موج الموت - 3
رواية موج الموت
الفصل الثالث
.
عنوان الفصل: ” بلا وضوح “
.
.” اقرأ بمأساوية “.
🎞️🎞️🎞️🎞️🎞️🎞️🎞️
مرحبًا…
أنت يا من تقرأ… نعم.. أقصدك أنت…
هلّا توقفت عن توقع الأشياء الجميلة مما ستقرأ قادمًا؟..
لا يمكنك؟…
هل تظن ذلك سيساعدك على عدم الاكتئاب؟؟
هاه، واهم.!..
( ملاحظة / من هذا الفصل وصاعدًا، ستكون الرواية مرتبطة برواية أخرى كتبتها، اسمها ‘ لعنة نوڤاريا ‘، قد أضيفها مستقبلًا عندما تتيح الفرصة، هذا إذا أردتم طبعًا. )
_____________
.” صدقتِني؟ “.
🎞️🎞️🎞️🎞️🎞️
🎬 : عندما ضيّقت نوڤاريا حاجبَيْها وزمّت شفتيْها، بعدما سمعت آخر جملة…
نوڤا بهدوء: ” ماذا تقصدين؟ ”
أڤنوليا نظرت لها للحظة، وسرحت كيف أنها لم تسخر منها… وصدقتها… حتى ولو بعينيها الجميلتين تلك…
ثم للحظة بدت كمن اختار شيئًا منافيًا لما تريده تمامًا…
…
أڤنوليا بسرعة وتوتر مشيحةً نظرها عنها:
” لا أعلم لكن… ألستِ
تحبين اللون البنفسجيّ،
لديكِ…. ( أرادت أن تكمل لكنها ترددت وتابعت )
تحبين الشفق كثيرًا وتجلسين على السطح لتأمل السماء ليلًا،
يوجد خصلة بيضاء كاملة بشعرك من الخلف تخفينها عادةً،
و… السيد إكسين دا ڤالنتين يكون… ”
في وسط نفس تعابير نوڤاريا الهادئة، ردت عليها:
” زوجي… ”
” هذا صحيح… ”
” أليست طريقةً سيئةً في سرد المعلومات؟… ”
للحظة، أحسّت أڤنوليا بتعطِّشٍ رهيبٍ للدماء منبعثٍ من نوڤاريا بعد آخر جملةٍ نطقت ببرودٍ تامّ…
أغمضت أڤنوليا عينيها وقالت مذعنة:
” إنها رواية… ”
💭 : ‘ وأنتِ لن تصدقيني كما البقية على أي حال، وأخيرًا…ســ… ‘
لمعت عينا نوڤاريا…
💭: ‘ أستشعر منها رغبةً بالموت.
وصوتها متعب…
لقد قالت لي هذا، لأقتلها ربما؟ أأرادت استفزازي بإخباري أن لديها معلوماتٍ عني؟
وبالذات قصة خصلتي البيضاء التي لا يعلم عنها غير إكسين!
ألم ترتح لي؟ أربما تريدني أن أؤذيها؟
هكذا يقول صوتها!
لكن هذه أول مرةٍ أرى شخصًا بمثل هذا النقاء!!..
مستحيل، إنها صادقة…
ثم إنني قلت إنها صديقتي، وأليس رائعًا أن أكون بطلة رواية؟!.’
طال الصمت لفترة…
ثم ابتسمت نوڤاريا فعلا الاستغراب محيّى أڤنوليا التي توقعت شيئًا مغايرًا..
ثم ما برحت أن أمسكت يدها وضمتها نحوها وقالت بكل حماس:
” دعي عنكِ خوفكِ هذا مني!
وحتى إلم يكن كذلك، أعدكِ أن نستمتع معًا!!!
