متصل الآن... (صدى الماضي) - 4
صلوا علي النبي ♥️
استغفروا كي ننال الحسنات 🌹
قبل محادثة ماريان الأخيرة مع الخمسة .
…………………
هذبت شعرها الأشقر القصير إلى الكتف ، وأمسكت بربطة شعر صغيرة تحتضن بها شعرها حتى لا يزعجها أثناء أداء هوايتها المحببة إلى قلبها وعملها المستقبلي .
أمسكت بالسكين تحركه بمهارة ، تقطع الخضروات واحدة بعد أخرى وكأن يدها تُنظِّم مع السكاكين أفضل الرقصات !
باتت چولي تسرح بعينيها الخضراوتين إلى عالم آخر ، ومع كل ضربة سكين تتفتح أمامها أبواب ذكريات الماضي عن كيف وصلتها أول الرسائل من التي تسميه “الوغد ٢٠٣٣”
________________
كانت چولي تجلس في غرفتها المُجهزة بتلفاز صغير كي تستمتع بمشاهدة قنواتها المفضلة في أي وقت ، وفي الزاوية يوجد حاسوبها التي تحب الجلوس عليه ، فعلى ما يبدو كان أهلها ميسوري الحال .
وبينما كانت تدردش مع إحدى الفتيات عن كيف سيستمتعون بوقتهم قريبًا وهي تجلس علي الكرسي المقابل للحاسوب تنتظر تحميل حلقة مسلسلها المفضل ، أُغلِق الهاتف دون سابق إنذار ، رغم أنه كان مملوءًا بالشحن ، وكذلك الحاسوب .
رمقت چولي جوَّالها فالحاسوب باستعجاب للتنسيق الغريب في إغلاقهما ، وفجأة بدآ يفتحان معًا مجددًا ولكن ظهرت شاشة سوداء في منتصف كليهما كُتِب فيهما نفْس ما كُتِبَ لماريان سابقًا ، وفي الواقع حدث معها نفس ما حدث مع ماريان بخلاف اكتشافها أنَّ كارلوس التي طَلَب منها ٢٠٣٣ أن تعرف من يكون ، كان في الواقع توأمها !
كانت تحادثه علي مضض، ولكنها اكتشفت بالصدفة البحته عندما حكت له طريقة وصول الرسالة وأن التلفاز والحاسوب أُغلِقا فجأة ففاجئها أنَّ هناك غرفة في منزله تنطبق عليها هذه المواصفات ، ورغم تحذيرات ٢٠٣٣م بعدم كتابة أسمائهم الحقيقية ، لكنها قالت له اسمها الحقيقي وبالفعل ، كانا متطابقين في كل شئ في الاسم ويوم الميلاد والاختلاف الوحيد هو الزمن اللذان يعيشان فيه .
قطع صوت خطوات خفيف رحلة جولي وسط بحار ذكرياتها .
توقفت چولي عن التقطيع لوهلة ولكنها استمرت بالتقطيع ، كانت تعلم بوجود أحدهم لكنها لم ترد أن تكشف له علمها .
جهزت جولي وضعية يدها التي تحمل السكين تحسبًا لأي ظرف طارئ !
توقف صوت الخطوات فجأة عند باب المطبخ ولمحت
جولي بطرف عينها ظلاً لشخص ولكنه اختبأ وراء الحائط
صدر صوت انسة وبدأت تحدث چولي :
_ أهلا أيها المتصلة هل عام 2025م هادئ عندك ؟
رفعت عيناها عن لوح التقطيع، تحمل نظرةً كأنها على وشك كسر الجدار أمامها ولكن قررت إكمال التقطيع وكأنها تحذر من خلفها أنها ستكون التالية بعد الخضروات في يديها .
فعلى خلاف كلمة “المتصلة” والتي هي جديدة عليها،
فهذه الجملة هي نفسها التي ذكرت في أول رسالة من 2033م .
طرحت چولي سؤالاً على من خلفها :
_ هل أنت 2033م ؟
_ أممممم …… نعم ولا، 2033م هو شئ لا نستطيع أن نسمية “شخصًا” وحسب،
لهذا نخبركم أن الوقت لم يحن بعد ، وللتخفيف عنك لأنك لا تعرفين كيف تناديني يمكنك تلقيبي ب”ذات الأعين الخضراء” …. جميل أليس كذلك ؟
استغلت چولي انشغالها في الحديث وبدأت تقترب من مدخل المطبخ حاملة للسكين وقد استنتجت أنها تعرف شيئا ما لذا لن تضيع فرصة معرفة بعض المعلومات
_ لما تفعلون هذا بنا أيتها الخضراء ؟
قررت چولي تجاهل اللقب الطويل وتسميتها بالخضراء وحسب .
