لوحة الربيع - 15
مضى شهر العسل الذي كان جميلًا بشكل مميز، جابا المدن والقرى وتعرفا على نفسيهما أكثر، عاد هارو ويومي للقرية أخيرًا، ليجدا كازو وكايو يبيعان العسل الذي جمعاه في شهر عسلهما .
قال هارو ضاحكًا :
-“يبدو أنّ هواية كازو تطورت لتجارة!”.
يومي : “كازو لم أعد أعرفك حقًا “.
كازو : “مالمانع من ممارسة هواية وكسب المال”.
كايو : “ربّاه .. يبدو أني أعديته بتفكيري “.
فجأةً طلبت يومي من هارو العودة للمنزل حالًا، سألها بقلق ما إن كانت بخير لكنّها لم تجبه وذهبت للعربة فورًا،
قاد هارو العربة للمنزل وحالما وصلت يومي ركضت للحمام لتتقيأ .. قلق هارو وذهب لغلي بعض الأعشاب الدافئة، عندما خرجت ناداها هارو لغرفة المعيشة وأجلسها ليعطيها شاي الأعشاب، ارتشفته ببطئ بينما استفسر هارو عن ما حدث لها، أجابته أنّها عندما رأت العسل شعرت بغثيان مفاجئ، فسرت ذلك أنّه ربما يكون من تعب الطريق لا أكثر، قبّل هارو جبينها وطلب منها البقاء والراحة لتشفى.
طوال الأسبوع كانت تتقيأ بشكل يومي، عانت من صداع ملازم مؤلم، حتى خاف هارو من أن تكون قد أصيبت بعدوى أو ماشابه من الرحلة، لدرجة أنّه أخذها للمشفى.
بعد ساعة خرجت الطبيبة منادية لهارو ليطمئن على يومي، حالما دخل كانت يومي تمسح دموعها ليركض إليها خائفًا :
-“أكل شيء بخير؟؟؟”.
أمسكت يومي بيد هارو ووضعتها على بطنها وابتسمت : -“ينتظرنا فردٌ ثالث ياهارو”.
تهللت عيناه واستبشرت وضم يومي بقوة وكأنها أعطته الدنيا كلها، فجأة دخلت كايو التي كانت مرتعبة :
-“سمعت أنّكِ هنا هل أنتِ بخير؟؟”.
رفعت بصرها ووجدت طبيبة الحمل والولادة، ثم ابتسمت وصرخت :
-“حامل؟!!”.
-“أجل!”.
وبكت يومي بشدة في أحضان هارو الذي حاول مجاراة دموعه متماسكًا أمام كايو والطبيبة، جلست كايو بجانب يومي وضمتها.
خرجا يومي وهارو وتبعتهما كايو إلى خارج المشفى، أمسكت يومي بيد كايو وأعتذرت عن تسببها بالقلق، ثم سألت :
-“كيف علِمتِ أنّي هنا؟”.
-“عزيزتي أصبح جميع المشفى يعلمون أنّنا انا وأنتِ زوجتان للإخوة آو”.
-“الاخوة آو؟”.
ضحكت كايو وأجابت :
-“كلاهما يشتركان بالألف والواو، كأنهما توأمان!”.
ابتسمت يومي وضمت كايو :
-“شكرًا لوجودكِ هنا .. شكرًا لبقائكِ قربي”.
-“لم تعودي غريبة، فأنتِ ابنة السيد توماس وأختي بعد الآن!، سأعتني بكِ حتى تلدي جنينك”.
سكتت يومي واكتفت بذاك الحضن الحنون، ودمع عينيها يسريان.
عادا هارو ويومي لمنزلهما الذي ستنشأ فيه عائلة جديدة من جديد .. وتقطن فيه أمًّا جديدة بعد السيدة وردة، أخبرا كازو الذي تشقق وجهه من فرحته الهائلة بعد أن علم أنّه سيصبح عمًّا أخيرًا !! نامت يومي ليلتها تلك وقد تبدد ذاك التعب لسعادة.
