التوأم - 20
“قابل..ديفاني آفينيس؟.” سأل كيفن موجهًا نظره لمايكل الذي بقي هادئًا.
لم يجيب مايكل فورًا، الهدوء سيطر عليه تمامًا الى ان اغمض عينيه ناطقًا بعدم حيلة “مرت..عشر سنوات..أعتقد أن الحقيقة عليها أن تُكشف.” لم ينطق بحرف آخر، بقي هادئًا للحظات تحولت لدقائق..حيث يُسمع صوت الموجودين بتلك الحانة والكؤوس المتضاربة..إلى أن قرر النطق اخيرًا
“لقد كـ..” لم يكمل جملته ليقاطعه ذلك الدخول الغريب..
اقتحم الحانة فتى شاحب الجسد قليلًا، عينه اليمنى بيضاء تمامًا والأخرى تغطيها ضمادة، مع شعره الأسود الذي لم يتعدى رقبته، يحمل منجلًا ويلوح به.
“اعزائي وعزيزاتي!” نطق بصوته الرنان، بالفعل من ظهوره الغريب وصوته ذاك تعرف عليه كل من مايكل وكيفن.
“ماركو؟” عقد كيفن حاجبيه بينما يوجه نظره لأخيه الذي تقدم واتكأ على كتف مايكل الذي بدّت ملامح الانزعاج واضحة عليه “كأس كالعادة!”
“ستترك الحساب ككل مرة؟” قالت النادلة مواجهة مارك الذي ضحك ضاربًا ظهر مايكل “هذه المرة اخ أخي سيدفع!”
“لم اتطوع..” نطق مايكل الذي حاول ابعاد مارك إلى أن نطق كيفن مجددًا “أخي ماركو، لما أنت هنا؟”
“أخي ماركو؟ هل اصبحت سايا البديلة؟ لا أحد يكرر كلمة أخي غيرها.” قال مارك ساخرًا من الذي انزعج لتوه ليجيب كيفن “ماذا تريد الآن؟؟.”
“حسنًا كنتُ ابحث عنكَ، هل تتذكر تلك المنظمة؟” سأل بعد أن أخذ كأسه وشرب منه.
تغيرت ملامح كيفن الى ملامح فضولية سائلًا “نعم اتذكرهم جيدًا، ما بهم؟.”
“وجدت بعض الدلائل عن مكانهم لذا قلتُ أن أخذك معي لأعرفك على خطيبتي الجميلة.” قال مارك ومازال متكئًا على مايكل.
“خطيبتك؟..المدعوة بـ..دافني آغريست؟.” سأل كيفن ليومأ مارك “نعم! من الجيد انك تتذكرها.”
“لما قررت أن تعرفني عليها؟” سأل كيفن بعلامات تساءل وشكوك على محياه ليضحك مارك “هي! لا تنظر نظرات سايا هذه! من الطبيعي أن أعرف أخي الصغير على خطيبتي، وأعرف اخ أخي كذلك.”
“لدي اسم..” قال مايكل متذمرًا من المتكأ عليه.
تنهد كيفن ونطق “أكمل مايكل، لقد ماذا؟” سأل بحزم لأخيه الذي تغيرت تعابيره.
تنهد مايكل وأدرك أن الوقت لم يحن بعد، مازال عليه إخفاء سره الخاص لينطق محاولًا عدم توضيح تعابيره قائلًا “أنسى، لنرى قضية مارك.”
“هي!.” تذمر كيفن “ماذا عن فضولي؟؟”
“دعه لوقت لاحق والآن انهض.” قال مايكل لينهض ويمد يده لجيبه ليتنهد وينظر للشقراء مادًا يده.
ابتسمت الشقراء لمايكل واضعة يدها على خدها لتنطق “تريد الرقص أيها الأمير؟ لعلمك، لسنا بحفلة من حفلاتكم.”
“محفظتي، أعلم أنها معكِ.” قال مايكل عاقدًا حاجبيه.
