متصل الآن... (صدى الماضي) - 2
صلوا علي النبي 🌹
استغفروا عشان ناخد ثواب كلنا ☺️♥️
____________
صوتُ اصطدامٍ عالٍ لدرجةِ أنْ هزَّ أرجاءَ الغرفةٍ بأكملها .
استيقظت ماريان علي الصوت في فزع ، فقد بدى وكأنه صوت انفجارُ قنبلةٍ لا مُجرد ضجة عالية !
نظرت ماريان حولها وقد بدأت الغرفة تنهارُ بشكلٍ غريب ، لا أثرَ لأي شيء قد اصطدم ولكن الغرفة تنهار …..
تنهار وكأنَّ بها خلل ما ،الغرفة أجزائها تختفي وحسب !
رفعت رأسها تُحدِّقُ بالساعة تُحاول التأكد ما إن كانت في حُلُمٍ أم لا ولكن قبل أن تلمح عيناها الساعة جائها وجع أليمٌ في رأسها، ليس كصوت الصفارة الذي يراود الناس من حينٍ إلى آخر وليس ألمَ الصداعِ التي عانت منه سابقا ، ولكن كأن أحدهم أمسك بمضربٍ خشبي وضربها علي رأسها ، وبينما أنزلت رأسها تضغط عليه من الألم
سمعت صوت الحاسوب يُفتح وبينما تنظر و تصارع لرؤية ما يحدث بدأ يُكْتَب في مستند بخطٍ كبير كفاية لتستطيع قراءته وهي علي السرير :
-“أغلقي عيناك طويلاً !”
أغلقت ماريان عيناها بالفعل من الألم أولاً ،
واتباعاً لما كُتِب ثانياً .
بدأت تظهر بعض الأحداث في ذاكرتها تمر مروراً سريعاً وماريان لا تعرف ما هذا الذي تراه .
ثم بدأت تسمع أصواتًا عديدة مختلطة ما بين أصوات فتيات أو شُبَّان .
فتحت عينها فجأة ووجدت أن الأصوات اختفت .
الغرفة في حالة طبيعية ، وكذلك …. الحاسوب مُطْفأ .
كل شئ كان طبيعيا في الغرفة ماعدا صاحبة الغرفة !
ماريان كانت في حالة من الإرهاق رغم نومها لفترة طويلة بسبب استيقاظها بفزع انتقالاً لمظهر الغرفة المنهارة ، والأسوأ هو عودة كل شيء إلى ما كان عليه ، رغم تأكدها من أنه ليس بحلم .
لا يوجد حلم يجعل الحاسوب تزداد حرارته وكأنه تم تشغيله منذ فترة قصيرة !
وبعد تأكد ماريان أن ما مرَّت به حقيقة جلست علي سريرها مجدداً.
-“هو أنا كل يوم كدة هقوم علي مصيبة شكل ، إيه تاني هييجي يا ترى ؟”
تساءلت في استنكارٍ لما يحدث معها فمنذ البارحة حياتها انقلبت رأساً علي عقب .
ورغم رغبتها في سؤال ٢٠٣٣م فوراً عن ما حدث لها ، إلَّا أنَّ رغبتها الشديدة في الأكل هزمت فضولها بكل سهولة، فهي تتبع مبدأ (ما ذنب معدتي بكوني منزعجة أو حزينة ؟).
ذهبت ماريان وتناولت فطورها وسط شعور من الوحدة والاشتياق لأهلها الذين لا تتذكرهم حتى !
تساءلت ماريان عن أسمائهم ، كيف يبدون ؟
هل لديها إخوة أكبر أو أصغر منها ؟
جهلها ناحية عائلتها منح ماريان شعوراً بالعجز و الاستياء فكادت تبكي ، ولكن تمالكت أعصابها .
رتبت ماريان المنزل ، هذبت شعرها كالمعتاد ، وارتدت ملابسها المفضلة وكأنها تستعد لحربٍ ما .
قد يبدو هذا سخيفاً في العادة ولكن بطريقة ما جعلها تشعر بالتحسن .
وبما أن تاريخ اليوم هو ٢٢/٩/٢٠١٩ والموافق ليوم السبت والذي تأكدت منه مرات عديدة فقد أصبحت تملك مشاكلاً في الثقة نتيجةً لما حدث في اليوم السابق ، لذا اليوم يومُ إجازة .
وقفت ماريان أمام الطاولة التي تحمل حاسوبها تحدق به باستمرار ، ترغب في فتحه لكنها خائفة مما ستواجهه ، حتى أنها رغبت في مشاركة الأمر مع أحد أصدقائها ولكن للأسف ، لا تتذكرهم أيضاً وكأن ٢٠٣٣م يريد منها حلَّ كل شئ بنفسها دون مساعدة من أحد .
استغفرت ماريان ربها وبدأت في فتح حاسوبها أخيراً.
