موج الموت - 6-
.” مزاج مُرهق “.
🎞️🎞️🎞️🎞️🎞️🎞️🎞️
”
ليس سهلاً أبداً أن تعيش بمزاج متقلب…
لحظةً تشعر بالسعادة، ثم لحظة أخرى
تباغتك حالة لا مفهومة من الحزن!.
الأمر متعب جداً ومرهق…
خاصةً… إذا كان الأشخاص من حولك،
يستهجنون تصرفاتك…
”
(ملاحظة خفيفة/ عندما أكتب وصف جزء من اليد مثلًا: ‘ سبابته الكحلية ‘ فأنا أقصد أن الشخص المعني يرتدي قفاز كحلي اللون، وهكذا.)
___
.” لماذا أنا معها؟ “.
🎞️🎞️🎞️🎞️🎞️
” والآن، أريد أن أفهم فقط.
لماذا أنا معها في نفس المهمة يا صديقي العزيز؟؟.. ”
صرّح حمزة بصوت واضح هادئ بدت فيه نبرة صغيرة يكسوها الانزعاج.
لكن ڤيولا التي تقف بجانبه، لم يبدُ عليها الانزعاج أبدًا.
بل كانت تقف بكل أريحية مرتكزة على باب غرفة العمليات المركزية تنظر كما حمزة لذاك الذي يوليهما ظهره بينما يرفع رجله اليسرى على اليمنى فوق كرسيّه الأسود الفخم ذاك…
…….
غرفة العمليات المركزية تقبع في طابق العمليات المركزية الذي يقع في المبنى المركزي للمنظومة الذهبية، الطابق الذي ينصِّفُ المبنى ويحافظ على توازنه العمليّ.
في قاعة هذا الطابق الكبيرة، تقبع الكثير من الشاشات، والكثير من أشعة تقنية ( الهلوغرام ) الذهبية وليس الزرقاء موجودة، كما تنتصف شاشتين كبيرتان المكان واحدة في الجزء الشرقي وأخرى في الغربي. يروح ويجيء العديد من هؤلاء الموظفين الذين يرتدون معاطف طويلة بيضاء من الجانب الأيمن وسوداء من الجانب الأيسر ويتوسطها خط ذهبي كحزام، ويحملون ألواحهم الذكية بأيديهم ويبدو عليهم الانشغال التام، ومنهم من يجلس أمام حواسيب مصطفة بجانب بعضها دون أن يرمش حتى…
من شدة ترتيب المكان ونظامه، لا تشعر أنها خلية نحل صامتة وحسب، بل تبدو وكأنه لو وقعت الإبرة على الأرض ستسمع صوتها ومن ثمَّ ستختفي لأنها خرقت قانون النظام هنا!!!…
( المقصود أنها سترمى في القمامة بلمحة عين فلا يجب لأي شيءٍ أن يفسد ترتيب المكان مهما كان حجمه. )
الطابق مهندس بنظام فائق الإبداع يوفر بيئة عمل متناهية الدقة مريحة هادئة، فهي مكشوفة على جميع المباني بالزجاج الأسود، كما وتفضي القاعة الكبيرة في النهاية إلى ثلاث عتبات صغيرة تفتح على باب زجاجي كبير دوار يفتح على غرفة العمليات المركزية.
هناك اسمٌ آخر لهذه الغرفة يتداوله أعضاء المنظومة الذهبية فيما بينهم سرًّا…
إنها غرفة اليد اليمنى لملوك هذا المكان… غرفة:
” العريف ليڤاي ”
…..
ما دخل ليڤاي بالموضوع ؟
…..
تعرفون الأنمي المشهور هجوم العمالقة، وتعرفون إيرين؟
أعلم أن لا دخل له بالموضوع لكن أنا أذكركم وخاصّةً إلّم تتخطوا الأمر بعد فقط أنه مات. ( الخبث عندي↖️ )
المهم العريف ليڤاي أكرمان شخصية مشهورة في هذا الأنمي معروفٌ بقوته وحدة مزاجه إضافةً لهوسه الشديد بالنظافة.
وصديقنا العزيز عندما يتعلق الأمر بعمله فهو أكبر مستفِزّ يمتلك نفس مواصفات هذه الشخصية، بيد أنه طويل.
العريف ليڤاي للمنظومة الذهبية يكون أندرو كريس، ذو اللقب” نظام “.
……..
أدار كرسيّه ببطءٍ نحوهما.
أمال رأسه جانبًا، وضع لوحه المحمول والقلم الالكتروني خاصته على الطاولة بجانبه.
رفع يده لينظر لساعة الرولكس خاصته ويقول: ” ١٠ دقائق فقط. ”
لقد نظر لهما من خلال نظارته الشفافة ذات الحوافّ البيضاء اللامعة.
أرجع شعره الفحميّ الداكن قليلًا على رأسه، وضيّق حدقته الكحليَّة القاتمة نحو شجاعة.
كان شجاعة يرفع أصابع قدمه ويخفضها على الأرض بتواتر وتوتر شديد، ما يبدي كم هو غاضب ويحاول كتم غضبه.
” لفظ صديقي العزيز خاصتك… تريد مني التحدث بطريقة غير رسميّة. ”
صرّح أندرو بهدوء.
زادت وتيرة ارتطام أقدام شجاعة بالأرض، مع ابتسامة مصطنعة بشكل واضح ويدين مكتفتين.
في المقابل، ثعلب بدت متوترة لأنها بدأت تشعر الموضوع يأخذ منحنًى أكثر جدية، ولأنها أول مرةٍ ترى فيها حمزة بهذه التعابير…
مع أنها كانت تحاول إخفاء توترها، لكنها لم تقدر.
يبرع الثعلب في إخفاء مشاعره خلف قناع.
لكن… عندما تكون مع شجاعة فهي لا تستطيع ذلك، لماذا؟…
لطالما تساءلت عن ذلك.
ولم تجد إجابة.
…..
عبست بينما تحسست بيدها اليمنى جيبها الواسع لقميصها الحريريّ الواسع المتلون بالبيج البارد… لم تجد هاتفها.
أوبس، أين وضعته؟
تحسست باقي جيوب البنطال الأبيض الطويل خاصتها، ولم تجد شيئًا أيضًا…
للحظة، كشّرت أنيابها بينما تقطّب حاجبيها وتنظر لأندرو…
أيعقل أن يكون ما تخمنه الآن صحيحًا؟..
لا.
…
جيدٌ أنها تأكدت أن هذا ليس حدس الثعلب خاصتها، لذا عليها فقط أن تتذكر أين وضعته.
وللحظة، عندما أدركت أنها أغفلت ما يحدث حولها لانشغالها بالهاتف، لم تدرِ لمَ صارت عيونها الذهبية مركّزة على جيبِ قميصِ حمزة البيج.
كان حمزة مكتّفًا يديه اللتين قد برزت عروقهما من كوعه وحتى قفازاته البيضاء المخططة بأربعة خطوط ذهبية عمودية مفتوحة الأصابع.
لم تدرك للحظة كيف امتدت يدها نحو جيب حمزة لتعبث به.
💭ڤيولا :’ لـ… لـحظة…
هذا جيب قميص حمزة؟ و… يدي فيه؟
و… هذا يعني أني أمسك بحمزة الآن ؟..’
وللحظة، صارت شحمة أذنيها حمراء.