واعذريني على استغرابي قبل قليل، لكنكِ…”
واقتربت منها ووضعت فمها عند أذنها لتكمل:
” ممتعة! “
فاتسعت حدقتا أڤنوليا بينما سحبتها صديقتها الجديدة نحو المول وهما تجريان وتقول:
” هيّا لننتهي من موضوع فستانكِ لأنني متحمسةٌ لأعرف كل شيءٍ عن روايتي~ “
ولأول مرة منذ زمنٍ بعيد… أحسّت أڤنوليا بوجود نبضٍ في تلك القطعة التي تهشّمت مسبقًا بأيسر صدرها.
💭 : ‘ أذلك هو شعور أن يصدقك أحد ؟؟…’
سرحت لبعيد… بينما بدأت التعابير الميتة بالتلاشي من وجهها…
وكأن العالم بدت تعود ألوانه ببهوتٍ شديد، تلك التي كساها الرماديُّ فقط… ثم توقفت.
بالنسبة لها، هذا كل شيء، وهذا خيال.
وبدون أن تدرك، شدّت على يد نوڤاريا بينما بيدها الأخرى مسحت غبارًا دخل في عينها – كما تدَّعي -.
ابتسمت نوڤاريا دون أن تبيِّن لها وجهها… وعبرتا المول معًا.
_____
.” شخصيتي المفضلة “.
🎞️🎞️🎞️🎞️🎞️
🎬 : بعد ثلاث ساعات من التسوق والحديث وقضاء الوقت الممتع…
كانت تضع يدها على فمها بينما تبتسم بالكاد…
كانت تراقبها بأريحية. فقد استطاعت أخيرًا جعلها تبتسم ولو قليلًا وترتاح ولو لفترة قصيرة…
نوڤا: ” الآن فهمت~ ”
آڤي ببراءة: ” ماذا؟ ”
نوڤا بمكر: ” لا تبتسمين حتى لا تتورطي بجعل الجميع يقع في حب جمالك!! ”
آڤي بينما تخفي ابتسامتها وتشيح بنظرها بسرعة: ” من يجدر به قول هذا هو أنتِ لا أنا يا نوڤا! ”
نوڤا بينما توكز كوع آڤي وتعلوها نظرات ماكرة: ” هممم~ ”
آڤي متحاشيةً الدخول في جدال : ” صحيح، أليس هذا المقهى الذي أخبرتني عنه؟ ”
نوڤا: ” يب يب، هيا ندخله! “
فتاتان يشع الجمال منهما بينما يتمشيان ويحملان بأيديهما الأكياس والبضائع التي اشترينها بكل خفة بعد وقتٍ طويلٍ وممتع من إحدى هوايات الفتيات عادةً: صرف الأموال. ولا يبدو أن ثمن القطعة الواحدة الصغيرة من تلك البضائع يقل عن مئات الدولارات!
كانت الأولى أطول بقليل من الثانية، تلبس هودي أبيض واسعًا مخطوطٌ بمنتصفه من الأمام كما الخلف كلمة : “BEST” وعلى جانبه العلوي الأيسر الماركة العالمية الشهيرة:” GUCCI “، بنطالٌ أسود قطني مريح ونفس البسطار الأسود، مع نظارات شمسية سوداء مرفوعةٍ على الشعر الأسود المنساب لما بعد الكتفين بقليل وغرةٍ متمردةٍ حتى الحواجب، قفازٌ أسود لليد اليمنى ولا شيء عدا بعض الخواتم الجميلة على اليسرى.
طبعًا في كل يد يوجد 7 أكياس على الأقل ☺️.
الأخرى ارتدت هودي أزرق سماويًّا فاتحًا يتناغم مع لون عينيها الجذابتين، مخطوطٌ بمنتصفه من الأمام كما الخلف كلمة : “FRIENDS” وعلى جانبه العلوي الأيسر الماركة العالمية الشهيرة:” GUCCI “،بنطالٌ أبيض قطني مريح مخطط بخط أزرق فاتح على الجانبين وبسطار متوسط الطول كلون الهودي، مع نظارات شمسية سوداء حوافها بيضاء منزلة على عينيها بشكل جزئي وتسريحة شعر منساب حتى ما بعد كتفيها بقليل أيضًا، القفاز الأسود مفتوحُ الأصابع في يدها اليسرى وخاتمٌ زمرُّدي على بنصرها الأيمن.
