح ذلك جميع أحقادي والمشاكل التي أقحمني فيها فرغتها في تلك اللكمة، تحرك ستريوش من مكانه قليلًا ثم وضع يده على خده
“أيها البغيض أكان عليك جعلها بتلك القوة؟”
“كي أتأكد من جعلك تدرك انها ليست هلوسة”
وقف ستريوش بعتدال وتقدم إلى ذلك الفتى دون حذر ووضع يديه على كتفيْه مما جعله ينتفض من مكانه
هل جئت من خارج الحدود حقًا؟ فورًا عليك القدوم إلى القرية يا رجل!”
لا يمكنني توقع أقل من ذلك من ستريوش حتى أنه صدقه على الفور
“يو أنت ما اسمك”
“الفريه”
“هاها وأنا ستريوش وذلك هناك صديقي نيهتا” لا تدعني صديقك
وضع ستريوش باعه على كتوف الفريه وبدأ يمشي تجاه القرية بصراحة أشعر بالشفقة تجاه الفريه من الواضح كونه غير مرتاح لكن ستريوش لا يمكنه فهم ذلك مشينا عابرين الغابة حتى وصلنا القرية ويبدو أن المهرجان بدأ بالفعل أفلت ستريوش ألفري وذهب يشيع الخبر في كل القرية بالطبع لم يصدقوه على الفور لكن عند رؤيتهم لألفريه غمرتهم دهشةً جما حتى أن كبير القرية جاء للتأكد من الأمر بنفسه، في بادئ الأمر كانوا مرعوبين منه لكن بعدها بدؤوا بالترحيب به وما إلى ذلك، وبطبيعة الحال قدم العديد منهم لسؤالي عن كيف وجدته بعد أن أشاع ستريوش خبر كوني من وجده كان الأمر مزعجًا، وفي الناحية الأخرى كان الفريه يحكي لهم قصصًا عن العالم الخارجي وما إلى ذلك بينما يتناول طعام المهرجان…هاه… يبدو أنه تأقلم بسرعة، أليس كذلك؟ مشيت بعيدًا عن الضجة بعد أن طلبت من إيلوس أن تأمن لي حصة من حلوى المهرجان صعدت إلى سطح منزلنا وتمددت هناك كنت أنظر إلى الانهاية حالك الظلمة لم نكن لنقدر رؤية شيء ما بعد الثلاث ساعات؛ لأن الأزهار المشعة تنطفئ تدريجيًا ولذا في هذه الثلاث ساعات تكون ما بين النهار والليل مما يجعلها أفضل وقت لبدء مهرجان؛ كونها تعطي جوًا جميلًا فجأة سمعت صوت لطيف
“رغبت بالتحدث الى فتى الخارج…”
طللت من أعلى لأرى نول الصغير، إنه جيراننا وهو فتى بالخامسة من عمره لكنه خجول مقارنة مع أقرانه ناديته من أعلى باسمه وطلبت منه القدوم على ما يبدو لقد أراد التحدث الى الفريه لكنه لم يستطع بسبب الضجة التي حوله وجاء هنا يبحث عن مكان هادئ مثلما فعلت صعد نول وجلس بجانبي
“مرحبًا أيها العم نيهتا”
العم؟ لست كبيرًا الى تلك الدرجة ما زلت في الرابعة عشرة من العمر
“هل استمتعت بالمهرجان”
“الحلوى كانت لذيذة”
“أنت فضولي حول فتى الخارج اليس كذلك؟”
توردت خداه وتمتم “لقد سمعتني وأنا أحادث نفس”
“إذا أردت رؤيته فالتنم عندنا الليلة”
“كيف دريت أنه سيبيت لديكم؟!”
