التوأم - 2
مر يوم آخر، ونفس الروتين يتكرر.
حيث يستيقظ الأمراء مع والدهم الساعة السادسة والسادسة والنصف، بحلول السابعة على الجميع التجمع عند طاولة الطعام والبدء بالفطور.
جلس كل منهم على تسلسلهم المعتاد، يأكلون والهدوء يسود المكان ليقطعه وليام قائلًا “كيفن وسايا.”
نظر له الأثنان ونطقت سايا “نعم أبي؟”
أكمل وليام “ستذهبان للعالم السابع، عالم الشياطين، أخويكما مارك وكارلوس أدامز طلبا رؤيتكما.”
“أتوقع من كارلوس طلبنا، لكن مارك؟” سأل كيفن بفضول لتومأ سايا ناطقة “ربما كارلوس طلبنا بأسمه وأسم ماركو؟. أو أفعال ماركو المعتادة..”
“لا يهم .” قاطع وليام ثم أكمل “سيصطحبكما جيفري أدامز بما أنه ذاهب لهناك.”
أومأ التوأمان بموافقة فلا يملكان غيرها أساسًا، وأكملوا طعامهم بصمت.
بعدما أنتهى التوأمان من طعامهما لحقا أخاهما مايكل الذي نظر لهم بغرابة لتنطق سايا “أخي! أنت أخ صالح ومحترم، ستوافق على مساعدة اخوتك! صحيح؟؟”
نظر لها بأستغراب واضح على محياه ليسأل “بماذا؟”
نظرت سايا لكيفن وأشارت له بالكلام لينطق كيفن “بالتهرب من درس عمتي كارولينا!”
تساءل أكثر ليسأل مجددًا “لما أنا؟. ولما التهرب أساسًا؟. ستدرسان الدرس بوقت لاحق..”
أجابت سايا “لأنك أبن أخيها المفضل! أهم من أبنائها كذلك! ونتهرب لأنه..” تنظر لكيفن بنظرة توضح حاجتها لمساعدته ليكمل كيفن “لدينا أشغال!”
“أشغال؟. لا أعتقد أنكما ستذهبان لمارك وكارلوس مبكرًا..”
“نعم!. لدينا دروس آخرى! وكذلك..تعلم..تدريبات!” قال كيفن بينما كانت سايا تومأ موافقة لكلامه.
تنهد مايكل على وضع أخوته الصغار ونطق “لن تستطيعان خداعي بهذا …” فور نطقه بهذه الكلمات خاب آمل التوأم تمامًا ليكمل مايكل “لكن سأحاول.. أرجو أن لا تفعلا أمرًا أحمق..”
أبتسم التوأم ونطقت سايا “أخي! أنت الأفضل! أفضل من الستة الباقيين .” “هي!” صرخ كيفن بعد أن حصل على طعنة بظهره ليتنهد مايكل ويتركهما ذاهبًا لتبتسم سايا “لنذهب!” “لأين؟!” “ساعدتني ولا تعلم ما أنوي له..” “ما الذي تنوين له..” تنهدت سايا وسحبت كيفن “لنأخذ هدية لكارلوس وماركو، مرّت مدة طويلة منذ آخر مرة رأيناهم بها .” أومأ كيفن وتبع أخته.
بعد أن تجهز التوأم مرتدين نفس العباءة السوداء لتغطية ملامحهما نطق كيفن “لما لا نجعل الخدم يجلبون الهدايا فقط؟” “لأني أريد التهرب من مسؤولياتي ببساطة.”
تنهد كيفن وسحب أخته “تتعبيني دائمًا!”
“هل كنت ستبقى لتدرس؟!”
“بالطبع لا!”
“إذا أخرس.” قالت وسارت خلفه بهدوء أو بالأحرى ركضت ليصلا للسوق بسرعة وتقف سايا وتلهث ناطقة بتقطع “لعلمكَ..لا أملك سرعتك هذه!”
“أصبحتِ عجوز اختي وبهذا العمر؟!” نطق صارخًا لتسمعه أخته التي تبعده بقليل لتصرخ بوجهه “يمكنني سماعك حتى لو همست! لا تصرخ طبلة أذني لا تتحمل هذا!”