حمزة الذي جفلت عيونه، واكتسح الاستغراب الممزوج بالانزعاج التامّ محيّاه، بدا النفور الشديد في صوته بينما تراجع لا تلقائيًّا من تصرف ڤيولا الوقح، صرخ بقسوة:
” ما هذا، ما… الذي تفعلين…!! ”
ڤيولا، التي كانت في أقصى حالات ارتباكها استطاعت بآخر لحظة نزع شيءٍ من جيب حمزة الذي يبتعد بنفور.
وبينما تحاول التقاط نفسها لتنظر نحو الشيء، كانت ترتب نفسها بكل حرج، أرادت شرح موقفها السيء، قالت بتلعثم سريع:
ڤيولا: ” الأمر ليس كما تظن! ”
حمزة: ” الأمر ليس كما تظنين! ”
( لقد نطقا بنفس الوقت )
حمزة، الذي كان نظره موجّهًا للهاتف الذي بيد ڤيولا بارتباك وانزعاج، وڤيولا التي أدركت للتو أن ما بيدها هو هاتفها، نطقا بتلك الجملة معًا.
وأندرو بكل بساطة أطلق تصفيرًا ناعمًا كسر جوّ الصمت المهيب الذي امتزج مع رائحة الحرج الشديدة في المكان…
____
آيريس/ أندرو النسخة المستفزة (~‾▿‾)~
____
قطّب حمزة حاجبيه ودعك جبينه بأصابعه اليمنى.
وبسرعة، تقوست عيون ڤيولا كالهلال. وارتفعت زوايا فمها.
نظرة الثعلب التي لا تبشر بخير…
لقد كانت منزعجة، وهي الآن تبتسم، هذا يعني أنها غاضبة بشكل رائع.
ڤيولا بنبرة هادئة: ” كيف وصل هاتفي لجيبك؟ ”
حمزة الذي يشيح بنظره عنها: ” سأخبركِ. لكن من حقي أن أعرف أيضًا كيف وصلت يدكِ لجيبي؟ ”
أندرو الذي حمحم بسرعة متداركًا الموضوع لإطفاء شرارة الخلاف الذي سيشب بينهما – هو في الحقيقة لا يريد تضييع الوقت – :
” لألخّص الوضع بسرعة:
ثعلب التي كانت عند كلارا ( موظفة الاستقبال )، أدركت أنها ستتوجه لي مباشرةً لأنها علمت أن المهمة ثنائية ( كان مكتوب على عنوان الورقة ) وهي تحب العمل منفردة.
وبما أن ثعلب كما يبدو لم تقرأ من المهمة شيئًا عدا عنوانها ووقّعت عليها بسرعة، كان عليها أن تعود للمقرّ بعد أن غادرته، وتتوجه مباشرةً نحو غرفتي.
في خضم كل هذه الحلطمة التافهة، نسيت هاتفها عند كلارا منذ البداية، يبدو ذلك بسبب الجلبة التي حدثت في ذلك الوقت.
شجاعة، الذي لم يهتم للجلبة وركّز على مهمته، وأدرك بالفعل أنه سيكون في مهمة ثنائية مع فتاة ( ڤيولا ) توجه مباشرةً نحو كلارا ليسأل ما إذا كانت قد أعطته الورقة الخطأ.
ولكنها ليست الورقة الخطأ لأن ختمي موجودٌ عليها.
لذا توجّه مسرعًا نحو غرفتي، وقبل أن تنسى كلارا موضوع هاتف ثعلب التي رأتها تتخذ نفس الاتجاه، طلبت من شجاعة بكل أدب أن يعيد الهاتف إليها.
وهكذا وصل هاتف ثعلب لشجاعة.
أما عن يد ثعلب التي وصلت لجيب شجاعة، فهذا لأن شجاعة نسيَ موضوع الهاتف بعد أن اعتراه الغضب مني، وبلا إدراكٍ من ثعلب توجه حدسها لتأخذ هاتفها من جيبك بسرعة عندما أدركت أنها نسيَته. ”
لا، الأمر ليس كما تتوقعون، أندرو لم يتفقد كاميرات مراقبة – هذه حقيقة مُرَّة -.
إذًا ممتاز، أندرو يملك قدرة عالية على توقع المواقف بناءًا على المعطيات الموجودة لديه.
المشكلة أنه دقيقٌ جدًّا، وهذا ما يجعل التعامل معه مربكًا وصعبًا.
هذا أندرو كريس في النهاية. ~
والآن، لقد وضع سبابته الكحليَّة اليمنى ليركز عليها خده، بينما يريح يده اليسرى على الطاولة ويطقطق أصابعه بتناغم فوقها.
” يا رفاق، بقيَ لكم ستُّ دقائق، لذا وفّروا مشاكلكم لما بعدها. ”
لقد كان يقصد بالفعل عيونهما التي تتطاير شررًا.
وبما أن أندرو أو نظام أو العريف ليڤاي يبرع في تخصص سكب الزيت على النار بكل برود، فقد أردف:
” عليكما أن تتزوجا ”
وابتسامة عريضة .
…….
____
.” قطة هزيلة “.
🎞️🎞️🎞️🎞️🎞️
🎬 : لقد بدأت تشعر بصدرها ينقبض… كيف تسلل هذا الشعور لها؟…
لقد اجتاحها كالظل… التف حولها وعانقها بهدوء…
كما يفعل موت الآن…
يقشعرُّ بدنها، تسري رعشةٌ عميقة باردة في جميع أنحائه…
هذا الشعور بدأ يخنقها… كلما خطا موت خطوةً أخرى زادت ضربات صدرها المرتعش…
ولكن… ألم تمت مشاعرها من قبل؟…
من أين أتى هذا؟…
أهو فتات المشاعر السوداء؟…
أو ربما بقايا ذكريات… تختلط برائحة الموت المحدق بها… مع شبح الصمت القادم، والمجهول المخيف…
ولكن كل هذا لا يهم، أليس كذلك؟…
عندما اقترب من ثلاثة ظلالٍ وقفت هناك، سكنت قليلًا…
إنها تعرف ملامح اثنين بالفعل.
هذا الشاب ذو الهالة المظلمة، والطول الفارع، والكاريزما الهائلة… وبالذات، هذه العيون الفضية اللامعة المظلمة… لن تكون هذه المواصفات غريبةً عنها، إنه بطل روايتها المفضلة : ‘ إكسين دا ڤالنتين ‘.
وتلك الفتاة التي تعبث بشعره بكل راحة بينما توجه حدقتيها القرمزيتين نحو خاصته بعبث تكون بالتأكيد بطلة الرواية، زوجته: ‘ نوڤاريا دي ماڤريك ‘.
لم تركز في الشخص الثالث، فبالتأكيد يكون شعور رؤية أبطال روايتك المفضلة مثيرًا للنشوة وجاذبًا للانتباه بشكلٍ كبير.
كانت تنظر لهما بارتياح للحظة، وخفّ ذاك الشعور المشؤوم عنها.
ولكنها لم تلبث قليلًا… ثم بدأت تكره الوضع المحيط بها مجددًا…
……
وبهدوء، بينما يتقدم وهو يحملها، أخذ يتأمل تفاصيلها… ورغم شحوبها الذي أخذ يغدو أوضح، بدأ يرمق الأزرق الغامض بعيونها وببطءٍ أراد الغرق فيه… كان لا يزال يشعر بيدها التي تلتف حول رقبته بعدما حاولت إخفاء أنها ترتعش بخفوت، كانت تلك اليد الرقيقة هشة جدًّا… جعلته يشعر وكأنه لو تحرك حركةً واحدةً بشكلٍ خاطئ فسوف تتهشّم..!
