لوحة الربيع - 1
كتابة وتأليف: ايمي
• تدقيق: رايوس
– صوت طرقات الباب –
– ” آنسة يومي، هيا استيقظي، إنه ميلاد حسنائي اللطيفة “.
كان ذلك صوت مربيتي الحنون ليلي وهي تدخل معلنة بداية يوم ثقيل على قلبي.
– ” اوه أنتِ مستيقظة مسبقًا كالعادة، أهو الحماس آنستي؟ ”
– ” أجل أجل، متحمسة لدرجة أنّي أرغب بالهرب بدلًا من الجلوس لرسم تلك اللوحة الغبية، جديًا ما الفائدة منها؟ لست أراها بعد رسمها حتى !! ”
– ” هيه، أهكذا الأمر إذن .. آه آنستي، السيدة تنتظرك للإفطار، سيصلُ الرّسام قريبًا “.
ظلّت يومي صامتة وهي تشاهد الحديقة من نافذتها الكبيرة منتظرة وصول عربة الرسام، ليبدأ عذاب يوم الميلاد الذي لا ينتهي حتى المساء، أيُّ ميلاد هذا ؟
قرّرت هذه المرة أن تتبعهم لتعلم أين تذهب تلك اللوحة، وما الغرض منها ؟
بعد الإفطار، طلبت منها زوجة عمها الاستعداد لبدء اللوحة، ذهبت يومي بكل هدوء ولم تتعارك معها مطلقًا أو ترفض. صُدمت قليلًا من تغير يومي.. يا للفرحة، يبدو أنّها نضجت أخيرًا !
حالما استعدت يومي جلست وابتسمت مباشرة لتُرسَم، استغرب الرسام وزوجة عمها منها مجددًا؛ طوال تلك السنوات، كانت تصارع وتغضب لكي لا يتم رسم اللوحة، وتظل مُظهِرة ملامح الغضب ولا تبتسم، فيعاني الرسام وقتًا عصيبًا وهو يحاول تخيل ابتسامتها ليرسمها بدلًا من تلك التعابير المخيفة. سُرّوا من ذلك وهمّوا بسرعة قبل أن تغير يومي رأيها وتعود لحالها القديم ومزاجها العكر في جميع تلك اللوحات السابقة.
انتهت اللوحة بسرعة على غير العادة، فيومي كانت مطيعة جدًا، بدلت ثيابها وحينما همّت بالنزول، سمعت عمها وزوجته يقرران الذهاب حالًا، فذهبا يستعدان، تسللت يومي لتختبئ بالعربة لكن صوتا ما ظهر فجأة أخافها.
– ” آنسة يومي!! ”
– ” ايه آلبرت؟ ما الذي تفعله هنا ؟ ”
– ” ما الذي أفعله؟ عليكِ سؤال نفسكِ بذلك؛ ماذا تفعلين ؟! ”
– ” عليّ معرفة سر اللوحة! لحسن الحظ أنّك الحارس لليوم، ساعدني، لقد سئمت.. ”
– ” لكنّ السيد والسيدة لن يُسرّا بذلك.. ”
– ” لن يعلما! فقط تصرف وكأنّك لم ترني “.
– ” السيد طلب منّي قيادة عربة العائلة لإيهامكِ، فهو والسيدة سيذهبان بعربة أخرى مستأجرة، يبدو أن المكان الذي يقصدانه لا يجب معرفة هوّيتهما فيه “.