الأمر بسيط ستريوش سيصر أن يجعل فتى الخارج يبيت عنده، بالتأكيد لن يأتمن احد وضع غريب عند شخص مثله يعيش مع جدته فقط حينها سيضع حجة أنه سيبيت لدينا ويجعل الأمر منطقية بالنسبة لهم، تمددت على ظهري ووضعت يدي تحت رأسي وقف نول وقال أنه ذاهب ليستأذن من أمه للمبيت لدينا وراح مسرعًا، وقفت لأجهز سبع مراتب والحفة منزلنا سيكون مكتظ اليوم أنا وأمي وايلوس ونول وستريوش وألفريه وبالتأكيد جدة ستريوش؛ لأنه لن يجعلها تبقى في البيت بمفردها وبعد فترة جاء نول الصغير ومعه رجل عجوز يدعى سينكس يعيش بمفرده بالغابة نزلت اليهم وأنا أتسائل لمَ أحضر معه هذا العجوز الغريب
“اممم…نول هل عدت…آه هل يحتاج الجد سينكس إلى شيء ما؟”
“هاه؟ أحتاج الى شيء ما وآتي اليك من بين كل الناس؟”
أجل إنه حاد الطباع أيضًا
“آسف لأنني لم أخبرك بذلك ايها العم نيهتا لكني أردت إحضار معي صديقي سينكس”
هل يمازحني هذا الصغير الآن؟ يدعوني بالعم بينما يدعوه بصديقه بهذه البساطة؟ على أي حال ليس باليد حيلة علي تجهيز فراش آخر قبل أن يغضب علي هذا العجوز … تنهدت بينما أنظر للخزنة التي باتت خالية الآن يبدو انه قد نفدت الأفرشه لابد لي جعل ستريوش ينام على الارض فجأة قرر نول إحضار فراشه يبدو أنه قد لاحظ كون ليس بحوزتي المزيد من المراتب بعد فترة عند قرابة الظلام الدامس سمعت صوت ستريوش يناديني نزلت من أعلى وكما هو متوقع أحضر معه الفريه وجدته
“تا~دا سننام عندك اليوم”
…
لما لاتبدي ردة فعل”!”أنت
“ادخلوا جهزت الأفرشة سينام نول الصغير والجد سينكس لدينا أيضًا”
“آههـــــــــــــــــه- لقد توقعت ذلك إذًا، ولما الجد سينكس أيضًا؟”
أنه يتذمر كما لو كان منزله تمدد الجميع على شكل دائرة وبعدها أقتحمتنا إيلوس وأنضمت الينا يبدو أنها انتهت من أكل الحلوى بالتأكيد معدة ايلوس بالنسبة لها تأتي قبل كل شيء لم تبدو فضولية تجاه الفريه هي فقط تهتم بالأشياء التي تحبها مثل الطعام وقراءة قصص للأطفال وإحراق كعكة كل يوم بالطبع سوف تعطيها لستريوش لأنه من المستحيل أن ينتقد كعكتها
“على حسب ما رأيته يبدو أن قريتكم لا تصلها الشمس”
كسر الفري الصمت وتحدث عن شيء يدعى ‘الشمس’
“شمس؟ هل هو طعام أو ماشابه”ردت إيلوس
“أوه… لا في الحقيقة هو يعطي العالم النور بينما قريتكم تستمد نورها من الزهور وهذا شيء أول مره أراه وأسمع به في حياتي…لا أعتقد أنها تثلج لديكم أو تتغير الفصول اليس كذلك؟”
“تثلج؟ ماذا تعني؟ لكن نحن نمتلك فصولًا اليس كذلك أيها العم نيهتا”
انفجر ستريوش وإيلوس ضحك بمجرد سماع نول يدعني بالعم…هذان الأحمقان الا يمكنهما إدراك كم يسبب هذا إحراج لنول الصغير، على الأقل إيلوس حاولت كتمها قليلًا بقي نول بعدها هادئ بينما صرخ العجوز سينكس عليهما بأن يخرسا وبالتأكيد لن يتجرءا على الضحك مرة أخرى بوجوده هنا حاول ألفريه إكمال المحادثة بشكل طبيعي
“إذًا ماهي فصولكم؟”
“الزهور حيث تثمر جميع النباتات وتتفتح الزهور والورود وفصل الحياة حيث يشعر الجميع بالنشاط والحيوية ولا أحد يصاب فيه بمرض وفصل الحرير حيث تنتج الحشرات جميع انواع الحرير أي ثلاث فصول بالمجمل”
لما أشعر أن ستريوش منزعج لكون إيلوس أعطت الفريه إجابة طويلة ومفصلة
“آه بالمناسبة نحن في فصل الحياة” قلت
“همم لذلك أهل القرية نشيطين للغاية”
صرخ ستريوش”الجميع ماعدا نيهتا” مزعج
“هه دعهم يكونوا سعيدين وحيويين الآن فإن بأسهم أقترب”
لقد قال ذلك العجوز غريب الأطوار سينكس جعل المكان يحل به الصمت هل كان عليه قول؟ ذلك أشعر أن الجميع باستثناء نول غاضبين مني كأني من جلبه إلى هنا