_ لا أعتقد أنَّ هذا ما أخبرتك أن تناديني به ، ولكنك تتحدثين وكأنه يتم تعذيبكم يا رفاق .
أردفت چولي وقد كانت علي وشك الفوران من الغضب :
_ وماذا تسمين ما يحدث لنا إذًا ؟
ردت الآنسة بعد صمت قصير، وبعد كل جملة كانت تقولها كان يزداد صوتها غضبًا واشتعالًا، وكأنها تتحدث عمَّن تريد قتله! :
_ نحن نساعدكم !…. نحن نساعدكم لأنه يتوجب عليكم الاستيقاظ … عليكم الاستيقاظ من غفلتكم حينها ستتذكرون كل شئ !
لم تتحمل چولي نبرتها تلك فهي تتحدث وكأنها هي مَن تمت إزالة ذاكرتها فجأة وأصبحت تتحدث مع أناسًا مِن المستقبل .
خرجت تصوب السكين نحو الآنسة …. وليتها لم تفعل !
أدركت چولي سبب اختبائها خلف الجدار ، فعلى ما يبدو لم تُرِدْ إخافتها .
تجمدت چولي في مكانها ، لذا وعلي الرغم من خبرتها في استخدام الخناجر ، استطاعت الآنسة أن تسقطها أرضًا وأخذت منها الخنجر .
ظلت چولي تنظر لما أمامها لا تصدق أن ما تراه صحيح.
كانت مَن تقف آنسة في طولها تقريبًا ذات شعر أسود اللون ، خضراء العينين وهذا سبب اخبارها أن تناديها بخضراء الأعين لأنه هذا هو الشئ الوحيد الواضح في وجهها !
تذكرت چولي مرةً عندما بدأ كل شئ من حولها ينهار ، كان الأمر مماثلاً لما يبدو عليه وجه الفتاة ، هناك أجزاء مفقودة من وجهها والعظام ظاهرة ، حتى ما تبقى من وجهها تتساقط منه الدماء ، وعيناها الخضراوتان تلمعان بسبب انعكاس ضوء المطبخ عليهما !
ارتجفت چولي من مظهر الفتاة ، فوجهها مشوه تمامًا ، وعيناها تحملان من الغضب ما يُشعل بلاد ولكن الأمر لم ينتهي هنا …..
بدأت تأتي ذكريات أخرى لچولي ، صوت اصطدام ، صراخ في كل مكان ، وأخيرًا وما لم تره من قبل ……. دماء ، دماءٌ في كل مكان !
وضعت چولي يدها علي رأسها فرأت الدماء تملأ يداها ، كانت علي وشك الانهيار إلى أن شعرت بأحدٍ ما يمسكها .
أمسكت ذات العينان الخضراوتان بكتفا چولي ، وهي تنظر لها في عيناها مباشرة و حادثتها بنبرة هادئة ولكنها تحمل داخلها عزمٌ ورغبة في الانتقام :
_ لا ٢٠٣٣م ولا أنتم الستة ، تسامحونهم مفهوم !!
أعادت حديثها مجددًا ، تضيف عليه جملة أخيرها بينما تَهُزُّ كتفي چولي :
_ هل هذا مفهوم؟ ….. لا تتركونهم وشأنهم ، إيليت !
شعرت چولي أو “إيليت” وكأن الدماء تسحب من عروقها ، ولم تتحمل رؤية ما هو أكثر من ذلك وفقدت الوعي …….
……………***……………
– “ماذا؟ ……. كيف يعقل هذا ؟
كيف أتذكرها إذا ؟!!!
شعر الأربعة بالصدمة مما سمعوه من كيفين ولكن علي عكسهم كان كلًا من كارلوس و إيليت “چولي” غير حاضرين بعد .
لم تمضِ بضعة ثوانٍ حتى بعثت إيليت رسالة :
_ رفاق ….. حدث شيء ما لي ….
بعث كارلوس رسالة يُحادِثُ بها اخته :
_ ماذا ؟…. ماذا حدث ؟ هل فعل أحدهم لك شيئًا ؟… هل أنت بخير ؟
وأمام الشاشة ، لم تستطع إيليت سوى الابتسام على قلق أخيها فأسرعت بالرد كي تُزيل قلقه :
_ أنا بخير يا أخي اللطيف ، لم أتوقع منك هذا القلق .
_ طالما صدر منك هذا الأسلوب المستفز إذًا أنت بخير .
