التوأم - 3
“الفاعل من ساتو؟ أتمزح معي الآن؟!” نطقت سايا بنبرة مختلطة بين الغضب والتساؤل.
تنهد المدعو بجيفري موجهًا بصره تجاهها “لما قد أمزح يا صغيرة؟”
“صغيرة تدخل بعينك وتعميها..” نطق من عنده كيفن منزعجًا من اللقب.
“اهدأ اهدأ.” قال جيفري ساخرًا لتنطق سايا “هو محق، اللقب هذا مزعج..وأيضًا..ما سبب هذا الشك؟ أو..لما تبدو واثق أنه من عائلتي؟”
“لدي عدة نظريات لهذا، أولًا سيكون من الغريب أن قدم لكِ شخص ما شرابًا وقمتِ بشربه فورًا، لاسيما أنه يفترض أنكِ طفلة ذكية وقتها، ولما نسيتِ من كان بتلك السهولة؟ هناك عدة احتمالات؛ أولًا قد يكون مسح ذاكرتكِ، ثانيًا قد يكون شخص مهم لكِ وقمتِ بالستر عنه خوفًا عليه من العقاب.”
صمتّ سايا قليلًا وأدارت وجهها لينطق كيفن “أختي؟”
تنهدت واستدارت لجيفري “نظريتكَ خاطئة، واصل بحثكَ.”
“كلتا النظريتين؟”
“نعم.”
“إذا أعطيني كتاب معلومات ساتو.” قال جيفري بينما يتفحص الكتب التي لديه.
“تعلم أني لن أفعل، أنها مهمة لساتو..وحتى كونه من الصعب أخذها من عند أبي.”
نظر له كيفن بهدوء ونطق متكتفًا “ما شأنك بساتو أساسًا أيها الشيطان؟”
“سموكَ، لا أقصد الأهانة لكن عند طلب شخص منكَ فعل أمر معين، الا يجب أن تتأكد من كل الجهات التي حوله؟ ربما تكون أحد نظرياتي صحيحة وأختك لا تعلم.” قال ولم يبعد بصره عن تلك الكتب.
“مع هذا، لا يسمح لكَ بطلب معلومات أو كتب خاصة بعائلة مالكة، يعد هذا تعديًا على الخصوصية للأضافة على كونه مخالف للقوانين، أعتقد أنك لا تعرف هذا لكونكَ شيطان.” قال كيفن مستفزًا الأخر ببعض الحقائق.
تكلم جيفري بينما ترك الكتب قائلًا “من السيء أن تسيء لفصيلة أخرى حتى مع كونك ذو مكانة أعلى، صحيح سموكَ؟”
“ربما، ومن السيء كذلك التدخل بأمور لا تعنيك مدعيًا المساعدة.”
واصل الأثنان وتيرة الكلام على هذا الشكل، بينما كانت سايا قد وجدت بعض المثلجات لتبدأ بالأكل منها بينما تشاهد الأثنان يتشاجران.
كانت تأكل وشاردة بمكان غير مكانهم، حتى أنها لم تنتبه لمن أخذها منها مثلجاتها. “أختي! سأنتظركِ خارجًا.” قال كيفن قاطعًا حبل أفكار أخته لتومأ قائلة “سأتي حالًا.”
نهضت بينما كيفن أتجه خارجًا وجيفري أنتظرها.
عدلت ملابسها موجهة نظرها نحو المرأة لتعدل شعرها.
شعرت بهالة غريبة موجودة..استدارت نحو صاحب الهالة حيث كان فتى يرتدي رداء أسود اللون، يوضح عيناه الحمراء وبعض خصلات شعره الأشقر..مستلقي على الأرجوحة ويحركها ببعض القوة.. نظر لتلك التي تراقبه بهدوء، غير متعرفة عليه وقبل أن تنطق بحرف تحول إلى شعلة صغيرة مرت من جانبها.