وأيضًا في كل يد يوجد 5 أكياس على الأقل ☺️.
إنهنَّ الفتيات نوڤا وآڤي، وقد بدتا كالأخوات تمامًا.
بنظرات ثاقبة وواثقة دخلتا المقهى وجلستا على أفخم طاولة مطلة على منظر خلّاب عبارة عن إطلالة على المحيط الهادئ الذي انعكست عليه إضاءات المكان فبدا خلَّابًا أكثر، ومع ترانيم همسات النسائم التي تدخل من النافذة الواسعة ذات الزجاج المزركشة الشفاف على مقعدهما الذي كان عبارةً عن كنبتين حريريتين سوداءتي اللون يتقدمها في المنتصف طاولةٌ بيضاء بزراكش خفيفة لتتناغم مع الديكور والتصاميم المرسومة على الحائط خلفها بجانب الشباك، كان ذلك ليتسقَ مع صوت الموسيقى الهادئة الخفيفة الموجودة في المكان،و تطاير خصلاتهما الأخاذة كلما أطلتا من النافذة…
لن يكون خطئًا أن يأسرا العيون لو لم تكن نوڤاريا قد منعت أحدًا من التعرف لحقيقتيهما بطريقتها الخاصة…
ما إن رآهما ذاك النادل ذو العيون الزرقاء والشعر الأشقر حتى جهز لائحتين، ثم تقدّم نحوهما بمجرد أن جلستا مقابل بعض ورتبتا الأكياس بجانب بعضها بينما يضع ابتسامة دافئة.
يبدو أن النادل يعرف نوڤاريا لارتيادها المكان من قبل.
النادل بابتسامة عريضة بينما يقدم لهما اللائحة: ” أهلًا وسهلًا بكما سيدتاي في مقهانا الفاخر، وآمل أن تعجبكما خدمة الـ’ VIP ‘ المخصصة لهذه الطاولة. ”
أومأت نوڤاريا برأسها بينما تمرر عينيها على اللائحة، وقالت:
” مرحبًا نورمان، أرى أنكَ لم تتأخر هذه المرة “
ابتسم نورمان بفخر بعد تلك الجملة التي اعتبرها إطراءً له.
كانت نوڤاريا قد أخبرت أڤنوليا مسبقًا عن نادلٍ بهذا المقهى يعدُّ ألذَّ المشروبات الباردة وحتى الساخنة، وذلك بعد أن يسأل الشخص سؤالًا ثم يذهب ويعود بمشروبٍ بينما يقول جملته الشهيرة :” هذا المشروب المناسب لمزاجكَ سيدي! ” وربما هذا الشيء الذي يجعمل من المقهى مميزًا.
أڤنوليا التي لم تتفاجأ من معرفة نوڤاريا لاسم النادل، وبدأت تتعود على تصرفاتها المرتجلة والواثقة كثيرًا، أخذت تفتح هاتفها الذي كان مغلقًا، وتتابع النظر للائحة.
من يراهما ويرى تناغمهما يظنهما كمن يعرفان بعضهما منذ ثلاث سنوات على الأقل وليس منذ ثلاث ساعات!
نوڤاريا بينما تغلق اللائحة بعدما لم يلفتها شيء: ” طلبي المعتاد يا نورمان. ”
نورمان: ” سمعًا وطاعة. ”
ثم وجّه نورمان نظره للسيدة الجميلة في الطرف المقابل من الطاولة وقال بابتسامة:
” نورتي مقهانا سيدتي، آمل أن تقضي وقتًا ممتعًا. هل لي بسؤالك شيئًا لأقترح عليكِ مشروبًا مناسبًا بما أنها أول مرةٍ لكِ هنا؟ ”
هزّت أڤنوليا رأسها موافقة بينما تصفحت نوڤاريا هاتفها وهي تقول:
” أرنا مهارتكَ، أود أن أعرف ما نوع المشروب الذي ستقدمه لآڤي.”