– ” إذًا.. ستأخذني معك، صحيح؟ ”
آلبرت بتنهد:
– ” لن تطلبي طلبًا آخر بعدها، حسنًا؟ ”
سُعدت يومي بذلك وركضت قافزة تحضنه:
– ” يا لحسن حظي ! “
آلبرت بخجل:
– ” آنستي، لا تفعلي ذلك، لستِ طفلة! “
اختبأت يومي بالعربة التي سيقودها آلبرت وجلّ تفكيرها هو >ماهو المكان، وما الذي سيفعلانه بلوحة سخيفة لها<
وبعد بعض من الوقت، توقفت العربة وانتظرا نزولهما من بعيد، تسللت يومي برأسها لتنظر أين توقفا، لتُفاجئ بقصر كبير بهيّ بالغ الجمال والرّوعة، يبدو أنّه منزل لشخص ذي شأن، إنّه لأمر منطقي كون عمها يرغب ببقاء هويته مخفية بعربة مستأجرة، فما عمله مع عائلة ذات شأن كبير كل سنة؟ سرحت بخيالها وتفكيرها بهوّية أصحاب القصر ونسيت أمر اللوحة والتسلل.
نزلت مسرعة وسحبها آلبرت موبخًا:
– “إلى أين تذهبين هكذا ؟! ما خطتكِ للدخول يا ترى؟ ”
سكتت يومي مفكرة بطريقة للدخول، و فجأة، سحبها آلبرت لخلف ظهره فغضبت يومي:
– “ماذا حلّ بك !؟ ”
نظرت لتجد فتى قريبًا من عمرها، بمظهر عتيق قليلًا – يظهر أنّه قرويّ – ذو شعر فضيّ، وعينان ذهبيتان تلمعان في ظلام ذاك اللّيل الحالك.
– ” عذرًا لم أنوِ إخافتكم، ولستُ أنوي شرًا، لكنّكما مثيران للرّيبة، يبدو أنّكما تنويان سطو هذا القصر “.
– ” ايه؟ سطو؟ كلّا كلّا “. أجابت يومي بدهشة.
– ” إذًا هلّا أخبرتماني؟ “
آلبرت بصوت حامق:
– ” وما شأنك؟ اِخرس واذهب من هنا ”
– ” أُدعى كازو، ويبدو أنّكما وريثة عائلة نبيلة وحارسها، لذا لن تستفيدا من السّطو، أليس كذلك؟ قُبيل قدومكما وصلت عربة مستأجرة، نزل منها سيد وزوجته، على ما يبدو برفقة حارس معه شيء مربع، يبدو أنّه لوحة أو ما شابهها، أهي لكما؟ متأكد أنّ هناك صلة تصلكما بهما فأنتما ظللتما تنتظران نزولهما للتّسلل بكل تخفٍ “
خاف آلبرت ويومي من ذكاء هذا الفتى ودهائه، سيشكل خطرًا عليهما ويفسد ما قرّراه إن لم يشركاه معهما..
يومي بصوت مرتاب:
– ” إذًا بما أنّك حللت كل ذلك ما الذي تريده منّا؟ لست أظنّ أنّك ستفعل أمرًا غبيًا كالتبليغ؛ فلا أحد سيصدقك مع كل احترامي الشديد لك، لكنّنا بمجتمع يمنح الأحقية للمنزلة لا للشخص ولست أستقصد إهانة أحد “.
سكتت قليلًا واستكملت حديثها:
– ” أيضًا، لا أظنّ أنّك ترغب بابتزازي، فلا شيء يساعدك لابتزازي بأمر لم يحدث بعد وقد لا يحدث و— ”
قاطعها كازو قائلًا:
– ” آنستي، أوَلستِ ترغبين بتلك اللوحة؟ إذًا لا تضيّعي وقتك بحديث لا أهمية له، سأساعدك بالدخول وأُلهي حراس الباب، وما بعد ذلك عليكِ، ولا شأن لي بما سيحدث بعدها “
حلّت لحظة صمت طويلة؛ فلم تتوقع يومي ولا آلبرت هذا..
تسللت يومي جانبًا، وذهب آلبرت بعدما أبعد عربتهم لخداع حراس الباب أنّ العربة سُرِقت و سُؤالهم ما إذا كانوا رأوا عربة نبيلة، فهو وضعها قرب القصر ولم يرها. بُهِرت يومي من تمثيل آلبرت المتقن، وكم أنّه مُظهِر توتره وكأنّ ما يقوله حقيقة.. !
