كامورا - 1
بقرابة الساعه السابعه اسيقظت من قِبَل جينا مرافقتي فاليوم يوافق يوم حفله الشاي لتَعَرفْ الانسات اللوات سيبلغن سن الرشد قريبا و ينخرطن بالمجتمع الراقي وكوني ابنه ‘الدوق كولديان’ اشهر تاجر اقمشه بامبراطورية روروتانيا يجب عليّ انا ابنته الاولى ان أكون حاضره بهذه المناسبه رغم كرهي لها.
.
.
‘اذا كيف ترغبين ان اسرح لك شعرك أنستي’
تكلمت جينا وهي تسدل شعر نيلا لنهايه خصرها ومسرحتًا له برفق تميزت نيلا بشعرها الاشقر الطويل اللامع كقصاصات الذهب وايضا امتلكت عينين زرقاوتان تنافس السماء بالزرقه وتمركز لون الورود بخديها كانت تملك جمالا فاتنًا لافتًا لا احد يستطيع ان ينكره رغم صغر سنها كانت فتاه واعيه بمَ يدور حولها فهي لم تمتلك وجها فاتنًا فقط ولكنها امتلكت الفطنه ايضا بتخاذ قرراتها الخاصه.
.
.
“اهه جينا فقط قومي بتجديله الجو بدأ يبرد ورياح تتناثر هنا وهناك ولا اريده ان يزعجني”
‘امرك انستي’
.
ارتديت فستان احضره لي ابي بلون الزهر وكانت تحاوط خصري تفاصيل صغير شابهت الازهار بالمنظر رغم شكله الجميل حاولت حقا وضع ابتسامه لائقه على محيايا لاني سأقوم الان بتوديع والداي واخي الصغير كان والدي يقف بوقار ناظرا لي بمحبه
‘انا متيقن بأن صغيرتي سوف تكون اجمل الحاضرين هناك أليس كذلك عزيزتي’
اردفت والدتي بعينين دامعتين:
‘بطبع ابنتي دائما ستبدو جميله ولكن يا نيلا عليك ان تهتمي بصحتك اكثر من ذلك فسوف تكونين هناك لوحدك لأول مره’
احتضنتي بدفئ مربته على ظهري تمدني بالشجاعه والقوه
واتى اخي الصغير ذا الاربعه اعوام من خلف والدي واحتضنني ونظر محدقا بعيناي’ عليك ان تعودي سريعا لتلعبين معي حسنا؟’
اومئت له برأسي واخبرته بأنني سوف اعود بأقصى سرعتي وعاد واجتاحني شعور عدم الرغبه بالمغادره فإننا نسكن بمدينه (دياجون) والاحتفال يقع بمدينه (ماريان)وهي تبعد ما يقارب يوم كامل بالعربه والاحتفال يقام ليومين و حتى لو غادرت بعد الاحتفال فورا سوف يأخذ طريق العوده ما يقارب يومان بالعربه بسبب انه به الكثير من المسطحات الغير مستويه وإختصاراً سوف اغادر المنزل لما يقارب اسبوع و هذا حقا غير مريح بالنسبه لي بالمره!!
.
.
استجمعت شجاعتي وابتسمت لهم مودعه والتفت لأخرج فتح لي السائق الباب وولجت لداخل العربه وتبعتني جينا و انطلقنا لحفله الشاي بمدينه ماريان
.
.
كنت اقرأ كتابا بالطريق لتمضيه الوقت وجينا كانت تطرز منديلا ومرت رحلتنا بسلام ووصلنا لبوابه مدينه ماريان لقد كانت ضخمه ومهيبه بشكلها وكان هناك حارس يقف فوق جدار البوابه وحارس بالاسفل يراقب سير العربات ومن هنا انخرطنا بداخل ماريان المدينه التي تضخ بالحياه والمهرجانات
عكس دياجون الهادئه الريفيه.
.
.
.
وصلنا لأمام قصر أمير المنطقه هنا والمشرف الامير لويس مورديان والد الانسه فيكتوريا التي قامت بالتجهيز والاشراف على حفله الشاي هذه لذلك نحن الانسات القادمات من مدن بعيده سنكون تحت استضافتها بالقصر.