“اوه حقًا؟. يالقسوتك..تتهم فتاة جميلة فقيرة ومسكينة..” قالت مدعية مسح الدموع من تحت القناع إلى أن لاحظت النظرات المنزعجة من مايكل لتتنهد وتخرج محفظته وتضعها على يده ناطقة بضجر “ممل.”
أخرج مايكل مال من محفظته ودفع للنادلة لينهض كيفن مع مارك خارجًا.
قبل أن يغادر مايكل أوقفته الشقراء قائلة “لن تخبره عنها؟”
“مازال الوقت مبكر..لا اعتقد انه سيفهم شيء.” قال مايكل بينما ينظر لكيفن الذي كان ينتظره خارجًا.
“يالك من غريب، على أية حال، أن تفرغت تعال لهنا.” قالت بينما تحرك كأسها.
أومأ مايكل وخرج لأخيه الصغير “إذا؟”
“اوه اهلا مايكل! منذ مدة لم اراك!” قال مارك ملوحًا لمايكل الذي نظر له باشمئزاز “كنا بالداخل معًا للتو..” قال مايكل منزعجًا.
“اوه حقا؟ لم الحظك.” قال مارك مبتسمًا ثم فتح البوابة “هيا هيا!” قال ودفع كيفن لداخل البوابة وقبل أن يدفع مايكل أوقفه مايكل “استطيع الدخول بنفسي.” قال ودخل للبوابة ولحقه مارك.
عندما دخلوا الثلاثة لاحظ كيفن وجود فتاة بشعر طويل وردي اللون مع خصلات زرقاء، تربطه وتحمل قطة سوداء وتنتظر إلى أن ركض لها مارك.
“أرنبتي!” حضنها فورًا بهالة مملوءة بسعادة غريبة، نظر له كيفن بصدمة من تصرفه المفاجئ والغير معتاد منه بينما مايكل كان عقله شاردًا بالفعل.
أبعدته المدعوة بالأرنبة ضاحكة “مشاغب.” لاحظت وجود مايكل وكيفن ونظرت لهم بتساءل لينطق مارك “اعرفكِ على أخي الأحمق كيفن، وأخاه مايكل، كيفن ومايكل، اعرفكم على خطيبتي دافني آغريست.”
ابتسمت دافني وانحنى كيفن مقبلًا يدها “تشرفت آنسة آغريست.”
ضحكت دافني بعد أن لاحظت نظرات خطيبها على أخيه قائلة “الشرف لي.”
قبل أن ينطق كيفن بحرف أخر سحبه مارك ورماه على مايكل ناطقًا لدافني “أنهم أمراء.”
“أمراء؟.” سألت باشمئزاز ليبتسم مارك بكل ثقة بعد أن تأكد أنه ازعجها.
“هالتها..” نطق مايكل ليبتسم مارك “نعم أنها بشرية.”
“ما امركم مع البشر؟؟ ظننت أن البشر ممنوعين منا!” صرخ كيفن على مايكل ومارك ليضحك مارك ناطقًا
“بدأ كل شيء قبل زمن طويل، عندما كنتُ بزيارة للعالم الثالث؛ عالم البشر.”
كان يسير وحده في شوارع احد مدن البشر، سيظن البعض أنه تنكر على شكل بشري ليوهم البشر بحقيقته.
لكن هذا مارك آدامز، لم يفعل، كل ما فعله اخفاء القرون الشيطانية، أما الذيل؟ لم يظهره قط لظنه أنها إهانة له.
بينما الضمادة على عينه وعينه الأخرى كانت بيضاء بالكامل، بالطبع كان هذا يثبت أنه لم يكن بشريًا، بعيدًا عن جسده الذي يعتبر أضخم من البشر بقليل.
سار وحده بالشارع الفارغ شاردًا بعقله، غير مدرك أين يذهب، أو أين يعود.
بينما كانت ذات الشعر الوردي تسير وحدها بذلك الشارع بعد أن غادرت صديقاتها.