“أدري انني ذكرت ذلك كثيرا لكن ألم تفكروا بـأن هذه الحدود لن تستطيع استيعابكم في يوم ما؟”
تحدث الفري مجددًا كأن العجوز سينكس لم يقل شيئًا وها هو ذا يطرح اسئلة مرة أخرى
“إيه؟ بخصوص ذلك فإن الحدود تتمدد على مر مئات السنين فقبل ألفين سنة لم تكن بهذا الأتساع، أوه بالمناسبة قريــــــــــ-”
“قريتنا أونشئت قبل ألفين سنة”
قاطع ستريوش إيلوس لأنه متضايق من إجاباتها الطويلة لألفريه
“أوي لقد كنت أتحدث”
بدأنا بتبادل أطراف الحديث هكذا وحدثنا الفريه عن قريتنا وما إلى ذلك وفي أثناء حديثنا ذكرنا له أسطورة شجرة العالم حينها بدا متفاجئ بحق، صمت قليلًا ثم قال
“في الخارج أهل القرى البعيدة من النادر رؤية شخص ما فيها يعرف عن شجرة العالم لكن الغريب يبدو أن قريتكم بأكملها تعرف عن شجرة العالم”
“يا رجل ألا تظن أنك تعامل مجرد اسطورة بشكل جدي أكثر من اللزوم”
بصراحة إنها المرة الأولى التي أتفق فيها مع ستريوش
“مجرد أسطورة؟ لقد خرجت برحلة خطرة فقط لإيجادها سأكون غني بالمانا إن أكلت ثمرة واحدة لها”
حل بالمكان الصمت وحاول الجميع استيعاب ما قاله الفري…مانا؟…
“أيها الفتى توقف عن قول المزيد من الشؤم ستجعل القرية بالحضيض”
قال العجوز سينكس شيء لا داعي له ثانيةً، وحل الصمت مرةً أخرى ثم تثاءبت وقلت “دعنا ننام فحسب ليس وكأنك ستغادر غدًا او ما شابه حتى ربما ستبقى معنا للأبد”
جلس الفري بسرعة وصرخ “للأبد؟”
هل لم يجب علي قول ذلك مباشرة؟ يبدو أنه غير مستعد نفسيًا للعيش مع عالم جديد لبقية حياته
“آه حسنا…أنه مجرد افتراض بعد كل شيء لم يسبق وأن استطاع أحد مغادرة القرية بالطبع إنها المرة الاولى التي يدخلها شخص ما أيضًا”
“ششششـ- يا رفاق يبدو أن جدتي نامت بالفعل دعنا نكون هادئين”
لابد ان نومها ثقيل بما أنها لم تستيقظ على أصواتنا
“أوه بالمناسبة إيلوس نيهتا أين والدتكما؟”
“أوه أمي؟ لقد نامت لدى جارتنا لأنها شعرت أن عددنا كبير ولا تريد أن تضيق علينا”
…
في وقت مبكر من اليوم الموالي استيقظت بسبب أن ايلوس تقوم بسحب غطائي، بجدية هل علي أن أخوض هذا كل يوم؟
“أوي. نيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه~ إلى متى ستنام استيقظ”
غطيت رأسي بوسادة آه وهنا جاء صوت من عند رأسي لستريوش
“نيهتا لاتكن كسولاً، استيقظ”
ما بال مفرطان الحركة هذان؟ من الجيد ان ستريوش لا يعش معي، استسلمت لإزعاجهم في نهاية المطاف واستيقظت، غسلت وجهي ورتبت فوضاهم ثم ذهبت لأجدهم قد وضعوا الفطور بالفعل اليوم لقد كانت المائدة مكتظة بالطعام والأشخاص كان جميع من نام لدينا بالأمس موجود بالإضافة إلى أمي ووالدى نول معاً أي عشرة أشخاص بالمجمل جلست معهم ولمحت حلويات الليلة الماضية على الطاولة يبدو ان ايلوس قد تتصرف كأخت كبرى في بعض الأحيان. أخذت اتناولهم في حين أن الجميع يبدو مستمتعًا بتبادل أطراف الحديث حتى نول الصغير الذي لا يحب الاكتظاظ بدا كذلك
“أين طفلاكما الآخران؟” سألت امي والدى نول وردت عليها ام نول “تركنا لهم العمل وجئنا هنا نتكاسل مع طفلنا المدلل~”
كانوا يتبادلون هذا النوع من الحديث أخذت قطعة أخرى من الحلوى وادخلتها فمي نظرت لي أمي وقالت “نيهتا أنت تتناول الحلويات كثيرًا يومًا ما ستصبح سمينًا”
حسناً لا أمانع ذلك في الواقع
“هاها حبه للحلويات مناقض لشخصيته”
مالذي يقصده ستريوش الآن؟ ليس وكأنني امتلك شخصية العجوز سينكس، وعلى حين غرة جاءت جارة لنا مسرعة وقفت عندنا وهي تتصبب عرقًا وتلهث بشدة أذهلنا مظهرها ذاك الذي لايبدو وكأن فاهها يحمل من الأخبار ما يسر
“لـ..ـن تعرفو ماذا .. لقد سقطـ..ـت ليفي فجأه..ولم تعد قادرة على الوقوف..لقد شلت! .. شلت!”