اللهب القرمزي - 10
..
“شيون لمتى يجب ان نتحرك ؟”
“أسبوعين و سوف نصل إلى مملكة جينيا ،”
“مم رين هل انت متأكد انك لا تريد الجلوس داخل العربة ؟”
أدرت وجهي و نظرت اليهم مباشرةً،
“أنا بخير افضل التحرك على الجلوس ،”
“إذا كنت تريد هذا ..”
بدأت ريتا تهمس ،
“يبدو انه يحب السير اكثر ،اليس كذلك ؟”
“اجل ، هذا واضح-”
“لا بد انه يتقرف منا ”
“سيان انت تبالغ بكلامك !”
“فقط فكري بمنطقيه كيف لنبيل ان يحب السير على ان يجلس مرتاحًا هنا ؟!”
” اصمتوا أنتما الاثنين سوف يسمعنا !”
اخفض سيان رأسه بهدوء و بدأ بالهمهمة ،
“حسنًا لا ترفع صوتك…”
، سمعت كل ما قالوه …
هاه من المتوقع ان يظنوني نبيلاً ،
كان رايلان دائما ما يقول ان مظهري مظهر النبلاء ..
حكيت رأسي قليلاً ،
هل يجب ان اصحح سوء فهمهم ؟
يومين كاملين و هم يحسبونني نبيلًا ..
توقفت فجأة ..
حتى ليلي و بيري توقفوا فجأة ،
لا بد انهم لاحظوا هذا ،
موجة سحرية قادمة من يميننا
“سيدي هناك سرب من الوحوش السحرية تتجه نحونا”
“ماذا ؟! سيان احمي ريتا ،
أنا سوف أهاجمهم”
“مفهوم”
قفز شيون من العربة و أوقف الخيول فورًا
و أتى إلى هنا مسرعًا مسك ياقتي من الخلف و فجأة سحبني الى الخلف ،
“هاه،؟”
“فالتدخل داخل العربة الأمر خطير !”
“أمم…”
ذهب إلى ليلي و بيري و جعلني عاجزًا عن الرد ..
تلك الحركة فاجئتني كثيرا،
ليس هناك سبب لكي اقاتل معهم ،
مشيت إلى العربة و دخلتها بهدوء،
كانوا ريتا و سيان جالسين قرب بعض ، جلست في الزاوية بعيدًا عنهم،
سيان كان يحدق بي بتعبير منزعج جدًا ،
“..؟”
أدار رأسه و بدأ يركز على ريتا ،
يبدون هادئين رغم وجود سرب من الوحوش قرب منا ،
“ما بالك تحدق بنا ؟”
اخرجت كيسًا من الحلوى،
كان به كثير من الأنواع المختلفة،
أكلت قطعة صغيرة من الشوكولاتة، و مددت يدي لهم
“اتريد البعض؟”
كان سيان مترددًا لأخذه و لكن ريتا أخذت واحده بسرعة ،
و بلعته فوراً ،
“انتِ !!-”
“هذا لذيذ جدًا !! جربه يا سيان !”
أخذت قطعة أخرى و بطريقة هزليه أدخلته داخل فمه ،
“امضغها جيدًا فهي لذيذة جدًا!”
“هيغ..”
سيان ابتلعه بسرعه و مسك معصم ريتا،
و بدأ يهمس ، و صوته مليء بالغضب ،
“انتِ !! هل قبلتِ الشوكلاتة منه لأنه وسيم ؟”
“ولكن كانت تبدو لذيذه !”
” اصمتِ!”
ارتخت يده على معصمها و أبعدها،
“همف-”
أتساءل إذا ما كانت العلاقة الأخوية دائمًا هكذا ؟
يقلقون على البعض و يستطيعون التكلم مع البعض بكل أريحية ..
أعدت كيس الحلوى إلى مكانها و بدأت احدق بالخارج ،
“لا تقلق يا رين فالعربة محمية بالدرع السحري!”