تنهد كيفن وعدل شعره”الفتيات..” وصلت له سايا وقبل أن يتذمر كيفن مجددًا صفعته على رأسه لدرجة أنه سقط أرضًا لتنظر له سايا بتساءل “صفعة كهذه أسقطتك؟ يال ضعفكَ..” نبرتها كانت نبرة ساخرة وأنتظرت نهوض أخيها أو اعتراضه على كلامها لكنه كان كالصنم ممدًا على الأرض بدون أي صوت وحركة.
هذا أقلق سايا قليلًا، رغم معرفتها بأفعال أخيها المعتاد لكن خشت أنها بالغت بضربتها قليلًا لتجلس على ركبتها وترفع رأس كيفن من شعره “هل مازلتَ على قيد الحياة؟”
انتظرت ولم تحصل على إجابة وبدأ القلق يتسلل لقلبها لتضربه ضربة أخرى جعلته ينهض صارخًا “هذا مؤلم تبًا!”
أبتسمت سايا براحة ونطقت بعدما عدلت شعرها “أنت بخير إذا..” اختفت ابتسامتها بعد أن أدركت شيء وهذه الضربة الثالثة لكن ربما أقل ألمًا من التي قبلها، أو ربما أن كيفن فقد حسه بالألم لتصرخ عليه “لا تقول هذه الـ تبًا! أن سمعك والدي سيغضب!” تنهد كيفن ونهض ونفض نفسه من التراب “لو ضرب كهذه الضربات لكان قالها كذلك.”
ضحكت سايا بخفة وسارت ليتبعها كيفن لينطق بتذمر بكلمات سريعة غير مفهومة بينما يفرك فروة رأسه.
واصل التوأم سيرهما، دخلا لأنواع مختلفة من الأسواق، النوع الذي يتناسب مكانتهما والنوع الذي عكس مكانتهما، والنوع الذي يتوسطهما..وأنواع أخرى، أنتهى الأمر بشرائهم لعدة كتب و ارنب صغير وعادا للقصر.
كان الوقت الذي قضياه خارجًا طويل حيث عادا بعد وقت الغداء الذي يكون بحلول الثانية عشر بالعادة، وهذا أغضب والدهما كثيرًا ولكن لسبب ما يجهله التوأمان قام بالتناسي عن هذا.
بالفعل بعد عودتهما كانا جائعان للغاية، وأمرا الخدم بأعداد الطعام، وبعد تناولهم للطعام أخذا قيلولة، استعاد بها كيفن نشاطه وطاقته، وسايا.. لنقول أنها احتاجت المزيد من النوم.
عند الساعة الخامسة تجهزا للذهاب، وقام بأرشادهما °جيفري أدامز° الحارس الشخصي لسايا وبالوقت نفسه قريب اخويهما كارلوس ومارك.
فتح جيفري بوابة نارية لتأخذ سايا نفسًا عميقًا “الآن سنذهب للجحيم..” “أعتقد أن هذا وصف مبالغ به .” نطق كيفن ردًا على تفكير أخته العالي ليدخلا.
العالم السابع؛ أي عالم الشياطين، من العوالم التي كُرهت ؛بسبب سكانها من الجن والشياطين، مكان حار جدًا لا يتعايش فيه من يكره الحَر ومن يستعمل عناصر لا تتلاءم مع الحرارة.
سار التوأمان وسط تلك النظرات والهالات المخيفة التي تحيط المكان يتعبان أحد الشياطين بالفعل ، وجههم جيفري لمنزل كارلوس ومايكل وتأكد من سلامتهما واستأذن ثم انصرف.
دق كيفن الباب ليخرج لهم فتى بشعر أبيض لينحني فور رؤيتها “سررتُ بمقابلة سموكما مجددًا..سأنادي سيدي كارلوس حالًا .” قال هذا وأستقبلهما للداخل وذهب لمناداة سيده.
أبتسمت سايا بينما كانت تنظر لأنحاء المنزل “منزل كهذا لا يبدو كأنه بعالم وحشي كعالم الشياطين..أنه مسالم ولطيف.”
“وهادئ .” نطق كيفن ملمحًا لشيء لتومأ سايا ناطقة “ربما ماركو بالخارج، وهذا سبب الهدوء.”