نورمان مغمضًا عينيه واثقًا من نفسه: ” بالطبع سيدتي ”
ثم وجَّه سؤاله نحو أڤنوليا:
” سيدتي، هل لي أن أعرف ما هو شعوركِ الآن؟ ”
قلبت أڤنوليا عينيها للحظة وسرحت في المحيط عن شمالها وقالت:
” أشعر براحةٍ عميقةٍ بعمق المحيط… وكأنه الخيال…”
هزّ رأسه إيجابًا وأخذ لوائح الطلب وغادر بابتسامة عريضة بعد أن ألقى بعض كلمات الترحيب الرسمية مجددًا وهو يقول: ” محيط إذًا… ”
نوڤا بعد أن تضع هاتفها جانبًا وتركز نظرها بآڤي:
” والآن، كلي لكِ آذان صاغية. “
وشبكت يديها معًا وركزتهما على الطاولة، وأسندت ذقنها عليهما بينما تابعت تركيز نظرها لآڤي.
نوڤا: ” حتى لو تجاهلتي كل شيء، أريد أن أعرف كيف عرفتي بأمر الخصلة البيضاء، إكسين بنفسه عرف عنها فقط عندما– “
قاطعتها أڤنوليا بسرعة مستغلةً الموقف: ” فقط عندما سمحتِ له بلمسكِ لأول مرة!… صحيح؟ ”
وأطلقت ابتسامة صغيرة متحمسة خجولة… كانت تبدو كالطفلة كلما تعلق الأمر بالرواية… فهي تبدأ بالتحدث بإسهاب وحماس عكس عادتها في الهدوء الشديد…🍃.
أما نوڤا فقط رفعت حاجبها الأيمن كعلامة استغراب بينما ابتسمت لرؤيتها تبتسم مجددًا.
أردفت أڤنوليا مترددة بسرعة بعد أن أدركت مقاطعتها : ” أنا! آ…”
لكنها لم تتابع لأن نوڤاريا رفعت سبابتها نحو فمها كعلامة لتسكت عن الاعتذار، ثم عادت لجلستها وقالت:
” كم شوقتني لأعرف القصة! ”
في الواقع لم تكن نوڤاريا متحمسة للقصة بقدر ما كانت متشوقة لرؤية مزيدٍ من التعابير البريئة على وجه آڤي بينما تتحدث هي… بينما أڤنوليا التي كانت تستصعب الابتسام بدأت بالتحدث عن روايتها ‘ المفضلة ‘.
💭 : ‘ ما الذي فعلوه لهذه الصغيرة حتى تخفيَ جمال وجهها بذلك البرود.. ‘
سرحت نوڤا.
اهم شيء أن هذه التي تناديها صغيرة هي أصغر منها بسنتين فقط.
آڤي بكل حماس : ” الرواية تتحدث عن قصتكِ وتتحدث عن الملك الدوق البارد إكسين وكم أنكما رائعاااان! ”
عقدت نوڤا حاجبيها مع ابتسامة سريعة وقالت: ” الدوق؟ ”
آڤي مستطردة: ” نعم!!! فزمن القصة كان في العصر الڤكتوري مع أن العالم مختلفٌ تمامًا عن عالمنا ويوجد به طاقة سحريّة أيضًا!!”
أغمضت نوڤاريا عينيها بينما تذكّرت ذاك اللقاء الأول الذي لن تنساه طيلة حياتها…
» Flash back «
كان أول ما حدث بعدما تلاقت عيناهما معًا هي جملته الغريبة تلك:
” وجدتكِ مجددًا كما وعدتكِ. ”
ومذ قالها انبعث شعورٌ للراحة غريبٌ في صدرها.. وصدره… وكأن القلبَيْن قد تآلفا من اللقاء الأول… أو ربما، التقيا مجددًا!
كان هذا غريبًا لكليهما، فقد كان فعلًا أول لقاءٍ لهما!!
