ملكي - 2
في صباح اليوم التالي في الارض الحارقة
عند الحظيرة
سيا مرتدية رداء بسيط على نمط يناسب الحياة الصحراوية
تتجه ناحية الماعز
اجلس على الكرسي الخشبي لأقوم بحلب الماعز
اسمع صوت اخي ماركوس : اه سيا صباح الخير كالعادة كالعصافير التي تستيقظ باكرا !
انظر لاخي ذو الملامح الطيبة الا انه يملك نظرات قوية بتسم ناحيتي
قلت احييه مبتسمة : صباح الخير اخي العزيز
متجه لتنظيف الحظيرة ممسك المجرفة ليبدء في تنظيف المكان
اصوات ضحك تأتي لطفلان يدخلان : لن تمسك بي!! – ترقف اران !
اللاحظ التوأمان يلحقان بعض
متنهد ماركوس ثم بصوت حازم قال : اران و نين توقّفا عن اللعب وساعدانا “،
فيردان معًا بلطافة و ظرافة: “حاضر!”.
انظر لهما عمرهما في ست السنوات يقومون بأخذ الدلوا لوضع المياه به خارجان
أضحك قليلاً قائلة: “ههه، إنهما ظريفان”.
“صباح الخير”. صاحب الصوت بدا نعس ليظهر صاحب الصوت للاخ الثاني للعائلة بدا مختلف فهو يملك نظرات قوية و حادة و شعره مبعثر ليدل على شخص يحب التكاسل و التهرب
يرد ماركوس متجه ناحيتن سرعة : “دام، أين كنت ليلة أمس؟”
اراد الاحابة الا انه تم الامساك بإذنه ليأن الما : ااه لماذا تشد اذني من صباح الخير؟
مستمع لاخوه الحازم و الغاضب : “هل كنت تلعب؟ هااه؟ لم تأتي بالامس الا في الفجر صحيح؟ “،
ودام يصرخ متألمًا فلقد شد اذنه أكثر : “أوتش، أوتش، آسف!”.
انظر لدام الذي يربخ من قبل ماركوس ( مجدداً يوقع نفسه في مشكلة )
قلت و انا اقف منهية حلب الماعز احمل الدلو: “صباح الخير، دام”.
يرد دام وأذنه ما زالت مشدودة: “صباح الخير دعيني اساعدك لحمله “.
قائلا ماركوس لا يفلته : لا لن تستخدم هذا كعذر لتهرب مني ! انت متى ستنضج!
دام يرد عليه بمزح: ربما في الربيع؟
ابتعد ( وااه له الجرأة في المزاح حتى الان؟)
لازلت اسمع صوت ماركوس وهو يضرب رأس دام قائلاً: “اخرس واستمع لي! لا تتذاكى علي! اذا دع فمك الذكي يساعدك في تنظيف الحظيرة كلها ! لن تتناول الإفطار حتى تفعل هذا !
متذمر : ماذا!!
اضحك او ابتعد عن هنا معي الدلو
أدخل المنزل اسمع صوت والدتي تشكرني و اضعه في المطبخ (رغم أن وضعنا صعب قليلاً، إلا أننا نبذل جهدنا للبقاء على وفاق و سلام )
بعد اعدك ايام انكسر هذا السلام لدى تلقي والدي رسالة تحمل رمز الاسرة الزعيمة وردة لها خمس بتلات ذهبية اللون
فاتحها الاب يداه ترتعشان مفكرا ( لماذا هذه رسالة تحمل رمز الاسرة الزعيمة ؟ لماذا اشعر بشعور سيء ؟ كما لو ظل من السواد سيحيط بنا )
تغير تعبيره لجاد و فتحها يقرأها اعينه اتسعت : م ماهذاا ؟
صوته غاضب و ممسك قوة الرسالة : ا ان هذا لابد مزحة!
حيث بدء يسعل بشدة : ك كح كح
لازال ممسك الرسالة لتأتي زوجته ناحيته معها كوب ماء دافئ المخلوط بالعسل: اهدء لماذا انت منفعل!