وقهقهة رجولية تملأ المكان…
تأملت بسمعها تلك الأصوات لتسأل بنبرة مملوءة بالقلق “جيفري..لم تخبرني أنه لدينا ضيوف..”
نظر جيفري حول محيطه مادًا يده على سيفه “يبدو أنه ضيف غير مرغوب..”
سحب جيفري السيف ووجهه للذي ظهر خلفه ولكن يبدو أنه تأخر…فلقد لمسه الأخر قبل أن يصلها السيف، ناقلًا له لمكان غير معروف..
بعد أن تخلص من عقبته..عاد نظره لتلك التي تجمدت مكانها واقترب منها..
أرتسمت بمحياه أبتسامة غريبة ومسك بيديها قائلًا بنبرة متعجبة “فاتنة!”
قامت بصفع يديه يديه فورًا وقفزت للخلف لتأخذ أحد السيوف المعلقة وتوجهها نحوه “أين أرسلت حارسي؟!”
“عالم بلا وعي، خاص بعائلتنا.”
أقترب من سايا التي كانت على وشك الهجوم عليه لولا طيران السيف منها بطريقة غريبة.
أقترب أكثر ثم أمسك بفك سايا التي لم تقوى على الحركة وهمس لها”أن أردتِ عودته اقرئي التعويذة.”
“أي تعويذة؟.” سألت بينما تنظر لعيناه.
أبتسم لها للمرة الأخيرة وهمس.
“ليسا بوربون..” فور نطقه لهذا الأسم توسعت عين الأخرى وتلاشى من أمامها.
“لحظة!.” هدأت قليلًا ثم نطقت مكلمة ذاتها “ما أدراه بأسمها..” لفت انتباهها تلك الورقة على الأرض لتجلس على ركبتها وتقرأها “لكجس؟”
عقدت حاجبيها في حَيرة “هذه التعويذة المقصودة؟. لكن جيفري لم يعد.. الا لو..سجيكل!. ما هذا؟. سجكل؟.” فورًا أن قرأت تلك التعويذة بالعكس ظهر أمامها جيفري الذي ركض نحوها “سايا!. هل أذاكِ؟؟. هل فعل شيء؟؟”
“هم؟. لا..فقط..نطق بأسم أمي..”
“فقط؟ متأكدة؟” سأل بقلق.
“نعم..فقط، والآن لنخرج لكيفن..” قالت واتجهت للخارج ونظر لها بحَيرة.
نظرت للذي يجلس على الأرض يتأمل السماء لتنطق “ماذا تفعل؟”
“أنتظر بعض السلاحف.”
“سلاحف؟” عقدت حاجبيها.
“أعنيكِ انتِ وحارسكِ الأحمق، بجدية ماذا كنتم تفعلون؟!”
“لا أعلم.” قالت ثم رفعت رأسها واستكفَّت بيدها.
خرج من بعدها جيفري “لا أثر له..”
“لمِن؟” سأل كيفن.
“لا نعلم، شخص ظهر من العدم.” قالت سايا.
“يبدو أنه أحد معجبيكِ.” قال كيفن ساخرًا وأقترب من أخته يتفحصها بعينه ليتأكد بسلامتها.
“ماذا؟” نظرت له باستغراب.
“الدين قبيحة فقط، لنعود!” قال وفتح البوابة لتسير سايا بخطوات بطيئة ليدفعها كيفن ثم يقفز بعدها ونظر لهم جيفري ثم عاد للكوخ.
سقط على المسكينة التي صرخت عليه بوسط قصرهم “أنهض! كسرت ظهري!”
نهض كيفن متذمرًا “دلع!”
تنهدت سايا ونهضت “كم الساعة؟”
“ما أدراني؟”
“هل تعرف شيء أساسًا؟!”
‘أعرف أني تعيس الحظ لامتلاكي أخت مثلكِ.”
“نننن.” أخرجت لسانها لأخيها واتجهت لغرفتها.