ثم تلفت هو والحراس يمينًا وشمالًا وأشار آلبرت فجأة لجهة وصرخ:
– ” هناك، ذاك الفتى سرقها، اركضا ساعداني!! ”
ركض هو والحارسان مسرعين للّحاق بالفتى..
كادت يومي تسقط ضاحكة من مظهرهم، وكيف مثّل آلبرت خوفه وقلقه، ليجعلهما يذهبان ليلحقا بكازو الذي وضع هذه الخطة الغريبة..
دخلت يومي بحذر لداخل القصر، ولكن القصر واسع، لا تدري لأين تذهب دون أن يراها أحد، ظلّت تختبئ مرارًا حتى سمعت إحدى الخادمات تخبر الأخرى بصنع بعض الشاي لغرفة الضيوف وأشارت إليها، أيُعقل أنّها خادمة جديدة؟ لا يُعقل أن يكون حظّ يومي اليوم رائعًا لهذه الدرجة!
أكملت يومي تسلّلها واختباءها حتى استطاعت الوصول للغرفة والتنصت عليهم..
– ” إذًا كيف حال صغيرتنا الجميلة؟ ”
– ” هذه لوحة اليوم، انظر لها كم تبدو حسناء كالمعتاد ”
– ” رائع، أرى أنّ المال الذي نعطيكم إيّاه لتربيتها يُستخدم جيدًا ”
– ” هذا من كرمك سيدي “
– ” بما أنّ ابنتكم وريثة عائلتكم، وابني وريث عائلة قائد الجيش، وأيضًا نائبه، فأرى أنّ جمالها – الذي يزداد سنة بعد أخرى – يستحق المنصب الذي ستكونه بعد الزواج بابني، حقًا لم تكذب
زوجتي حينما رأتها أول مرة عندما كانت بالسادسة وقالت أنّها ستكبر لتكون فتاة جميلة تناسب وسامة وقدر ابننا !. وللآن، لست أفهم كيف تحدثت معكِ يا سيدتي – بكونك صديقة حميمة لها – وعلمتِ فورًا أنّها اِبنة أخ زوجك، لكن يسرّني أنّنا عقدنا القرار بتزويجهما منذ أن أخذتماها، حالما تبلغ يومي الثامنة عشرة، سنقيم حفل زفافٍ كبيرٍ “.
سمِعوا فجأة صوت كسر، لكن لم يُبالوا بذلك، فيبدو أنّ الخادمة الجديدة خرقاء وكسرت شيئًا ما، لكن في الواقع، كانت يومي تركض هاربة حزينة، يملؤها الغضب العارم وهي ترتطم بكل شخص يمر أمامها، غير مبالية إن كشف عمها وزوجته وجودها أم لا..
ركضت حتى خرجت من القصر لآلبرت الذي كان كازو بجانبه ينتظرها، تمسكت بحضن آلبرت باكية وهي تخبره كم كانت حياتها كذبة و تتساءل لِمَ تظل مسجونة بقصرهم حتى يأتي مصيرها الخانق الذي ينتظرها، لتُحبس مجددًا في قفص زواج إجباري..
ظل كازو واقفًا حتى هدأت قليلًا وقال لها:
– ” إذًا ماذا ستفعلين؟ ليس أمامكِ سوى الهرب ! ”
– ” الهرب! إلى أين ؟؟ ”
– ” أتيت لهنا أبيع تجارة قريبي وسأعود لقريتي، إنّها بعيدة عن هذه المدينة القذرة، وأظن أنّه أفضل مكان لتهربي إليه، لا أعتقد أنّ لديكِ أقارب هناك ليظنوا أنّكِ فيها، صحيح؟ ”
ظل آلبرت صامتًا مفكرًا بما يفعلون، فهذان الحقيرين بالأعلى خطفاها من جديها وجعلا حياتها كذبة مفخخة لينالا ما يريدان، لا يحق لهم بيع طفلة يتيمة مقابل أموال مقرفة، إنّها حياتها ومستقبلها! يُفترض أن تعيش حياتها كما تحب وتهوى، عليها أن تعيش طفولتها بسعادة .. أن تُحِب وتُحَب وتكمل حياتها بهناء معه.. أن تنجب وتكون أمًا عطوفًا حنونة..