تمسك به تسنده على السرير ليجلس و تشربه الماء الدافئ الذي به العسل تندفع أمي نحوه قائلة: “اهدأ عزيزي، ما الذي جعلك هكذا؟”.
تلحظ الظرف الذي به رمز الاسرة الزعيمة دق قلبها قوة و للرسالة التي بيده قابضها قوة تسمع صوته المهتز ناطقاً بألم : سيا ..
الام وجهها ابيض و كما لو قلبها سقط بمكانه :.. ل لماذا تذكر اسم سيا ..
صاك الاب اسنانه قوة اكتافه تهتز قليلاً:.. لماذا عليها ان تعاني اكثر ..
الام غير فاهمة الا انها احست بشيء غير جيد سيحدث لسيا نظرت للاسفل صامتة :…
قال الاب بعد صمت نبرته هادئة : فلتخبري ان هناك اجتماع عائلي طاريء
الام تقف تعابيرها هادئة الا ان واضح بها القلق و الخوف
في وقت الغداء
جمعت العائلة كلها. الاختان الكبيرتان وزوجيهما. و الجد و الجدة من جهة الأم حضرا اللذين يعيشون خارج المنزل
تجلس جيسيكا عند غرفة الاب
الابنة الثانية وهي تقول: “من النادر أن يجمعنا والدي هكذا”.
اجلس بتوتر: “ماذا حدث؟”
دام الذي يدخل بملل : لماذا اجتماع من لا مكان ؟ لدي تدريب
ليزا الاخت الكبرى قالت : ابي هل حدث شيء ما؟
نظرنا لوالدي الجالس على سريره تعبيره لم يكن جيداً رغم محاولة عدم اظهار هذا
بعد ان أخذ نفساً قال : “لقد تلقيت رسالة مباشرة من زعيمنا”.
يملأ الصمت المكان ليقول الجميع مذهول: “ماذا؟”.
تسأل لورا بقلق : “ماذا؟ هل يريدون نَفينا؟!”.
تهدئها ليزا: “لورا هدئي من روعك”.
قال الاب قابض يداه بصوت ثقيل: “كلا، الأمر ليس كذلك اتمنى لو انه كان هذا “.
غير مصدقين قوله هذا
الام التي تمسك يد سيا تفاجأت انظر لامي التي جالسة جواري تعبيرها بدا حزين ( امي ؟ ماذا يحري ؟ بدأت اشعر بالقلق ما الامر الذي سيجعل والدي يقول امر النفي افضل مما قرأه ؟)
يتدخل دام وهو لازال واقفا يستند على الحائط بلا مبالاة: “إذًا، ما الأمر؟ الذي يفزعك يا والدي ؟ ان لم يكن النفي ما هو اذا؟ “.
يرد الاب ممسك قوة يداه مع بعض ناظرا ناحية سيا حينما قال : “إنهم يخططون لصنع سلام بين قريتنا ومملكة فيردال”.
يرد ماركوس وهو يحك رأسه غير فاهم الى الان ما يجري : “نعم، سمعنا عن هذا، لكن ما دخله بنا؟”.
الجد هدوء يشارك في الحديث قائلاً: “أجل، يبدو أن الأمر يتعلق بدمج دماء قبيلتنا مع العائلة الملكية”.
تقول لورا متدخلة : “اوه إذن ستكون ابنة الزعيم زوجة الحاكم؟!”.
لتتساءل بعدها : مع هذا ما دخله بإجتماعنا العائلي؟ .
ضاحكة قليلاً متوترة : اعني الجو غريب هنا يا ابي …
انظر نحو الأرض دقات قلبي تتسارع الجو يصبح اكثر خنقاً مع الهدوء ليكسره صوت والدي مكملا : “الأمر هو أن الأميرة سيلينا ابنة الزعيم، لن تتزوج منه”.
صدم الجميع مما قال الا انهم ضلوا صامتين كما لو جميعهم فهموا و عرفوا ماسيقوله بعدها
مكملا الاب بصوت ثقيل لا يرغب في النظر لناحية سيا : ” أنهم يريدون إرسال سيا بدلها”.
