متصل الآن... (صدى الماضي) - 1
_______________
صباحٌ هادئٌ يَحملُ مَعَهُ عَزفُ العصافيرِ لقصصهم بأصواتٍ عذبةٍ في حين، وبَعض النزاعات ذات الضجيج المزعج في حين آخر ، وبين معزوفاتِ الحبِّ والشجار تبدأ القصة من مكان أكثر هدوءاً وريبةً .
في غرفةٍ دامسةِ الظلام لا يتخللها إلَّا شعاعِ ضوءٍ دخل عن طريق النافذة استيقظت تضع يدها علي رأسها لعلَّها تُوقِف القنبلة الموقوتة المعلقة علي رأسها والتي يسميها الأطباء “الصداع” !
تأوهت بينما تتحفَّظُ علي الكثير من الشتائِم التي تمنعها أخلاقها من أن تطرق لسانها ! .
رَفَعَتْ جسدها بصعوبةٍ بينما تستندُ علي السريرِ في انتظار هدوء الصداع المقيت الذي عكَّرَ صباحها الجميل منذ بدايته .
وأول ما أبصرته عيناها عندما اتضحت رؤيتها بعد نوم طويل كانت ورقة ملصقة على الحائط كتب بها :
-” قومي كملي البحث عشان ميروحش عليكي الوقت !”-
تذكرت حينها البحث الذي كان عليها إتمامه لمدرستها الثانوية .
نهضت فَزِعَةً من على السرير فعلقت إحدى قدميها بملاءة السرير وكادت تَسْقُطُ على وجهها لولا أنْ تمسكت بالطاولة التي بجانب سريرها .
نهضت بهدوء حتى لا ينتهي بها الأمر مكسورة القدم أو الأنف .
وأول ما قالته تعليقاً علي كل ما حدث :
-” يارب ارحمني برحمتك يا رب !”-
قررت فتح النافذة أولا ولكن كان عليها أن ترتدي حجابها حتى لا يراها أحد صدفة ، فأحضرت خمارها وعندما نظرت إلى المرآة فُزِعَت .
-“إيه دة ؟ إزاي شعري منعكش كدة. (أي غير مُهَذَّب) “
كانت هي الأنيقة ذات البشرةِ القمحية والعيون التي وضع العسل فيهما فتشكل لونهما التي تحبه الشمس وتنعكس عليه بما يُبْهِرُ الناظر .
فَكَأَيِّ فتاةٍ رأتْ نفسها أشبه بالأسد ، بشعرها البني الأشعث وكأنها خرجت من شجار للتو ، فُزِعَت فهي تكره هذا المظهر !
حمدت ربها علي أنها انتبهت لهذا مبكراً وارتدت خمارها ثم فتحت النافذة .
وهنا حانت اللحظة التي تنتظرها .
فتحت الحاسوب الذي يقبع أمامها وبدأت تكتب بحثها الذي كان ولحسن حظها عن الآثار المصرية .
ولكونها مصرية بالأساس وأتت إلى أمريكا مع عائلتها فهي بالفعل تعلم عن حضارتها أكثر من أقرانها ، كما أنها شغوفة بحضارتها لذا كان أمرا ممتعا لها .
وبعدما أنهت ما يقارب الألف كلمة ، قررت الوفاء بعادتها في شرب المياة كل فترة حتى لا تستقيل كليتاها من العمل فجأة .
شربت قدراً كافياً من الماء المحفوظ بثلاجة المطبخ ، وعندما خرجت لاحظت الهدوء الغريب للمنزل وعدم وجود أي أحد ، ولكنها لم تهتم فبالتأكيد سيمتلئ البيت بالضجة والحياة قريبا ، أو هذا ما ظنته …..
دخلت الغرفة وجلست على مقعدها المريح استكمالاً لما كانت تفعله ولكنها رأت شيئا غريبا !
تم فتح ملف بصيغة “وورد”( Word) وبدأ الحاسوب في كتابة الرسائل من تلقاء نفسه!