عندما توقّف، أغمض عينيه.
ومرر نظره أمام الناظرين لهما.
وبلحظة، تغيرت نظراته الهادئة المستغرقة الباردة كلِّيًّا…
…..
لقد كان الجميع مصبوبٌ انتباههم على ذانَيْكَ الشخصين…
موت، الذي كان يحمل أڤنوليا، كان ينظر بكل برود مجنون، ببساطة كشخصٍ أحضر قنبلة ورماها في الوسط بلا مبالاة!
أڤنوليا التي كانت بين ذراعَيْ موت، كانت تبدو غير مرتاحةٍ حقًّا من النظرات الموجههة إليها. ومع ذلك ما زال البرود هو ما يكتسح محياها.
لقد نظر ظلام لآڤي، التي كانت تنظر له بدورها.
إن عيونه مخيفة… وجميلةٌ كذلك…
إن حدقتيه ثقبٌ أسود…تبتلع كل ما تصدفه بطريقها…
لقد تعوّد أن يرى الرعشة في قلوب الذين يلتقونه بالذات لأول مرة، لكن آڤي كانت تنظر له بإعجاب بارد واضح!
لقد ضيّقَ عينيه عليها:
” أهذه زوجتكَ… جثّة؟ ”
متأكدةٌ الآن أن آڤي تلعن موت في سرها، فهي لم ترد لبطلها المفضل أن يأخذ هكذا فكرة عنها من أول لقاء…
لقد فتحت فمها لترد وتصحح هذا الخطأ المطبعي:
” كلّا، إن– ”
قاطعها موت بينما يقلّب عينيه بسرعة لينظر نحو ظلام بتحدٍّ وتهكّم:
” بشحمها ولحمها، هذه جثّة~ ”
طرقعت أڤنوليا أصابعها اليمنى، وأغمضت عينيها وعضّت شفتيها بابتسامة مصطنعة تشتعل غضبًا.
( آڤي ) 💭 : ‘ جثّة؟!!..جثّة؟!!!!!.. هذه الجثّة ستحرقك أيها المسعور!! انتظرني فقط!! أو لا، لا تنتظرني، سؤريكَ من الآن!!! ‘
رفعت يدها اليسرى لتحاوط رقبته مجددًا بها، لتغرس بكل هدوء بأظافرها عليها وتخدش رقبته من الخلف!!
لا، وتنظر له بابتسامة شيطانية مغلولة أيضًا.
يا عيني على التوافق✨.
هي بالفعل جرحت نهاية رقبته من الخلف بشكل عرضي.
( آڤي ) 💭 : ‘ أهذا المسعور لا يشعر أيضًا؟ لمَ لا يبدي ردة فعل؟ ‘
في اللحظة التي توقفت بها، كانت قد ترقّبت ردة فعله…
لقد… بلل شفتيه بلسانه فقط وأغمض عينيه…
عندما أرادت رفع أصابعها بعد أن فقدت الأمل منه، لم تعرف كيف صار فمه عند أذنها، لقد استطاعت بالفعل تخيّل منظره بالابتسامة الشيطانية والتعابير القاتلة لصيّاد منتشٍ بوقوع فريسته في الكمين بينما يهمس ببرود قاتل وصوت مختلّ:
” لماذا توقفتي، أيتها القطة؟… ”
.
.
.
” نعم؟ ”
لقد قطّبت حاجبيها.
و…
ضيّقت عينيها.
و..
كادت تبصق بوجهه الذي عاد لينظر لها بابتسامة الشرّ والخبث لولا أن تداركتها أخلاقها الحميدة.
لذلك ابتلعت ريقها فقط، وبللت شفتيها بلسانها بسرعة.
وأما هو الذي كان يبدو مستمتعًا جدًّا بما يحدث، أراد المزيد والمزيد من تعابير أڤنوليا خصوصًا ومن نظرات ظلام القاتمة أكثر عمومًا.
ابتسمت آڤي بامتعاض لموت، بينما تهمس:
” أنزلني ”
همس بدوره بنبرة لعوبة:
” وإن قلتُ لا أريد؟ ”
.
.
.آڤي الهامسة بحنق: ” أنزلني أيها المتغطرس، ألم تتعب؟! ”
موت بقمة التهكم والاستمتاع بينما يرفعها أكثر بيديه من خصرها ويعلّقها في الهواء:
” أنتِ قطّة هزيلةٌ جدًّا، لذا لا، ولا أيضًا. ”
وليشعلها غضبًا، رفع زوايا فمه ببطء شديد جدًّا جدًّا جدًّا لدرجة أنها رأت الوقت بدأ يتجمد بسببه، حتى انتهى من رسم تلك الابتسامة الشريرة الخبيثة بينما تظلم عيناه…
……
Avinolia’s Pov:
لمَ أبدو كالدمية الريشية المعلّقة الآن؟
.
.
تعرفون علامة الغضب التي تُرسم في( الكاريكاتير ) ؟
تلك التي تشبه تقاطع الطرق وملونة بالأحمر.
أستطيع رؤيتها تشعُّ على رأسي.
هذا الوغد. إنه يستفزني أمامهم عمدًا!!!
….
إنني أضغط على يديه بالفعل، ولكن هذا الـ….. قويّ جدًّا، أراهن أنه لا يبذل جهدًا فيما يفعل بينما أعاني لأحاول التملق من يديه المحكمتَيْن عليّ!
لقد نظر لي وابتسم مجددًا كأنه يقرأ أفكاري؟
فليوقفه أحدكم قبل أن أفقد نفسي وأشوّه وجهه الوسيم هذا!!…
……….
________
.” ترحيب محفوف بالتهديدات “.
🎞️🎞️🎞️🎞️🎞️
كان يرمقهم بهدوء.
لقد أظلمت عيناه أكثر وأكثر.
كان يرمق موت باستغراق للحظة.
وهمست نوڤاريا بأذنه شيئًا، لتلمع عيونه الفضية بمكر…
” كان عليّ توجيه السؤال للسيدة وليس لمختلٍّ مثلك. ”
عقب هذا، كانت نوڤا التي تميل رأسها من خلف إكسين، تبتسم بمكرٍ كذلك.
نظرت لها أڤنوليا، وللحظة أعادت نظرها لموت الذي تجاهل كلّيًّا كل حرف عدا أنه قال ببرود بينما لا يزال يركّز على آڤي دون أن يرمش حتى:
” أنت مختلٌّ مثلي أيضًا ”
( آڤي ) 💭 : ‘ حلو، مثل ما يقول العرب: رحم الله كل امرئٍ عرف قدر نفسه ‘
….
_____
آيريس/ بارك الله فيكي شيخة آڤي👏🏻___
….
نظرت آڤي لموت بتحدٍّ وتهكم بينما ترفع حاجبيها بطريقة مستفزة، إنها تقول بعينيها: ( أنت لا تستطيع فعل شيءٍ أمامه ).
لم تعجبه النظرة للحظة، أو هذا ما خُيِّل لها.