وعندما سألته لاحقًا أخبرها أنه لم يعلم أيضًا لمَ قالها…
لكنه أحسّ برغبة غامرة في قولها… كما بدت هي كمن انتظر سماعها منه للأبد…
» End flash back «
عادت مجددًا تنظر لآڤي بعد أن لفحهما النسيم معًا.
وبلا إدراكٍ منها، خللت يدها في شعرها الخلاب الأجمل، وأخرجت خصلتها البيضاء.
آڤي وسط ذهولها ببراءة : ” إذًا هي حقيقة! أنت تشبهين والدكِ كثيرًا الآن! ”
ضحكت نوڤاريا عليها وأخذت يدها الأخرى لتغطية فمها الجميل بينما قالت: ” أوهوهو وتعرفين والدي!✨ هذا غشّ من خارج اللعبة! “
ضحكت أڤنوليا أيضًا، بينما رفعت يديها معًا وبعيون تفيض حياةً قالت بهمس: ” أعتذر لكنني معجبةٌ بوالدكِ جدًّا!! من أكثر الشخصيات التي أحبها!! وكانت أمنيتي لو أستطيع مقابلته وإخباره كم أنه أبٌ يستحق الاحترام! “
واحمرَّ وجهها جدًّا حتى بدت كحبة تفاحٍ صغيرة ناضجة.
لم تستطع نوڤاريا كتم ضحكتها أكثر من ذلك فقهقهت بينما تقول لها بشكل متقطع بسبب ضحكها : ” لا … هه… ههههه.. لا أنصحكِ…. هه، فـ…. والدي، عزف عن جنس حواء مذ توفيت أمي! وقد تصالحتُ معه مؤخرًا فقط، ولا يقبل بأحدٍ من النساء غيري.. ههه… ما أظرفكِ يا عزيزتي!! ”
ارتبكت آڤي من نوڤا بينما أشرت بيديها نافية وهي تقول مرتبكة بخجل: ” لـ… لم أقصد شيئًا أنتِ أسأتِ فهمي!! “
وضعت نوڤا يدها على بطنها لكثرة الضحك، فقد انطلت المزحة على آڤي التي غطت وجهها المحمر بيديها لشدة خجلها وهي تقول:
” ليس عدلًا، لا تسخري مني!!! “
اعتدلت نوڤا بعد نوبة الضحك هذه التي لم تراودها منذ زمنٍ بعيــد، ووجهت نظرات لطيفة متأسفة من آڤي التي أومأت
برأسها قابلةً اعتذارها اللطيف بسرعة.
…
خاضت محادثةً جدِّيَّةً بالفعل بعدها، ما أدى لتغيير تعابير نوڤاريا للصدمة كليًّا…
لن أذكر ما كانت تلك المحادثة الآن… لكن ما صار بعدها أنها
وقفت…
اتجهت نحو تلك التي تنهّدت بابتسامة خيبة بعد ما قالته، وكانت قد وجهت نظرها للنافذة وغطى شعرها عينيها وتفاصيل وجهها، مع مرور الرياح…
جلست بجانبها…
وضعت يدها على ذقنها وقادته ناحية وجهها.
ألصقت جبينها على جبين الأخرى…
وصارت عيونهما الزرقاء والليلكية القرمزية ملتقية…
نوڤا: ” سأعترف لكي بشيء. ”
” أولًا، لن أكذب عليكِ ”
” أنا لم أكن جادةً معك. ”
” أنت زوجة شخصٍ أقل ما يقال عنه هو موت فعلًا… إنه صندوقٌ أسود بحد ذاته!”