في صباح اليوم التالي، استيقظت يومي وأعدّت الإفطار بنشاط متحمسة لأن تُصبح أمًّا! ذاك الحلم الذي لطالما تخيّلته، مخاوفها عن شريك حياتها المستقبلي ومن سيصبح أبًا لأبنائها تبددت، هارو كان نِعمة حياتها التي لم تتوقع يومًا الحصول عليها، وضعت كفها على بطنها وابتسمت بحب :
-“كم ستكون محظوظًا يابني بوالد كوالدك ..”.
على ذكره نزل هارو، ابتسم بإشراقِه المعتاد :
-“أرى أنّ زوجتي الحبيبة لم توقظني اليوم؟ أم أنّك تريدين تناول إفطارك مع ابننا بمفردكما”.
ضحكت يومي، اقترب هارو وقبّل جبينها بحبّ :
-“صباح الخير”.
-“صباح النور، باغتني ! كُنت ساؤبخك إن اكتفيت بالتشكي ولم تحييني”.
-“أنّى لي أن أنسى السلام على رفيقة عمري التي تحمل ابني في جوفها!”.
-“ءَلأني أحمل ابنك فقط؟ يالك من زوج سيء”.
-“تفعّلت حالًا هرمونات الحمل! ياويلي”.
ضحكت يومي وجلسا ليتناولا إفطارهما، سألت يومي بتردد :
-“هارو .. أتظن أنّني سأصبح أمًّا جيدة؟ على الأقل لأُشبه خالتي وردة ولو قليلًا”.
-“جيدة؟ بل أمًّا عظيمة! أتدرين .. لطالما نظرت لكِ أمي وتخيلت كيف ستكونين كأم، رددت دائمًا أنّك ستصبحين أمًّا مدهشة! كانت واثقة من ذلك، “ابنتي عاشت الكثير .. ستُعطي أبناءها ما فقدته هِيَ”، لذا انا متأكد أنتِ ستصبحين كما قالت أمي”.
خالجت يومي الكثير من المشاعر، وعادت بها ذكرياتها مع والدتها ثم ذكرياتها مع السيدة وردة، رنّت تهويدة أمها في رأسها مستعيدة تلك النظرة المحبة التي أحاطتها أمها لها.
-“سأغنِّي لأبنائي تهويدة أمي دائمًا ..”.
-“أجل .. ستغنّينها للكثير منهم”.
بعدما وضبا المائدة وغسلا كل شيء، همَّ هارو بالخروج للعمل، أوصى يومي بأن لا تحمل شيئًا ثقيلًا وأن تريح نفسها وتعتني بها جيدًا، حالما همّ بالخروج طُرق الباب، فتحه ليجد السيد توماس حاملًا باقة ورد بيضاء، أدخله هارو وتعذر من عدم قدرته للبقاء، استقبلته يومي وضيفته شايًا أعدته للتو وجلسا سويًا يتحادثان :
-“مباركٌ لكِ يابنتي! أخبرتني كايو بخبركِ السار وودتُ زيارتك فلست أُحب الرسائل كثيرًا”.
-“شكرًا لقدومك، لاعليك فرؤيتك تسرني أكثر من الرسائل”.
-“رغم حُبي للكتابة إلا أنّني لم أُجِد كتابة الرسائل قط، لا أراها توصل ما أبتغيه بتاتًا”.
يومي بسخرية : “ذلك واضح!”.
مَدّ توماس ورقة متوسطة تميل للصِغر لرسمة قديمة، أخذتها يومي وبُهرِت :
-“أتلك كايو؟”.
-“أجل، حينما أتتنا كايو طلبت كاي من رسام ليرسمها كذكرى مخلدة في يوم ميلادها، لم أعلم عنها إلا لاحقًا بعدما وافتها المنية، فقدوجدتها بين أغراضها، صدقًا ابتغيت زيارتكِ خصيصًا لتري الكلام خلف تلك الصورة”.
قلبت يومي الصورة لتجد كتابات خلفها :
“عزيزتي كايو، مباركٌ ولادتك! اليوم جعلتِني أمًّا .. أهلًا بكِ في عائلتنا يابنتي، لو تعلمين الشعور الذي خالجني حينما وضعتكِ بين ذراعي وعلى صدري، تمنيتُ لو أنّني كتبت مذكرات يومية خاصة بفترة حملي بكِ لأختمها بهذه الصورة وأهديكِ إيّاها لاحقًا، لكن لم يفت شيء، سأحدّثكِ بكل ذلك حينما تكبرين لتعلمي كم أتعبتِ أمكِ! وسأخبئ هذه الصورة حتى تصبحين أمًّا بدوركِ لأعطيكِ إيّاها ..