لقد أنزلها بهدوءٍ أرضًا… وما زال يحاوط خصرها بذراعه… ولم يرفع عيونه عنها بعد…
هي التي لم تهتم، استدارت نحو ظلام ونظرت له ببرود.
هو لم يتصرف كذلك كرمى لعينيها، هو يعلم من تكون بالفعل،
لكنه يريد رؤية أي نوعٍ من الأشخاص هي.
ابتسمت بتملّق، ونطقت بهدوء مناغم لتملقها ذاك بينما تميل رأسها بخفة:
” إنه أڤنوليا… ”
أومأ برأسه إيجابًا مستغرقًا وقته في ذلك.
لقد رفع رأسه عاليًا ليغمض عيونه الثاقبة تلك.
ثم وبكل تناغم مع صدره الذي أخذ يعلو ويهبط:
” أڤنولــيــا… كومنـــدرس ”
شدد على الحرف الأخير، زاد الأمر من هيبته.
وفتح عيونه مجددًا لينزل رأسه ويراها ببرود.
حسنًا، ربما هو يعرف؟
لن تستغرب آڤي من ذلك حتى.
فهي تعلم، أنه يوجد بين أوراق اللعب ( الشدّة ) قصٌّ واحد.
وهنا، يكون إكسين، ظلام، هذا ” القصّ” .
لا تعابير مستغربة من آڤي، نوڤا كتفت يديها بينما تنظر لآڤي.
نوڤا تملك تعابير ظلام، لكن بطريقتها الخاصة…
إنها الوجه الآخر للقص!!!…
.
وجهان لنفس الورقة.
.
منذ البداية، آڤي صادقت نوڤاريا شخصيتها المفضلة، لا هذه الفتاة الواقفة أمامها بجوار ظلام…
نطق مجددًا بصوته الذكوريّ البارد الأجشّ:
” رحّبت بكِ زوجتي أولًا، وها أنا أقول للتأكيد على كل من يعترض. ”
قالها بينما ينظر لموت الذي كان يشيح بنظره عنه مركّزًا إياه على أڤنوليا، مع بعض تعابير الامتعاض…
” أهلًا، في عالمٍ حيث الدخول فيه بحد ذاته حكمٌ بالإعدام على ذاتك ”
” حيث اللمعان للذهبيّ فقط ”
للحظة، بدت تعابير الجميع ثابتة بعد هذه الجملة بالذات من ظلام…
ضوء التي ظنت آڤي أنه تم تجاهلها، لمعت عيناها بينما صارت بمحاذاة ظلام ونوڤا… نظرت لآڤي بهدوء تتفحَّصها.
كانت هادئة مذ لمحتها آڤي أو، هذا ما ظنته.
ضغط موت بقبضته على أڤنوليا بينما نظر لها بحدة.
ثم أسند رأسه على رقبتها فجأة بينما نظر للجميع بتعابير ممتعضة، كان ظلام قد رفع يده الأولى ليغطّيَ فمه بينما ينظر لموت باستغراق وتأنّي…
سرت رعشة بجسد آڤي من تصرّف موت…
إن أنفاسه تلفح رقبتها…
تود لكمه في منتصف وجهه…
لكنها مستغرقة بالفعل بالتفكير بهذا الترحيب المحفوف بالتهديدات…
هي لا تعلم…
أي شيءٍ ستصدق من تلك العيون اللامعة التي تحيطها وتنظر لها الآن.
بدأ الأمر كأن كل الأضواء أطفئت حولها، وكل ما يلمع هو عينان بجانبها وعيونٌ أمامها…
زنجارية… فضية… قرمزية… خضراء زاهية…
لقد بدت تائهةً بالفعل…
مَن الحليف…
مَن العدوّ…
مَن الشرير…
ومن الذي لا دخل له…
هي ضائعة… في لغة العيون الخطيرة المحدقة بها…
أهذا ترحيبٌ حقًّا ؟
ازدردت ريقها…
لقد علمت على الأقل…
أن هذا ترحيبٌ بدخول الهاوية!…
وهي…
كانت…
تريد شيئًا مختلفًا…
عما رأته وعاصرته مسبقًا..
إنها…
لا تعلم ماهية المشاعر الذابلة التي تجتاحها…
لكن، هل هي مهيئةٌ له حقًّا؟…
أمالت رأسها برفق على رأس موت.
ورفعت يدها لتمسك بيديه…
سيبدو المنظر من بعيد، أن موت يريح رأسه على كتفها بينما يحني جسمه الطويل ليلاصق جسمها، فيصبح صدره ملتصقًا بظهرها، ويداه ممسكتان بخصرها بإحكام… كما وأنها مستسلمة تريح رأسها بلطف على رأس موت وتمسك بدورها يديه المحاوطتان لها بكل رفق…
سيقول الشخص العاديّ: يال الرومانسية بين الزوجين المحبّين~
لكن من يرى التعابير التي تعتلي وجهيهما…
لن يملك الوقت ليقول شيئًا…
لأنه سيتجمد رعبًا…
من الهالة فقط…
لقد نظرت آڤي ببرود نحوهم كذلك.
إن نظراتها تقول: ” أنا سيدةٌ فخورةٌ بجنوني مثلكم، لستُ عاقلة ”
حينها ابتسم موت ابتسامة مختلة غريبة… باردة مظلمة… تقصد جميع الموجودين…
عدا آڤي…
لأنهما لم ينظرا لبعضهما.
كان هناك شخصٌ نظراته تشتعل أكثر فأكثر…
إنها الفتاة ذات الشعر الأخضر الغامق هناك، بجانب ظلام…
كانت كلما اقترب موت من آڤي أكثر، تنهدت بانزعاج.
أهي تكره مثل هذه التصرفات؟ أم لأن موت هو من يتدلل على آڤي بهذه الطريقة؟…
” قد تكونين عرفتي الجميع، نوڤاريا وظلام، أنا ضوء، وأكون آريا. ”
لقد سرحت آڤي لبرهة، بعدما قالته ضوء.
وأخيرًا، قالت آڤي: ” تشرفتُ بالتعرف إليكم جميعًا ”
وأمالت رأسها قليلًا لتهمس بأذن موت: ” إلا أنتَ طبعًا!! ”
وابتسمت له بخبث.
ليبتسم ويومئ لها كالثعبان الفرح بتأوه فريسته.
ضوء أخذت تتحدث مع نوڤاريا وظلام، كانت تسألهما شيئًا على ما يبدو بتعابير غريبة.
وموت أخذ يضايق أڤنوليا أكثر، لم تكن تهتم، هناك شيءٌ يبدو أنها علقت فيه..
وللحظة… بدا كل شيءٍ مختلفًا…
Avinolia’s Pov:
أصلًا منذ الوهلة الأولى، هيَ لا تبدو مثل باقي المختلين في الغرفة، تبدو شخصًا هادئًا وطيّبًا.
وأيضًا، آريا اسمٌ…جميل.
آريا…
آه… آريــ…ــا..
أ…قالـ…ـت…
ا…آ… أ…. ر…يـ….ــا ؟…
عـيونها… خضراء… أيضًا…
وكانت… تنظر… لي…
آه.. ا…
لا…هذا… كثيرٌ عليّ…
أرجوكم… ليوقف…
أحدكم…
هذا…
الكابوس!!!!…..
…………….
