أسطورة الفتاة الوحش - 7
إنبعاث الجليد
لاأحد يعلم كم من الليالي مرت منذ بداية الحرب ربما أسبوع أوأكثر،ولكنهم يعلمون كم من الأشخاص لم يعودو معهم،على بعد كل ميل تجد قبرا أو إثنان ومن لم يكن له قبر فقد تم حرقه بأحد مستخدمي النار، ومازاد الأمر سوءا هو أن بعض الأعداء قد تسللو للقرية وبدأو بالنهب والخطف لكن لحسن الحظ لحقنا بهم، لاتزال المعركة مستمرة ولاأحد فينا قد إستسلم أوفكر حتى في ذلك، ميروكو وكاكي لاتزالا مفقودتان،موتسو قد تغير كثيرا وأصبح ذا بأس على كل من يصادفه في طريقه خصوصا بعد أن إكتشف قوته، أما كورين فقد أطلق عليها إسم القناصة لأن من قتلتهم لم يعرفو شكلها قبل موتهم وحتى الذين كانو معهم لم يستطيعو إيجادها وفي جهة اخرى من تلك الغابة كانت تقتل الجنود المعادين من فوق تلك الشجرة بكل دقة وبدون ان يدركها احد بالنسبة لطبعها فليست من النوع الذي يتأثر بسهولة…
“…لقد اطحت بعشرة الى الآن…اظن اني قمت بعمل جيد…اتسائل كيف حال البقية… هل عادت تسوبارا واختي… “شردت قليلا تفكر في أهم شخصين لديها ومن دون انذار مسبق كانت امرأة سوداء الشعر والعينين بيضاء البشرة تقف خلفها وتدعى ريكو
” لم اتوقع انكي المتسببة في هذا…كورين كازو…ابنة الخائنين”
صدمت كورين لفترة لكن سرعان ماجمعت نفسها واستعادت ملامحها
” لم يسيق لأحد ان وجد مخبأي….كيف وجدتني”
“إنها هبتي…. انها لأمر نادر كماتعلمين فكما ورثت من عائلتكي الجليد أستطيع أن أكتشف مكان أي أحد عن طريق سماع نبضات قلبه فقط… كان الأمر صعبا لأنكي لم تكوني متوترة “
إن مثل هذه الهبات نادرة وتميز أصحابها فكورين تمتلك قوة التجميد وهذا سبب زرقة شعرها صحيح ان هذه القدرات مميزة الا ان كونها نادرة تعرض اصحابها للمشاكل كما حدث مع ميروكو اما عن الزرقاء فهي لم تكتشفها بعد لهذا قد لمحتها بنظرات تسائل
“.. عن اي جليد تتحدثين” تساءلت كورين فغمرت السعادة ريكو لدرجة الجنون
“يالحظي…يبدو ان قدرتك لم تُفعَّل بعد… سهلتي علي المهمة.. لوابقيت فمك مغلقا لكنت خائفة منك”سخرت ريكو فإستفزت ذلك كورين بعدها صوبت البندقية نحوها
“انتهى وقت الكلام…”
وقبل ان تكمل كلامها كانت ريكو قد اختفت من امامها
“تبا… كيف أفلتها.”
ظلت تبحث في الأرجاء وفجأة استدارت للجهة الأخرى لتجدها أمامها وبسرعة كبيرة ركلت المرأة كورين وألقتها من الشجرة نهضت كورين بسرعة وبدأت بإطلاق الرصاص عليها لكن بلا جدو فقد تجنبتها عندما أخرجت المرأة سيفها وصدت كل الرصاص
“هذا لا ينفع…ان بقيت استخدم البندقية الآن فسأنهي الرصاصات دون ان اقوم بإصاباتها…وان هربت الآن فستكتشفني بالتأكيد…يجب أن أستخدم قوتي البدنية….”