ابنتي الحبيبة كايو، كوني سعيدة دائمًا
والدتك :
كاي “
-“كم هي رسالة مفعمة بالحب .. انا واثقة من أنّها كانت أمًّا رائعة!”.
-“هي كذلك بالفعل، بالمناسبة لطالما شعرت كاي أن الورود وسيلة مريحة بشكل غير مباشر، كانت تقول أن الأبيض يُعبر عن سلام الأطفال ونقاءهم، أظنني أوافقها كوني اخترته اليوم”.
-“لديها حِس مرهف”.
-“اعذريني أطلتُ عليكِ، ما أبتغي إيصاله لكِ أن تجربي فعل ماتمنته كاي، لستُ أفهم حقيقةً لِم رَغبت بذلك لكنّني أظنّه أمرًا يتعلق بشعوركن كأمهات، لذا أودّ أن تجتنبي الندم وتبادري فعل ذلك”.
-“سأفعل! شكرًا جزيلًا لك عمي توماس .. عليك أيضًا الإحتفاظ بالصورةِ أمانةً عندك حتى تصبح كايو أمًّا وتحقق رغبة السيدة كاي”.
-“لاتقلقي لن أرحل قبل أن اتأكد من أن أمنيات كاي قد تحققت وأرى ابنتي بخير .. اعذريني أطلتُ عليكِ”.
انصرف توماس ورحل، بينما قلقت يومي قليلًا من ماقاله، تناست الأمر وأخذت تبحث عن كتاب تكتب فيه مذكرات حملها لتدوّن فيه ذكريات حملها، قررت حياكة ثوب لطفلها وحذاء، تناولت صوفًا أبيض اللون استلهمته من حديثها مع توماس، ظلت تحيكه حتى غلبها النوم.
يُتبع ..
حساب الانستغرام :@imamy03مضى شهر العسل الذي كان جميلًا بشكل مميز، جابا المدن والقرى وتعرفا على نفسيهما أكثر، عاد هارو ويومي للقرية أخيرًا، ليجدا كازو وكايو يبيعان العسل الذي جمعاه في شهر عسلهما .
قال هارو ضاحكًا :
-“يبدو أنّ هواية كازو تطورت لتجارة!”.
يومي : “كازو لم أعد أعرفك حقًا “.
كازو : “مالمانع من ممارسة هواية وكسب المال”.
كايو : “ربّاه .. يبدو أني أعديته بتفكيري “.
فجأةً طلبت يومي من هارو العودة للمنزل حالًا، سألها بقلق ما إن كانت بخير لكنّها لم تجبه وذهبت للعربة فورًا،
قاد هارو العربة للمنزل وحالما وصلت يومي ركضت للحمام لتتقيأ .. قلق هارو وذهب لغلي بعض الأعشاب الدافئة، عندما خرجت ناداها هارو لغرفة المعيشة وأجلسها ليعطيها شاي الأعشاب، ارتشفته ببطئ بينما استفسر هارو عن ما حدث لها، أجابته أنّها عندما رأت العسل شعرت بغثيان مفاجئ، فسرت ذلك أنّه ربما يكون من تعب الطريق لا أكثر، قبّل هارو جبينها وطلب منها البقاء والراحة لتشفى.
طوال الأسبوع كانت تتقيأ بشكل يومي، عانت من صداع ملازم مؤلم، حتى خاف هارو من أن تكون قد أصيبت بعدوى أو ماشابه من الرحلة، لدرجة أنّه أخذها للمشفى.
بعد ساعة خرجت الطبيبة منادية لهارو ليطمئن على يومي، حالما دخل كانت يومي تمسح دموعها ليركض إليها خائفًا :
-“أكل شيء بخير؟؟؟”.
أمسكت يومي بيد هارو ووضعتها على بطنها وابتسمت : -“ينتظرنا فردٌ ثالث ياهارو”.