لقد انتهى الأمر بأڤنوليا تقشعرُّ بشكل غير مبرر مع اتساع حدقتيها المرتعشتين ورجفة يديها بشكل بارز.
وجهها صار ببطءٍ يشحب فوق شحوبه الأول، وعيونها تتسع بينما تحدق في الفراغ.
كان موت الذي لا يزال يضغط على معصمها، قد شعر بذلك بالفعل.
ظلام، ينظر لضوء دونًا عن أڤنوليا، كانت نوڤاريا ترمق آريا باستنكار قليلًا بعد ذلك الحديث، لكنها توقفت ببطء عندما كانت ضوء تنظر لها بانزعاج بادٍ.
.
.
.
وقبل أن يدير ظلام عينيه نحو آڤي، غطاها موت بظهره لتصبح خلفه، لا يزال يضغط على معصمها، نطق بسرعة متهكّمًا ولمع في عيونه الوحشيّة تحدٍّ نحو ظلام:
” لا أريد تخريب الأجواء لكنكم نسيتم شيئًا، لم أكن أمزح، هذه تكون جثّة فعلًا. ”
حسنًا، لا يريد موت أن يرى الجميع حالة آڤي التي تدهورت بلا سبب، نجح في صرف انتباه الجميع نحوه.
ضيّق ظلام عينيه.
لقد سحبت أڤنوليا يدها منه بسرعة.
كانت حمراء جدًّا.
شتمته بسرها.
وبسرعة، عاد نفسها لينتظم.
للحظة، أدركت رغبته في عدم إظهار هذا الجانب منها، و… معه حقّ… هكذا ظنت… فقالت بشكل هادئ تقاطعه:
” بالطبع يا متغطرسي أكون جثتكَ أنت وحدك، أليس كذلك؟”
لقد أحسنت بدفن مشاعرها في قنبلة موقوتة.
قلب ظلام عينيه بملل، وأمال رأسه باتجاه نوڤا التي أخرجت هاتفها بالفعل لترى الإشعار الذي وصلها.
ضوء حصلت بالفعل على مكالمة، وابتعدت قليللًا لتجريَها.
أما ذانَيْك الاثنين.
لقد نظرا لبعضهما بتحدٍّ.
ربما هذه نظرات موت الحقيقية، لكن آڤي… كانت تتظاهر… أو من يدري…
هناك شيءٌ ما قد وقع.
وآڤي لم تعد آڤي.
…….
موت يكره هذا.
موت يعبس.
موت تبرز عروق قبضته التي يكورها.
لقد عادت آڤي لتعابيرها الميتة.
موت لا يحب هذا.
إنه فعليًّا يريد خنقها الآن!…
لن يأبه لوجود أي أحدٍ هنا…
لذلك، كادت يده أن تصل لعنقها العاجيّ الجميل…
وفي آخر لحظة:
بوووم 💥
( صوت انفجار عالٍ )
اهتزّت القاعة.
تمر عيونه على الفضاء المحيط به بسرعة،ثم يبتسم موت.
ليرفع يده السوداء لتغطي فمه، وينزل يده البيضاء لتدخل جيبه، وينظر نظرة حادة باردة خالية من المشاعر.
لنرَ… سيتغاضى عن موضوع آڤي فقط في هذه الأثناء.
في نفس الوقت، أسرعت ضوء نحوهم ورفعت نوڤاريا رأسها لينطقا معًا:
” Another golden game~ “”
” ذاك العابث فعلها من جديد ”
(واحدة قالتها بحماس، والأخرى قالتها بفتور )
نوڤاريا، التي كانت متحمسةً جدًّا، نظرت لإكسين نظرات مفعمة بالحيوية تقول:( دعني أذهب )
تنهّد إكسين.
بعثر بيده شعرها بينما هرّب نظره كَيلا تستوليَ عليه نظراتها ويوافق، ليرى ضوء تنظر لموت من الناحية الأخرى بقلق بينما تضم يديها لصدرها…
تنهّد من جديد.
🔊 : ” موشي موش؟ دايجوبو دسكا؟”*
(صوت جانبي ذكوري)🔉: “توقفي يا …. ياا…. تـ…. إيـ…ـريــــنا!!!!”
( صرير المايكروفون )
____
* : جملة الشخصية الشهيرة شينوبو، باللغة اليابانية ومعناها: مرحبًا، هل أنتَ بخير؟
____
أخذت نوڤاريا تضحك بشكل جميل على هذا الموقف، لم تستطع ضوء إخفاء ضحكتها أيضًا، فقد عرفتا صاحبي الصوت: أندرو وإيرينا.
إكسين أخذ ينظر لهما بارتياح بينما يتأمل ضحكة نوڤاريا، موت ما زال يغطي فمه بيده وآڤي لم تتغير تعابيرها بعد…
🔊: ” أوه. أعتذر على الخطأ يا سيادتكم. ”
لقد بدا الصوت الذكوري جدّيًّا جدًّا، فهدأ الضحك في القاعة وعلت النظرات الحازمة على الوجوه.
نطق ظلام بهدوء قاتم:
” أندرو، هل كان ذاك نفس العابث الذي افتعل المشكلة السابقة؟ ”
🔊: ” صحيحٌ أنه نفس الأسلوب، ولن أستبعد لو كان العابث موجودًا في المنطقة بالفعل، ولكنه هذه المرة استهدف عضوًا. ولم يكن مجرد تهديد كما المرة السابقة… ولا حاجة لشرح الباقي فالعضو كان تورنيدو.
لذا لن يخاطر هذا العابث بنفسه، متأكدٌ أنه يراقب الآن، أو–”
قاطعه صوت ساخر مرعب:
” أو أن هذا اللقيط ما زال موجودًا في المنظومة.”
عمَّ السكون للحظة.
موت، الذي صرّح بتلك الكلمات الثقيلة قبل قليل، خلق جوًّا غير مريح.
تابع أندرو:
🔊: ” بالضبط.”
🔊: ” سيادتكم،
هل تمانعون لو توجهتم نحو قاعة الاجتماعات؟…”
بعد هذه الجملة، تجمدت تعابير ضوء… وقفت نوڤاريا باهتمام وتعابيرها الجديّة علت أكثر، ظلام نظر لنوڤاريا وأومأ بهدوء، أما موت فقد قطّب حاجبيه وتمتم بلا مبالاة:
” أكره غرفة الاجتماعات ”
ظلام نبس بهدوء:
” عليكَ أن تملك شيئًا ثمينًا بالفعل يا أندرو لتجذب اهتمامي. إذا لم يكن كذلك فانسَ رؤية الضوء لمدة نصف سنة.”
أندرو، الذي نظف حلقه الجاف وبلل شفتيه بلسانه:
🔊 : ” أعدك، الأمر يستحق. ”
” ….. ”
” إذًا… أراكم بعد ثلاثة دقائق. ”
وأغلق المايكروفون.
نظام الآن سيغادر غرفته نحو غرفة الاجتماعات.
عندما يغادر نظام غرفته في مثل هذه الساعة من النهار، فهذا يعني أن أمرًا جللًا خارجًا عن النظام قد حصل.
لا أقصد الانفجار قبل قليل… لا، هذا لا شيء.
وبما أنها غرفة الاجتماعات تلك التي سيتوجه إليها بعد أن دعى ملوك المنظومة لها… إذًا، ما سيحدث تاليًا ليس بالهيِّن.