“لا بد ان احد منكم ساحر ؟”
أشرقت تعابير ريتا فجأة ،
“اه اجل ، سيان هو الساحر ! رغم انه أصغرنا ولكنه موهوب جدًا !!”
“أنا أرى ، عرفت لماذا تبدون مسترخين داخل العربة رغم انه يوجد سرب من الوحوش بالخارج،”
“في الواقع شيون ايضاً بارع جدًا بالمبارزة لهذا لا نقلق كثيرًا بهذهِ المواقف !”
“و أنتِ؟”
“اوه في الواقع أنا ابحث قليلاً عن صنع الجرعات ،!”
“تريدين ان تتعلمي صنع الجرعات اذن ؟”
“نعم !! مؤخرًا حصلت على كتاب يحتوي على اساسيات صنع الجرع !”
أومأت رأسي قليلاً ،
يبدو انها تحب هذا المجال، كل منهم له مجال ، انهم متناغمين حقًا ،
“…”
استمر الصمت حتى بدأت العربة تتحرك من جديد ، و دخل شيون إلى العربة و بدأ بالجلوس معنا ، كانت يداه ملطختان بالدماء ، و قال بصوت مبتهج
” انتهيت !”
“احسنت ~!!”
كنت على وشك النهوض و الذهاب إلى خارج العربه و لكن فجأة شيون مسك معصمي ،
“اجلس معنا فأنت لن تخسر شيئًا نحن سنصل إلى القرية قريبًا !”
جلست بسبب سحبه لي ،
“إذا كنت تريد هذا ..”
“شكرًا لك ،،”
“..”
كانت داخل العربة صاخبة و أصوات الضحكات عالية ،،
“رين في الواقع أنا فضولي حيال شيء ما ،،”
نظرت الى شيون و أومأت برأسي ،
“ما هو ؟”
“حسنًا في الواقع انت لا تبدو بشريًا ، لذا اي نوع من الأعراق انت ؟، كل ما فكرت بالأمر فأنا لم اعرف ماهيتك… ”
“…”
“أرجو إلا تسيء الفهم ، نحن تجولنا كثيرًا بسبب أننا تجار و رأينا كل الأعراق ولكن لم استطع معرفة عرقك ..”
حكيت رأسي بسبب سؤاله، في الواقع لا ألوم سبب سؤاله ، مظهر يجذب انتباه الآخرين و الجسم يبدو جسم بشري ولكن مازلت لا اشبه البشر حتى ..
هززت برأسي و بدأت احك رقبتي ، و خفضت عيناي،
“في الواقع أنا لا ادري ..”
“هاههـ؟!!!”
“هل تظننا اغبياء ؟؟؟؟”
يا إلهي كلهم مصدومين ، لابد انهم يفكرون بنفس الشيء {هذا الوغد يكذب علينا} ..
تنهدت على الفور و نظرت اليهم مباشرتًا ،
“قد عشت مع عائلة بشرية ، اعتنوا بي رغم انني كنت مختلفاً عنهم لذا انني لا اعرف ما عرقي ..”
“يا إلهي …”
أتمنى انني جيد بالكذب ، خفضت رأسي و عم الصمت بالعربة ،
اتكأت على جدار العربة ، و حضنت سيفي،
“أنا أرى …”
بعد ساعتين ، اظلمت السماء،
“سيدي لقد وصلنا إلى القرية،”
“اه !! تجهزوا يا رفاق”
غادر شيون العربة و بدأ يجهز الأحصنة للتوقف ،
أنا أيضًا فورًا خرجت إلى الخارج ،
مشيت إلى جانب شيون بهدوء ،
“هذا جيد ، هناك حانة أيضًا،”
“هذا جيد،”
“ما رأيك بأن نبيت في الحانة لأربعة أيام؟”
“ليست لدي مشكله ، افعل ما يريحك”
ليلي و بيري اخذوا الأحصنة و العربة ،
سيان و ريتا كانوا خلفنا ،
فجأة ريتا تقدمت للأمام و اشارت إلى حانة كانت امامنا ،
“ما رأيك بهذهِ الحانة يا شيون؟”
“همم ؟ دعنا نذهب للداخل ،”
تقدمنا إلى الأمام و شيون فتح باب الحانه و كانت القاعة مليئه بالناس جالسين على الطاولات يأكلون ، اشكالهم كانت ضخمه و مليئين بالندوب ،
شيون اقترب منا و همس ،
“انهم مرتزقه لا تنظروا إلى عينيهم مباشرتًا”
غطيت انفي على الفور ، فالرائحة قوية جدًا ،
تقدمنا إلى الأمام و بالفعل كنت اشعر بنظرات المرتزقة لي ،
“المعذرة هل توجد اربع غرف ؟”
المضيفة هزت برأسها ،
“هناك غرفتين متبقيه و كل منهما لديها سريرين ،”
“هذا ..”