تهللت عيناه واستبشرت وضم يومي بقوة وكأنها أعطته الدنيا كلها، فجأة دخلت كايو التي كانت مرتعبة :
-“سمعت أنّكِ هنا هل أنتِ بخير؟؟”.
رفعت بصرها ووجدت طبيبة الحمل والولادة، ثم ابتسمت وصرخت :
-“حامل؟!!”.
-“أجل!”.
وبكت يومي بشدة في أحضان هارو الذي حاول مجاراة دموعه متماسكًا أمام كايو والطبيبة، جلست كايو بجانب يومي وضمتها.
خرجا يومي وهارو وتبعتهما كايو إلى خارج المشفى، أمسكت يومي بيد كايو وأعتذرت عن تسببها بالقلق، ثم سألت :
-“كيف علِمتِ أنّي هنا؟”.
-“عزيزتي أصبح جميع المشفى يعلمون أنّنا انا وأنتِ زوجتان للإخوة آو”.
-“الاخوة آو؟”.
ضحكت كايو وأجابت :
-“كلاهما يشتركان بالألف والواو، كأنهما توأمان!”.
ابتسمت يومي وضمت كايو :
-“شكرًا لوجودكِ هنا .. شكرًا لبقائكِ قربي”.
-“لم تعودي غريبة، فأنتِ ابنة السيد توماس وأختي بعد الآن!، سأعتني بكِ حتى تلدي جنينك”.
سكتت يومي واكتفت بذاك الحضن الحنون، ودمع عينيها يسريان.
عادا هارو ويومي لمنزلهما الذي ستنشأ فيه عائلة جديدة من جديد .. وتقطن فيه أمًّا جديدة بعد السيدة وردة، أخبرا كازو الذي تشقق وجهه من فرحته الهائلة بعد أن علم أنّه سيصبح عمًّا أخيرًا !! نامت يومي ليلتها تلك وقد تبدد ذاك التعب لسعادة.
في صباح اليوم التالي، استيقظت يومي وأعدّت الإفطار بنشاط متحمسة لأن تُصبح أمًّا! ذاك الحلم الذي لطالما تخيّلته، مخاوفها عن شريك حياتها المستقبلي ومن سيصبح أبًا لأبنائها تبددت، هارو كان نِعمة حياتها التي لم تتوقع يومًا الحصول عليها، وضعت كفها على بطنها وابتسمت بحب :
-“كم ستكون محظوظًا يابني بوالد كوالدك ..”.
على ذكره نزل هارو، ابتسم بإشراقِه المعتاد :
-“أرى أنّ زوجتي الحبيبة لم توقظني اليوم؟ أم أنّك تريدين تناول إفطارك مع ابننا بمفردكما”.
ضحكت يومي، اقترب هارو وقبّل جبينها بحبّ :
-“صباح الخير”.
-“صباح النور، باغتني ! كُنت ساؤبخك إن اكتفيت بالتشكي ولم تحييني”.
-“أنّى لي أن أنسى السلام على رفيقة عمري التي تحمل ابني في جوفها!”.
-“ءَلأني أحمل ابنك فقط؟ يالك من زوج سيء”.
-“تفعّلت حالًا هرمونات الحمل! ياويلي”.
ضحكت يومي وجلسا ليتناولا إفطارهما، سألت يومي بتردد :
-“هارو .. أتظن أنّني سأصبح أمًّا جيدة؟ على الأقل لأُشبه خالتي وردة ولو قليلًا”.
-“جيدة؟ بل أمًّا عظيمة! أتدرين .. لطالما نظرت لكِ أمي وتخيلت كيف ستكونين كأم، رددت دائمًا أنّك ستصبحين أمًّا مدهشة! كانت واثقة من ذلك، “ابنتي عاشت الكثير .. ستُعطي أبناءها ما فقدته هِيَ”، لذا انا متأكد أنتِ ستصبحين كما قالت أمي”.
خالجت يومي الكثير من المشاعر، وعادت بها ذكرياتها مع والدتها ثم ذكرياتها مع السيدة وردة، رنّت تهويدة أمها في رأسها مستعيدة تلك النظرة المحبة التي أحاطتها أمها لها.
-“سأغنِّي لأبنائي تهويدة أمي دائمًا ..”.