ما قصة العابث؟…
…..
____
.” لا ترفعي عيونكِ هذه عني “.
🎞️🎞️🎞️🎞️🎞️
🎬 : آريا – ضوء – غادرت أولًا، بعد أن رمقت أڤنوليا الضائعة فيما يحدث للحظة بضيق، تبعتها نوڤاريا التي بدت متحمسة عكس ضوء المتضايقة، ظلام نظر لموت نظرات عميقة للحظة…
توجه نحوه.
وهمس له بشيء.. فاتسعت حدقتا موت بشكل طفيف ثم عادتا لوضعهما…
ونظر بسرعة لظلام الذي غادر بعدما فعله باشمئزاز.
وكل ما سُمِع بعدها كان مجرد خطواتٍ رزينة تبتعد بهدوء.
أغمضت آڤي عينيها، لتفتحهما وتجد أن المسافة بينها وبين موت هي خطوةٌ واحدة…
واو، إنه منزعج…
وهي بتعابير ميتة…
من يدري ما قصة نظراتهما الباردة والمجنونة في نفس الوقت…
بعد لحظة صمتٍ وتحديقٍ متبادل، أحنى جذعه العلويّ لتتقابل حدقاتهما التي كانت تحدق ببعضها قبل قليل بشكل جنوني…
وها قد صارت أنفاسه الباردة تلفح وجهها.
هيَ، بأنفاسها الهادئة، لم تتزحزح من مكانها…
لقد عقد حاجبيه، ونطق بهدوء ليكسر صوته القاسي جدار الصمت:
موت: ” ما الذي حدث لكِ يا جثة؟ أين ذهبت مخالب القطة خاصتكِ؟ ”
آڤي: ” ….. ”
موت: ” هاه؟ ”
موت: “هل أكل القطُّ لسانكِ؟ ”
آڤي: ” ….. ”
وبكل هدوء. آڤي التي لم ترد طأطأت رأسها.
كانت عيونها ميتةً بشكلٍ رهيب… ومظلمة… ووحيدةً جدًّا أيضًا…
كان موت يشعر بذلك.
ومذ أبعدت زرقاويها عنه اقشعرَّ جسده بشكل غريب…
أتجاهلته لتوها؟….
أوه.
لقد أمسكها بكل عنف من كتفيها، لتلتصق جبهتاهما معًا، ويقشعرَّا معًا.
ثم التفت يده البيضاء لتحاوط خصرها ويسحبها نحوه بعمق، بينما ارتفعت يده السوداء لتثبت ذقنها وترفعه للأعلى نحو عيونه الشريرة، وما تزال الجبهتان ملتصقتان…
لكن عيونها ميتة؟…
” جثة، يا جثة… ”
” لا ترفعي عيونكِ هذه عني ”
” وهذا القناع مجددًا… ”
اهتزت عيونه بعنف بينما ينبس الكلمات بكل شراسة.
صرخ بقسوة واستياء وكشّر عن أنيابه:
” أزيليه!! ”
” كفى تمثيلًا!!
لقد كنتي جثّةً حيَّةً قبل قليل!! ”
” هيّا!! تحدثي!!!… ”
لقد فقد رباطة جأشه بالكامل، وعلى صدى صوته الغاضب في أرجاء القاعة مصطدمًا بالركام…
لنقل الحقيقة، هذا يجمد الأنفاس من الخوف!!..
وربما، كانت الجثث الميتة ستخاف منه..
وآڤي كانت…
إن أنفاسها المرتعدة ترتطم بوجهه بشكل يجعله يشعر بكهرباء غريبة.
وأنفاسه التي تلذعها، كانت تترك نفس الأثر أيضًا…
لقد ابتلعت ريقها…
وارتعشت مجددًا، يداها المحبوستان بين ذراعه…
فتحت فمها لتتحدث، لترد… فتلمع عيناه منتظرًا ما سيسمعه…
لكنها…توقفت معلقةً شفتيها في الهواء…
لتغلق فمها…
مرت رياح غريبة في القاعة المحطمة.
ربما وجدت الرياح طريقها نحو القاعة بسبب الفتحة في الممر، أو فتحات الجدار… لتعانق بكل هدوء خصلات شعرهما… فتداعب غرتها غرته… وتظهر أصوات حفيف غريبة في المكان.
ربما كان ذاك المكان يشبه مشاعرهما؟…
لقد رفع يده السوداء عن ذقنها لتصل نحو فمها، وتغطّيَه.
وكانت نظراته لها غريبة.
ثم أوقف ضغطه الشديد على جبهتها، ليريحها بهدوء… ويستغرق النظر متأمّلًا إياها بعيون هدأت بشكلٍ يدعو للريبة…
ألم تكد تلك العيون قبل قليل تخنقها؟…
لم تدرِ لمَ فعل ذلك…
كما لم يدرِ هو أيضًا…
لحظاتٌ من التحديق العميق والتحدث بالعيون…
وبعدها، تركها… وانسحب بهدوء ليبتعد ثلاث خطواتٍ عنها…
ليتنهد بحنق، قبل أن يفصل عينيه عنها ويستدير…
ثم يغادر.
ويتركها وحيدة… ضائعةً في نفسها…
ما الذي حدث لها؟…
لمَ هيَ هكذا؟…
لم تتوقف هذه الأسئلة عن طرق رأسه.
وحتى في الاجتماع المهم الذي كان ذاهبًا له، لم يكن مركزًا بسببها…
…..
أڤنوليا، أو… جثة… كانت هامدةً تمامًا… متجمدةً في مكانها ضائعةً غريقةً في عذابها اللامنتهي.
موت، الذي لم يفهم شيئًا مما حدث لها، أدرك أن هناك شيئًا وحيدًا صحيحًا بشأن ما قد يفهمه الآن:
أڤنوليا انطفأت تمامًا.
وبشكلٍ أسوأ حتى من أول مرةٍ رآها بها.
ولقب جثة، هو أقل ما قد يقال في وصف حالتها الآن.
ذاك الشحوب البارز بشكلٍ لا يبعث للقلق فقط، بل يدعو للصدمة أيضًا، يجعلك تظن أنك تقف أمام أتعس شخصٍ ميّتٍ حيّ!!..
أڤنوليا… أو جثة…
خطت بهدوءٍ هائمةً أمامها…
رؤيتها بدأت تتلاشى شيئًا فشيئًا لتصبح ضبابية…
ثم تظلم…
فتدعك جبينها للحظة، وتسند يدها على الحائط لترتكز، لكن الأمر أسوأ مما تتخيل، لذا انزلقت يدها وسقطت أرضًا كدميةٍ كساها الغبار ارتكزت على الرف هجرها أصحابها، وهوت على الأرض مع مرور الرياح العاتية الباردة من نافذة الألم…
جثة نهضت بصعوبة، بعد ثلاث محاولات فاشلة للنهوض.
هيَ الآن وبشكلٍ شبه كامل، فقدت قدرتها الفعلية على الإدراك بما حولها.
لترى بشكل مشوش أن قدميها المتبعبتين قادتها لخارج القاعة، نحو مكانٍ لا تعرفه.
بالطبع لن تعرف المكان، هذه أول مرةٍ لها هنا…
حسنًا، كان على موت – على الأقل – أن يقودها نحو غرفتهما، أو يخبر كيوتا أو أي خادمٍ هنا بذلك…
لكن، هيَ ليست مهمةً لهذه الدرجة، صحيح؟
لا بأس بأن تضيع في هذا المكان الأشبه بالمتاهة المنظّمة.