سيان نظر إلى شيون ،
“اذن لنفعل هذا ، أنا و ريتا سننام بنفس الغرفة و انت و رين ستكونون معًا !”
تنهد سيان و حك رأسه ،
“هاه حسنًا ، سنبيت هنا لأربعة ايام ، كم سيكون السعر ؟،”
“ثلاث عملات فضية ستكون كافية !”
اخرج سيان كيس صغير و دفع لها ،
المضيفة أخذت العملات و اعطته مفاتيح الغرفة ،
“الغرفة رقم ٢٢ و رقم ٢٣!”
“اه و أيضًا يوجد عبدين سيدخلون بعد قليل ،هل يوجد غرفة لهم أيضًا ؟”
“نعم عندنا خدمات غرف العبيد بالفعل سيكلفك هذا ١٠ عملة نحاسيه !”
“حسنًا سندفع،”
ان العبيد لا يتم التعامل معهم كبشر ، حتى الغرف الخاصة بهم ستكون مختلفه عنا بالتأكيد ،
“مم رين نحن سنأكل هنا ، هل ستأكل معنا ؟”
“لا ، أنا سأذهب للغرفة انتم يمكنكم الأكل بدوني”
احد المرتزقة بالقاعة صرخ فجأة و بصوت عالي ،
“يا إلهي هل الامير يكره هذا المكان !!؟ هاهاها”
” يا رجل لا تستفزه سيبكي بهذهِ الحالة هاهاها،”
“بففت بصدق مالذي يفعله نبيل هنا؟”
ضحكوا بصوت عالي حتى الذين في الخارج سوف يسمعونهم ،
نظرت اليهم قليلًا و تجاهلتهم ،
“انت !-”
امسكت كتف شيون فورًا ،
“لا تعرهم اي اهتمام ، لديهم عادة في استفزاز الآخرين”
“ولكن ..”
“لا تعرهم اهتمامًا و اذهب لتأكل،”
اخفض سيان رأسه ،
“هاه حسنًا”
أدرت ظهري لهم و صعدت الى الطابق الثاني ،
دخلت الغرفة رقم ٢٢ ، عندما فتحت الباب كانت الغرفة كبيره و فيها سريرين لشخصين ،
وضعت السيف على السرير نظرت حولي و رأيت باب ثانيًا كان بالداخل
عندما فتحته كان يوجد حمام للاغتسال أيضًا،
دخلت الحمام و قفلت الباب،
سأغتسل لم اغتسل ليومين ..،
نزعت ملابسي و وضعتهم في مكان جاف و جلست داخل الحمام،
امسكت بالدلو الخشبي و ملأته بالماء البارد
و بدأت بالاغتسال،
******
“الكراسي ليست مريحة كثيرًا،”
“تحملي هذا لأربعة ايام فقط ،”
“على الاقل ان الأكل لذيذ،”
اقترب شخص ضخم مفتول العضلات منهم ،
كان احد المرتزقة ،
“ماذا تريد ؟”
“هل انتم ترافقون ذلك النبيل؟”
“نعم ، ماذا تريد منه ؟”
“كنت انوي مضايقته قليلًا هاها!”
