تحت ضوء النجوم - 9
خرجت استر من الغرفة وهي تمشي باستقامة والهالة المحيطة مليئة بالجدية والرقي، لا يرمش لها جفن ونظرات الخدم المارين في الممر كلها متفاجئة من هالتها القوية… كان الدوق يمشي ورائها ولا تقل هالته عنها.
وصلوا الى قاعة الطعام وانفتح الباب لهم من قبل حراس القصر وأستقام جميع الرجال النبلاء من مقاعدهم، نظرت استر لهم بهدوء واحداً واحداً، صحيح انها لم تراهم شخصيا لكنها درست عن كل العوائل النبلاء القديمة التي ساهمت في الامبراطورية منذ بداياتها.
التي هي عائلة الماركيز بيرسي، عائلة الماركيز سكوت، عائلة الماركيز باركر واخيرا عائلة الدوق موراي.
كل الاشخاص الثالث الذين جالسين هم من اسوء الاشخاص… لقد لطخوا اسماء العائلات العريقة هذه بالاحتيال والخداع والسرقة والتجارة بالعبيد، وكل ما هو مشين…
بدأ الماركيز سكوت بالتحيه من خلال انحناءة بسيطة وهو يبتسم بلطف متصنع: “مرحبا سمو الاميرة، انا-”
اوقفته استر في وسط كلامه بصوتها الحازم: “اعتذر عن مقاطعتك يا ماركيز لكني لست مجرد اميرة. انا ولية العهد والإمبراطورة المستقبلية لهذه الامبراطورية، لست مجرد شخص نكرة… مثل شخص ما لا اود ذكره.”
شعر الماركيز سكوت بالخزي وعض شفته السفلى محاولا قمع جماحه، قال الماركيز بيرسي وهو يصفق بيده ليجذب انتباههم: “فالنجلس. فالطعام بدأ يصبح بارداً.”
جلسوا جميعهم على الطاولة والتي كانت استر تجلس في مقدمتها وعلى يمينها يوجد الدوق موراي والماركيز سكوت وبالجانب الآخر كان الماركيز بيرسي وباركر.
بدأوا بالحديث مع الاميرة بمواضيع تافهه… ككيف حالك وهل اعجبك الطعام واشياء كهذه، وكانت ترد استر برسمية وآدب على اسئلتهم المزعجة وهي لا ترفع عينها من على طبقها.
قال الماركيز سكوت وهو يبتسم ابتسامة مزيفة ويتكلم مع استر: “سموك هل تعرفين ابني؟ انه قريب من عمرك بالفعل، هو موهوب وذكي درس في الاكاديمية وتخرج بمعدل جيد!”
لم تعلق استر وبقيت تمضع الطعام في فمها… استمر الماركيز سكوت في التكلم: “لقد حضر معي فهو اراد ويراك حقا بعينه فهي كانت امنيته منذ أن كان صغيراً.”
نظرت استر له بنظرت انزعاج ولكن اعادة نظرها الى صحنها ولم تتكلم بحرف. اشار الماركيز الى الحارس بادخال ابنه الواقف خلف الباب.
دخل ابن الماركيز ووقف عند استر وهو يتكلم بغرور وثقة: “انه لشرف لي مقابلتك سمو ولية العهد، انا سيزار سكوت ابن الماركيز سكوت والوريث الشرعي لعائلتي. لقد كنت معجبا بك منذ أن رايتك في حديقة القصر عندما زرت الإمبراطور السابق مع ابي، عندما رأيتك شعرت انني وقعت في حبك باول نظرة-”
اراد أن يكمل كلامه لكن سألته استر باستغراب: “كيف وقعت في حبي من نظرتي وانا لم اقابل عينيك؟”
شعر سيزار بالخزي والاحراج وصمت لمدة وكان الدوق موراي يحاول كتم ضحكته من الموقف.
قال سيزار وهو ينحني لها بآدب ويحاول التهرب من الامر: “انا اسف سموك لم اقصد اهانت-”
ضربت استر قبضتها على الطاولة وقالت وهي تنظر له غضب مغطاة بنبرة باردة جعلته بقشعريرة في عاموده الفقري: “إذا أنت تعترف بانك اهنت فرد من افراد العائلة الإمبراطورية؟”
عدلت جلستها ونظرت للحضور وقالت ببرود وهدوء: “حسنا، اعتقد انكم ايضا انهيتم كلامكم المعسول واللطيف والان تستطيعون انزاع اقنعت الخرفان واظهار وجوهكم الحقيقية.”
تنهد الماركيز باركر وقال بدون اي مقدمات: “نحن هنا لنتناقش من سيحكم الإمبراطورية لاننا لن نقبل أن تحكمنا طفلة وكل الاعضاء الموجودين هنا يوافقوني على رأيي-”
قاطعه الدوق وهو يرفع يده ويقول بمرح وبساطة: “ليس انا، انا لم اقل شيء.”