ظنت الفتاة أن الكمبيوتر قد تم اختراقه، فقررت إزالة كابل الإنترنت فهي تعلم أن الاختراقات تتم عند توصيل الشخص بالإنترنت ، لكن ذلك لم يساعد، واستمرت الكلمات تُكتَب ومع كل حرف يكتب كانت تزداد قلقاً وفزعاً وهي تنظر لما يكتب والذي كان على ما يبدو ….. رسالة !
:
“هل عام 2019 هادئ بالنسبة لك؟
آمل/نأمل.
من أنا/نحن؟
لا أحد يحتاج إلى معرفة ذلك.
فقط استعد لما هو قادم……
مِمَّنْ يريد/يريدون لك الخير:
. 2033م “
____________
فزعت وانتفضت من مكانها ، ورغم الغباء الظاهري لما تفعله لكن الموقف حجب عقلها ، وقررت فتح هاتفها بيدٍ مرتجفةٍ للتأكد من تاريخ اليوم وبالغعل كان التاريخ ٢١/٦/٢٠١٩ .
لذا ما خطر لها تاليا هو أن هناك من يقوم بمزحة سخيفة خاصة مع الهدوء الغريب ، والذي هو الجو المثالي للمقالب فبدأت تنادي بصوتٍ عالٍ وتبحث في المنزل ولكن لم تجد أحد وهذا ما أخافها أكثر .
عادت تتحقق من الحاسوب فرأت ما زادها فوق الخوف خوفاً :
-” أولا :إهدأي وإلا ازداد صداعك أكثر .
ثانيا : هذه ليست مزحة ولم يتم اختراق الحاسوب الخاص بك ، كلمة “إختراق” سخيفة ولا ترقى للوصف أساسا !
ثالثا :إذا أردتِ التحدث معنا ستجدين برنامجاً يحمل اسم” connected now ” (متصل الآن ) اضغطي عليه وابدأ في التحدث معنا “
إلتفتت الفتاة في محاولة لمعرفة إذا كان هناك من يراقبها وإلا كيف سيعلم بإصابتها بالصداع ؟
ولكن فشلت في التوصل لأي شئ وعادت تنظر للشاشة والمستند الذي كتب فيه :
-”توقفي عن الالتفات نحن لا نراقبك تحركاتك متوقعة جدا وحسب ! “-
أرادت فصل الحاسوب تماماً ولكنها خافت من أن تفقد كل بياناتها إذا أغلقته فهنالك نوع من الفيروسات يفعل هذا لذا قررت اتباع ما كتب .
بحثت بالإسم الذي كُتِبْ ووجدته فعلا ، أيقونته لم ترى مثلها أبدا !
فتحت البرنامج وقد بدى كبرنامج دردشة ذا طابع أنيق وهذا ما لم تتوقعه ، توقعت أن يبدو كما في أفلام الغموض قاتما وقبيحاً وهذا ليس ما عليه الأمر .
ظهر أمامها نافذة كُتِبَ في الخانة الثانية ٢٠١٩
وهو غير قابل للتغيير بينما طلب منها أن تكتب اسمها في الخانة الأولى ، وكُتِبَتٔ جملة وجدتها غريبة للغاية وهو تحذير من وضع اسمها الحقيقي !
لذا وضعت اسماً مزيفاً وقدْ كان “ماريان دريك”
قررت ماريان أن تسأل لعلها تجد الإجابة .
وسؤالها كان :
-“من أنت ؟”
بدأ الرد يُكْتَبْ ولكن في ملف word لذا حملت ماريان في نفسها تساؤلاً عن فائدة برنامج الدردشة إذا كان ردُّه سيكون في مستند
والرد كان :
- “كما قلت /قلنا سابقاً ، لا أحد بحاجة لمعرفة هذا ولا تسألي عنا “
ونتيجة لتعجب ماريان من نمط حديثه قررت سؤاله سؤالاً بدى غريباً لكن في موقفها اختفت حدود الغرابة
:
-” هل أنت بشري ؟”
-“المسألة معقدة ،
لهذا السبب قلت / قلنا لا تسألي عنا مجددا لا تغضبيني / تغضبينا “
الجملة الأخيرة كتبت بلون أحمر وبخط كبير لذا أخافها الأمر ، ولكن طُرِح سؤال آخر في ذهنها عن المعقد في سؤال كونك بشري أم لا .