“خربت مزاجي ، هل انت طفل حتى تضايق احد ما ؟..”
فجأة ريتا سحبت سيان ،
“سيان مالذي تفعله؟؟ لا تستفزه”
“لا تتدخلي”
فجأةً الرجل ضرب الطاولة بقوة ، بدى انه غاضب جدًا،
“هل تدافع عنه لأنه دفع لك ؟”
فجأة سيان طقطق بأصابعه ،
{التحريك الذهني}
بثواني معدوده الرجل اصبح عالقًا بالهواء ،
“ساحر ؟؟!!”
الأشخاص الذين كانوا جالسين بالخلف نهضوا و حاولوا ان يتقدموا للأمام ،
“اياكم و الاقتراب !”
“يا إلهي ليس مجددًا ، شيون أوقفه ارجوك ..”
“أنتِ تعرفين انني لا استطيع -”
“ارجوك أفلتني !”
“لا اريد ~~”
سيان ثبت قدمه على الأرض و اتكئ على الكرسي ،اماله إلى الخلف و بدى كأنه يتأرجح ،
“ارجوك انزلني…”
“مظهرك مقزز .. هاه..”
طقطق بأصابعه و وقع الرجل على الفور و تمدد على الأرض ، عندما نهض بدأ أنفه بالنزيف..
“هيك ..؟!!”
اتى رجلان من الخلف و مسكوا الرجل و غادروا الحانة على الفور ..
“تسك”
“سيان إلا تستطيع فعل شيء بمزاجك هذا ؟”
“إذن ماذا ؟ هل سنتركهم يزعجونا ؟”
“ولكن ..”
الناس بالقاعة بدأوا يتهامسون فيما بينهم ،
“ساحر ؟ مالذي يفعله هنا”
“اليس هذا خطيرًا ؟ دعنا لا نستفزه ..”
“…”
سيان امال جسده إلى الأمام و ثبت الكرسي في مكانه ،
“و كأنني اهتم ؟”
نهض سيان من مكانه ،
“أنا شبعت ، سأذهب إلى الغرفة”
استدار سيان و ذهب إلى الأعلى ،
“يا إلهي .. مزاجه حقًا الاسوء ..”
“فقط أكملي طعامك يا ريتا ..”
*****
“ممم..”
ملابسي تبدو وسخة أيضًا ..
طقطقت بأصابعي و جعلت الملابس تطفو امامي ،
و استخدمت سحر ماء بسيط لجعلهم مبللين و بعدها جففتها بسحر الرياح ،
لبست ملابسي و استخدمت المنشفة لشعري ،
عندما غادرت الحمام رأيت سيان جالسًا على السرير و يبدو غاضبًا؟
“هل يوجد مكان للإغتسال ؟!!”
“اه اجل كما ترى .. إذا أردت يمكنك ان تغتسل الان رغم انه لا توجد مياه حارة”
نهض سيان من مكانه ، و اتى مسرعًا إلى الحمام ،
“لا بأس الأهم انني استطيع اغتسل،”
دخل الحمام و قفل الباب فورًا ،
“لا بد انه في مزاج سيء حقًا ..”
بدأت احدق بالنافذة ،
السماء ما زالت صافية رغم أنه في بداية الشتاء ،
فتحت النافذة كي يدخل بعض الهواء ،
“بارد ..”
جلست على السرير احدق بسيفي ،
بعد مرور ٢٥ دقيقة خرج سيان و كان شعره مبللًا ،
جلس فورًا على السرير و بدأ يجفف شعره بالمنشفة ،
“الجو بارد جدًا !”
“قلت لك ان الماء سيكون باردًا ،”
“همف ، و لماذا النافذة مفتوحة هكذا ؟”
نهض من السرير و اغلق النافذة ،
“هذا افضل بكثير ،”
فجأة سيان نظر الي ،
“الست تشعر بالبرد ؟”
“اشعر بالبرد أيضًا،”
تمدد سيان على السرير و غطى نفسه باللحاف ،
“أنا سأنام ،”
———————————————————