هيَ حقًّا تحاول تفحص ما حولها، لكن رأسها يؤلمها بشكلٍ لا يطاق.
لا تعرف، لكنها رأت أدراج طويلة.
صعدتها…، على أمل أن تقع منها وتفقد وعيها…
لكنها لم تفلح.
وعندما أدركت ذلك توقفت عند أحد الطوابق، بأقدام منهكة، سارت في الممر بشكل تائه.
وغير مدركةٍ لنفسها، فتحت أول بابٍ رأته، لتدخل غرفةً مظلمة، وترميَ نفسها لترتكز خلفه بعد أن تغلقه…
مع أن هذا وضح النهار، إلا أن الغرفة كانت مظلمة بشكلٍ رهيب… كظلام عقلها الآن…
هيَ متعبة.
لم تنم منذ فترةٍ طويلة.
ودون أن تشعر، التفّ ظلام المكان حولها ليعانقها بهدوء، فتعانق نفسها، وتغمض عينيها، لتسمح له بأخذ كيانها…
وتتلاشى فيه.
……
_____
.” ليس حقيقيًّا “.
🎞️🎞️🎞️🎞️🎞️
🎬 : أصوات متداخلة :
.
.
” منذ الآن فصاعدًا – وحتى أغير رأيي وطريقة التعامل معك – ، سيكون اسمكِ’جثة’ . وسيتم التعامل معكِ على أنكِ كذلك. ”
.
.
” سأحرص على جعلكِ تزيلين قناع برودكِ هذا.”
.
.
” لا داعي أن تخالف أوامر سيدك، لا بأس، نادني بما تريد ”
.
.
” انطقي هيّاااا!!! ”
.
” أنا متعبة من كل شيء! لا أريد أن يحدث لي هذا الجنون مجدداً لا أريد لا أريـــد! ”
.
.
” بالطبع، وستبقين سعيدة كذلك، من ذا الذي سيتجرأ على محاولة إفساد مزاجك؟ سأقتله. ”
.
.
” أشعر براحةٍ عميقةٍ بعمق المحيط… وكأنه الخيال…”
.
.
” مرحبًا بكِ في عالمنا، حيث اللمعان للذهبيّ فقط! ”
.
.
” من تكونين؟ تبدين شخصًا عاديًّا لستي شخصية عالميّة؟ هل تقدِّرين أنكِ تقفين أمام أكثر الناس جدارةً في العالم؟”
.
.
” هدوء يا رفاق، هذه القصيرة قالت شيئًا ”
.
.
” يشرفني التعامل مع شخصٍ بمثل هذا المستوى العالي من الدهاء. ”
.
.
” جثتك إذًا وليست زوجتك؟ ”
.
.
” كلا، إنه متغطرسي. ”
.
.
” ألم تصبحي أكثر جرأةً؟ هه، حتى لو صرتي صديقة نوڤاريا، فهذا لن يغير شيئًا من معادلتنا ”
.
.
” أهلًا، في عالمٍ حيث الدخول فيه بحد ذاته حكمٌ بالإعدام على ذاتك ”
.
.
” قد تكونين عرفتي الجميع، نوڤاريا وظلام، أنا ضوء، وأكون آريا. ”
.
.
” أزيليه!! ”
” كفى تمثيلًا!!
لقد كنتي جثّةً حيَّةً قبل قليل!! ”
” هيّا!! تحدثي!!!… ”
وصفعة قوية.
…..
عند النهوض المجددًا…
كان هناك فتاة وحيدة نحيلة شاحبة بعيون زرقاء خافتة وشعر بني خفيف التموج تمشي هائمة في رواق مظلم طويل لا ينتهي.
” أنتِ… يجبُ أن تموتي.
ما كان يجب عليكِ أن تولدي في الأساس.
مجرد نكرة.”
ناداها صوت مرّ بجانب أذنيها بلا مبالاة.
” أتعلمين أن الدمى القديمة لدى سييلا الصغيرة أكثر فائدةً من منظركِ القبيح؟ ”
” ثم، دعيني أتأكد من أنكِ مجرد جرذ ميت، وابقي على أسوأ من حالتكِ التافهة هذه لباقي حياتك عديمة الفائدة”
قالت ذلك، شابة طويلة ذات شكل متكبر، وعيون مزدرية خضراء زاهية وشعر أشقر، قبل أن تعطيها نظرة استحقار وتختفي.
ومن ثم تداخلت العديد من الأصوات والوجوه المبتسمة الساخرة بشكل مؤذي أمامها…
واشتبك الماضي مع الحاضر…
كان من بين كل تلك الأصوات التي استمرت في الصراخ بوجه تلك الطفلة، صوتٌ واحدٌ غريب وهادئ.
لقد كان يقول بكل وضوح:
” من أنتِ؟ ”
لا رد.
حتى أن الفتاة تجمدت أقدامها الصغيرة…
ولم ترفع رأسها منذ البداية.
ثم ظهر فتًى أبيض الشعر ذو عيون خضراء مؤلمة لمجرد النظر اقترب منها بخطوات بطيئة، بينما لا يزال يحدق فيها.
وبكل قسوة، شدت يده ذقنها المطأطئ للأسفل ليرتفع نحوه…
” ….. ”
” ألم أقل لكِ.. ”
” لا ترفعي عيونكِ هذه عني؟.. ”
ارتجفت عيناها الميتتان بينما تحدق بخاصتيه الوحشيتين…
وفجأةً، انهار كل شيءٍ حولهما، وبقي هو وهي فقط.
….
في قاعٍ عميقٍ مظلم… ظهر جسمان غارقان بالتحديق بتفاصيل بعضهما البعض.
امرأة شاحبة، تدلّى شعرها البنيّ الطويل بإهمالٍ على ظهرها… ذات عيون زرقاء خافتة ميتة بشكل رهيب، حدقتاها تهتز بشكل قوي… تنظر مباشرةً للكيان الذي أمامها بينما ترتدي فستانًا أبيض يلف جسدها النحيل كما الكفن.
ورجلٌ طويل القامة عريض المنكبين، ليس ضخم البنية إنما نحيف الجسد صحي بنفس الوقت. ملابسه السوداء كانت تعطي شعورًا رهيبًا وكأنه أتى من قعر الظلام. كان شعره الأبيض يعانق رقبته من الخلف، ويداعب رموشه وجبينه من الأمام، بينما كانت عيونه الخضراء القاتمة تنظر لها بنهمٍ كبير… كوحشٍ جائع بما يكفي لافتراس أي شيء… وفي نفس الوقت بدت نظراته لها عميقةً بشكلٍ ضبابيّ… لم يفصل حدقتيه عنها… كانت يده الكبيرة تمسك ذقنها وتجذبه نحوه، وكأنه يقول لها: ‘ركزي عليّ أنا فقط، وانظري لي ولا تنظري لشيءٍ آخر.’
يده الأخرى التفّت حول خصرها.
كانت نظراته أنانيّةً جدًّا، ومؤلمة جدًّا.
ونظراتها كانت ميتةً جدًّا، وغير مباليةٍ جدًّا.