اتجه كيفن لغرفته كذلك واستلقى على سريره مادًا يده لجيبه ليقرأ الورقة الصغيرة.. “لكجس.. ما هذا؟.”
الورقة التي أخذتها سايا معها لمحاولة معرفة شيء منها..أخذها كيفن منها بالوقت الذي سقطا به بالقصر بعد أن طارت من سايا.
“لما قد تأخذ شيء كهذا؟ أهي شيفرة؟؟ مغازلة؟! أو ربما تعويذة للتدمير! أختي حمقاء!”
نهض وخبأ الورقة بأحد الخزائن وغير ملابسه.
نظر للساعة التي كانت التاسعة ليلًا.
اتجه لخارج غرفته ليلاحظ أخاه مايكل وركض له “مايكل!” توقف مايكل بعد سماع من يناديه ونظر له منتظرًا معرفة طلبه، كالعادة.
“ماذا؟.” قال مايكل.
“أريد معرفة شيء! هل هناك تعويذات شيطانية!”
“تعويذات؟. شيطانية؟” عقد حاجبيه.
“نعم!”
“بالطبع يوجد..لما السؤال؟.”
“لا أعلم..أعني..ما معنى كلمة لكجس!”
“لكـ..ماذا؟.”
“لكجس، الا تبدو كلمة غريبة وغير مألوفة؟؟ هل درستها بأحد اللغات سابقًا؟”
“لا..لم تمر عَليّ مسبقًا..لكن سأرى بشأنها..”
“أشكرك أيها الأخ الكبير!” قال وأكمل سيره.
نظر له مايكل وهز كتفيه ثم أكمل طريقه متبعًا أخيه.
كالعادة، تجمع الجميع على مائدة الطعام لأجل العشاء على نفس التسلسل، جالسًا والدهم برأس المائدة.
بدأ الجميع بتناول طعامه لينطق وليام “أخوكم كارل سيعود غدًا.”
هذا الخبر كان مفاجأة للخمس أخوة لكن أحدهم أختنق بطعامه..
أخذ مايكل كأس الماء وشربه لينطق وليام “أنتبه لطريقة أكلك.”
“المعذرة..”
“بعد عشر سنوات سيأتي؟. مازال الوقت مبكر.” قال كيفن ساخرًا ليلحظ نظرة والده ويخرس نفسه.
تنهد وليام وقال “غرفته قيد التجهيز حالًا، لهذا سيبقى بغرفتك لوقتها مايكل.”
“لما غرفتي بالضبط؟.”
“ببساطة لكون التوأمان من الصعب التعايش مع أحدهم ولو لمدة قصيرة، وسكاي، متى تواجد بغرفته؟ ويوستاف مع زوجته، أنت الوحيد الذي غرفته مناسبة، وأترك مشاكلكم القديمة تلك، كنتم أطفال وقتها.”
صمتَّ مايكل ولم يجيب.
“أفهمت؟” قال وليام.
أجاب “نعم أبي..فهمت.” قال ونهض “شبعتُ، عن أذنك.” قال وخرج من غرفة الطعام.
نطق سكاي من عنده “لا أتذكر أن علاقتهم كانت سيئة.”
تنهد وليام ونطق “أكملوا طعامكم.”
بالفعل أكملوا طعامهم واتجه كل منهم لغرفته، أستلقى كيفن بسريره، لكن النوم لم يأتي له لهذا قرر إفساد نوم أخته.
تسلل لغرفتها ودق الباب، فتحت له وهي تتثاءب وتفرك عينها “ماذا؟.”
دخل الغرفة واضعًا يديه خلف رأسه “لم أستطع النوم.”
“إذا؟.” قالت وهي تشغل الضوء.
“دعينا نخرج!”
“الآن؟. بهذا الوقت؟”
“نعم!” قال متحمسًا بينما أخته تنظر له كما لو أنها ستضربه بأي لحظة.
“لا تنظري لي هكذا!.” قال قلق من نظرتها ويدها التي تستعد لضربه.