لاحظت سير ذلك الغريب الذي بدا لها جديدًا ببلادها، لم تبالي إلى أن لاحظت عينيه المميزة؛ ولحبها للعيون الفضول تملكها وسارت مسرعة نحوه لتتأمل عينيه بشكل أفضل.
لاحظ تحركها الغريب نحوها وسرعتها، ظن لوهلة أنها علمت كونه ليس منهم وكونه من صنف آخر.
وقبل أن تصل له غير طريقه لزقاق مظلم محاولًا اخافتها لكن لا فائدة، تبعته ففضولها لعينه انساها تركيزها على حقيقته.
واصل سيره بينما يسأل ذاته ‘بجدية..هل انتهى عمري لأهرب من بشرية تبدو كطفلة؟’ وقف بعد أن أدرك هذا واستدار لمواجهتها.
ركضت ومدت رأسها تتجسس عليه ونصفها الآخر خلف الحائط فقط رأسها وشعرها متوضحان بملابسها البيضاء كانت كأرنبة حقا.
وقف يحاول تمالك نفسه لينطق “البشر الحمقى، أريد قلع رؤوسهم كلهم لكن تبًا لك كارلوس..” قال شاتمًا أخيه الأكبر إلى أن اظهرت دافني نفسها.
تنظر له بذهول وعيناها تتفحصه بالكامل “هم.. تشبه شيطان بمسلسل شيطاني!” قالت والحماس بنبرتها واضح.
“شيطان؟. مسلسل؟؟. ما الذي تتكلمين عنه ايتها الأرنبة البشرية؟؟” قال بعد أن سمع مصطلح مكرر بعالم البشر.
“ما؟.” سألت بدون اكمال سؤالها اظهرت جهازًا كان يتواجد في كل بشري بعالم البشر، لُقب بالهاتف.
أخرجت الهاتف ووجهت الضوء عليه إلى أن أدركت شيء، لم يكن بشري.
“أنتَ..لستَ بشريًا؟.” سألت ليتذمر مارك
“أوه حقًا؟! وأنا الأحمق الذي ظننتَ أنكِ تعلمين أني لستُ!”
“اعتقدت ان وجودك صنف غير البشر أمر خيالي وأن وجودكم فقط في خيال لليشر..” قالت ثم نطقت مجددًا مغيرة نبرتها “أنا أكذب عائلتي ليست بشرية حقًا، لكن أن تتجول بروسيا هكذا دون أن تنكر فأنت بالتأكيد أحمق.”
“احمق؟! لستُ! لا أحد يدقق بالظلام كغريب أطوار غيركِ ايتها البشرية الغير بشرية!” تذمر منها معطيًا لها لقب غريب.
أنا أحب الليل أيها المجهول ، لذا اتمشى! يا رأس..” قبل أن تكمل جملتها قاطعها
“لما تتمشين؟! ماذا لو خطفكِ بشري مختل؟!” وبخها وكأنه والدها ليس شخص غريب من صنف يتغذى على صنفها.
“احب المختلين ليته يحدث هكذا! سأعيش أجواء الروايات الرومانسية اءاءاء..” قالت بينما تتأمل افكارها تحت نظرات مارك لها باشمئزاز.
“غريبة أطوار..افسدتِ وقتي الثمين..ياللقرف.” قال منزعجًا.
“بشع، ظننتكم ستكونون اوسم من هذا.” قالت لتتراجع للخلف ببطئ.
“انا اوسم من عائلتكِ وصنفكِ كله!! أتفهمين؟!” صرخ مارك مهددًا بأصبعه لها، كان من الواضح أنه انزعج عندما استهزأت بجماله.
هي لم تبالي حقًا، تجاهلته وحملت قط أسود كان يتجول عندها بعينيه الزرقاء الفاتحة كعينيها، وسارت مبتعدة بينما تمتم بينها وبين ذاتها “ثرثار.”
“والدكِ الثرثار! أرأيت ياللهي؟ لم يعرف والدها تربيتها!” قال وكأنه نسي نفسه.