لكن أثناء تساؤلها ظهرت فجأة نافذة دردشة جديدة ولكن ليس مع المدعو او المدعوين ب ٢٠٣٣ بل اسم جديد وقد كان “بيترا دومينز” .
بدأت التساؤلات تظهر في رأس ماريان خاصة بعدما بدأت المدعوة ببيترا بالكتابة ، ولكن كل ما كانت ماريان تأمله هو أن تكون بيترا شيئا يجيبك بنعم ، عندما تسأله هل أنت بشري ؟
ظهرت الرسالة الجديدة أمام ماريان وهي :
-” ما الذي يحدث ؟ من أنت ؟ أخبروني أن أحدِّثُك “
(“و طالما تسأل من أنت إذا ليست من جماعة ٢٠٣٣”) ، زفرت ماريان طويلا وبدأت الكتابة والتوتر يملأها .
كتبت ماريان رسالة كالآتي :
-” اسمك بيترا أنا …..”
كادت ماريان تكتب اسمها الحقيقي ولكنها تذكرت التحذير وقررت الالتزام به فمن يعلم من تكون بيترا من الأساس .
-”اسمك بيترا ، أنا ماريان “
أرسلت ماريان الرسالة وبدأت تكتب أخرى بسرعة.
-”بما أنك تسألين إذاً أنت في نفس موقفي صحيح ؟”
ردت بيترا :
-”نعم ، اسمي بيترا ، لقد ظهرت رسالة غريبة في مستند علي حاسوبي “
تنفست ماريان الصعداء فيبدو أن هناك من سيرافقها رحلة المعاناة التي تشعر أنها بدأت . ولكن بينما ارتاحت ماريان أدركت شيئا ما وبدأت تكتبه لبيترا .
-”بيترا ….. لقد جعلك من ارسل لك المستند تفتحين هذا البرنامج صحيح ؟”
ردت :
-”نعم ! وأنت أيضا ؟”
ردت ماريان عليها :
-”نعم ، ولذلك عندما سألته او سألتهم أنا لا أدري ماذا يكون هذا الشئ بالظبط تمت الإجابة في مستند ، لربما يريدون أن يكون البرنامج للدردشة بمن حادثوهم وحسب !”
ردت بيترا وخطر في بالها ما في ذهن ماريان :
– ” إذا …..”
أكملت ماريان كلمات بيترا :
– ”نحن مراقبتان ….. إذا كلانا أُرسِلَ لنا ملف من ٢٠٣٣ ويبدو أننا مراقبتان هذا سخيف حقا !”
وافقتها بيترا بردها :
-“نعم من السخيف حقا أن ترسل لك رسالة من زمن تبقى على قدومه أربع سنوات “
تجمدت ماريان أمام شاشة الكمبيوتر ويعلوا وجهها ملامح الصدمة .
كتبت ماريان لبيترا وهي ترجوا أن لا يكون ما خطر ببالها صحيح :
-” بيترا ….. ما الذي تقصدينه بأربع سنوات ؟”
هدأت الدردشة لفترة ثم ردت بيترا :
-”ما بك ؟ لقد شككتني بقدراتي الحسابية ما بين عام ٢٠٢٩م و ٢٠٣٣م أربع سنوات “
وقفت ماريان من الصدمة !
حادثت ماريان نفسها في صدمة
(” ٢٠٢٩! ألم تكفي الرسائل من ٢٠٣٣ “)
وبعد وهلة أمضتها ماريان متجمدة من الصدمات المتتالية التي لا يبخل أحد عليها بها . بدأت ماريان بترتيب أفكارها بينما تستكمل محادثتها مع بيترا :
-“بيترا…… التاريخ عندي ٢١/٦/٢٠١٩ “
ردت بيترا بسرعة :
-“غيرمعقول !!!!!”