_ هاااا ؟…. أنا مستفزة يا رأس الحجر ؟
_ أنا رأسُ حجر يا رأسَ الغباء ، حتى أنني كنت قلقًا عليك بعد ما سمعته منه
_ أنا!!! أنا غبية أيها ال…. ، هاا … ماذا تعني ؟
ورغم اختلاف ازمنتهم وأماكنهم إلّا أن الأربعة الباقين أجمعتا في التفكير بشأن شيء واحد : متى تحولنا من الحديث عن الحادثة إلى مشاهدة شجار توأم في المحادثة ؟
قرر كيفن إنهاء هذا الشجار الذي لا يحمل ذرةَ فائدةٍ لذا كتب لهم رسالة :
_ هل ستستمرون في هذا الشجار كثيرًا ؟
صمت التوأم أخيرًا ثم أردف كارلوس محادثًا الجميع:
_ لا لن نستمر … عذرًا . على أي حال يبدو أنَّكم كنتم تتحادثون قبل مجيئنا أنا وچولي ، كما أنَّه كما قالت چولي حدث لها شيء ما وبالمثل أريد قول ما حدثَ لي أيضًا لذا ترتيبًا إبدأي من البداية ثم چولي ثم أنا .
ردت ماريان :
_ ممتاز ! حسنًا سأُعيد قول كل شيء من البداية .
سردت ماريان على الجميع الحادثة منذ بدايتها ، من لحظة ظهور الآنسة مقطوعة الرأس ، نهايةً إلى لحظة عودتها من المنزل ، وبالطبع أمرُ الحادثة كان غريبًا للجميع ولكن على غير العادة كانت چولي هادئة ولم تبعث ولو رسالةً واحدةً حتى ففي الأحوال العادية كانت لترسل العديد والعديد من رسائل التهديد إلى ٢٠٣٣م !
وكتعقيب علي هدوئها الغريب ، أرسل كارلوس رسالةً موجهةً لها فهو لا يزال قلقًا عليها :
_ ما بك صمتِّي يا أختاه ، ألن ترسلي رسائلك التهديدية المعتادة؟
_ إنني أقرأ باهتمام …… ماريان هل كانت عيناها خضراوتان ؟ ماذا عن لون شعرها هل كان أسودًا ؟
أجابتها ماريان على سؤاليها :
_ لكلا السؤالين إجابة واحدة ، نعم ….. كان لها أعين لامعة للغاية، كانتا رائعتين بحق !…. ولكن كيف علمتي هل يعقل أنَّك؟
_ نعم تمامًا كما توقعتِ ، لقد رأيتها أنا الأخرى لكن الأمر كان مرعبًا أكثر ، تلك الآنسة لها علاقة ب ٢٠٣٣ وما يحدث لنا بالتأكيد !
تدخلت بيترا بعد أن بقت ساكنة طوال المحادثة :
_ إذًا تلك الآنسة قابلتكما ، في نفس اليوم ولكن في أزمنة مختلفة …… كيف ؟
أجابها ليون :
_ إذا كان لها علاقة ب ٢٠٣٣ فهذا ممكنٌ للغاية ….. لذا يا چولي أخبرينا بما حدث .
قصَّت چولي عليهم كل ما حدث، وعن مقدار غرابة ما رأته وأنَّها لم تجد لها أي نوع من الآثار ولا تعلم كيف دخلت حتى !
سكن الجميع في محاولة لإيجاد طريقة لربط كل ما يحدث ولكن قرر كارلوس أن يخبرهم بشئ ما أيضًا :
_ على ما يبدو أنَّ هذا هو يوم الغرائب والتقاء أشخاص لهم علاقة ب ٢٠٣٣ ، لأنني أيضًا حادثني رجلٌ ما … مفاجأة صحيح ، والأغرب أنَّه اعتذر لي !
كتب الجميع في آنٍ واحد :
_ اعتذر لك ؟!
_ نعم فعل ، لقد كنت جالسًا بشكل عادي في غرفة المعيشة ووجدت أحدًا ما يحادثني ، ظهرَ ظلٌ له لكنني قررت الاستماع له للنهاية ثم مواجهته ولكنه أخبرني أنه يعتذر لچولي بالنيابة عن الجميع…… فذات الأعين الخضراء مُتَعجِّلة قليلًا ، واختفى بعدها !
ردت عليه چولي :
_ ياللطيبة وهل هذا هو الشيء الوحيد الذي يعتذرون عنه ، هناك الكثير من الأشياء التي يجب علي الوغد ٢٠٣٣ أن يعتذرَ عنها !