” أي أنه سيفعل أي شيء يخطر ببالك ولا يخطر ببالك وبالذات إذا أثرتي بروده لبرودكِ، وحينها ستنتهين كلا شيء، وكأنكِ لم تُذكري. ”
” أتريدين هذا؟ ”
” قولي لي ألم تسأمي؟! “
بدأ شيءٌ ما يلمع بعينيّ آڤي كان ميتًا مسبقًا…
لم ترد… وحاولت تهريب حدقتيها بعيدًا…
فهزّت نوڤا رأسها بقوة بينما تكرر بانفعال والشرر بدأ يظهر في عينيها : ” انطقي هيّاااا!!! “
احمرّتا عيون أڤنوليا…
آڤي : ” أنا متعبة من كل شيء! و…لا أريد أن يحدث لي هذا الجنون مجدداً… ”
فضمتها نوڤاريا لصدرها…
نوڤا بينما تربت على ظهرها: ” لقد انتهى… منذ الآن فصاعدًا أنتِ لستِ جثَّةً باردة لا تحرك ساكنًا لما تعيشه، أنتِ الأميرة الملكيّة والوريثة الشرعية الوحيدة للعرش البريطانيّ، وصديقتي المقربة، أڤنوليا ”
شدت على صدرها بينما تكمل: ” أكره الضعفاء والمحتقرين لأنفسهم على حساب غيرهم يا أڤنوليا. ”
” إذًا يا أڤنوليا… عديني بما أريد… ” همست لها.
ارتعش جسد أڤنوليا بينما اعتدلت لتواجه نظرات نوڤاريا الواثقة بأخرى تغزوها الثقة أيضًا :
” نوڤاريا ”
” أعدكِ ”
” يا شخصيتي المفضلة!! ”
” أنه….. “
___________
.” ضوء، موت وظلام “.
🎞️🎞️🎞️🎞️🎞️
كانت خطواته الثقيلة المسموعة على صدى الممر تخترق الأرض ببرود… ذاك الممر كان يقود لمكانٍ واحدٍ فقط. إنها قاعة التدريب الملحقة بذاك ” المكان “.
قاعةٌ ضخمة يكتسحها الأبيض والرماديّ، الأضواء تومض فيها بشكلٍ غريب…
تارةً تشتعل بالأبيض وتارةً تخفت للرماديّ، وتارةً أخرى تنطفئ…
هل هي معطلة؟ من يدري.
هذه تكون أقرب إلى قاعة تدريب مطوّرة تكنولوجيًّا منها إلى قاعة تدريب عاديّة، جدرانها الفولاذية من الداخل والعازلة للصوت تسمح للمتدربين بأخذ راحتهم، لا فتحات في المكان إلا في الأعلى بما يقارب الثلاثين مترًا، يوجد زجاجٌ أسود متين ضخم يحيط بها ممتدٌ على عرض القاعة من الناحية اليمنى العلوية بينما يطل على الممر من الجهة الأخرى، ما يسنح لمن يرغب المشاهدة بالمراقبة من هناك، بينما يصطفُّ قبل الولوج إليها مخزنٌ ضخمٌ من الأسلحة، لمن يريد استخدامها أثناء التدريب.
أرضية هذه القاعة ليست كأي أرضية عادية… إنها مزودة بخاصية تزيد الجاذبية أو تخفضها حسب الضبط مسبقًا.
وفي منتصف القاعة، يتمركز ضغطٌ شديد. دائرة حمراء تكتسحها نقوش سوداء مقسمة لأقسام كثيرة، تبدو ملغَّمة لمجرد النظر إليها… لكنها دائرة عاديّة، ومع هذا لا يتجرأ أي شخصٍ الولوج إليها، أو لا يقدرون…
لأنها محددةٌ ” لهما ” فقط!!!…
كان واقفًا هناك… في منتصف الدائرة بالضبط. معتدلًا في وقفته رافعًا رأسه للأعلى مرخيًا جسده مغمضًا عينيه الزنجاريتين الأخّاذَتَيْن… يشهق ويزفر ببطء وعليها محاولةٌ لتصفية ذهنه….كما يبدو شاردًا…
شعره الأبيض الملتهب المتوهّج، بكل خصلاته مرفوعٌ للأعلى دائمًا كما شموخه… يشعركَ بالرهبة من بعيد… لم تكن تلك الأضواء الساطعة لتغطي وجوده، فبدت تخفت حتى انعدمت… ومع ذاك ما زال لامعًا أكثر حتى من نجم الشمال!..