بعدها القت كورين بندقيتها ورفعت كلتا يديها
ريكو: يبدو انكي استسلمتي…هذا سيساعدني كثيرا….لم اتوقعانكي اضعف من اختك…كانت لتكون مشكلة لوكانت مكانك
Korin
كنت أعيش حياة عادية مع والداي وكاكي كان عمري 5 سنوات في ذلك الحين ظننت أن هذه الأيام السعيدة ستدوم طويلا لكني كنت مخطئة فقد سافرت كاكي لإكمال دراستها وبقيت مع والداي لم يكن الأمر سيئا في النهاية كنت أنتظرهما دائما لقد كانا يعودان قبل الغروب حتى اني لاأعرف طبيعة عملهما…لم يخبراني شيئا على الإطلاق وعندما أصبحت في 7 من عمري وفي احد الأيام الممطرة والداي لم يعودا فخرجت للبحث عنهما وكانت الصدمة أنني وجدتهما مقتولين وكانت هناك امرأة واقفة هنالك كانت ترتدي معطفا وقبعة لم يتوضح وججها كثيرا كنت مخدرة بالكامل مما حدث لم أكن أستطيع التفوه بكلمات أكثر من “أمي أبي” “لماذا فعلتي هذا” كان جسدي يرتعش ظننت بأني سألقى حتفي هنا لكن تلك المرأة اقتربت مني وقالت
“لقد اضطررت أن أقتلهم للحفاظ على حياتي أشعر بالأسف عليك ياصغيرة اذا كنت تودين معرفة من أمرني إنه الحاكم لكن هذا لن ينهي حقدكي لي لذا عيشي واذا وجدتني أقتليني بسرعة”قالت تلك المرأة وتركتني في صدمتي وبعد هذا أرسلوني لملجأ الأيتام حيث عرِفت هناك بإبنة الخونة لأن خبر موت والداي ظهر للعلن على انه اعدام لهما لخيانتهما بقيت هناك شهرين لكن هذا كان أكثر من كافي بالنسبة لي وفي أحد الأيام جاء احدهم لأخذي وقد كانت أختي عانقتني بشدة وهي تبكي “الشخص الذي يجب أن يبكي هو أنا أختي كاكي لقد رأيت من قتل والداي”قلت بكل برود فقد جفت دموعي “حسنا لنتحدث في المنزل”قالت كاكي واصطحبتني معها وأخيرا إستطعت ان اكون سعيدة ولو قليلا لكني بقيت وحيدة بعد كل شيئ كاكي كانت دائما مشغولة بعملها في التدريب الا انها كانت تبذل جهدها لتقضي الوقت معي مرت الأيام هكذا وفي يوم ما عادت أختي الى البيت وكان بصحبتها فتاة بنفس عمري كانت فريدة نوعا كانت تمتلك عينان زرقاوتان وشعرا أحمرا
“لقد عدت”قالت كاكي
“أهلا بعودتك…….من هذه”قالت كورين موجهة نظرها لميروكو
“ااه هذه تسوبارا ستعيش معكي من الآن وصاعدا “قالت كاكي
” مرحبا” مدت يدها لها وهي متوترة من ملامح كورين الحادة
“أهلا” ردت عليها كورين بكل برود وصافحتها
” إذا سأذهب للعمل الآن احرصا على أن لا تتشاجرا اراكم مساء”ربتت كاكي على رأسهما وغادرت المنزل
” المكان يعم بالفوضى … هل يمكنكي مساعدتي؟ “
تسوبارا : ح..حسنا
“يبدو أنكي لست معتادة على أعمال المنزل لذا سأساعدك هيا
اسرعي لنمسح … الأرضية…. لنخرج الغسيل..
لنغسل الأواني ….أنت بطيئة أسرعي” قالت وقد كانت تتنقل بسرعة من مكان لأخر
“على مهلكي أنت سريعة جدا”
وبعد ساعات من العمل
” اانتهيت باكرا اليوم بفضلك”
” تعبت كثيرا… هل انتي معتادة على القيام بالأعمل بسرعة هكذا.”
” كان الأمر صعبا في البداية لكني إعتدت عليه بالمناسبة…. أين والداكي”
” إن الأمر معقد قليلا لكني لاأتذكرهما كل ما أعرفه أنهما ميتان لقد عشت مع شاب في العشرين من العمر لديه اخ في مثل سني في ملجأ ايتام لذا عاملني على اني اخت له لكنه رحل بعيدا لذا اختطفت و انقذتني كاكي وماذا عنكي”
” والداي قتلا وانا الآن أعيش مع أختي “
” تشرفت بلقائك كورين… اليس هذا مضحكا…. نحن نتشارك في الماضي “
” أجل…. آدركت هذا”
أطلقت كلاهما ضحكة قوية سرعان ماإمتزجت مع دموع كانت مخبئة لوقت طويل، كلاهما قد فقد، كلاهما قد تم إتهامها واهانتهما، كلاهما رجما بالحجر بسبب شائعات وأقوال مزيفة، كل هذا حدث لهما قبل سن العاشرة، غلبتهما الدموع ولم تقوى اي منهما على الكلام سوى بأول عناق بين أختين
“لماذا تبكين…. هل انتي رضيعة”
“إخرسي… وأنتي أيضا تبكين… يالكي من ضعيفة”
وإستمرتا هكذا إلى أن غلبهما النعاس، ظلتا نائمتين حتى جاءت كاكي وغطتهما فلاحظت الإحمرار الذي تحت أعينهما
“تأخرتما كثيرا…. كان يجدر بكما البكاء منذ أول وداع….لكنني أقسم أنني لن أجعلكما تبكيان مجددا مادمت حية….سأحميكم كما وعدت….إلا اذا حان أجلي… فسيكون كلاما آخر…. مع أني أريد أن أراكما شابتين…. إلا أن الشوق لهم يزداد كل عام….”