وما استقبلها بمجرد فتحه ، هو انبثاق العديد من الرسائل فجأة ، ومصدرها برنامج الدردشة.
فتحته وبدأت في تفحص الرسائل ، وهنا أدركت أنها كانت علي صواب ، واستخدام ٢٠٣٣م لصيغة الجمع واستنكاره لكونها اقتصرت في كلامها عليها هي وبيترا كان كتلميح علي أنهما لن تكونا اثنتين وحسب بل ستة !
-“بالإضافة لي ولبيترا هناك فتاة وثلاثة شبان ، أي تساوي في أعدادنا ”
-“مُنْصِف أوي ٢٠٣٣ دة “
والغريب في نظرها أن هناك غرفتين دردشة ، واحدة للفتيات وأخرى للشبان ، والثالثة تجمع بينهم ذلك مع قاعدتين ، ثُبِتَتا في الدردشة تنُصَّا علي أنَّه :
-” أولا : يجب علي كلا المجموعتين النقاش بشكلٍ منفصل وأن يجتمعا للضرورة وحسب
-ثانيا :لا يسمح بأي تجاوز لفظي، وإذا تجرأ احدكم علي ذلك لن تروا مني /منا أي خير “
علقت ماريان علي القاعدة الثانية :
-“علي أساس يا أخويا اننا شايفين منك كل خير من ساعة ما عرفناك يعني “
ولكنها أضافت :
-“بس طلعت مُتَّقي ، أومال مش سايبنا في حالنا ليه من امبارح ؟!”
اختارت ماريان استعمال اللهجة المصرية الرائدة في عالم السخرية والكوميديا بدلا من اللغة الإنجليزية لإيصال الشعور ، فماريان تحب التحدث مع نفسها كثيراً
ولكن بعيدا عن كرهها ل ٢٠٣٣ م ،
كانت القواعد غريبة لأنه وعلي عكس الدول الإسلامية ، الغرب لا يضعون هذه الحدود ولكن صُبَّ الأمر في صالحها للمرة الأولى ، وهذا ما يُهِم !
ورغم كرهها الشديد للتعامل مع الرجال دون ضرورة لكن الآن هم بحاجة لمعرفة ما جمعهم هنا لذا يجب أن يعرفوا كل ما يمكن عن بعضهم البعض .
راقبت ماريان رسائل الدردشة والتي كان يدور فحواها عن كيف أنه حدث معهم جميعاً نفس الشئ وهذا الحوار الذي ملت منه ماريان .
ولكن المهم هو تعريف الثلاثة الباقين بنفسهم وكانت أولهم :
“أهلاً ، يبدو أننا على نفس القارب ، جميعنا أتينا هنا بغير إرادتنا بفعل الوغد المسمى ب ٢٠٣٣ ! ،
عموماً أنا جولي … جولي سيراز وأنا في عام ٢٠٢٥ ،
وصدقوني لن أجعل ذاك الشئ يفلت من بين يديَّ، سأحطمه تحطيمًا ! “
وللمرة الأولى أشفقت ماريان علي ٢٠٣٣ لأنه صنع لنفسه عدوة كجولي
وتبع حديث جولي رسالة أخرى :
-“هدأي من روعك يا جولي !
أنا كارلوس سيراز ومن اسمينا نحن توأم، بالمناسبة اكتشفنا هذا بالصدفة رغم أنني في عام ٢٠٢٧ ولكننا تشاركنا بعض المعلومات التي أكدت لنا استخدامنا نفس الحاسوب ولكن في أزمنه مختلفة ، وقد كانت فكرة جولي بالمناسبة أن نطابق اسمينا المستعارين “
-”هاااي ، لماذا تقولها وكأنك تشعر بالعار !”
-”ببساطة لأن هذا سخيف بالفعل يا أختاه “
ابتسمت ماريان علي حديث الأخوين وهي تعلم أنه سيكون هناك الكثير من المرح مع وجود هذا النوع من التوائم معهم .
-“أحم أحم ”
كتبها ثالث الأعضاء الوافدين تلميحًا لرغبته بالتعريف بنفسه :
-“أهلا أنا ، كيفن أنطونيو من ٢٠٢٨”
– “يبدو حديثي وكأنني سئمت منكم ولكن هذا غير صحيح أنا متوتر وحسب ”
كان مختصراً جداً في حديثه بالفعل !
وأخيراً وليس آخراً :
“أهلاً أنا ليون دان من عام ٢٠٢٦ ، وأرجوا أن نسرع في المناقشة فعلينا التوصل لفكرة ما أو للخطوة التالية “
قررت ماريان التعريف بنفسها فقد عرَّفَت بيترا بنفسها سابقا :
“أهلا أنا ماريان ، ويبدو أنني من الزمن الأقدم هنا ٢٠١٩ “
نظرت ماريان لغرفة المحادثة طويلاً لا تصدق أنها تتواصل مع أشخاص من المستقبل لا وبل اعتادت الأمر ولم تعد تنظر إليه وكأنه شيء غريب !
