التوأم - 6
‘حسنًا..كل شيء كان هادئ..لم يكن عَليّ القلق بالنهاية..صحيح؟؟.’ شردتّ بأفكارها نحو حلمها مجددًا..لكن الذي أثار ريبتها..أنها لا تستطيع نسيان ذلك الحلم.. رغم كون الأحلام معروفة بكونها غير دائمة بالذاكرة..ربما كلام اخيها صحيح، أو هذا ما اعتقدته.
تنهدت وسحبت ابنة عمها ريكا هامسة لها “دعينا نهرب من هذا المكان..”
ابتسمت ريكا بحماس “هيا هيا!.”
خرجتا الأميرتان من القصر ووقفت سايا تبحث من بين الأشجار، نظرت لها ريكا باستغراب “ماذا تفعلين؟” سألت.
“أبحث عن..لحظة..” أجابت ثم أخرجت عبائتين ورمت أحدهما لريكا لتنظر لها ريكا بهدوء “لما هذا هنا؟؟” سألت.
ضحكت سايا ولبسته “يجب أن تضمني احتياطاتكِ دائمًا كما افعل.” نطقت بفخر مشيرة لنفسها.
تنهدت ريكا “انتِ حمقاء سايا.”
“اوتش!.” تنهدت سايا وسحبت ابنة عمها لتنطق ريكا “ماذا عن اخاكِ؟. بالعادة يحب المجيء.”
“أنه يعلم أننا هربنا ولم يتبعنا، ربما مشغول بشيء ما.” قالت سايا وهي تسحب ريكا.
بينما بمكان آخر قريب..كان ريوس واقف مع شخص بهيئة شيطان واضحة، كان بصر ريوس على ذاك القصر ليسأله صديقه “الم تفقد الأمل؟”
“هم؟. من ماذا؟” سأل ريوس.
“من انتظارها؟ حتى لو هربت من القصر احتمالية قليلة أن تعبر من هنا..يا صديقي عليكَ إيجاد فتاة غيرها، أن تواعد أميرة مسؤولية كبيرة.” قال صديقه ساخرًا.
أبتسم ريوس “لا احتاج، لم اواعدها لكونها أميرة.. أحببتها حقًا، ربما والدها وأخوتها يمنعوني غالبًا من البقاء معها..لكن هذا لن يجعلني استبدلها.”
ضحك صديقه “وهي؟” نبرته كانت ساخرة للغاية من ذاك المنتظر..
“هي؟.” صمتّ ريوس قليلًا “ربما لا تعتبرني كعشيق لها..رغم اننا نتواعد رسميًا!. اعني الجميع يعلم هذا بفضل دان بالطبع، لكن.. ربما هي لا تجيد بالمواعدة، هي تظن الخروج معًا يدعى موعد!. هي حتى لا تعرف الفرق بين الخروج مع الأصدقاء ومع العشاق!.” تنهد ريوس “مع هذا..لا أمانع، مادمت سأكون من يتزوجها بالنهاية..هذا يكفيني، هي فقط حمقاء قليلًا ولا تفهم بالرومانسية وهنا يأتي دوري!” قال فخورًا بنفسه.
وضع صديقه رأسه على يده “ووليام؟ أتظن أن إمبراطور أولوريا العظيمة سيعطي ابنته الوحيدة لأبن خادمة للأضافة بكونه شيطان؟”
لم يرّد ريوس..نهض صديقه ووضع يده على كتفه “ربما هي تحبك، لكن والدها لن ينصاع لطلبها بهذه البساطة، لاسيما أن طلبها صعب.”
رفع ريوس رأسه للسماء “ربما لستُ بمكانتها..لكن جلالته يفهم هذا جيدًا..حتى لو رفضني مرة، سأتقدم عشرة، وان رفضني عشرة مرات، سأتقدم مئة.”
“وان رفض؟” سأل.
أجاب ريوس والابتسامة مازالت مرسومة على محياه “سأواصل المحاولة إلى أن يقول جلالته: خذها ودعني ارتاح!”
ضحك صديقه وضرب ظهره “انت شغوف حقًا ريوس، لا تقلق سأكون أحد الداعمين لك بعد أن يتم رفضك، وان تزوجت بأحلامك سأكون أحد الشُهاد.”
أبتسم ريوس “عندما اتزوج، لن ادعوك يا صديقي العزيز.”
“اوتش انت..” لم يكمل كلامه قاطعه ريوس “أتت!.”
“من؟.” نظر ليجد فتاتان يرتديان العباءات ليتنهد “بجدية ريوس..ليست سايا بالطبع..”