نعود لمايحدث حاليا فقد أدركت كورين أن المرأة التي أمامها هي السبب في كل ماعاشته منذ السبع سنوات، استلت ريكو سيفها وبقيت تقترب منها بينما تجمدت كورين مكانها
” اذا صدقت توقعاتي….فأنتي من قتل والدي “
” لم اخطط لإخفاء نفسي ابدا…توقعت انكي ستكتشفين هذا”
غمر كورين غضب شديد بسبب ابتسامة ريكو التب ظنتها مستفزة لحد ما..بعدها اظلم وجهها واصبح اكثر رعبا
“كان من المقدر ان التقيك…وان اقتلك اليوم هو امر مقدر أيضا… لذا إستعدي”
صرخت كورين بغضب فخرج نصل جليدي من يدها وطعنت تلك المرأة رغم موتها الا انها سعيدة
وبعد صمت قصير اوقفه هطول المطر بقوة كانت ريكو تتمتم بكلماتها الأخيرة
“هذا اليوم…كنت انتظره بفارغ الصبر….أنا سعيدة جدا لأني سأموت اليوم….أنا لم أكن أستحق هذه الحياة على أي حال…عشت فقط كتابعة..بغض النظر عمن كان يتحكم بي….ك..ورين…أنا ممتنة لكي كثيرا…شكرا لك..”
” إخرسي…. لم أفعل هذا لأجلك بل إنتقاما لنفسي.. …لما كان عليك قول هذا…حمقاء…ستجعلينني ابكي على شخص مثلك….”
ادركت في تلك اللحظة أن أغلب الناس يقاتلون لأجل أنفسهم فقط يتظاهرون بالشهامة وهناك البعض منهم يريدون حماية شخص ما بغرض الحب والإهتمام هناك لكن أشخاص نادرين يحاولون إسعاد الناس وحمايتهم دون مقابل أتسائل هل يوجد حقا مثل اولئك الأشخاص
جلست كورين متأكاة على إحدى الأشجار من شدة التعب،فطاقتها التي تفجرت فجأة جعلتها تستهلك كل طاقتها، بدأ المطر يهطل بغزارة وهي لازالت شاردة في أفكارها فجأة سمعت صوت خطوات أقدام وقد كانت تبدو لشخصين، فوقفت بسرعة وجهزت نفسها للقتال وفور أن ظهرا علت وجوههما الصدمة
“أخبراني… كيف تريدان أن تموتا” هددتهما كورين فرفعا أيديهما بخوف وأظهر أحدهم ورقة عليها وسم هيروشي
“على مهلك… نحن من متجر مو للاسلحة… أتينا لتزويدكم بالسلاح بموافقة من القائد” تكلم بتوتر فأرخت كورين نفسها وأخفت سيفها الجليدي وإنحنت معتذرة
“أسفة جدا…لم ألاحظ هذا في البداية”
” لاعليك… نحن نعلم وضعكم… بالمناسبة أنا مارك وهذا أخي كرو…. ماإسمك”مد مارك يده ليصافحها فترددت قليلا لأنها كانت أول مرة تتكلم مع أحد من خارج قريتها لكنها تشجعت وردت عليه
“أنا كورين كازو… جندية في الفريق الثاني “
تأسف مارك لوضعها فقد كانت تملأها الدماء والضربات فربت على رأسها
“من المؤسف أنه تم توريطكم في كل هذا…لكنه سيمضي… حسنا إعتني بنفسك وحاولي العيش اتفقنا…” ابتسم بلطف فلم تقوى كورين على الإجابة فقد أومأت برأسها فقط.. بعدها غادرا
في جهة أخرى من الغابة كانت ميروكو تحاول إيقاض كاكي الغائبة عن الوعي وقد كانت كلاهما مربوطتان في شجرة، وبعد أن أفاقت كان مجموعة من الرجال في إستقبالهما فكيف سينتهي هذا…