أضاءت الخطوط على الدائرة الحمراء… بين غياهب الظلام، أرخى جسده بكل برود بينما بدا معلّقًا في الهواء بِخُيَلاء…
صدره يعلو ويهبط، يدخل الهواء رئتيه من أوسع أبوابها ساحبًا معه كل ما يسوؤها للخارج…
وجهه ذو الملامح الحادة البارزة، فكاه الحادّان،
جسده الطويل عريض المنكبين، ليس بضخم البنية، لكنه ذو عضلاتٍ بارزة وعروق واضحة وهذا ما يجعله فريدًا بشكلٍ أجمل…
الهالة الباردة المجمّدة التي تنبعث منه كأبرد ليلةٍ في أقرص شتاء…
قميصه الرسميّ الأبيض المشمّر حتى الساعدَيْن وربطة عنقه السوداء الفاتحة المخططة بخطوط بيضاء خفيفة، مع بنطال جينز أسود -بخطوط بيضاء رقيقة كذلك على الحواف- بحزام جلديّ وحذاء أسود جلديّ كذلك.
قفازاته التي تغطّي أصابعه الطويلة حتّى رسغيه، الأبيض لليمنى والأسود لليسرى.
وقد تقلّدت يسراه ساعةٌ فاخرة. إنها رولكس أصليّة. كما حال كل ملابسه التي تبدو للبعيد قبل القريب أنها من أغلى الماركات العالميّة.
من المفترض أنها تزيده جمالًا، إلا أنه من يزيد المكان برمّته جمالًا وجاذبيةً بوجوده!
لا وجود للوشوم على جسمه، ولا إنشًا واحدًا، هو حقًّا لا يحب التفاهات، أصلًا لا حاجة له بما يجعله شبيهًا ب” البلطجيين الأراذل ” على حدِّ قوله.
هالته السوداء… هيبته…هدوؤه… شروده… حتى صوت تنفسه… في الفراغ… في لا شيء…
صوته البارد الذكوري الأجشّ، الذي انطلق بخفّة مع بحّة رجوليّة بعدما طبّق أطراف أصابعه اليمنى بما تقابلها من اليسرى وثنى كوعَيْهِ وما زال رافعًا رأسه ومغمضًا عينيه:
” القاعدة الأولى :
لا تعبث مع الموت “
دخلت عليه بينما هو هكذا… واستمرت بالمشي نحوه حتى وصلت حافّة الدائرة. مذ قاربت على محيطها تراجعت للحظة، وقفت كأميرةٍ تجابه ملكًا. ومن ثمَّ رفعت رأسها دون انتظار إيماءةٍ منه – فهي تعلم أنه يتجاهلها وحسب – بينما بدا الحنق على وجهها رغم محاولاتها الجاهدة لإخفائه…
” لماذا يا موت؟ ”
قالت بتعابير متحنِّقة وانزعاجٍ واضح. بينما تكتّفُ يديها بخفّة.
وللحظة بينما استمرّ هو في شروده في الفراغ متجاهلًا إياها تابعت باستنكار:
” قل لي لماذا؟ ولا تتجاهلني كما عادتكَ أنت وظلام!.. ”
” لا أريد تصديق ذلك حتى! قل بمَ أخطأتُ معك؟ ”
” هذا ليس عدلًا!!! ”
” كان من المفترض.. وكما ينص العقد أن…!!!…”
تنهدت…
” ألا تأبه لي؟ ألم تقل لي من قبل أنكَ موافقٌ على الصفقة؟”
قلبت عينيها محوّلةً إياها لتشيح بصرها عنه.
” يعني متى ستقرر الحديث معي؟ ”
” هل ستبقى هكذا بسبب آخر جدال؟… ” أردفت بهمس بينما تنظر بشرود…
ولا حركة، ولا ردة فعل منه.