لا مُجرد فتاة بيعَت ببعض النقود لتتزوج إكراهًا في عمر صغير من شخص لا تعرفه حتى وتُجبر على تحمله طول حياتها…
كاد آلبرت يبكي بحرقة من مصير طفلته الصغيرة التي كبُرَت أمام ناظريه إلى أن أصبحت فتاة بالغة الحسن والجمال، فتُباع لمظهرها كعبدة..
في الواقع آلبرت كان جار جديها العطوفين، دائمًا ما كانا يساعدانه إن احتاج لشيء، وأيضًا يومي، محبوبتهما الصغيرة، حالما رآها أحس بشعور بريء، أراد البقاء معها كأخ؛ فهو طفل عاش وحيدًا، ويخاف من الموت وحيدًا ..
ظل يزورهم دائمًا ليلعب ويلهو معها، رغم فارق العمر الذي كان ١١ عامًا… ففي اليوم الذي أتى عمها وزوجته ليأخذاها قسرًا من جديها العجوزين، شاهدها تُؤخذ وهي تبكي مترجيةً جديها ألّا يتركاها، لكنّهما لبثا صامتين مبعدين عينيهما، فعندما رحلت بالعربة وهي تبكي تستنجدهما، خرّت الجدة منهارة تبكي متألمة، والجد يربت عليها والدموع متحجرة في عينيه الواهنتين..
عندما رأوه وقد اصفرّ وجهه من هول صدمته، ترجته الجدة باكية أن يذهب للاعتناء بوحيدتها:
– ” أرجوك اهتمّ بها وكأنّها مقلة عينيك، أرجوك لا تدعها بمفردها.. آلبرت، يا بنيّ، لا تتخلى عنها مثلما ظنّت أنّنا تركناها، أرجوك “.
– ” أمّاه، لا تقلقي، أعدك لن يصيبها مكروه طالما أنا على قيد الحياة.. ففي النهاية أنا أخوها الكبير ”
ابتسم بعطف ورحل مبتعدًا …
حُبست يومي في غرفتها لسنوات، كبرت على أصوات التوبيخ والحبس الدائم والضرب أحيانًا، حتى بلغت من العمر ١٣ خريفًا.
طوال هذا الوقت، كان آلبرت حارسًا عندها ليبقيها بمأمن قرب عينيه، رغم أنّه لا يراها بسبب حبسها، وحينما اُعتِقت من الحبس أخيرًا، لم تعرفه ولم تعلم أنّه ذاك الشاب الذي كانت تلعب معه بطفولتها، إلّا أنّه ورغم هذا، لن يسمح لأيّ أمر أن يعكر صفو سعادتها وحياتها .
كان الوحيدَ من بين القصر المُوحش البارد من تحدث إليها وملأ يومها ببعض الألوان المشرقة؛
بدت له وكأنّها كنزه الثمين، وعائلته العزيزة الغالية..
وبدا لها وكأنّه عِوضٌ بعد سوء عمها وزوجته، وفقدانها الكبير..
قطعت سلسلة أفكاره وذكرياته صوت يومي الخانق وهي تسأله:
– ” آلبرت .. ماذا أفعل؟ ”
– ” نامي اليوم وسأخبركِ غدًا”
– ” آلبرت ..”
امسك بيومي واركبها العربة، ذهب لكازو وحادثه قليلًا ثم ركب العربة وعادا لمنزل يومي.