نطقت “والدي لن يرضى بهذا..”
“تشه! بماذا يرضى أساسًا؟! دعينا من هذا لنخرج!” قام بسحبها لكن استوقفته قائلة “لنغير ملابسنا أولًا!”
“أوه نعم.” قال مدركًا وتركها واتجه لغرفته.
بعد ربع ساعة تسللا لخارج القصر بصعوبة، سار كلاهما بالظلام، لا يوجد أي ضوء سوى ضوء القمر بتلك الليلة لتجلس سايا وتشعل السِراج “الا تظن أن هذا خطر قليلًا؟. الطريق من القصر للمدينة مخيف..لاسيما في الليل.”
“لاسيما؟ هل رأيتيه ليلًا؟؟” سؤاله أخرس سايا فورًا التي غيرت الموضوع قائلة “انظر أنه خفاش!”
“سايا!”
“آخر من يصل سيشتري المثلجات!” قالت بعد أن ركضت مبتعدة عنه.
“سنرى!” فور أن قال هذا أستعد وفور أن ركض عبر أخته فورًا ووقف أمامها “لا تتحديني!”
ضحكت سايا على أخيها الأحمق ووقفت “أسفة.”
تذمر كيفن واستدار “أريدها بطعم الفانيلا.”
“حاضر.” قالت وسارت نحو السوق الذي أصبح قريب.
خلال مسيرتهم كانت هناك أصوات مختلفة، رغم كون الجو صافي..هذا أقلقهما قليلًا رغم شعور من يراقبهم أقلق كيفن أكثر لهذا أمسك أخته وتعجل بسيره إلى أن وصلوا بأمان.
استدارت سايا ونظرت للخلف، كان مجرد هدوء مع رياح خفيفة.
نظرت سايا لأخيها وأشارت له بإكمال الطريق، وساروا معًا.
اقتربا من متجر الآيسكريم واشترت أثنان أعطت أحدهم لكيفن وأكلا.
بعد أن أنتها نطقت سايا “أنا قلقة..”
أمال كيفن برأسه بفضول وسأل “لما؟”
أجابت “شيئين..أولهم أكتشاف أبي بخروجنا بوقت كهذا وبدون أذنه، والثاني أخشى أن هناك من يلاحقنا..لاسيما أن الوقت ليل وكنا قادمان من جهة القصر..”
أبتسم كيفن ولاعب شعر أخته “لا تقلقي، سأحميكِ!”
“وأبي؟”
“سيحمينا الرب وقتها.”
ضحكت سايا بخفة وأبعدت يده “أحمق.”
ضحك كيفن ويسير واضعًا يديه خلف رأسه.
بينما كانا يسيران لفت أنتباه سايا ذاك الشيطان لتتجه نحوه.
“كأس آخر يا سيد!”
“ريوس الن تقلق والدتك؟ أعتقد أن الوقت تأخر.” نطق الفتى المسؤول عن المتجر.
نطق المدعو بريوس “لا تقلق هي تعلم أني بخير، على أية حال.. أتـ..” قاطع كلامه تلك اليد الباردة التي أمسكت به، يد باردة كالثلج ليقفز من مكانه لعند صديقه ناظرًا لصاحب اليد.
نظرت له سايا بتساءل عن سبب حركته هذه بينما هو صُدم برؤيتها، ليقفز لها “سايا سايا؟.” قال سائلًا.
“ما سايا سايا؟” سألت بحماقة بينما أخاها وقف بجانبها.
“ما الذي تفعلانه هنا..وبهذا الوقت!.”
“هذا السؤال لك!” أعادت الصرخة عليه.
تنهد ريوس وفرك جبينه قائلًا “بجدية..لستُ بأمير، ولستُ بممنوع من الخروج، ولستُ فتاة، ولستُ معرض للخطر…ما الذي سيمنعني من الخروج؟”
“حقًا؟ نحن الأمر ذاته.” قالت سايا بثقة تامة.