.
.
.
‘عربه الانسه نيلا كولديان تدخل قصر الامير مورديان’ نطق حارس باب القصر ونحن نعبر. نزلت من العربة ولحقتني جينا وكانت الاميره فيكتوريا وخادماتها بإنتظاري ليقومو بإستقبالي.
‘الانسه فيكتوريا مورديان ترحب بالانسه نيلا كولديان’ نطقت بعبارتها بينما تحني رأسها لي مع خادماتها
وبادلتها وجينا نفس الإنحناء واردفت”يسعدني وجودي هنا برفقه سمو الانسه فيكتوريا” قمنا بإلقاء بعض المجاملات ومن ثم أمرت احدى خادمتها بأخذ امتعتي والاخرى ان تقوم بإرشادي للغرفه التي سوف اقيم بها
ثم غيرت ملابسي وانقضى يومِ كالمعتاد .
.
.
.
السابعة صباحا انه اول يوم للإحتفال وهو ان الانسات اللوات تم ارسال الدعوه لهم وهم(الانسه ميلينا فيكتام ابنه الماركيز فيكتام ، الانسه لونا برتنسن ابنه البارون برتنسن ، و الانسه جيسكا لورينس ابنه الدوق لورينس الشهير هنا ، وختامًا الانسه مينا موريان ابنه الماركيز موريان) سوف نتجمع على مائده الفطور ثم نتوجه نحو حديقه القصر لحتساء الشاي والتنزه.
.
.
.
مضى الفطور على خير ما يرام كان الطعام شهيًا، وكان محتوى الحديث الذي بدأ بإمتداحنا للطعام وانتهى بالنقاش حول اخر الانواع الرائده بالفساتين. وكوني نيلا ابنه الدوق كولديان صاحب افضل انواع اقمشه بالامبراطورية كنت بالطبع مشاركه بحديثهم هذا.
ميلينا’اقترب فصل الشتاء وارغب بشراء مجموعه هذا الموسم لكن التصاميم للفساتين الموجوده حاليا لم تنال على اعجابي فهيَ مشابه لتصاميم الخريف ونفس الاقمشه تماما هل تعرف احداكن محلا جيدا ذا أقمشه مناسبه؟’
وهنا إلتفت الانظار حولي لينظرون كيف ستجيب ابنه دوق الاقمشه.”عزيزتي ميلينا موسم الشتاء مزال يطرق الابواب فقط لذلك تصاميم فصل الخريف ما زالت هي السائده بالمتاجر الان لذلك انصحك الانتظار لأسبوعين وسترين تشكيله تسر خاطرك” هزت فيكتوريا رأسها متفقه مع كلامي وقالت “ماهي افضل الاقمشه التي تنصحين بها نيلا لهذا الشتاء؟” “امم سأنصح بالقماش المبطن و القماش الذي وفره والدي حديثا وهو القماش المخمل ذا ملمس رائع ودافئ بشكل لطيف وايضا كلاهما مريحان بالحركه” اردفت جيسكا ‘قماش المخمل هذا جديد بالسوق صحيح هل سوف يتوفر بالمحلات بشكل جيد يا ترا؟’ “هناك ما يقارب عشرين متجرًا قد طلبو منه من والدي و بكميات جيده لذا سيتوفر لكن ليس بكثرة ولكن ستجدينه دوما موجود بمتجر والدي للفساتين هناك بعض التصاميم الرائعه سوف تصدر خلال الايام القادمه لدينا يمكنك الاطلاع عليها”وهذه كانت فرصه رائعه لترويج لك يا والدي.
.
بعد انتهائنا من تبادل اطراف الحديث المعتاد انتقلنا لحديقه القصر من اجل ان نرتشف الشاي معا ونتنزه حول المكان
.
.
.
انفصلت عن المجموعة واصبحت اتنزه وحدي ثرثرتهن الغير مجديه لم تروق لي فقد استمرو بالكلام عن الملابس والاشاعات هذا النوع من الحديث بدأ يسبب لي الصداع ففضلت التنزه لوحدي واتركهن يكملن حديثهم بدوني و قد كان هناك الكثير لأفعله هذا الصباح لذلك استحق بعض الوقت لنفسي.