قاطع كلامهما دخول أخيهما ذو الشعر البني الفاتح والعينين الحمراء بنظارة ملائمة لوجهه ، كانت هنالك أبتسامة مرتسمة على محياه مرحبًا بإخوته الصغار “سايا، كيفن..أسعدني قبولكما بالمجيء لهنا.” نطق بنبرته الهادئة
نهضت سايا وحضنته فورًا ناطقة “أخي المفضل! أشتقتُ لكَ كثيرًا!”
نظر لها كيفن بغرابة “كم أخ مفضل لديكِ؟!”
تجاهلت سايا تعليق أخيها بينما ربت كارلوس على رأسها وقبل أن تسمح له بالكلام أخرجت مجموعة من الكتب “جلبنا لك هذه الكتب!. أخبرتني مسبقًا أنها أعجبتك لهذا قررت جلبها كهدية، بما أنه مر وقت طويل لم نأتي به.”
أبتسم كارلوس ومن الواضح أنه فَرح بتذكر أخته لهذا لينطق كيفن “لعلمك أنا ذكرتها بأغلب الكتـ..” قبل أن ينهي جملته داست سايا على قدمه ليكتم صراخه بينما كارلوس كان يكتم ضحكته “لا بأس..يسعدني أنكما تذكرتما هذا..رغم أني لم أرد أتعابكما..”
“تعب؟؟ كان شراء هذا ممتع!” “أكبر دليل تذمركِ طوال الطريـ..” ونفس الحركة الأولى أعادتها لإخراس هذا الثرثار.
أبتسم كارلوس “إذا ماذا تفضلان شربه؟.” “لا تتعب نفسك لوس .” نطق كيفن ليسمع الثلاثة صوت دق الباب.
“أفتح الباب تشو، يبدو أن مارك عاد .” نطق كارلوس لينفذ المدعو بتشو الأمر وفتح الباب.
كان عند الباب فتى بشعر أسود اللون وضمادة على عين والعين الأخرى المكشوفة كانت بلون ابيض تمامًا، يحمل منجل وبعض الكتب معه ليدخل المنزل.
كان الهدوء قد سيطر على المكان بالفعل، والأربعة يتبادلون النظرات فقط .
نطق مارك “ماذا؟ هل أعجبتكم لهذا الحد؟”
تنهدت سايا ووضعت يدها على جبينها “أرجوك لا تبدأ..” “لا مطلقًا .” نطق كيفن بنفس وقت أخته.
ضحك مارك ورمى أغراضه أرضًا وأقترب منهما مربتًا بقوة على رأسيهما “ألستما لطيفان جدًا اخوتي عديما الفائدة؟”
“هذا مدح أم ذم؟.” “اعتبريه ما شئتِ.”
أبعدت سايا يده عن رأسها “ربت فقط! لما تفسد شعري هكذا..بصعوبة رتبته!” “لا شأن لي أن شعركِ مزعج مثل صاحبته.” نطق ساخرًا من تلك التي بدأت بتعديل شعرها.
“إذا دعني أفعل هذا لك كذلك!” قالت هذا وحاولت الوصول لشعره لكن ياللعار..حتى هذا لم تجيده..
مارك ضحك على حال اخته لينطق ساخرًا “قصيرة.”
“طولي مئة وستة وستون بالفعل!”
“قصيرة~”
قبل أن تعترض مجددًا هدأت فجأة بينما كيفن أفسد شعر أخاه مارك الذي هلع فورًا لترتيب نفسه “كيف!.. كيف سمح لك قلبك بأفساد هذه الوسامة؟!”
ضحك الاثنان على وضعه وثالثهم الذي كان هادئًا منذ دخول مارك لينطق كيفن “لا أحد يتنمر على طول سايا غيري.”
توقفت سايا عن الضحك ونطقت “عفوًا؟”
“أوه صحيح جلبنا لك هدية كذلك يامارك.” نطق كيفن مغيرًا للموضوع.
“أرجو أن يكون مشط لتعديل الفوضى التي أحدثتها لشعري الجميل..”
“بل أفضل .” قال هذا وأخرج أرنب ووضعه أمام وجه مارك الذي نظر له نظرة توضح أن الهدية لم تعجبه لتنطق سايا “أنظر للطافته!”