كما لو المكان حولي يدور ( انا؟) اعود لنفسي بعد ان امسكت والدي قوة يدي انظر من ظرف عيني لتعبيرها متألم و الدموع ستتجمع في اعينها
تتحدث لورا ليزا بصوت مضطرب: “عمَّ تتحدث؟ لماذا سيا؟ نحن مجرد أناس عاديون!!
جيسيكا التي تتدخل غاضبة تصرخ : لماذا رفضت الاميرة؟ اليس هذا السلام مهم لاجل الحصول على الماء لاجل الشعب ! فلماذا فجأة ترفض ! “. ليهدأها زوجها
يرد دام وهو يبدو أكثر جدية من المعتاد مبتعد عن الجدار واقف : “لأنهم يعرفون أن حياة الأميرة ستكون في خطر”.
قائلا دام غاضب ممسك رأسه مكملاً : هؤلاء الأوغاد يريدون إرسالها لأنها ليست الأميرة!”.
ماركوس يتحدث محاول تمالك نفسه اعينه محتدة : “لكن، لماذا سيا بالذات؟”.
ظللت صامتة من الصدمة أحاول فهم ما يجري (الأميرة رفضت، وهذا أمر من الزعيم… أنا سأذهب إلى دولة بعيدة لا أعرفها، بعيدًا عن أسرتي؟ ).
اسمع اجابة والدي صوته متألم و ضعيف : بسبب لون اعينها و مقدرتها …
دق قلبي قوة متذكرة نظرات بنفسجية تحدق ناحيتي قوية مخيفة { يوماً ما سيكون لك نفعاً ايتها المزيفة الوضيعة }
انفاسي تتسارع مرتعبة وقفت : “لا أريد!”.
الجميع ينظر الى سيا التي صرخت هذا وأكرر بقوة أكبر وأنا أنظر إلى والدي: “لا أريد لا اريد ! انا لا اريد الابتعاد عنكم، أبي!”.
واقف الاب الذي استجمع قواه رغم تعبه و سار معانق ابنته قوة حاضنها : لا تخافي ! لا احد سيأخذك بعيداً!
اعانق والدي قوة و اغمض عيني ( لا اريد هذا ! لا اريد الابتعاد عن عائلتي )
وأتعلق به وهو يحتضنني بقوة قائلاً : “لا تقلقي، سيذهب جدك وماركوس للتحدث مع الزعيم، أنا واثق أن هناك خطأ ما”.
أشعر بدموعي الحارة على وجنتي تنهمر وأنا أبكي: “أمم”. ( اشعر بالامان بين ذراعي والدي )
ينظرون لسيا جميعهم غير مصدقين ما قيل
الجد يقف بثبات ويقول: “لا تخافي، لن أصمت عن هذا ماركوس لنذهب الان للاستفسار! “
انظر لجدي و ماركوس بإمتنان و لماركوس الذي يبتسم ناحيتي بلطف : لا تخافي كل هذا مجرد خطأ
اصمت لازلت ممسكة بوالدي اراقبهما يخرجان :…( رغم هذا لماذا اشعر هكذا انا )
متخيلة فراشة خضراء تحلق بعيداً في الصحراء الذهبية الفسيحة ( انا سيتوجب علي الرحيل )
اسير في الفناء الخارجي انظر للارجوحة لاجلس عليها صامتة :….
ارفع نظري للسماء الزرقاء و الشمس الحارقة التي لا ترحم في هذه الصحراء :…
مفكرة ( والدي ارهق لهذا عاد لينام قليلاً و والدتي تعتني به و اما البقية قرروا العودة للعمل حتى يأتي اي خبر من جدي و ماركوس )
دام الذي عند عتبة الباب واقف : اذا هنا هي ..
نظر لها تنظر للسماء صامتة اعينها البنفسجية كالبلور ساحرة الا انه قبض قوة متذكر شيء في طفولتهما لأخته الصغرى باحثاً عنها يراها جالسة وحدها تبكي يدها و ذراعها مضمدة { لماذا انا المختلفة ؟ لماذا ادعى بمزيفة ان هذا مؤلم !}
قابض قوة يده اعينه تحتد ( لطالما عاملوها بشكل سيء! و الان بكل حقارة يريدون استخدامها! لن اسمح بهذا!)
