تحت ضوء النجوم - 11
بعد أن اكملت مايدي قص وتعديل شعر استر تنهدت وهي تعقد ذراعيها وهي تنظر لشعر المقصوص حديثاً: “حسناً لا اعتقد انه يبدو بهذا السوء…”
نظرت استر الى نفسها بالمرآة وهي تضع يدها على خدها وتتمعن باعجاب بنفسها ولشعرها البني الذي يلامس رقبتها وخصلات شعرها التي تتدلى على جبهتها: “يا اللهي! ابدو رائعة جداً بهذه القصة. كان علي قصه منذ البداية.”
تنهدت مايدي باستسلام ثم مدت يدها لجيبها ونظرت الى الساعة التي بجيبها وانصدمت من الوقت: “سموك! انها بالفعل السادسة والنصف مساءً لقد تأخرنا كثيراً.”
تفاجأت استر من صراخ مايدي واستقامت من الكرسي واتجهت الى الباب وهي تلوح بيدها بسرعة لتوديعها: “انا ذاهبة، الى اللقاء!”
خرجت استر من الغرفة بين نظرات مايدي الفخورة بها فسوف تظهر في العالم الاجتماعي لاول مرة… لكن المناسبة ليست سارة حقا.
امسكت استر بطرف فستانها وبدأت بالركض باتجاه البوابة بسرعة بين نظرات الخدم المتفاجئة من سرعتها واستعاجلها.
عندما وصلت استر الى البوابة وضعت يدها على ركبتها وبدأت تلتقط انفاسها، بعد ان رفعت رأسها بين انفاسها الثقيلة ورأت الدوق متكأ على العربة بانزعاج وملل شديد، نظر اليها الدوق واضاء وجهه عندما رأها وقال بفرح وسرور: “أخيراً! لقد ظننت انني سوف انام هنا الليلة! اركبي بسرعة فنحن متأخرون بالفعل.”
رفعت استر يدها من على ركبتها ووضعته على خصرها وقالت بسخرية وهدوء وهي ترفع حاجبها بحيرة: “هل هناك حاجة الى عربة؟ نستطيع ان نذهب الى هناك مشيا على الاقدام فالقصر الغربي ليس بعيدا جدا من هنا.”
قال الدوق وهو يقدم يده لاستر لكي يساعدها لصعود العربة وهو يقول بحزم: “لا! يجب أن نذهب بالعربة فكل الأنظار ستكون حولك وستبدأ الإشاعات في الظهور ان القصر يقلل من شأنك واحترامك كولية عهد.”
ارجعت استر رأسها الى الخلف وقالت بانزعاج وتذمر: “اه كم اكره العجائز النبلاء، لا يوجد فائدة منهم سوا القيل والقال.”
وضعت استر يدها على يد الدوق وركبت العربة، ركب الدوق ايضا وأشار الى السائق بالقيادة.
اتكأ الدوق على كرسي العربة وقال وهو مغمض العينين ويفكر بصوت عالي: “ألثيا ستقتلني لتأخري”
ازالة استر نظرها من على النافذة ونظرت له بتسأل: “من ألثيا؟”
قال الدوق وهو يكتف يديه ويعدل جلسته: “انها الدوقة… لقد اوصلتها الى الحفل ووعدتها ان ارجع بعد عشر دقائق لكن هناك شخص جعلني اتأخر ٣٠ دقيقة!
اشاحت استر نظرها عن الدوق بضحكة متوترة: “هاهاها… اوه ما رأيك بشعري اليس جميلاً؟”، قالت استر هذا وهي تحاول تغيير الموضوع.
نظر الدوق اليها بنظرة فاحصة وهو يضع يده على ذقنة وقال: “اصبحتِ تشبهين سمو الامبراطورة الراحلة.”
نظرت استر الى الدوق بتمعن وفضول وهي تلمس خصلات شعرها شعرها: “هل كانت امي تحب الشعر القصير؟”
قال الدوق وهو يومئ رأسه: “نعم فحتى قبل ١٥ سنة اصبح الشعر القصير موضة حصرية بسبب كثرة ظهور الامبراطورة بالشعر القصير… لقد كانت ايقونة الجمال فالكل يحسدها على جمالها وقوتها ومنصبها.”
قالت استر بفخر وهي تعقد ذراعيها بغرور: “بالطبع فأمي اجمل امرأة على مر عصور الامبراطورية!”
نفى الدوق برأسه وقال: “صحيح أن الإمبراطورة كانت جميلة، لكن الدوقة اجمل مرأة على مر عصور الإمبراطورية!”
قالت استر بعبوس وتذمر وهي تأشر باصبعها على الدوق: “أمي هي الاجمل وهذا شيء لا يمكن انكاره.”
وضع الدوق رجل على رجل وقال بثقة وتفاخر: “لا يوجد جمال يضاهي جمال دوقتي!”