تنهدت مجددًا… بعد صمت دقيقتين لتردف:
” صحيح… وصل مجرمٌ جديد… ” ريزيستان فولومنسو ” أمريكي الأصل لكنه هاربٌ من القانون باحتراف من كل دولة. هذا المجرم مشهورٌ بقتل الفتيات الصغيرات بعد أن يبشِّع فيهنّ. ومشهورٌ أيضًا بالفرار من مقصلة الموت كثيرًا…لم تستطع السلطات التحكم به، إنه في الغرفة المغلقة. وقال ظلام أنك حرّ.”
فتح عينيه…
” الهروب من مقصلة الموت ”
” يستطيع ذلك”
” لكن من الموت… فلا. ”
قال بهدوءٍ أسودٍ قاتم… دون أن يغير تعابيره الداكنة كأسوء من ليل… وانتشرت هالة مرعبة في المكان.
لكن لا يبدو أنه سيبقى على نفس الوضعية بعد أن…
” ضوء. أتعلمين أين تَيْم؟ ”
خرج صوتٌ باردٌ رجوليّ أجشّ قاني كما صوت موت وأحدّ، من بين ثنايا الظلام..
كان يقترب بهدوء وخطوات ملك نحو الدائرة من الجهة المعاكسة، دخلها بلا مبالاة …تخطى موت عمدًا كما لو لم يكن موت يرمقه بنظرات ساخطة من الداخل وباردة حادة ملتهبة من الخارج…
تسلّط من سواد مقلتَيْه المهيبَتَيْن أثيرٌ ارتبط بخاصّتيها الخضراوين الزاهتين… كان أمامها مباشرة.
بجسده الطويل الذي تكسوه الملابس السوداء الدالة على الثراء الفاحش… بكاجواله الرياضيّ الأسود وحذاء النايك الأصلي، منشفة بيضاء بيده يمررها على رقبته بينما يميلها مغمضًا عينيه تارةً من الخلف ليمسح عرقه، بينما قفازاته كلتاها سوداء. ما قصة القفازات مع هذه الجماعة؟! لا أحد يعلم. شعره الأسود الليليّ المنساب مبعثرًا من الأمام على جبينه ومن الخلف على رقبته، يزيده وسامة. وعيونه الفضّيّة القاتمة اللامعة في نفس الوقت… إنها داكنة وفاتحة… إنها التناغم… الليل والنهار… النور، والظلام… فتحها مجددًا… بحدقتين غائرتين كالثقب الأسود وجّه نظره بين موت وضوء…
هزّت رأسها نافيةً مع تنهيدة، ورفعت يديها علامةً لعدم المعرفة.
” ربما يعبث مع ذئبها ذاك؟ ”
أردفت متسائلة…
لكن نظراته الفارغة لم تُجِب سوى بالنفي – أي أن تيم لا يلعب مع ذئبها -.
أوه، من يكون تَيْم؟
إنه حيوانه المدلّل الأليف، إنه ذئبٌ أسود ذو عيون ذهبية.
وضع يده على رأسه متنهّدًا.
رمقه موْت بعدم اكتراث بارد بينما مرّر له سماعة واحدة من ال( ايربودز ) الفضّيَّة خاصته، بينما يضع الأخرى على أذنه ويغادر القاعة ملوّحًا بيده وهو يقول:
” سأرى ذاك الهارب ومن ثمَّ آتيكَ لنمرحَ قليلًا. “
هزّ رأسه بفراغ وهدوء كموافقة شيطانيّة مظلمة على قتل أحدهم، بينما لبس السماعة الأخرى.
لا مجال للمراوغة في حضرته…
إنه الكيان الأقوى هنا… لا بل في المكان برمّته…
إنه تجسيد الشرّ، القوّة، الألم، السيطرة، القتل، الخوف في آنٍ واحد…
إنه الشخص الذي يستطيع أن يكون المَوْت كما مَوْت!!!!!
إنه ظَلامْ.
وبلغةِ الأسماء، فهو إكسين دا ڤالنتين.
اسمٌ مألوف، صحيح؟…
___________________________
🌘🌗🌖🌕🌔🌓🌒
🎞️🎞️🎞️🎞️🎞️🎞️🎞️🎞️🎞️
يتبع…