“بلى هي.” قفز أمام الفتاتان لتبعد أحدهما عباءتها ناطقة “أيها السيد هذا غير لائق.”
أبتسم ريوس “قلت لك، سايا خاصتي تقول هذه الجملة دائمًا.” نظر له صديقه وتنهد لينحني لسايا والأخرى التي ابعدت عبائتها عن رأسها.
“تشرفت برؤية سموكما..”
أبتسم ريوس وهو يربت على رأس صديقه المنحني “لا داعي لأنحني صحيح عزيزتي؟~”
“انحني أيها الـ..” قبل أن تكمل ريكا كلامها اغلقت سايا فمها “هذا ليس لائق ريكاتي..ريوس، ماذا لو لم أكن أنا التي كانت تمشي وأزعجت فتاة غيري؟ هذا تصرف غبي!.”
ضحك ريوس وحضن كتف سايا “لا تكوني قاسية معي هكذا..أعرف طريقة مشيكِ جيدًا.”
تنهدت سايا لينظر ريوس لصديقه وريكا اللذان اشارا له بكونه أخطأ لينطق محاولًا تصحيح الوضع “أعني تعلمين!. كل شخص له مشيته وو..فهمتِ!.”
ربتّ سايا على رأسه مبتسمة “فهمت ريوس، فهمت.” ابتعدت عنه بينما هو قد أحمر تمامًا، لحقت ريكا سايا بينما صديق ريوس نطق “فقط تربية بسيطة منها..جعلتك بهذه الحالة؟. لا يحق لك طلب رومانسية إذا..”
أحمر ريوس أكثر وقفز ليسكت صديقه هامسًا “أخرس!. سمعها قوي جدًا!.” قبل أن يقول شيء آخر سمع ضحكتها ليتحول لطماطم وذهب ليتبعها “سايا!. انتظري ان ما قاله هذا الأحمق ليس سوى..امم..مزح!.”
“هم؟. ما الذي قاله يا ترى؟” سألت سايا مبتسمة بوجهه ليدير وجهه مغطيًا فمه “تعلمين..”
“ماذا؟. لا أعلم شيء.. كنت اكلم ريكا..ألن تخبرني؟.” سألت بطريقة استغلت مشاعره فورًا.
“أن!. امم..هل تريدان الحلوى؟؟.” قال ريوس مغيرًا الموضوع.
اومأت ريكا لسايا “نعم نعم حلوى!.”
تنهدت سايا “اشتريا أنتما، أنا سأنتظركما هنا.” قالت ووقفت ليحاول ريوس الأقتراب منها لكن انتهى الأمر بسحبه من ريكا من اذنه..
بينما كانت سايا تنتظر ظهر شخص لم تسعد حقًا برؤيته، جلس بجانبها بشكل طبيعي جدًا ونطق “لا داعي للرسميات، المفترض انكِ من العامة.”
اومأت سايا لتهمس “كأنك ستفعل أن كنا وحدنا.”
ضحك جيفري “دعينا من هذا.” تغيرت تعابيره وهذا أقلق سايا قليلًا ليكمل “لقد علمت الفاعل، المتسبب بخسارة قوتكِ، والذي حولكِ لنصف وحش، والذي كان على وشك قتلكِ.”
اومأت سايا “من؟؟. أهو شخص اعرفه؟.”
نظر جيفري لريوس وريكا “نعم..تعرفينه جيدًا..”
“لا تقلق لن يأتيان الآن..أنهما يتشاجران.” قالت سايا.
عند ريكا وريوس “أنت مزعج!. ظننت أني سأقضي وقتي مع سايتي قليلًا بدون أي ازعاج!. تظهر لي انت؟؟؟ يا مفسد الصداقة؟؟.” صرخت ريكا بوجه ريوس.
“اخرسي يا مزعجة!. لعلمكِ احترمكِ لكونكِ من عائلة ملكية ولكون والداكِ ملوك محترمان!. على عكسكِ! “
“كيف سايا قبلت فيك؟؟ مجرد متطفل!! مزعج مزعج!”
“اخرسي! لعلمك سايا تفضلني أكثر!”
“هي حتى لا تعرف ما الذي تحبه!”
صمتّ ريوس ثم صرخ بوجهها “بلى تعرف!”
عند سايا وجيفري تنهدت سايا ونظرت لجيفري “تكلم..”
“انظري..كان من الصعب إيجاد هذه المعلومات..اتضح أن جلالته والدكِ قد منع التكلم عن الأمر لهذا قلة من يعرفونه ولهذا عانينا مع الأمر.”