-“امي اجمل!!!”
-“زوجتي اجمل!!”
استمر شجارهما الطفولي حتى وصلا الى قاعة المأدبة، توقفت العربة ونزل السائق لكي يفتح لهم الباب فعندما فتحه وجد الاثنين يصرخان على بعضهما البعض.
كان الشجار حامي بينهم فشراراة الغضب والتحدي تطاير بينهم، وقفت استر من مكانها ووضعت يدها على خصرها وصرخت على الدوق بانزعاج: “هذا يكفي! الجميع يعلم أن امي اجمل مرة رأتها اعينهم ولا يوجد جمال يضاهيها حتى!”
وقف الدوق هو الآخر وقال وهو يقرص جسر انفه بانزعاج: “لقد اخبرتك مئة مرة انه لا يوجد جمال يضاهي جمال ألثيا!!”
قاطعهم السائق وقال بتوتر: “احم… سمو الدوق والأميرة … لقد وصلنا الى المأدبة.”
نظروا باتجاه الباب فادركوا انهم وصلوا بالفعل. حاولت استر النزول لكن دفع الدوق كتفها بكوعه بخفة وذهب قبلها واصبحت تتطاير شرارة الانزعاج والغضب خلال اعينها: “أنت وقح وطفولي! دفعك لي هكذا يعتبر اهانة للعائلة الإمبراطورية!”
تنهد الدوق ومد يده لها وقال: “حسنا انا اسف على ضربك لكن يجب أن نذهب الى القاعة، المأدبة بدأت منذ نصف ساعة وايضا لا يجب اظهار عدائيتنا بالداخل فسوف يستغلون هذا… لكن هذا لا يعني انني سوف اوافقك على رأيك! سوف تدخلين وسترين جمال زوجتي وتعترفين انها الاجمل!”
نزلت استر من العربة وهي لم تمسك يد الدوق الممدودة لها لمساعدتها على النزول وقال وهي تشيح نظرها لاتجاه آخر: “سوف نرى ذلك، سمو الدوق المحترم!”
تنهد الدوق مجددا وامسك بيد الاميرة و ضعها حول ذراعه ودخلوا الى القاعة، “الدوق الكبير موراي انريكي وسمو ولية العهد استر دي لازيا يدخلان.”
كانت الأنظار والاعين كلها موجهه لهم وهم يدخلون بهالة هادئة وفخمة. لقد شعر الجميع كانهم ينظرون الى اب وابنته…
عندما وصلوا الى منتصف القاعة بدأ الناس بالتجمع كالذباب حولهم، ” سمو الأميرة، أنك جميلة حقا كما تقول الشائعات.”، قال الرجل ذو الشعر الاشقر هذا الكلام، كان يبدو كانه في بداية العشرينات. انحنى لها وقال بابتسامة واثقة:
“مرحبا سمو الأميرة، انا موشي لياندرو ابن الاكبر للكونت موشي، اقدم لك تعازي الحارة على موت جلالة الإمبراطور واراد ابي تعازيك بنفسه لكن صحته لا تسمح. ارجو ان تقبلي تعازيي بدل ابي.”
قالت استر وهي تنظر له بابتسامة رسمية وهي تترك ذراع الدوق: “اتمنى ان يقوم الكونت بصحة جيدة.”
استقام لياندرو وامسك يد استر بين يده وقال وهو يقبل يدها: “سوف اوصل له كلامك سمو ولية العهد… لكن هل تسمحين لي بمرافقتك الليلة؟”
سحبت استر يدها وقال بابتسامة وهي تأشر الى الدوق: “انا اعتذر لكن الدوق هو شريكي في مأدبة الليلة ال استطيع تلبية طلبك.”
أن استر تعرف بالفعل نواياه وماذا يقصد بكلماته… انه من الاشخاص الذين يطمعون الى منصب الإمبراطور، لكن طبقتهم لا تسمح لهم بمناقشة هذا اساسا، فيلجئون الى اغواءها لكي يتزوجوها ويأخذون المنصب.
نظر لياندرو الى الدوق من الاعلى الى الاسفل باستغراب وقال: “اليس الدوق عجوزا لمرافقة آنسة صغيرة؟”
شعر الدوق كأن صخرة وقعت على رأسه لانها المرة الاولى يسمع احدا يناديه بالعجوز.
قال الدوق وهو يحاول امساك رباطة جأشه: “انا عمري 35 سنة فقط لست كبيرا لمناداتي بالعجوز.”
قالت استر بسخرية واستفزاز وهي تضع يدها على فمها: “اوه هل أنت بهذا العمر! حتى أن والدي كان اصغر منك!”
شعر الدوق بصخرة ثانية على رأسه بسبب سخريتهم من عمره…
قال باحباط وهو ينزل رأسه بعبوس واحباط: أن الإمبراطور اصغر مني بسنتين فقط…
يتبع…