رد عليها أخيها في سخرية :
_ نعم نعم ها قد عادت چولي العصبية .
_ أصمت وإلا ستجدني أنا من اخترقت الزمان تاليًا ولن تنجو مني كارلوس .
_ حسنا حسنا .
قرر كيفن أن يصارع مهاراته الاجتماعية المتدنية وكتابة ما يريد قوله :
_ إذًا ، نحتاج لترتيب أسئلتنا أولًا لذا لنبدأ رجاءًا
كادت ماريان تجيب عليه لأنها أحست بشعوره بالضيق ولكنه سبقها بكتابة رسالة أُخرَى :
_ أنا لا أشعر بالضيق منكم يا رفاق أنا متوتر ولا أستطيع التعامل مع الناس عادة .
تَعَجَّبَت ماريان من سرعة كتابته فلم تمضي ثلاث ثوانٍ حتى!
وجَّهت رسالتها المرسلة إلى الجميع :
_ في الواقع كيفن محق يا رفاق هناك الكثير من الأشياء التي يجب علينا مناقشتها ولا نريد تضييع الوقت !
رد جميع من الدردشة :
_ نعم حاضر .
أرسل كارلوس رسالةً مُمازِحةً للجميع :
_ يا للتنسيق يارفاق !
وقد نال رجاءه في إضحاك الجميع حتى ولو لم يظهر ذلك في المحادثة .
قررت إيليت منح كيفين الإشارة ليبدأ بسرد كل الأخبار عن الحادثة :
_ هيا يا كيفن، لنرى ما الخطب مع حادثة التصادم تلك .
_ في الواقع الأمر غريبٌ بالفعل !
سأله ليون :
_ ماذا تقصد ب”غريب” ؟
_ أقصد أنَّ الحادثة يبدو وكأنه تم التغطية عليها ، هناك عدة مقالات توفي بوقوع حادثة تصادم ، لكن التفاصيل غير موجودة !
طرحت بيترا سؤالاً منطقيًا :
_ولكن أليست حوادث التصادم كثيرة لذا لربما لم يتم تسليط الضوء عليها، لماذا إذًا تظن أنَّه تم التغطية عليها ؟
أردف كيفن :
_ نعم أنتِ مُحقة، ولكن أن تظهر مقالات بأنَّ جميع الصور والمقاطع التي توثق موقع ولحظة الحادثة قد حُذِفَت فمن هنا نحن نتحدث عن أمرٍ مختلفٍ كليًا !
أردفت ايليت تحادثهم :
_ إذًا كيف علمت أن هذه الحادثة المرجوة أليس من الممكن أن تكون مجرد صدفة ؟
_ سؤال جيد ! وسأجيبك عليه .
أتتذكرين أمر الملاهي ؟ بحثت بشأنها والواقعة حدثت بالقرب منها هل هذه صدفة أيضا وللتأكيد أكثر فهذه الملاهي لازالت موجودة لذا قمت باختراق قاعدة بياناتها والنظر فيما اذا تسجيلات يوم الحادثة لازالت متواجدة .
قاطعته ماريان في فزع :
_ اخترقتها !!!
_ نعم ولن يمسكوا بي علي أي حال كما أنها مدينة ملاهي ليس وكأنني اخترقت بنكًا يا ماريان
_ حسنا…. تابع رجاءًا
تابع كيفن حديثه السابق :
_ كنت أقول أنه ولحسن حظي كانت هناك تسجيلات بالفعل وأتعلمون ما الغريب ؟
كل تسجيلات الأيام السابقة كانت محفوظة بالكامل لكن هذا اليوم تحديدا لم يظهر إلا جزء بسيط من اليوم، وما جعلني أتأكد هو تواجدي في كاميرات المراقبة !
سأله كارلوس :
_ ماذا عنا ؟
أجابه كيفن في سخرية :
_ هل سأتخيل كيف تبدو . وما علمي أنا بمظهرك يا كارلوس الصورة مطموسة .
_ أه صحيح لقد نسيت .
_ أيا يكن في العادة لن أذهب أبدا للملاهي أو لهذه المنطقة فأنا أكره التواجد في الأماكن المزدحمة ولكنني كنت هناك في ذلك اليوم لسبب ما .
قررت ماريان أن تطلب من كيفن التحقق منها للتأكد من تواجد الجميع هناك :
_ كيفن ….. أيمكنك التحقق من تواجدي مظهري سيكون مميزا لأني محجبة !
كانت هذه المرة الأولى التي تذكر فيها ماريان كونها مسلمة ( كونها محجبة فهذا من تعاليم الاسلام)
_أنظروا من كان يتحدث بشأن الاختراق منذ قليل….حسنا سأفعل .