“لما قد يفعل أبي شيء كهذا؟.” سألت سايا بحيرة..
“لأن الفاعل أحد اخوتكِ..”
بعد قوله هذا..تجمدتّ سايا مكانها، نظرت له بصعوبة “من؟.” سألت بأمل أن يكون يمزح فقط..
“مايكل..” نطق بنبرة جادة..وعينين حادة يوضح كلامه..عرفتْ وقتها أن ما يقوله حقيقة..
“لكن..لما؟.” حاولت كتم نفسها..كان دموعها التي تحاول شق طريقها للخروج لكنها منعتها “ما الدليل جيفري؟؟ أنه أخي!.”
“نعم..صُدمت كذلك وبحثت أكثر..لكن لم أجد شيء..ما وجدته قليل جدًا..وجدت أن جلالته لم يعرف عن فعل مايكل بالبداية.. لهذا السبب مايكل مازال حي..يُقال لو علم بهذا من يوم تحولكِ لقتل مايكل..لكنه علم بعد ثلاث سنوات من الحادثة، أي..قبل عشر سنين.”
“عشر سنين؟.” سألت سايا “قبل سفر أخي كارل أم بعده؟.”
“ربما قبله.. لهذا..عليكِ معرفة الباقي بنفسكِ..ربما يمكنكِ سؤال والدكِ أو أحد اعمامكِ، أو أكبر الأبناء مثل يوستاف زيوس ناديا والبقية..”
صمتّ ونهضت “سأسأل مايكل بنفسه..”
سحبها فورًا “لا تكوني حمقاء!. لن يخبركِ ببساطة!.”
“بلى سيفعل..أعرف مايكل..أن كان مذنب.. سيعترف..وإن لم يكن..لربما سيبرر..”
“انتِ تثقين بعائلتكِ كثيرًا..”
صمتّ سايا ووضعت يديها على وجهها ليسحبها ريوس “لا أحب رؤيتك يا أبن ادامز..ماذا تريد؟.”
“اوه المعذرة ريوس.” نهض “كنت اتكلم مع عزيزتي سايا لكن الآن سأذهب، وداعًا.” قال واختفى ليصرخ ريوس “هذا اللعين!. من التي يدعوها بعزيزته؟؟”
قامت ريكا باسكاته “سايا…ماذا حدث؟”
سايا لم تبكِ..لكن ملامحها لم تكن طبيعية..هذا ما أثار انتباه ريوس وريكا..مسك ريوس بخدها “اميرتي؟.”
أبتسمت سايا “انتما احمقان..لقد جعت بينما كنتما تتقاتلان!.”
“هي من بدأت!.”
“لا هو!”
تنهدت سايا ونهضت لتسير “آخر من يصل سأعلق رأسه بالقصر.”
“اوتش!. أنا ريكاتك مش ريوس!.”
“لم أحدد أحد.” قالت واكملت سيرها ليسبقها الأثنان وابتسمت لتتبعهما.
بمكان آخر..ظهر جيفري وانحنى للشخص الموجود “أبلغتها..”
اومأ ذاك الشخص “جيد، الآن أذهب..” نطق بنبرة سريعة لكن هادئة..
اومأ جيفري ثم انصرف..
بينما بالحفلة..كان مايكل قد غادر بالفعل بصحبة ابنة عمته ناديا، وابن عمه ايميديو بأمر من والده.
بعد ساعات عاد كل من الثلاثة لمكانه..ريكا لقصر والدها، ريوس لمنزله بعالم الشياطين، سايا قصر الإمبراطورية..
دخلت سايا بخطوات ثقيلة..كانت على وشك السقوط..لكن امسك بها توأمها واضعًا لها على ظهره “اختي الحمقاء متعبة؟”
أبتسمت سايا ولفت يديها على عمقه “متعبة جدًا أخي الأحمق..”
أبتسم كيفن واخذها لغرفتها ووضعها على الفراش “كسولتي، ما الذي حدث؟”
“هم؟. لم يحدث شيء..” قالت وهي تتجنب النظر لعينيه.
“بلى..انتِ تخفين شيء عني!. جميع من يخفون شيء عني يتجنبون النظر لعيناي.” قال منزعجًا.
لم ترد سايا فورًا، نظرت للسقف لينطق كيفن “لعلمكِ أنا هنا، لست مُعلق على السقف.”
“هي كيفن..” نطقت بنبرتها الهادئة مكملة “هل تظن أن أحد اخوتنا قد يحاول قتلنا؟.”