ولكن قررت ماريان استغلت الفرصة وسألت سؤالاً أرادت معرفة جوابه بشدة :
-“يا رفاق ، هل بدأت الأشياء تنهار حولكم فجأة ؟ أو سمعتم أصواتاً غريبة وشعرتم بألم ؟”
تتابعت الرسائل أمامها وكلها تجيب إجابة واحدة :
- “لا ”
أسندت ماريان رأسها علي الكرسي الجالسة عليه ، وكأنها تطلب استراحة مما تمر به ، أو حتى إجابات أو تلميحات لأسئلتها لكنها تشعر بالضياع وسط أسوأ أمواج البحار “أمواج بحار اليأس ” …..
ولكن قاطع تفكير ماريان بالاستسلام ، وصمت المحادثة رسالة جديدة في مستند كالعادة ، فعدَّلت ماريان وضعية جلوسها بسرعة :
-“يبدو أنكم تعارفتم .
إذًا حان وقت التلميح الجديد :
ابحثي عن الصورة (خزانتك )
من : ٢٠٣٣م “
انتهت ماريان من قراءة الرسالة ثم عاودت النظر لغرفة الدردشة التي كَتَبَ فيها الباقي عن وصول نفس مضمون الرسالة لهم باختلاف موقع كل صورة !
نهضت ماريان بسرعة تبحث في خزانتها الخشبية التي في زاوية الغرفة ، بحثت وبحثت حتى وجدت صورة واحدة فعلاً ، ولكنها كانت غريبة بعض الشيء…….
ظهرت ماريان في الصورة بالفعل ولكنها لم تكن وحدها ، كان هناك أشخاص غيرها في الصورة ولكن جميع وجوههم مطموسة بحبرٍ أسود اللون فلم تستطع معرفة من يكونون .
عادت ماريان إلى مقعدها وهي متلهفة لتعرف ماذا وجد الباقي .
ولكنها وجدت غرفة الدردشة صامته للغاية فبعثت رسالة لهم :
-“يا رفاق هل رأيتم الصور ؟”
-”يا رفاق ……”
وظل الأمر علي هذا الحال لحوالي الدقيقتين تنتظر ماريان فيهما أي رد وتزداد قلقاً بمرور الوقت ،حتى بعث أحدهم في غرفة الدردشة رسالة أخيراً ، وقد كانت جولي :
– ” رأيت شيئا ما …..”
– ”ماذا تعنين ؟”
– ”فقط شعرت بالألم ، شاهدت أحداثًا ما تمر بسرعة وتوالت الأصوات بعدها لفترة وشعرت بضيقٍ شديدٍ تماما كما كتب في السؤال الذي طرحتيه من قبل …..كيف علمتِ ؟”
– ” لأنني استيقظت علي هذا الألم “
انضم الباقي للمحادثة واعترفوا بحدوث نفس الأعراض معهم جميعا ، مما يفيد أنها لم تكن تحلم فعلاً!
شعرت ماريان أن لهذه الأعراض علاقةً ما بالصورة ،
فطلبت من الجميع طلباً جاء في ذهنهم أيضاً:
-“هل يمكنكم وصف ما الذي ترونه في الصورة ، لأنه لا توجد خاصية إرسال صورة ؟”
وبالطبع لاقت الموافقة .
وكما توقع الجميع ،
من في الصورة التي معهم هم الأفراد الستة في الدردشة ، ولكن كل شخص في الصورة الخاصة به ظاهر والآخرين مطموسي الملامح !
قال ليون :
“إذا لا أحد منا يعلم متى التُقِطَت هذه الصورة ولكن المؤَكد هو أننا التقينا في وقت ما من عام ٢٠١٩ قبل ضهر يونيو وهذا يفسر وجود الصورة بين يدي ماريان ولكننا فقدنا ذكرياتنا عن التقاطها وحسب . ”
-“وبالتالي هناك ما يربطنا ببعضنا البعض بالفعل !”
أضاف كارلوس :
-” وقد كنا في نفس المكان عند حدوث الحدث الذي نتذكره جميعا ويسبب لنا الألم الشديد! “
أكملت بيترا كلامهم :
-“إذا علينا أن نعرف متى أُخِذَت الصورة ، حينها سنعرف التفاصيل “
أومأت ماريان توافق علي ما قالته بيترا وكتبت في الدردشة بما يفيد ذلك ، فهم ست أشخاص وللغزهم مُفتاحُ حلٍ واحد !
وبعد هذه المناقشات والتَّقَدُم الذي أعاد لماريان بعض الأمل ،
رن جرس باب المنزل ، فقررت الذهاب وفتح الباب بكل سلاسة لكنها نظرت إلى ما أرعبها وسقطت أرضاً من الفزع ……..
________
أكتبوا آرائكم في التعليقات ، أيضا نقدكم البناء إن وُجِد فأنا أتقبله طالما هو بناء ☺️