أصاب حديثه ماريان في مقتل وشعرت بالاحراج الشديد لأنه محق بالتأكيد .
وفي غرفته ترك كيفن البرنامج مفتوحًا والتف ليتواجه مع شاشة الحاسوب الآخر الذي يمتلكه ، وبدأ رحلته مع كاميرات المراقبة ، وهو يُضَيِّقُ عملية البحث إلى الفترة الزمنية التي ظهر فيها هو الاخر، وبالفعل وجد فتاة تُمَاثِلُه في العمر ظلت واقفة لفترة ثم ذهبت من نفس اتجاه سَيْرُهُ .
قرر كيفن اختراق باقي كاميرات البلدية في الشارع الذين ساروا فيه ولكنه لم يستطع إيجاد أي شئ؛ فكل التسجيلات متواجدة فيما عدا تسجيلات نفس الفترة من اليوم .
عاد كيفن خائب الرجا، يُبَلِّغ الاخرين عن ما رآه، وقد كان حزينا لعدم توصله لأي معلومة أخرى وأنهى تقرير بما وجد باعتذار :
_ عذرًا يا رفاق لم أتوصل لما هو أكثر من هذا .
أجابه كارلوس منزعجا :
_ أيها الأحمق ما الذي تتحدث عنه وهل كنا سنتوصل لأيِّ معلومة من هذا النوع بدونك !
رفع كيفن طرف شفتيه في صدمة :
_ لماذا تنعتني بالأحمق كيف أصنِّف حديثك ، هل هو مدح أو ذم ؟
كتبت إيليت لأخيها في سخرية :
_ أنظر الى نفسك من الواضح أنني لست الوحيدة العصبية هنا كما وأنك يا كيفن بالفعل سئ في التفاعل مع الناس هو يمدحك ويؤيد تشجيعك لا أكثر لذا لا داعي للخوف .
رد كيفن وهو يتنهد لشعوره راحة :
_ أوه….. هكذا إذًا.
قرر كارلوس أن يطلب من كيفن معرفة إذا تواجد هو الآخر :
_ هل يمكنك البحث عني أنا أيضا وسأبعث لك كيف أبدو
سارعت إيليت في السخرية من أخيها :
_ لا تحاول حتى يا كيفين فمواصفاته منتشرة للغاية وكاميرات المراقبة ليست بهذه الدقة !
_ لا تحادثيني وكأن ملامحك هي المتفردة وبلا مثيل .
_ لولا أنَّ ما يفصلنا هو الزمان ما كنت لتنجو مني يا كارلوس !
_ ألم تخبريني أنك ستخترقينه ما الذي حدث الان يا أختاه ؟!
_ كارلوس أيها ال…. أنت لا تستحق خروج الشتائم من فمي حتى .
_ توقفوا !……
أوقف ليون الشجار الالكتروني بين التوأم قائلا :
_ هذا ليس الوقت المناسب لهكذا شجار.
أرجو منكما الهدوء واستعمال طاقتكما المتفجرة في التفكير لصالحنا !
تابع ليون الموضوع الرئيسي قائلا :
_ اذا لقد علمنا للتو موقع الحادثة أيمكنك أن تبعثه لنا ؟
_ نعم بالطبع ها هو ذا ******
_ ممتاز !
استأنف ليون ما يرغب في قوله :
_ إذًا قد علمنا الان موقع حادثة الاصطدام و وأننا قد تواجدنا جميعا في الموقع .لنبدأ إذًا في ترتيب تساؤلاتنا .
وقبل أن يبدأوا النقاش في النقاط الأساسية ظهرت رسالة من نظام الدردشة ومن الواضح أنها موجهة من 2033م قيل فيها :
_ أمامكم ثلاثة أيام وبضعة ساعات قبل وقوع الحادثة في زمن المتصلة ماريان .
يتوجب عليكم الإسراع في حل اللغز وجميع أسئلتكم ،
وإذا لم تحلوا اللغز لن تستردوا ذكرياتكم أو أهلكم وأيضا سيتم إغلاق برنامج الدردشة دون رجعة !
يبدأ من الآن العد التنازلي :
78:11:25 ساعة
من : 2033م
وكان ردة فعلهم واحدة :
_ هااااا ؟!
بالطبع كانت هذه ردة فعل الجميع ما عدا اثنين رُسِمَت علي وجوههم البسمة ………
______________
أخبروني برأيكم في الفصل وتوقعاتكم لما هو قادم .
وأخبروني بنقدكم إن وُجِدْ