تنهد مارك وأكمل تعديل شعره “يُقال أن الأرانب تجلب الفقر، أنا فقير بدونها!! وفقر زائد؟! تمزحان معي!”
ضحك كارلوس لتمسك سايا ذاتها بينما كيفن نظر للأرنب بهدوء “هل حيوان بهذا اللطف يجلب الفقر؟ فقط لا تسميه بسايا والآمر سيكون آمن.”
“وهل تراني مجنون لأسميه بهذا الاسم القبيح؟ ما معناه أساسًا؟”
“لا معنى.”
تنهدت سايا وتبعت أخيها الآخر الذي أتجه للمطبخ لتسأله “ما الذي تفعله؟” أبتسم كارلوس بهدوء ونطق بينما كان يخرج بعض الحلوى والمعجنات “بما أنه مرت مدة طويلة لم أراكما بها، قررت أن أعد لكما ما تحبانه.” أبتسمت سايا قائلة “يا ليتك لم تتعب نفسك.. الكلام معك وحده كافي.”
ضحك كارلوس وربت على رأس سايا بلطف “لا بأس، هل أزعجكِ ماركو وكيفن؟”
“ليس حقًا..أعني،أعدت على هذا..” قالت بدون أظهار أي تعابير معينة ليبتسم كارلوس بهدوء وقام بصب الشاي وأخذه لغرفة الجلوس.
جلس الثلاثة وذهب مارك لغرفته، تناول كيفن صحنه كله.. كالعادة وتنهدت سايا “كيفن..” “ماذا؟. طبخ كارلوس لذيذ!”
“نعم لذيذ لكن هذا فظ.” “لا يوجد شيء فظ غيركِ،أختي.” قال معترضًا على كلام أخته بينما كارلوس كان يضحك على حالهما.
مرت ساعات وكانوا يتبادلون أطراف الحديث بهذه الساعات القليلة مع شجارات التوأم المستمرة..إلى أن وصلت الساعة التاسعة أتى جيفري لاصطحابهم وبالفعل ودعا أخوتهم وعادا معه.
نطق جيفري بوسط طريقهم “سموكِ.”
“نعم؟.” نظرت سايا بفضول للذي نادها.
“بالنسبة للعقار.”
“ما الذي وجدته عنه؟”
كان سيكمل لكن تذكر وجود كيفن ليدير وجهه “دعينا نتحدث بوقت لاحق.”
“هم؟” نظرت له باستغراب عن فعله هذا لتنظر لكيفن ثم قالت “أوه أنت قلق بسبب كيفن؟ لا تقلق هذا الأحمق لا يفضح كل شيء،ربما..” قالت بنبرة غير واثقة.
“هي!ما أفضح شيء أنا!” صرخ كيفن معترضًا.
“ومن قال العكس؟” سألت سايا.
“أن كان حارسكِ يشك بهذا.”
“لا أقصد هذا سموكَ.” نطق جيفري ثم أكمل “فقط قلقت أن سموها تريد أخفاء الآمر.”
“فعليًا..دعنا من هذا، لنغير وجهتنا! ” قالت سايا بحزم.
“إلى أين؟” سأل جيفري.
“لمقرنا!” أجابت.
“هل لدينا مقر بالأساس..؟” سأل جيفري محاولًا تذكر أن كان لديهم بالفعل مقر.
تنهدت سايا من حماقة حارسها لتنطق “ذلك المكان المهجور.”
“أوه..فهمت.” قال جيفري وفتح بوابة “الآنسات أولًا.” قال جيفري وقبل أن تدخل سايا دفعها كيفن ودخل من بعدها، وتبعهم جيفري.
كان مكان مهجور كليًا يتوسطه كوخ ليس بصغير ولا كبير ، لكن شكله ليس بشكل مطمئن.
دخل الثلاثة للداخل الذي كان عكس خارجه تمامًا،من حيث الترتيب وبعض الأوراق والأجهزة..أتجه جيفري لأحد الرفوف وأخرج بعض الأوراق.
“سايا.” نطق جيفري.
“أعتقد أنها كانت -سموكِ-؟” سألت سايا بنبرة ساخرة.
“من يهتم لهذا الآن؟ على أية حال..”
صمت جيفري قليلًا ثم نطق “أعتقد أن الفاعل من ساتو..”