-“أجل .. ستغنّينها للكثير منهم”.
بعدما وضبا المائدة وغسلا كل شيء، همَّ هارو بالخروج للعمل، أوصى يومي بأن لا تحمل شيئًا ثقيلًا وأن تريح نفسها وتعتني بها جيدًا، حالما همّ بالخروج طُرق الباب، فتحه ليجد السيد توماس حاملًا باقة ورد بيضاء، أدخله هارو وتعذر من عدم قدرته للبقاء، استقبلته يومي وضيفته شايًا أعدته للتو وجلسا سويًا يتحادثان :
-“مباركٌ لكِ يابنتي! أخبرتني كايو بخبركِ السار وودتُ زيارتك فلست أُحب الرسائل كثيرًا”.
-“شكرًا لقدومك، لاعليك فرؤيتك تسرني أكثر من الرسائل”.
-“رغم حُبي للكتابة إلا أنّني لم أُجِد كتابة الرسائل قط، لا أراها توصل ما أبتغيه بتاتًا”.
يومي بسخرية : “ذلك واضح!”.
مَدّ توماس ورقة متوسطة تميل للصِغر لرسمة قديمة، أخذتها يومي وبُهرِت :
-“أتلك كايو؟”.
-“أجل، حينما أتتنا كايو طلبت كاي من رسام ليرسمها كذكرى مخلدة في يوم ميلادها، لم أعلم عنها إلا لاحقًا بعدما وافتها المنية، فقدوجدتها بين أغراضها، صدقًا ابتغيت زيارتكِ خصيصًا لتري الكلام خلف تلك الصورة”.
قلبت يومي الصورة لتجد كتابات خلفها :
“عزيزتي كايو، مباركٌ ولادتك! اليوم جعلتِني أمًّا .. أهلًا بكِ في عائلتنا يابنتي، لو تعلمين الشعور الذي خالجني حينما وضعتكِ بين ذراعي وعلى صدري، تمنيتُ لو أنّني كتبت مذكرات يومية خاصة بفترة حملي بكِ لأختمها بهذه الصورة وأهديكِ إيّاها لاحقًا، لكن لم يفت شيء، سأحدّثكِ بكل ذلك حينما تكبرين لتعلمي كم أتعبتِ أمكِ! وسأخبئ هذه الصورة حتى تصبحين أمًّا بدوركِ لأعطيكِ إيّاها ..
ابنتي الحبيبة كايو، كوني سعيدة دائمًا
والدتك :
كاي “
-“كم هي رسالة مفعمة بالحب .. انا واثقة من أنّها كانت أمًّا رائعة!”.
-“هي كذلك بالفعل، بالمناسبة لطالما شعرت كاي أن الورود وسيلة مريحة بشكل غير مباشر، كانت تقول أن الأبيض يُعبر عن سلام الأطفال ونقاءهم، أظنني أوافقها كوني اخترته اليوم”.
-“لديها حِس مرهف”.
-“اعذريني أطلتُ عليكِ، ما أبتغي إيصاله لكِ أن تجربي فعل ماتمنته كاي، لستُ أفهم حقيقةً لِم رَغبت بذلك لكنّني أظنّه أمرًا يتعلق بشعوركن كأمهات، لذا أودّ أن تجتنبي الندم وتبادري فعل ذلك”.
-“سأفعل! شكرًا جزيلًا لك عمي توماس .. عليك أيضًا الإحتفاظ بالصورةِ أمانةً عندك حتى تصبح كايو أمًّا وتحقق رغبة السيدة كاي”.
-“لاتقلقي لن أرحل قبل أن اتأكد من أن أمنيات كاي قد تحققت وأرى ابنتي بخير .. اعذريني أطلتُ عليكِ”.
انصرف توماس ورحل، بينما قلقت يومي قليلًا من ماقاله، تناست الأمر وأخذت تبحث عن كتاب تكتب فيه مذكرات حملها لتدوّن فيه ذكريات حملها، قررت حياكة ثوب لطفلها وحذاء، تناولت صوفًا أبيض اللون استلهمته من حديثها مع توماس، ظلت تحيكه حتى غلبها النوم.
يُتبع ..
حساب الانستغرام :@imamy03