همس كيفن لها “أختي، هذه كلها تنطبق علينا، لاسيما أنتِ.”
“أصمت.” همست له.
جلس ريوس أمامهما “لا أعتقد أن جلالته سمح لكما بالخروج..هربتم؟”
“نعم.” نطق كيفن.
“هم..ما الذي تشربه؟” سألت سايا بينما تميل رأسها لينهض ريوس ويسحبهما قائلًا “غير مهم بتاتًا! لأريكم بعض الأمور!”
واصل سحبهم لداخل السوق وتوقف “أتريدان اللعب؟؟” قال ريوس.
“اللعب؟” سألت سايا.
“نعم! العديد من الألعاب هنا.”
نظر كيفن للمكان ولفت انتباهه أمر وتركهما ويسير نحوه.
لاحظت سايا أخيها وكانت ستتبعه لكن سحبها ريوس “اميرتي تحب الدمى كهذه؟” أشار على الدمى التي كانت معروضة مقابل الفوز.
“أنها جميلة!” نطقت سايا بحماس.
“أتريدين أن يحصل حبيبكِ على أحدها؟؟”
“هيا!” قالت واقتربت وكانت ستخرج المال ليوقفها “لا لا، عزيزتي أنا الرجل هنا.” قال بثقة وأخرج المال ووضعه أمام الرجل.
بينما كانا الاثنان مشغولان بهذا، كان كيفن يقترب من تلك الآنسة الشقراء “تريـ..” قبل أن ينهي كلمته استدارت له الفتاة، ولم تكن من توقعها “اتحتاج شيء أيها السيد؟.” “لا..المعذرة أخطأت بالرواية..” قال وانحنى ثم عاد أدراجه.
كان يسير خائب الأمل، إلى أن لاحظ كونه تاه “تبًا! لابد أنها خدعة من تلك الشيطان ليبقى مع أختي وحده! سأريك..” قال متوعدًا للأنتقام.
بهذا الوقت كان ريوس قد رمى بجولتين ولم يفز بأحدها.
نطق ريوس بتذمر “كل مرة أنسى أن الألعاب هذه غشاشة!”
“غشاشة؟” أمالت سايا رأسها “لا اعتقد…ربما تصويبك الخاطئ! دعني أجرب.” قالت وأخذ المسدس من يده وركزت تجاه الهدف ثم صوبته.
“فشل تام.” قال كيفن بينما يقف ورائهما ساخرًا من رمية أخته الفاشلة.
نظر له ريوس “من أين تظهر أنت بحق..”
نظر له كيفن بطرف عينه “لن تستطيع التخلص مني، لا تحاول.”
“من قال إني أتخلص منك..”
“في حال حاولت.”
تنهد ريوس وعاد لحبيبته التي كان الرجل يعطيها الدمية.
“مهلا ماذا..أفزتِ؟”
“لا، لكني تعاملت مع الغش.” قالت وسارت بهدوء.
“تعاملت مع الغش؟.” قال ونظر للرجل الذي بدأ بالإغلاق ثم نظر لكيفن “اختك مخيفة.” “هي كذلك.” قال كيفن بفخر ولحق أخته.
تنهد ريوس وتبعهما.
واصل الثلاثة السير من متجر لآخر، مع لعب مع الألعاب، وكانت سايا المستفيدة الوحيدة..
“كم الساعة الآن؟.” سألت سايا بينما تأكل كعكة صغيرة.
“الثانية والنصف.” أجاب ريوس.
اختنقت سايا بكعكتها “الثانية والنصف؟! تبًا!. بعد ساعة من الآن سيتأكد والدي من نوم الجميع!”
“أختي الفاظكِ أولًا، ثانيًا ما أدراكِ؟!”
تجاهلت سايا سؤال أخيها وسحبتهما “هيا بسرعة للقصر!”
“ما شأني أنا..” تذمر ريوس.