صمتّ كيفن وبدا جاد لأول مرة لينطق.. “همم..نعم، انتِ! كنتِ تهدفين لهذا طوال طفولتكِ! من الجيد انكِ لا تملكين القوة لفعلها.”
نهضت سايا وصفعت رأس كيفن ليسقط أرضًا لتنطق “وأنا الحمقاء التي ظننتك ستستعمل عقلك!”
فرك كيفن مؤخرة رأسه لينهض “ربما هكذا ستقتلينا..انتِ انثى! على يدكِ أن تكون رقيقـ..” لم يكمل كلامه خوفًا من سايا التي كانت تبعث هالة مخيفة شادة على قبضتها.
تنهدت سايا وهدأت نفسها بعد سكوت كيفن لتنطق “مايكل بالقصر؟.”
“مايكل؟ همم..لا، لقد غادر في مهمة بالفعل.”
“إذا.. أخي كارل؟.” سألت.
“بالغالب أنه يساعد والدي.” قال كيفن ليمسك بأكتاف سايا ناظرًا لعينيها..لم تدرك هذا الى ان رأت عيناه تغيرات كتغيرات المحيط لتغمض عينيها فورًا.
“لا تحاول!.” صرخت وهي مغمضة عينيها.
ابتعد كيفن “هذا غريب، لما قد يفعل مايكل شيء كهذا؟ أنه غريب أطوار لكن استبعد فعلته هذه.” قال كيفن لتفتح سايا عينيها بعد إدراكها أنه علم.
“لا أعلم حقًا..أريد سؤال أبي..لكنه..لن يجيب..”
أكمل كيفن عنها “لو كان سيجيب لم يكن سيأمر بعدم بقاء الأمر أساسًا.”
اومأت سايا ونهضت “لن اسأل يوستاف، لكن كارل، بالطبع يعرف.”
“أخبريني فور أن تعودي! لا تدعيني أبقى بفضولي!” صرخ على أخته التي كانت تغادر غرفتها بالفعل.
اومأت سايا واتجهت باحثة عن أخيها.
وجدته بالفعل يساعد والده فسحبته “بابا بابا سأخذ ابنك وأعيده لاحقًا!” قالت لتسحب كارل معها.
نظر لها كارل باستغراب سائلًا “ما الأمر عزيزتي سايا؟.”
اختفت ابتسامة سايا وجلست على سرير أخيها “أعتذر عن دخول غرفتك هكذا اولا..ثانيًا..أريد معرفة ما حدث..قبل عشر سنوات..”
صمتّ كارل قليلًا ثم نطق “ما الذي حدث؟.”
“اخي، أنت تعلم قصدي..عندما فُضح كون مايكل هو صاحب العقار..”
جلس كارل بجانبها لينطق “إذا علمتِ..أعتذر لعدم اخباركِ..”
بقت سايا هادئة ليكمل كارل.
بدأ الأمر قبل عشر سنوات، كنت أنا وأخي مايكل عائدين من أحد المهام التدريبية، وقتها كان حراس القصر يلاحقونا، لم نعرف السبب حقًا..لكن مايكل أراد العبث معهم قليلًا لهذا واصلنا الركض والركض إلى أن وصلنا حدودنا.
عدنا للقصر مع الحراس الذين قاموا بأخذنا لأحد غرف إجتماعات كبار العائلة..دخلنا وكان كل من أعمامي، عماتي، أبي..وأخي يوستاف، أبناء أعمامي الكبار..كلهم موجودين..كان هذا غريب قليلًا.
شعرت بالتوتر قليلًا من تلك الأجواء المخيفة..لم يكن الأمر يشير لمعرفتهم بمذنب أو ما شابه..لكن..جمعونا نحن الأكبر سنًا، أعني بقصدي كل من تعدى الخامسة عشر أو السادسة عشر.
جلسنا أنا ومايكل، لم يصدر أحد صوت إلى أن ظهرت تلك الأوراق الزرقاء..نعم..ظهر دان هناك..كان جاد تمامًا، أعني أن ملامحه كانت هكذا..
نطق بنبرة غريبة “جميعنا نعلم أن ابسط الذنوب بحق أي فرد من ساتو جريمة..لاسيما أن عرضت أحدهم للخطر، أو أضعفت أحدهم..وإن كان المذنب من ساتو.. ستعتبر خيانة لكل ساتو.”
لم يفهم أحد ما يقوله، ظننت أن أبي يعلم ما يحدث.. لكنه كان يبدو مثلنا تمامًا.. لا يعلم عن نوايا دان..لا احد علم..