يقترب دام وهو يمد يده على رأسها
افتح عيني من الشعور الدافء ارفع نظري قليلاً لارى دام يقول بهدوء: “هيي، يا حمقاء، لا تخافي، لن يأخذك أحد”.
أبتسم قليلاً وأقول: “آه، حسنًا”. ( اجل انا لا أرغب في الابتعاد عن دفئهم لا احد سيتقبلني كما عائلتي )
صوت مندهش ضاحك بخفة “ههه، دام يتصرف كالأخ الأكبر، هذا نادر جدًا”.
يتورد وجه دام خجلًا لدا حضور الام قائلاً : “أنا لم أكن، فقط كنت أضربها”،
يضرب رأسي برفق ويقول: “أرأيتِ؟”.
أمسك رأسي ضاحكة خفة : ههه لن يفلح اخفاءك لهذا !
قال متصرف كأنه منزعج الا انه فرح لرؤية أخته تضحك
الام متحدثة : والدك استفاق و يريد رؤيتك.
أعود للداخل لاجلس بجانب والدي، الذي يمسك بيدي، ويسألني: “هل تناولتِ شيئًا؟”.
أبتسم له وأقول: “أجل، لا تقلق، أبي”. (علي ألا أزيد من قلقه، هذا الوضع صعب بما فيه الكفاية).
—
في بيت الزعيم، جدي ينحني قائلاً: “أرجوك، أيها الزعيم، لا تدعها تصبح زوجة للملك. ستكون في خطر كبير”.
ماركوس يقف بجانبه يتوسل هو الآخر.
الزعيم، الذي يبلغ من العمر 45 عامًا وله ندبة على وجهه في الجهة اليمنى، ينظر إليهما بنظرات حادة ويقول: “أتحاولان عصيان أمري؟!”.
يرد جدي بخوف: “طبعًا لا، ولكن أن ترسل فتاة عادية من أسرة فقيرة، ألن يغضبوا من هذا؟”.
فجأة، تدخل كبيرة القبيلة، المعروفة بمعرفتها الكبيرة والتي يحترمها الجميع، حتى الزعيم يلجأ إلى مشورتها. تقول بصوت صارم: “هلا خرست أيها العجوز؟!”.
الجميع يلتفت إليها بصدمة: “أما الكبيرة!”.
الزعيم يقف مذهولاً ويقول: “ماذا أتى بك إلى هنا؟! يا أما الكبيرة”.
ترد بهدوء: “أنا من أمر الزعيم بإرسال تلك الفتاة”.
يتفاجأ جدي وماركوس ويقولان: “إيه؟ لكن لماذا؟!”.
ترد أما الكبيرة بصوت هادئ: “الأمر بسيط، لا أريد أن تتأذى الأميرة”.
ماركوس يتوتر، ويصرخ: “ماذا؟! كيف يمكن أن تقول ذلك؟”.
تشرح كبيرة القبيلة: “الأميرة تملك قوى عظيمة، لا نريد أن يستفيد منها الغرباء. إرسال سيا هو الحل الوحيد، وإلا سنواجه الحرب”.
ماركوس يشعر بالغضب يتصاعد داخله. يصيح بصوت مليء بالألم: “إنها أختي! كيف تقولين إن حياتها غير مهمة؟!”.
الزعيم يرد بصوت مليء بالغضب: “أيها الحرس! خذوه إلى السجن!”.
يرتعب جدي ويصرخ: “ماركوس!!”.
—
في المنزل، قال الجد بقلق شديد: “ماركوس!”، ثم التفت إلينا وقال: “حينما عاد، أخبرنا بما جرى…”. كنت مصدومة لدرجة أنني لم أستطع حتى الكلام. أمي فقدت الوعي على الفور، والجميع كانوا في حالة من التعب والانهيار. كانت جدتي تحاول تهدئة أبي، الذي كان على وشك الخروج للتوسل للزعيم.
