سهمٌ كالمِفتاح - 6
وبعد الحديث عن القُرى الخمس انتهت الليلة المليئة بالأحداث الغير متوقعه، ومرَت عدة أيام اصبحت فيها صديقة لأهالي القرية. أساعدُهُم بالأعمال، وأعْتَني بصغارِهُم أحيانًا، وأما خوفي من التنين آندِي فقد تلاشى بل واصبحنا أصدقاء بالفعل.
ولكن لم أتصَوَر أبدًا أن أبادر بإجراء مغامرة جريئه بذلك اليوم..
✧✧✧✧
في منتصف الليل حيث الجميع في سُباتٍ عميق،نهضت من فِراشي بهدوء لأتجه صوب غرفة إِيرلَا واضعةً ملاحظة صغيره، وغَادّرتُ المنزل بعد جمع أشيائي،فاختبأت تحت عباءة وضعتها فوق ملابسي وتسلَّلت بعيدًا عن وسط المدينة نحو آندِي، وأيقظته بحذر هامسه:آندِي لقد حان الوقت هيا!. استيقظ آندِي ونهض فاردًا جناحيه يحثني على ركوب ظهره،فركبت ظهره مخرجةً الخريطة التي أخذتها من إِيرلَا حيث وقع نَظري على قرية الموج وفورًا أرجعتها لحقيبتي محدثةً آندِي:انطلق نحو قرية الموج.
وبدأت جولةٌ اخرى وقَد تكون خطيرة!.
مضت نصف ساعة ونحن نحلق نحو قرية الموج حتى وصلنا مدخلها ورأيناها من الأعلى، وكما قالت إِيرلَا جميع الأشجار متكدِّسة كسياجٍ يحيط القرية يُشبه نصف بيضة!. هبطنا عند مقدمة القرية ونزلت متقربةً من السياج “بالفعل لايوجد أي فراغ” تمتمتُ لنفسي ورأيت آندِي الذي اقترب من السياج صانعًا فراغًا يُمكنني من الدخول، فشكرته سريعًا ودخلت من بين الأشجار لتتبَيّن لي القرية الكبيرة ورغم أننا في منتصف الليل كان الشروق يملئ سماء القرية. توكلتُ على الله متخذه خطوةً للأمام عازمه على فَردِ شجاعتي واكتشاف سر هذه القرية، فنظرت حولي اتفحص الأشياء المدمرة في كلِ مكان حتى توقفت عيناي على حيوان مجهول الهويه يقف بعيدًا، ولكن ما جعل يداي ترتجف أنه ذو لونٍ شفاف!. “يبدو أنه ذلك الوحش…هل اهرُب أمّ اكمل؟” طردّتُ تلك الفكرة من ذهني قائلةً”مابنا مَاجدُولِين؟ للتو كنتِ تفردين شجاعتكِ كالحمقاء تحركِ لأرى!!” تحدثت اشجع نفسي على الاستمرار لأتقدم نحو ذلك الوحش الساكن في مكانه، وظهر شكله بوضوح. رأسٌ من العظام بلا عيون وتتوسطه قرونه العملاقه، وأما جسده عجِز عقلي عن وصفه لأنه بلا جسد!.
تحرك الوحش ليقف أمامي مباشرةً لابتلع ريقي بصدمه عندما رفع رأسه ينظر باتجاهي ثُمَّ انزل رأسه يحثُني على ركوبه، فتوقفت في مكاني بتردد وصعدت عليه بخفه خشية السقوط ولكن لم اسقط!! “آهاا اتضح ان لديك جسـ..” قاطعت حديثي عندما تحرك فجأة لأتمسك بقرونه “هيه أنت أخبرني قبل أن تتحرك” تحدثت إليه لكنه تجاهلني تمامًا واكمل المسير حتى وصلنا إلى البحر ونزلت من فوقه ظنًا مني أنه قد ظمأ، وانتظرته حتى يروي ظمأه لكن لم يتحرك إطلاقًا، فحركت رأسي بتساؤُل “ما به هذا؟” .
تجاهلته وجلست على صخره لأشرب الماء بينما استمع لصوت الأمواج ثُمَّ نهضت حتى نكمل مسيرنا ولكن لحظه! أين ذلك الوحش؟؟ لايوجد أي أثرٍ له “ما حركات الغدر هذه؟” تمتمت بانزعاج وبعد عدة ثوانٍ تناثر شعري بفعل تيار هواءٍ قوي أتى من خلفي ﻻلتف بينما أرتب شعري، وأقول”ماذا الآن؟ لا ينقصني ازعا…” شهقت في منتصف حديثي بهلع عندما رأيت تِنينًا طويل يخرج من البحر والماء يلتف حوله بشكلٍ دائري, رائع..هذا ما كان ينقصني!.