نظر له الماركيز سكوت بانزعاج وثم اعاد نظرته لاستر واكمل كلامه: “لقد اتفقنا بالفعل على من سيحكم العرش بعد وفاة الامبراطور.”
تركت استر الشوكة والسكينة من يدها وقالت بهدوء وحزم: “حسنا يبدوا اننا بدأنا بالفعل باظهار اوجهنا الحقيقية. وايضا انه من المزعج وجودي هنا وانتم تتقاسمون العرش كما تشاؤون، ومن هو تعيس الحظ؟”
اشار الماركيز سكوت الى ابنه وقال بتفاخر ومكر: “بما اني ثالث اقوى عائلة بالإمبراطورية فهذا يعني ان ابني المرشح الافضل لخالفة العرش، فهو كبير وعاقل ويفهم في امور الإدارة والسياسة اكثر منك.”
استقامت استر من مقعدها وبدأت بالمشي خلف مقعد الدوق سكوت وتمرر اصابعها الرقيقة على حافة الكرسي الخشبي: “اممم… فكرة رائعه حقا! لماذا لم افكر بها؟ دعني افكر… اه صحيح. لاني لست اهتم لرأيكم حتى.”
قالت بابتسامة وسخرية وتبصق كلامها بلا مبالاة: “لا احد مهتم بهرأكم، لذا فالتخرجوا قبل أن اقلع رأوسكم يا سادة.”
شعروا جميع النبلاء بالإهانة واستقاموا من مكانهم وقال الماركيز باركر وهو يصرخ: الم يعلموك الآدب يا حضرة الآنسة المحترمة؟!”
وضعت استر يدها على خدها وكانت تتظاهر انها تفكر بسخرية: “اممم دعني افكر… لا! لم تعلمني معلمتي احترام القذارة للاسف.”
غضب الماركيز سكوت وامسك استر من ياخة ملابسها وقال بتهديد وغضب يملئ عينيه: “ان لم تصمتي سوف اكسر فمك اللعين!!”
نظرت استر له ببرود وجدية ثم اشارت الى الدوق الذي جالس ومستمتع بالاجواء. عندما راى يدها استقام من مكانه ومشى لهم ثم جعل الماركيز سكوت ينبطح أرضا ونادا الحراس ليجعلوا باقي الأشخاص في القاعة يركعون على الارض.
بعد جعلهم يركعون ارضا جميعا بين مقاومته كانت تمشي استر امامهم ذهابا وايابا… بعدها اقتربت من الفارس الذي واقف بجانبها وسحبت السيف المثبت على خصره واتجهت اليهم.
كانت تقهقه بسخرية ومكر وهي تمرر السيف بين رؤوسهم وترى ردود فعلهم المرتعبة والخوف على ارواحهم، قالت وهي تنظر لهم بحيرة ومكر: “من يجب أن اقلع رأسه اولا؟”
نظرت الى الدوق وقال وهو يبتسم بسخرية: “انا اقترح الماركيز سكوت فهو مرتعب اكثر من البقية!”
ابتسمت استر بفرح وتعلو على وجهها ملامحها الشريرة وهي تضع السيف على رأس الماركيز سكوت الذي بدأ بالهلع والصراخ من الخوف: “اتركيني انا اترجاك! انا اسف! سوف افعل اي شيء تريديه!”
رفعت استر سيفها الى الاعلى ونظرت الى الماركيز بنظرت حقد وشر: “اذا مت.”
لوحة استر بالسيف واطارت راسه بلمح البصر واصبح ومرمي على الأرض واصبح البلاط يتدفق عليه الدماء.
مسحت استر الدم من على خدها بابهامها وابتسمت الى سيزار ابن سكوت البكر: “والآن دور الابن!”
بدأ سيزار بالبكاء بخوف ورعب من منظر ابيه الذي امامه. لم يستوعب انه راى مقتل ابيه امامه وبدأ يترجاها بالعفو عنه: “ارجوك, اتوسل اليك لا تقتليني! امي وحدها وليس لديها احد ارجوك اتركيني الذهب لها!”
قالت استر وهي تمسك بذقنه وتنظر الى عينيه الحمراوين من البكاء ووجهه اصبح شاحب: “لا تقلق على والدتك سوف اجعلها تعيش جيدا. وداعاً.”
تركت ذقنه ولوحة بالسيف وطعنت الابن ايضا…
عندما انتهت وضعت سيفها على كتفها وقالت وهي تمسح الدماء من على خدها وتضحك: حسنا من التالي؟
يتبع…