وقفت في مكاني، أشعر بثقل كبير في صدري وأفكر: “لأنني مزيفة… كل هذا يحدث بسببي. الجميع متعبون بسببي”.
في الليل، حينما خلد الأطفال للنوم، كنت مستلقية في غرفتي. تساءلت في نفسي: “(أخي… هل هو بخير؟ سأذهب لأسأل عنه)”. نزلت من السرير بخطوات خفيفة، وعندما وصلت إلى الدرج، رأيت مشهدًا جعل قلبي يتوقف. كان جدي ودام قد أحضروا ماركوس، أخي الأكبر، إلى المنزل. كان مصابًا بشدة. أمي كانت تبكي بحرقة: “ماركوس!”، وزوجته سيلينا ركضت نحوه وهي تصرخ: “عزيزي! يا إلهي!”. أخذوه إلى غرفة المعيشة.
اختبأت خلف الباب، وبدأت أنظر من بعيد. رأيت علامات الجلد على جسده، والدماء التي كانت تنزف منه. شعرت برعب شديد يتسرب إلى داخلي. بدأت أرتجف، أرتجف من الخوف والذنب. “(إنه تم جلده بسببي)”. بقيت مختبئة، أشعر بالخوف من مواجهة الجميع، وكأنني السبب في كل ما يحدث.
ماركوس، وهو يتلقى العلاج من جدتي التي كانت الأكثر خبرة في المعالجة، قال بصوت متعب ومليء بالألم: “لم أستطع فعل شيء. لم أستطع تحمل ما قالوه. لقد قالوا إن وجودها خطأ… حياتها ليست مهمة”. ثم استدار نحو أبي وقال بصوت مختنق: “كيف يمكنهم قول هذا عن أختي؟ إنها ضعيفة، يا أبي… لن تستطيع العيش هناك”.
أبي، الذي كان يمسك بكتف ماركوس بألم، قال وهو يشعر بالعجز: “ماركوس… لا تقلق. أنت لم تخطئ. أنا من أخطأ… لكوني ضعيفًا، لا حول لي ولا قوة. لهذا أريد أن أقول لكم جميعًا شيئًا. هل توافقون على الهروب معي؟ أعلم أن هذا طلب صعب، لكنني لا أستطيع السماح لهم بأخذ سيا. لقد تحملنا معاملتهم السيئة بما يكفي، والآن يريدون إرسالها للموت”.
الجميع وافقوا بصوت واحد: “سنتبعك يا أبي”.
أمي ضمته وهي تقول: “أينما ذهبت، سأذهب”.
جدي وجدتي قالا: “لماذا سنبقى هنا إذا كنتم سترحلون؟”.
كنت خلف الجدار، أبكي بهدوء، محاولًة كتم صوت بكائي. “(أنا حقًا أحبكم جميعًا. أنتم تفكرون في التضحية بأنفسكم من أجلي. هذا يفرحني كثيرًا، لكنني لا أستطيع طلب شيء كهذا)”.
عدت إلى غرفتي بصمت. نمت وأنا أقول لنفسي: “(أنا أقدر تفكيرهم، لكنني لن أسمح لهم بأن يُعتبروا خونة)”.
في صباح اليوم التالي، ركضت لورا إلى الأسفل وهي تصرخ: “أمي! أبي!”.
أمي، التي استيقظت لتوها، قالت بقلق: “ماذا؟!”.
لورا، التي كانت تحمل ورقة في يدها، قالت بصوت مضطرب: “إنها سي! لقد ذهبت إلى منزل الزعيم!”.
الجميع كانوا في حالة صدمة: “ماذا؟!”.
في منزل الزعيم، كنت واقفة أمامه وأمام “أما الكبيرة”، وقلت بهدوء: “أنا موافقة على هذا، لكن لدي طلب واحد”.
سألني الزعيم بجدية: “وما هو؟”.