تنهدت بسبب ازعاجه لها لتنطق للقط “اشفق على نفسي، ياللي من مسكينة علقتُ مع هذا الأبله المزعج.”
نعم، كان هذا أول لقاء بين هذين العشيقين.
اللقاء الثاني لم يكن أفضل من الأول.
كان مارك قد قتل بشريًا بالفعل عن طريق الخطأ، وبالطبع أخذ من دمائه وشرب منها.
“دماء البشر مميزة حقًا..أتعلم؟ أخي الكبير يحرمني من هذا قائلًا أني لا أحتاج اؤذي من هم اضعف مني! هذه حماقة! صحيح؟؟” قال محادثًا الجثة تحت نظراتها الزرقاء.
مأهولة مما رأته، الخوف تسلل لقلبها، لم يكن رعبها من مصاصي الدماء خوف عاديًا، كان خوف هستيري.
ترك الرجل على الأرض وبدأ يستعيد طاقته بينما دافني كانت تتراجع للوراء والخوف يملؤ عينيها.
سار نحوها ببطء بينما كانت تنظر له و الدماء التي على وجه وانيابه بهدوء.. مع كل خطوة يقترب منها تتراجع هي والخوف يسيطر على قلبها أكثر.
لم يمنع خوفها من توقف مارك، بالعكس، بقي يسير على وتيرته دون أن يوضح لها نيته.
ركضت خارج المكان وتنهدت بينما لهثت بصعوبة “تبًا تبًا.. مصاص دماء نفسه مجددًا؟؟ الا يُمنع عليهم دخول عالم البشر؟… أريد آش..” قالت بينما تحاول أن تبتعد عن المكان أكثر.
لاحظت أنه اقترب ولم يتوقف لتتوقف هي بينما تلهث ناطقة “بحق..ماذا تريد؟؟” صرخت عليه بينما هو نظر بفضول “هاه؟”
“أعلم أني فاتنة لكن دمائي كالكعك.” قالت ليعقد مارك حاجبيه “الاحقكِ؟ لم أفعل؟”
“إذن جيد.” قالت براحة لتكمل سيرها خارج المكان “قلبي كان سيتوقف..” همست لتسمع صوت ضحكاته خلفها.
جلست على مقعد الحديقة وربتّ على أقدامها “أوف.. مصاصي الدماء وسيمين…لكن هذا أنه مخيف أكثر من ذلك..”
مر من عندها قائلًا “أنا هجين يا جميلة.”
تذكرت حالته تلك وكانت بنوبة هلع تقريبا.. لذا بقيت تربت على أقدامها وتلتقط أنفاسها بسرعة.
ضحك مارك على حالها قائلا “لا تقلقي، لا اشرب الكثير من الدماء وشبعت بالفعل.” استدار وانحنى ليقابل وجهها “اسمي مارك آدامز، ماذا عنكِ؟”
نظرت لعينه فقط بينما ترتجف وتضع يدها على قلبها الذي كان ينبض بسرعة خافقة واستمرت بأخذ أنفاسها محاولة أن تهدأ نفسها.
“خائفة؟” سأل.
“دافني آغريست…اسمي..”
“اسم جيد.” نطق وابتعد ملوحًا لها “القاكِ لاحقًا.”
نظرت له قائلة “الأفضل أن لا نلتقي..” أخذت نفس أعمق من قبله قائلة “ركزي..ركزي!.” عندما أستقر بنفسها لاحظت عودة مارك.
“أسقطت محفظتي..” تنهد وحمل محفظته ونطق “ما فائدة حمل محفظة أن كنتُ مفلسًا؟”
ضحكت على حاله لتهز كتفيها ليمر بائع كعك وركضت نحوه فورًا.
“أخيرا أخيرا! وأستطيع تعدل مزاجي أخيرا..” قالت بعد أن اشترت كعكة فراولة واكلتها بينما كان مارك يراقبها من بعيد.