-“لحظة ٢١/٦ ! ….. إذا كوفيد لم ينتشر بعد؟”
شعرت ماريان بالغرابة وردت :
-“كوفيد ؟ ما ….. هذا ؟”
ويبدو أن بيترا شعرت بانعدام الفائدة من توضيح كون وباء سيحل بعد ستة أشهر ليزلزل العالم لذا وضعت الأمر جانبا :
-“لا ….. لا تهتمي لما قلت “
-“إذًا نحن من أزمنة مختلفة …. لماذا ؟
رأت ماريان سؤال بيترا منطقيا
-“نعم لماذا ؟……. لماذا نحن نتحدث الآن؟… ما الهدف ؟”
-“لذا يا بيترا … أظن أنه يجب علينا سؤال من وضعنا في هذا الموقف ” .
أغلقت ماريان غرفة الدردشة مع بيترا لتتحدث مع ٢٠٣٣ والتي قررت محادثته بصيغة المفرد .
————
ضغطت ماريان علي أزرار لوحة المفاتيح وهي تنفخ بانزعاج وكتبت ل٢٠٣٣ سؤالها :
-“سأتحدث بصيغة المفرد من الآن ، لماذا أنا وبيترا تحديداً ، لما نتحدث ؟
كيف نستطيع التواصل بين زمنين مختلفين حتى ؟”
بدأت الحروف تظهر في المستند كالتالي :
-” أنتي وبيترا تحديدا ، لم افترضتي أنكم فقط من تتواصلون ؟
وبخصوص السؤال الثاني : الأسئلة من هذا النوع أنتم المسؤولون عن إجابتها وليس أنا/نحن !
أنا / نحن فعلت /فعلنا ذلك لأننا أردناكم أن تجيبوا عنها ، حينها فقط ستحققون الهدف .
في النهاية ستكونون ممتنين لي /لنا “
ملاحظة : لا تتأملي عودة عائلتك الحبيبة لك حتى تجيبي علي أسئلتك ، أبلغي رفاقك في الرحلة بذلك !
مع تحيات:
. ٢٠٣٣م “
______________
صعقت ماريان مما رأت :
-“ما خطب هذا الشئ ، بالتأكيد هذا ليس طبيعيا ، لماذا تزداد التساؤلات كلما حادثته ، وماذا ؟ لا أتأمل رؤية عائلتي! يا أخي أنا اللي مش هسيبك في حالك صدقني ، وهنشوف “
من فرط غضب ماريان بدأت تخلط بين الكلام بالإنجليزية واللهجة المصرية ، فَلَم تَعُد تفرق بين الأبيض والأسود كله أصبح واحد في رؤيتها .
جلست ماريان بغضب علي سريرها وأطلقت صرخة عالية وبعد لحظات بدأت الدموع تنهمر دون أن تعطي اعتباراً لبركان الغضب المشتعل بداخلها ، وكأنه الماء الذي يطفئ كل غضب نامت ماريان علي السرير منهكة مما حدث ، فكيف تحول الأمر من كتابة بحث عن الحضارة المصرية إلى التواصل مع شئ في عام ٢٠٣٣ و فتاة من عام ٢٠٢٩ ؟
كانت تنتظر عودة الصخب إلى المنزل مجدداً بأفراد عائلتها لعلهم يجدون حلا ،
أمها وأبيها و……….
أدركت ماريان سبب لا مبالاتها الشديد بغياب أفراد عائلتها ، إنها لا تتذكرهم …………
نهضت ماريان مجددا تحاول تذكر أفراد عائلتها ، اسمائهم صفاتهم ، كيف يبدون ، أي شئ لكنها لا تتذكر أي شئ على الإطلاق .
بدأت ماريان تدور في المنزل تبحث عن أي نوع من الوثائق لترى أسماء أفراد عائلتها ولكن لا شئ ، لا يوجد أي شئ وهذا غير معقول ، كيف لا توجد ورقة حتى ؟
-“إلا إذا !!!…….”