إلى أن أكمل “جميعنا نعلم عن الحادثة قبل ثلاث سنوات، عندما تحولت ابنة جلالته إلى نصف وحش، كانت على وشك الموت لولا تعاون أحد ملوك العالم السادس معنا فأنتهى الوضع بها بخسارة قوتها..”
تنهد والدي ونطق “دان، توقف عن التكلم بالألغاز وقل ما الأمر..”
“جلالتك ببساطة.. علمت المذنب عن تلك الحادثة.” قال دان ليُصدم جميع من هناك..
منهم أنا..ومايكل..كما ظننت..لكن..تصرفات مايكل أصبحت غريبة..بدأ يرتجف خائفًا..لم أعلم سبب ردة فعله تلك..
نهض والدي ونطق “من؟.”
“أنه من عائلتك جلالتك، شخص يثق به جميع ساتو.”
توسعت عينا والدي وقتها..لقد علمت..أو بالأحرى شككت بأخي مايكل..لكن صفعت خديّ ماسحًا هذه الفكرة من بالي..
نطق دان “أنه ابنك وليام، ابنك الثالث، مايكل.”
لم أشعر بشيء آخر إلى أن وجدت أبي ممسك بياقة الحارس دان بقوة ويسحبه لينطق بنبرة لم اسمعه ينطق بها قبلًا “لا تحاول دان..لا تحاول إتهام أبني بأذية أخته..لاسيما أن عمره وقتها أربعة عشر!. برأيك ماذا سيكون الهدف له من فعل هذا؟؟”
كانت المرة الأولى لي برؤية أبي بتلك الحالة..كان مخيف حقًا..لم يجرؤ أحد على أبعاده من دان، ولم يجرؤ أحد من الموجودين على النطق بحرف..
اكتفى دان بأبعاد يد أبي وابتسم له “أنت تعلم وليام أني وفي لساتو منذ اختياري لهم، وساعدت كثيرًا، لما برأيك قد أتهم طفل بدون سبب؟”
“هذا السؤال عائد لك..” اجابه أبي.
ليتكلم دان مجددًا “عزيزي وليام، أعلم أنه من الصعب عليك إدراك أن ابنك ارتكب ذنب وخالف قانون مهم بساتو وكذلك ليس بأي فرد من ساتو، لكن بأخته الوحيدة التي كانت تبلغ الأربع سنوات وقتها..لما لا تسأله عن سبب فعلته بنفسه؟ ربما سيكون له تبرير معين يجعلنا نقلل من عقابه.”
لم يرد أبي فورًا..فقط ابتعد عن دان واستدار لنا، أنا ومايكل..بالأحرى؛ لمايكل.
نظر له..ونطق “ما ردك على كلام دان؟.”
تراجع مايكل للخلف وصرخ “كل ما قاله كذب!. لم أفعل شيء كهذا!. أقسم!.”
تنهد دان “لسوء الحظ لا اثق بقسم الشياطين.”
ما جعل دان وقتها يخرس نفسه صوت ضربة قوية على الأرض جعلت من الأرض تهتز، كانت عمتي كارولينا “أخرس دان..”
جلس دان ونطق “المعذرة نسيت أنه نصف مصاص دماء كذلك نسيت ان ساتو لا يحبون الحقائق.” كلامه كان مزعج حقًا ومُهين..لكن لم انطق بحرف..
نهض عمي نيكول “أعتذر عن المقاطعة دان.. لكن..إلا تظن أنك..قد تخطأ؟. أعني أن مايكل كان وقتها طفلًا بعمر الرابعة عشر..لما قد يفعل شيء كهذا؟. أو كيف سيحصل على شيء خطير كهذا؟؟. لاسيما أن علاقته مع سايا جيدة جدًا..حتى أن فكرنا أنه قد يفعلها بدافع الغيرة..لا يوجد سبب منطقي حتى…”
تكتف دان ونطق “أنه ليس شيء اخطأ به..ولسوء الحظ لا يمكنني تغيير هذه الحقيقة.”
“هذا ليس صحيح دان فاسليفنيا..” نطق مايكل منزلًا رأسه وتقدم باتجاه دان ، رفع رأسه نحوه منتظرًا تغير كلامه.
“مايكل لا توجد حقيقة أخرى..” قال دان.
“لا!. هل تسمع ما تقوله سيدي؟! هل ستقوم باتهامي لأنك شككت فقط؟!.. هل فقط ما تجيده ظلم من أضعف منك؟! وتستدير مدعيًا أنه لا شأن لك؟؟.”
“مايكل، أنت تعلم جيدًا أنه ليس شك، ولدي أدلة حول هذا.”