سهمٌ كالمِفتاح - 4
ابتسمت إِيرلَا :يُمكنكِ الدخُول للاستحمام حتى لا تُضايقكِ ملابسكِ المُتسِخَه، ولا تقلقِ بِشَأنِ الملابس سأجلبها لكِ.
حركت رأسي بإمتنان ودخلت للداخل عندما فتحت الباب لي، فمددت يداي حتى اعيد طاقتي وفجأَه تَذكرتُ أغراضي،فأنزلتُ نَظري ناحِية غِمد السيف الموضوع عند خصري لِأجدهُ موجودًا ثم وضعتُ يدي على كتفي الأيسر بِألم لأتحقق من وجود الحقيبة متفحصةً إياها..”تنهدت براحة” الحمدُلله كل شيء موجود .
وضعت جميع أغراضي جانبًا، وتوجهتُ للاستحمام بعد نزع القماش،والعُشبَة ثم اعطيتهم لـ إِيرلَا حتى تَتخلَّص منهم بينما هي سألتني عن جرح كتفي فاخبرتها بأنني سأجيبها بعد أن استحم. اتجهت للاستحمام، و أخذت وقتًا طويلًا حتى انتهي لكون الجرح مازال طريًا.
ارتديت الملابس التي حضرتها إِيرلَا، والتي تشبه ملابسي السابقة حيث كانت عبارة عن: قميصٍ بلا كتفٍ أيمن،وبلَون اللافندر بالإضافة إلى بِنطالٍ أسود، وأخيرًا ارتديت زِيًا ذو لونٍ فضّي يُشبه اللباس التقليدي الصيني لكنه بلا اكمام للجهة اليسرى.
خرجتُ بينما أُنظف جُرحي بمنديل نظيف حتى نادتني إِيرلَا.
إِيرلَا:مَاجدُولِين تعالي معي لغرفتي سأعقم جرحكِ.
رفعت رأسي عندما سمعت صوتها لاتجه لغرفتها بينما اجيبها:قادمه.
دخلت لغرفتها لاجلس بجانبها على السرير الذي قد وُضع عليه أدوات طبية بسيطه، وغريبه.
بدأت إِيرلَا عملها، و أخذت أنا أخبرها بما حصل بدايةً من يوم الصيد حتى ظهور البوابة المضيئة.
لم اترك اي تفصيلٍ صغير إلا واخبرتها عنه، وقد يكون ذلك جنون فمن يثق بأحد التقاه منذ وقتٍ قصير؟ لكنني فعلت فأنا لا أثق بأي احدٍ بسهولة.
ضمدت إِيرلَا الجرح:آها إذًا أنتِ كـ لُونارا، كانت مثلكِ حيث تمَّت مطاردتها، و ظهرت تلك البوابة تنقلها إلى هنا لكنها اختفت منذ فتره.
قالت ذلك ثم نهضت تساعدني على إرتداء ما تبقى من الملابس، فأخذتُ أفكر بتساؤل..من هي لُونارا؟ ولماذا نواجه المواقف ذاتها!. انقطع حبل أفكاري عندما قالت إِيرلَا:لم أتوقع أن يكون مثاليًا عليكِ!.
وجهتُ نظري نحو المرآة لأتأمل انعكاس تفاصيل ملابسي عليها، فشد انتباهي الحزام المشدود على خصري كانت اطرافه مُزينة باللون الأرجواني والذهبي، والأكمام المعدنية التي تصل إلى أكتافي، وعُقد شعري بشريطةٍ أرجوانيه أبرزت لون شعري الأبيض الثلجي.
ضحكت بخفه:بل أَنتِ من لديكِ ذوق رائع!
سحبتني إِيرلَا ناحية المطبخ واجلستني على كرسي بينما تضع الطعام الذي جهزته مسبقًا ثُم فَتحَت درجًا ما في غرفة الجلوس المطلة على المطبخ مخرجةً ورقتان صنعتا من الجلد، وجلست بجانبي. بعد وضع الورقتين جَانبًا قالت: سأتحدث عن القرية بينما نتناول الطعام.
أَومأت لها بتفهم، فاستأنفت حديثها :لاتقلقي سأخبركِ بالتفاصيل لكن سنحتاج الخريطة بينما نتحدث.
انهينا بعض الطعام و استبدلناه بالخريطة، فنظرت إِيرلَا نحوي:هذه خريطة عالمنا، ونحن الآن في القرية الواقعة وسط الخريطة، فهي المكان الآمن رغم ازدحامها بالناس و تسمى قرية البَريق كما ترينها على الخريطة.
إِستمال رأسي جانبًا:لماذا هي الوحيدة الآمنة؟.
نظرت إِيرلَا للنافذة تتأكّد من خُلُوّ المنطقة حولنا ثُم أغلَقت الستائر،وخفّفت ضوء الشموع عائدة لمكانها.
همست إِيرلَا:اضطررت فعل هذا حتى يظن الجميع اننا نائمتان!.
حدقتُ باستغراب :لماذا! أهنالك خطبٌ ما؟.
عاودت إِيرلَا الهمس:في الحقيقة، لا أحد يجرُؤ على الحديث عن القُرَى الأخرى.
همست باستغرابٍ اكثر:هاه؟ الأمر خطيرٌ لهذه الدرجة؟.
تحدثت إِيرلَا بهدوء أكثر: ألقِ نظرة على القُرَى المحيطة بنا. جميعها قرى خطيرة جدًا، ولا أحد يعلم حقيقتها بالكامل، فـجميعنا سمعنا قصصًا من أهلِنا. مثلًا: قرية الأساطير التي تقع في الشمال الشرقي من الخريطة.
تابعت إِيرلَا :ما أعرفه أن هنالك وحوش مُحتجزَه ولا نعلم ماهذه الوحوش، فـكلما اقتربنا رَغبةً في اكتشافها سمعنا أصواتًا مرعبة تتسبب في تراجعنا خوفًا من مواجهة مصيرٍ قاتِل!.