قبيل الفجر، استيقظت يومي التي بالكاد استطاعت النوم من شدة الكوابيس على صوت رجل، جلست متفاجئة وسألت بريب : البرت؟
طلب منها ان ترتدي ثوبًا مريحًا وانتظرها عند الباب، خرجت مستفسرة: اذًا؟
وقف قبالها واعطاها سلة تكفي زاد الرحلة وقال : ستهربين مثلما قال السيد كازو
سألته مرتابة:
– ” ألن .. تأتيَ معي؟ ”
ضمّها آلبرت قائلًا:
“سآتي لاحقًا بلا ريب .. اذهبي معه الآن”
سحبها من يديها وركض مسرعًا لخارج القصر، كان كازو ينتظرهما بعربة امام البوابة، اركب يومي بسرعة واشار لكازو الرحيل حالًا، صرخت يومي منادية البرت وبدا على محياها الرفض بينما اكتفى برفع يده مودعًا اياها
تصفحت السلة التي أعطاها اياها البرت ووجدت بعض الطعام ورسالة ..
فتحتها لتجد :
– ” أتذكّر طفلة شقية هربت من منزل جدّيها واختفت، أقلقتهم كثيرًا وأخافت طفلًا شقيًا آخر مِن أن يحدث لها سوء، أتعلمين ماذا حدث؟ ظلّ يبحث عنها لساعات حتى وجدها جالسة بين الزهور تراقب غروب الشمس، سألت الطفلة ذاك الطفل سؤالًا بريئًا ” آلبرت، لِمَ الشمس تذهب؟ ألِأنّها حزينة من تصرفات البشر السيئة؟ “
لمعت عينا يومي وسكتت قليلًا ثم أكملت حكاية آلبرت:
– ” ﴿ الشمس لاتذهب لأنّها تشعر بشيء .. إنّها مُجرّد مخلوق سُخّر لتنفعنا، تغرب مساءً فنشتاق لصباح جميل لتأتي مع شروقها ونستقبلها بابتسامات وضحكات وتبقى تنير حياتنا بدفء ﴾
عضت شفتيها : “إذًا أنت ذاك الفتى الشقي .. “
– ” تذكري ذلك جيدًا حالما تشعرين بحزن عند ذهابك؛ شاهدي الشّمس وتذكري كل ذكرياتك اللطيفة، واشعري بدفء الشمس مع ذكرياتك، فالشمس تبدد ظلام الكون كله، ألن تبدد حزن قلوبنا؟ “
بكت يومي وضمت رسالته بحب
– ” بعد أن علمت من تكون.. كيف تتوقع منّي الذهاب الآن؟ ”
ابتسم كازو محاولًا التخفيف عنها :
– ” البارحة طلب مني القدوم لتهريبك وهددني قائلًا “إن حدث لها أمر ما سأقتلك! إنّني أتركها في أمانتك””
ابتسمت يومي : “انه البرت كعادته ..”
حالما وصلت يومي القطار، ركبا لينقلهم لمكان قريب من قريته، نزلا وظلّا يمشيان حتى يجدا عربة بسيطة تنقلهم للقرية.
مرّ يوم تقريبًا، حتى وصلا لقرية كازو الذي استقبله عددٌ من الأشخاص مرحبين بقدومه، مُتغامزين إن كانت يومي زوجة كازو المستقبلية.. أخرسهم قائلًا أنّها مجرد طفلة بالسادسة عشرة، لكن، صدر صوت ضاحك بشدة قائلًا: ” وكأنّك أكبر بكثير منها، إنّك أيضًا مجرد طفل بالثامنة عشرة ”
كازو موبخًا:
– ” هارو! “
أمسك هارو بيد يومي وقبّلها، ثم رفع عينيه الذهبيتين وشعره البني المتطاير مبتسمًا:
– ” أهلًا بكِ آنستي في قريتنا المتواضعة “.
يُتبع ..