في الصحراء - 1
الام : ابنتي .. استيقظي !
فيروز : ماذا هناك يا امي .. انا اعتبر هذا اليوم يوم النوم !
الام : اعلم .. لكن هذا اليوم مميز ، سوف نذهب الى الصحراء مع جدتك والعائلة .
فيروز : ايّهُم ؟ لا تقولي ..
الام : نعم .. انه هو .
فيروز : جدتكِ اقنعتني .. كفَّرتُ عن قَسَمي ، مع الاسف ان الحياة يجب ان تمضي .
فيروز : كما تريدين يا أمي .
استعدت الاسرة وخرجت الى “مكانهم المشؤوم” والذي كان الجميع مصِرَّا عليه ولا احد يعلم لماذا .. الا رب السماء .
عند الوصول..
فيروز : لم يجدوا إلا هذا المكان .. قلَّت الاماكن ! ارض الله واسعة !
الام : شكوانا لله يا إبنتي ، مافعلناه محرم في الاساس . التشاؤم من مكانٍ معين لا يعني انه اذا ابتعدنا عنه ستتوقف المشاكل .
فيروز : تلك ذكرى سيئةٌ وحسب ! كان يجب عليهم احترام مشاعرنا على الاقل !
الام : دعي هذا اليوم يمر بسلام .
سلَّمت الام وابنتها على كلِّ من في المكان ، ثم جلست قرب اكثر شخصٍ كانت تتحمس لرؤيته .. جدتها .
فيروز : هل لي بالجلوس ؟
الجده : بل اتبعيني .
اتَّبعت فيروز جدتها فوقفت اعلى التلة .. وقالت :
الجدة : اسفل التلِّ إلى الكهف اسفل الكهفِ الى النسيان .
فيروز : جدتي .. ماللذي تقولينه ؟
الجدة : لعله سبب إنقاذ احدهم .
فيروز : ومن يكون ؟
الجدة : جميعنا نعلم من يكون .. في اي حالٍ من الاحوال .. اياكِ الدخول للكهف ، وان دخلتي فلا تكملي ، وان اكملتي فأعيديها معك .
فيروز : لا يمكن .. اتقصدقين-
الجدة : لا يهم من اقصد .. حذرتكِ ، وقد اعذر من انذر .
ثم ذهبت الجده بمساعدة عكازها وعادت لمكانها كما كانت ، لكن فيروز كانت جالسةً مكانها فب حيرةٍ من امرها واذ بأمها آتية ثم جالسةً بجانبها الايمن فحادثتها :
الام : إذا .. ماللذي قالته جدتك ؟
فيروز : لم تتحدث عن اساطيرها كالعاده .. بل عن اختي .
الام : اؤمن انها ستعود يوما ما .. وهو قريب بإذن الواحد الاحد .
فيروز : اشتقت لها يا امي ..
الام : وانا كذلك يا ابنتي .. وانا كذلك .
قامت الام وابنتها من مقامهما واذ بقريبةٍ متجهةٍ لهما قائله :
القريبة : إذا .. ستطيحين ابنتكِ الاخرى كذلك عزيزتي ؟ ايتها الام المثالية ..
فيروز : من تكون ؟
الام : قريبتي .. ابنة عمتي مع الاسف .
القريبة : مع الاسف ؟ اتريدين ان اقول لإبنتكِ ماذا فعلتي !
الام : وماذا فعلت ؟ اتحفيني !
القريبه : عزيزتي .. امكِ هي من اضلت اختكِ ثم اضاعتها ! الجميع يعلم انها ستضيعك انتِ ايضا ، ما-
الام : اهذا كل مالديكِ ؟ ام انها حجةٌ لتدنيس سمعتي ؟ جميع من هنا يعلم انِّي قتلت رجلين وامرأه امامكِ ولما ! لمن لا يستحق مع الاسف .. شهادة زورك لم تفي بالغرضِ ولن تفي .
القريبة : اصمتي ! انا-
اذ بلكمةٍ تأتيها من حيث لا تحتسب .. من فيروز .
القريبة : اذا ظهرتِ على حقيقتكِ ، انتِ وامكِ !
اطاحت فيروز بها مرةً اخرى لكن هذه المره على الارض .. ثم ركضت الى اسفل التل .
نادت الام على الجالسين وقالت :
الام : لا تتركوها لوحدها مره اخرى … ابنتي !
ركضت الام الى الجدةِ وقالت:
امي ! ارجوكِ ! ما المكان الذي دليتي فيروز عليه !
الجدة : لم ادلها على مكان .. كنت اتمتم فسمعتني .
الام : ماللذي كنتي تقولينه !
الجدة : اسفل التلِّ إلى الكهف اسفل الكهفِ الى النسيان ..
الام : لا .. لا !
بدأت الام تركض خلف ابنتها .. لكنها لم تستطع اللحاق بها .. وبذلك ، فقدت اخر حجرٍ كريمٍ تملكه .. مرةً اخرى في الصحراء .