قلت له بثقة: “أرجوك، لا تؤذي عائلتي. ولا تطردهم من القبيلة أبدًا. طالما أنني سأضحي بحياتي من أجل القبيلة، أريد ضمان أن يبقوا هنا بأمان. هم أهم شيء في حياتي، حتى من نفسي ومن هذه القبيلة”.
الزعيم، بنبرة جادة، قال: “إذاً، أعدك بهذا. بعد كل شيء، أنا أقدر جرأتك. لطالما تساءلت متى سأنهي حياتك، لكن أما الكبيرة كانت محقة… ها قد جاء اليوم الذي سأستفيد فيه منك… أيتها المزيفة”.
انحنيت أمامه وقلت: “شكرًا على لطفك”. (أنا خائفة… إنه يكرهني حقًا).
ثم قلت بهدوء: “أنا، سي لنكولن، سأفي بوعدي للزعيم وسأذهب لأصبح زوجة ملك أفاكد”.
عند خروجنا من قصر الزعيم، كان جدي ودام ينتظران. عندما رأياني، ابتسمت لهما.
دام قال بصدمة: “لا تقولي لي أنك…!”.
ابتسمت لهما وقلت: “آسفة!”.
كان الاثنان مصدومين، ولم ينبسا بكلمة.
عدنا إلى المنزل بصمت. كنت أفكر (آسفة يا جدي، آسفة يا دام. لكنني لست شخصًا يضحي بحياتكم الآمنة هنا من أجلي. لطالما أحببت البقاء معكم، لكن يبدو أن هذا لن يستمر… فأنا مجرد مزيفة، وعليّ أن أطيع أوامر الزعيم لحمايتكم).
في المنزل، أخبرت الجميع بقراري. قلت لهم: “وهكذا، ضمنت أنكم لن تخرجوا من القبيلة أبدًا. ستكونون بأمان”.
أبي، بعصبية وحزن، قال: “لماذا فعلتِ هذا؟!”.
أجبته بهدوء: “لأنني مثلكم… سأضحي بنفسي من أجلكم. على الأقل، سأكون الوحيدة التي تضحي، وليس الجميع”.
الجميع كانوا مصدومين من كلامي. دام، الذي كان على وشك البكاء، قال بصوت مرتعش: “حمقاء… هذا سيكون صعبًا عليكِ. قد تمر السنين ولن نراكِ، وأنتِ تعلمين أنهم يكرهوننا… سوف يؤذونكِ”.
ابتسمت له وقلت: “دام، شكرًا لك على قلقك، لكنني لن أغير قراري. يمكنك أن تدعوني بالحمقاء والغبية، لكنني سأذهب إلى مكان بعيد”. بدأت أشعر برغبة شديدة في البكاء. (تبا! صوتي بدأ ينكسر). ثم قلت بصوت مهتز: “لكن مهما حدث… <بكاء> حتى لو كنا بعيدين… أنتم ستظلون أسرتي، أليس كذلك؟!”.
بدأت الأسرة كلها تبكي. البعض كان يحمل تعبيرات الحزن والضعف، والبعض الآخر كان يبكي بصمت.
أمي، وهي تبكي، قالت: “بالطبع، مهما حدث، أنتِ ابنتي. سأظل أنتظرك. أنا آسفة… آسفة لأنني لم أستطع حمايتك”.
أبي قال نفس الشيء: “أنا آسف… آسف”.
قلت وأنا أبكي: “لماذا تعتذرون… أنا… وااااااااااااااه”. (لا أريد هذا، لكن من أجلهم سأضحي بقلبي وبجسدي. هؤلاء هم الأشخاص الذين أحبوني وحموني. كنت أرغب في بناء منزل هنا بجانبهم، لكن في النهاية، الشعور الذي راودني منذ الصغر… أنني لا أنتمي هنا… كان محقًا. مع ذلك، أسرتي هي المكان الذي أنتمي إليه حقًا).
في اليوم التالي، تم ختمي بختم الأسرة النبيلة لتنفيذ الخطة بأن أصبح “الأميرة الثانية” للمملكة. بدأت أتعلم كيف أتصرف كالنبيلات. بعد مرور حوالي شهر، وصلت العربة ومعها رسول من المملكة.