ثم، وبينما يغرقان ببعضهما… كانت شفاهها مرتجفةً بشكلٍ واضح… وصوت تنفسها مضطربًا.
لأنه كان يقترب.
” ألم أسألكِ، من أنتِ؟… ”
لقد لذع أذنها بصوته، عندما صار فمه عند أذنها تمامًا.
ارتجفت واقشعرّت بشكل رهيب… عندما أحست بأنفاسه عند أذنها مجددًا.
” جثتي… ”
” أنا موتكِ… ”
لقد قال ذلك، ودفن رأسه بيأس على كتفها، بين شعرها، مستنشقًا كتفها بتململ، مستغرقًا كل الوقت بذلك.
ولكنه عندما نطق تلك الكلمات…
كان شعورها فارغًا، وباردًا بشكلٍ لا يوصف…
لقد رفعت يديها لتعانق رقبته.
وقد جفل جسده عند تلك الحركة المفاجئة لها.
” أنا… جثة… ”
والتهمهما الظلام معًا.
….
بهدوءٍ شديد.
تسلل الضوء لعيونها الميتة.
بعد هذا الذي رأته في عالمها الخاص، كان لديها حلم جميل بأنها ماتت بهدوء على يديّ ذلك الرجل.
هذا ليس حقيقيًّا…
لقد… كانت تحلم.
أكان كابوسًا؟…
…..
استيقظت جثة.
كان ذلك عندما أحنت جذعها العلويّ بسرعةٍ نحو الأعلى…
وعندما استوعبت أنها استيقظت، وأن كل ما رأته كان حلمًا، وأن ذاك الرجل لم يقتلها…
انقلبت تعابيرها الهادئة، استوعبت أنها منهكة، مفزوعة، تلهث وتلتقط أنفاسها… كأنها كانت تركض مئات الأميال في عقلها…
بالنسبة لها، الكابوس ليس تلك الأصوات، أو ذاك الرجل، بل حتى ذاك الحلم برمته ليس كابوسًا…
لقد كان كابوسها هو أنها قد استيقظت!…
رفعت عيونها ببطء للأعلى.
خارت كل قواها مجددًا… تشوه تعبيرها…
لتختفي كل التعابير مجددًا، وتعود كما كانت، بل وأسوأ.
جثة.
لقد قالت بنفسها، كم أنه بارعٌ في الانتقاء ذاك الذي اختار هذا اللقب الساخر لها؟؟…
إنه متنمر برتبة. ومجنون كذلك.
تنهدت بعمق، لم تعد تريد التفكير فيه.
عندما أغمضت عيونها، واستعدت لرمي نفسها على السرير الذي وجدت نفسها ملقاةً فيه، سمعت صوتًا ليس ببعيد لشخصٍ دخل الغرفة. نظر، أو نظرت نحوها لتقول:
” آه، الحمد لله، استيقظتي؟ كيف تشعرين؟ ”
وتوجهت بهدوء مع ابتسامةٍ دافئة نحوها.
جفلت جثة قليلًا.
ونظرت بأعين ضبابية تحاول فهم وضعها الحاليّ.
تذكرت، أن قدميها قد جرتها نحو غرفة، ونامت عند الباب المغلق.
ويبدو أنها ما زالت بنفس الغرفة، صحيحٌ أنها لا تتذكر شكلها، لكنها تبدو مألوفة. إنها على السرير الآن، ويبدو أن الفتاة التي أمامها قد اعتنت بها.
تحركت حدقة جثة بسرعة نحوها، وتأملتها بضبابية، دون أن ترد، أو تنبس بأي حرف.
كانت الفتاة التي أمامها متوسطة الطول، ذات عيون بنية عسلية لامعة تشع دفئًا. ترتدي عباءةً سوداء، مزركشة عند الأكمام بزينة بسيطة، وحجابًا تلون بالأبيض والبيج يغطي رأسها، ربما كانت خارجةً لبعض الوقت وعادت لذلك ترتدي الحجاب… يبدو أنها مسلمة.
كانت غمازتها اليسرى تزيدها جمالًا، وكانت هالتها الدافئة وصوتها الجميل الهادئ يبعثان على الارتياح.
لقد لمحت أيضًا قفازين باللون البيج، مخططات بالأبيض الخفيف يغطّيان يديها.
اقتربت منها بهدوء، ووضعت ما كان بيدها جانبًا، وتناولت كأس الماء وصبّت لها منه وهي تبتسم برفق، بينما تنظر لها جثة بلا أيّ تعبير.
ناولتها كأس الماء، لم تشأ جثة أن تكون فظّةً أكثر من ذلك…
تناولته منها بهدوء، وبقي في يدها لتحدق فيه بشرود.
جلست الفتاة على الكرسيّ بجانب السرير.
” لقد كنتِ فاقدةً للوعي لثلاثة أيام، عندما دخلت غرفتي وجدتك ببشرة شاحبة جدًّا ملقاةً عند الباب، كنت قد خرجت لبرهة قصيرة، لذلك تركت الباب مفتوحًا وعندما عدت… الحمد لله أنني استطعت اللحاق بكِ في الوقت المناسب ”
رمشت جثة بسرعة للحظة.
ثلاثة أيام؟!
أتمازحها هذه الفتاة؟ هذه الفتاة؟
كيف سيتركها موت وشأنها طول هذه المدة؟ أنسي أمرها حقًّا؟
لا.
بالتأكيد توجد كاميرات مراقبة هنا أو هناك في مكانٍ ما…
لقد عاودت النظر للفتاة.
ما زالت تلك الابتسامة الدافئة تعلو محياها.
وللحظة، ظنت الفتاة أنها تستنكر منها عدم معرفتها لها، فقالت بهدوء:
” اعذريني ولكنني جديدة هنا… لذلك لم أعرفكِ… لم أتعود بعد على نظام هذا المكان. واعذريني مجددًا على عدم إخباري لأحد عن حالتك، لكن بدا ليَ الأمر أنكِ كنت تهربين من شخصٍ ما لذلك تركتُ الأمر لكِ حتى تستيقظي. بإمكانك استخدام الهاتف بجانبك على المنضدة المجاورة للسرير. سأذهب لأعد الفطور لذا ارتاحي قليلًا حتى ذلك الحين. ”
وقبل أن تنهض، مدت يدها لها:
” اسمي عهد ”
” …. و.. بحسب نظام الألقاب هنا.. ”
” فلقبي هو صفاء… ”
” لستُ أحب قصة الألقاب هذه بعد، لكن لا بأس معي لو ناديتني به ”
مررت جثة نظرها بين وجه عهد، ويدها الممدودة نحوها…
لم ترد جثة.
فقط حدقت بيدها المعلقة في الهواء…
وبعد لحظات، تمتمت ببرود:
” لماذا؟… ”
استغربت عهد قليلًا، ولم تفهم ماذا ترد على هذا السؤال الضبابي، أرادت الحديث لكنها أحست بيد تصافح يدها المعلقة في الهواء.
عهد أحست كم كانت تلك اليد باردة، كالجثة الهامدة تمامًا…
وعندما تحركت الشفاه المتشققة الجافة تلك، سمعت صوتًا متعبًا هائمًا يقول:
” أنا… جثة… ”
_______
…🌨️🌧️⛈️☁️🌥️⛅🌤️…
🎞️🎞️🎞️🎞️🎞️🎞️🎞️🎞️🎞️
يتبع…