هرولت ماريان نحو الحاسوب تكتب ل ٢٠٣٣ وهي غاضبة :
– ”هل كان أنت ؟”
– ”ماذا تعنين ؟”
– ”لا تدعي البراءة أيها الخبيث، لماذا لا استطيع تذكر أفراد عائلتي ، ولما لا يوجد أي شئ خاص بهم هنا ؟”
– ”أوه ، هذا ؟….. من السخيف إدراكك هذا للتو ، قدراتك الاستيعابية بطيئة يا فتاة !”
– ”إذا كان أنت ! لما أيها ال….. أيها الأحمق “
– ” لست /لسنا كذلك ، لا تنعتيني بما ليس بي /بنا ، كما وأنني قلت هذا سابقا ولا أحب / نحب تكرار الحديث لذا وللمرة الأخيرة هذا ما ستعلمونه وحدكم ،
وكتلميح لأنك مثيرة للشفقة : جميعكم يربط بينكم شيئا ما ، لا تظني أن الاختيار تم بالصدفة !”
لم يكن أمام ماريان إلا تفريغ غضبها برمي علبة المناديل المسكينة علي الارض بقوة .
ولكن ما لاحظته عندما أنهك جسدها من الغضب ، أنه كان يستخدم صيغة الجمع وليس المثني كثيراً وهذا يعني أن العدد سيكون ثلاثة أو حتى أكثر .
– “يا ترى ما الزمن القادم ؟”
قررت ماريان إبلاغ بيترا فلها الحق بمعرفة كل المصائب التي حلت عليهم في يوم واحد .
جلست ماريان باعتدال أمام الحاسوب ترمقه بنظرات كره ، فبعدما كانت تحب الحاسوب وكل ما يتعلق به أصبحت تَكُنُّ كرها عميقاً فجأة .
دخلت ماريان للدردشة الخاصة بها هي وبيترا وبدأت في سرد كل ما حدث لبيترا .
كل ما قالته بيترا دل علي إدراكها للتو لفقدانها جزء من ذاكرتها بالفعل ، كل شئ هادئ حولها فقط كماريان ، وهذا يعني أن ٢٠٣٣ ليس وحسب يعرفهم بل يؤثر عليهم وعلي ذاكرتهم ، والسؤال الذي طرحة كلا الفتاتين :
– ” أي قدرة تلك التي تمنحه الولوج لذاكرة أشخاص في أزمنه مختلفة ؟”
وما كان من بيترا إلا أن تغضب كماريان :
– ” ما خطب هذا الشئ المتعجرف؟ ، هل يظننا لعبة في يديه ؟”
– ” ياترى إلى أي حد تمتد قوته ؟”
سؤال ماريان بث الرعب في كلتيهما وهذا كان واضحا من الصمت الذي عمَّ فجأة في الدردشة .
بعثت بيترا لماريان رسالة تهدئ نفسها بها قبل ماريان :
-” لا بأس ، سيكون كل شئ بخير ، لقد تأخر الوقت اذهبي واخلدي للنوم يا ماريان “
نظرت ماريان للتوقيت في ساعة الحاسوب ثم نظرت إلى خارج نافذة غرفتها لتتأكد فهي لم تعد تثق بأوقات الحواسيب وبالفعل حل الليل دون أن تدرك .
-” ذلك الشئ جعلني استيقظ طوال النهار دون أن تغفل عيني ، هتروح مني فين يا بتاع انت هوريك ، إما وريتك يا بتاع انت !”
إختلاط الإنجليزي باللهجة المصرية أكد علي توعد ماريان بأخذ حقها من ٢٠٣٣ بأي ثمن .
لكن ماريان قررت تأجيله إلى الغد، إذ كانت منهكة ومتعبة للغاية ، ولن تسمح لأحد أن يزعجها في نومها، حتى لو كان كيانا غريبا يتحرك عبر الزمن أو أيا كان ما يفعل !
أطفأت ماريان الحاسوب وخلدت إلى النوم بسلام … أو هذا ما ظنته المسكينة ماريان.
لأن أول ما **استيقظت عليه لم يكن مجرد صداع هذه المرة، بل صوت تحطم ضخم كاد أن يسبب لها نوبة قلبية.