تمشيت هنا وهناك حتى لفت نظري ازهار زرقاء اللون مع ورودٍ محمره المنظر وتنتصفهم نافوره صغيرة ومقعد ذهبت لهم بدون تفكير واخذت المقعد مضجعًا لي واصبحت اتأمل ما حولي بسكون.و استمر ذلك حتى اتى من عكر صَفوَ سكوني بقتحامه ساحه الحديقه هذه متحركا بسرعه مشيا بغضب متجاهلا وجودي بشكلٍ تام
.
.
.
لقد تخطاني وذهب بطريقه ولكن لم تمر بضع ثوان حتى عاد بخطواته لمكان جلوسي محدقًا بوجهي بفاهٍ مفتوح منصدما ثم نطق بأكثر غزلٍ غريب قد اسمعه بحياتي فقال’كنتُ مارًا مسرعا ظنًا مني اني مارٌ بكومه من الازهار ولكن كان بهذه الكومه الممله ورده تخطف الانفاس من جمالها’ و إتخذ بجانبي مضجعا له.
.
.
أمعنت النظرَ له فقد كان شابا وسيما في مقتبل العمر
اخضر العينين ذا شعرٍ مميز بلون برتقاليٌ مسر للنظر وكان له قوام طويل وعما يبدو عليه ان يتصف بالقوه البدنيه ولكن رغم وسامه مظهره لم استطع التعرف عليه وملامح كخاصته لا يتم نسيانها بسرعه هذا الشخص انا لا اعرفه من هو يا إلهي و من هندامه لا يبدو كشخص من العامه لكن لا يبدو ايضا انه ذا مكانه مرتفعه لذا انا لا اعلم.
.
.
وقفت وانحنيت قليلا وأردفت”الانسه نيلا كولديان تلقي التحيه على حضرتك ، ارجو المعذره منك اعتقد ان علي المغادره الان ” إلتفت لأغادر لكن امساكه لرسغي اوقفني فلتفت له بعلامه تعجب فوق رأسي ما باله؟
‘الكونت ماركوس ميليسن يلقي على الانسه ميلا التحيه وأُقدم اعتذاري على وقاحتي سابقا امامك فعندما رأيت حسنك لم يسعني سوا ان انطق بتلك الكلمات المبتذله اعتذر جدا على عدم حفظي للساني’
.
احمرت نيلا خجلا منه فهي لم تعتد على الامتداح بشكل مباشر وصريح هكذا و ايضا حصلت عليه من دون وجوب مناسبه تتطلب هذا النوع من المجاملات!هززت رأسي نافيه ونطقت”لا بأس كونت ماركوس قبلت اعتذارك”
‘حقا! أشكركِ جدا انسه نيلا لكن هل تمانعين ان تتخذيني شريكا لحديثك فإنني اطمع بأن اسمع بضع كلمات تخرج من فاهك فتسعدني’
.
حافظت نيلا على هدوئها وتعابيرها و عادت لمضجعها على المقعد وتبعها الكونت ماركوس
.
.
إستمر حديث الاثنان لمده تكلما بمختلف الامور كان الكونت ماركوس هو من يسأل ويتكلم ونيلا من كانت تجيب و تومئ حتى طالت مده غياب نيلا عن الانسات فقد انجرفت مع تيارات احاديث و تغزلات الكونت ماركوس ولم تنتبه على مرور الوقت حتى اتت احدى خادمات الانسه فيكتوريا مع جينا تبحثان عنها لإستغراقها وقتًا طويلا ظنًا منهم انه قد اصابها مكروه .
‘أنسه نيلا انتي هنا لقد ظننا ان مكروهًا اصابك أنستي’
هنا انتبهت ان الوقت تأخر فنهضت وانحنيت للكونت ماركوس شاكره ومودعه له لكنه استوقفني عندما قال ‘هل سوف تحضر الانسه نيلا الحفله الراقصه غدا يا ترا؟’ لقد نسيت امرهاا! مع ذلك هززت رأسي بإجاب عن سؤاله وانتهى