نطق كيفن “لعلمكِ أختي، بعد ساعة كاملة لهذا، لما العجلة؟”
“كيف سنصل لهناك بأقل من ساعة سيد كيفن؟!”
“بالنسبة لي استطيع الوصول بثانيتين كحد أقصى.”
“هذا أنت.” علق ريوس.
“أخرس يا أبن كارلا.”
“حاضر ابن ليسا.”
تنهدت سايا وسارت تاركة يديهما “كلاكما أحمق من نوع خاص..”
تبعها ريوس “الستُ أحمق بحبكِ؟”
“أخرس.” قالت سايا وتبعها كيفن قائلًا “حبيبك مقرف.” “مع الأسف!”
“هذا قاسي..” تنهد ريوس ونطق مجددًا “لما لا تعودان بالبوابة؟” “أتراني أملك القوة لأفتح واحدة؟” قالت سايا.
“لا أعنيكِ..أعني كيفن، أم فقد قوته كذلك ليتعادل مع أخته؟”
“مهلا..هو محق!”
“المعذرة لن اتعب قواي لأمور حمـ..” لم ينهي جملته ليسقط على أخته “مهلا..متّ؟ بهذه السرعة؟ لم تفتح البوابة بعد!”
شخر الذي نام بتلك السرعة لينطق ريوس “أنه نائم.”
تنهدت سايا وامسكت به بحرص “انتهت طاقته الآن.. ريوس أيمكنك نقلنا للقصر؟”
“أستطيع خارج القصر فقط.”
“لا مشكلة.”
أبتسم ريوس وفتح البوابة وأخذ كيفن من سايا لتدخل ويتبعها حاملًا كيفن على ظهره.
نطق ريوس بعد إغلاق البوابة “ما يجعلني محتار، كيف له وزن خفيف كهذا رغم تناوله للعديد من الأطباق..”
“بسبب عنصره فقط.”
قالت سايا وهي تتأكد من الحراس “أن الدخول من هنا صعب..” “متى كان سهل.” سخر ريوس.
“انتظري لحظة.” قال وسحب كيفن وتأخر دقائق.
بقت سايا تنتظره لمدة من الوقت إلى أن عاد “أين ذهبت؟”
“لأضع أخاكِ بفراشه.”
“كيف دخلت..” سألت بحيرة..
أبتسم ريوس “سر~” قال وسار.
نظرت له سايا بحَيرة من أمرها لكن تجاهلت الأمر وتبعته “ألن نعود للقصر؟.” كان ريوس قد فتح بوابة “القصر؟ لما؟” “أعني أن عودتنا بنهاية المطاف كانت لأجل أن لا يعلم أبي؟. اخشى الآن أن اعاقب وحدي بينما كيفن صاحب الفكرة!”
ضحك ريوس “الا تريدين أن تعاقبي وحدكِ مرة؟”
“لا بالطبع لا!”
أبتسم وربت على شعرها “لا تقلقي، لن نتأخر، الستِ جائعة؟”
أنزلت رأسها واومأت ب لا.
لاحظ ريوس تعابيرها المنزعجة ليتنهد “حسنًا حسنًا دعينا نعيدكِ أيتها الأميرة.”
أرتسمت أبتسامة واسعة لسايا ونطقت “هيا!”
أغلق ريوس البوابة وسحب سايا “همم؟” نظرت له.
“أنه طريق تسلل للقصر.” قال وقد أخذها لخلف حائط القصر وفتح باب صغير هناك.
“تفضلي.” قال مشيرًا لها بالدخول.
أبتسمت وجلست على ركبتيها “هل ستعود للمنزل؟”
“ربما لاحقًا.”
“عد الآن! الوقت تأخر بالفعل.” قالت.
ضحك ودفعها للداخل “سأفعل، وداعًا.”
أبتسم وأغلق الباب بينما سايا زحفت داخل ذلك النفق الى ان وصلت للمطبخ وتسللت لغرفتها.
دخلت غرفتها متأكدة من غلق الباب جيدًا.