غريب مألوف - 6
” أين سمعت هذا يا لوسي..؟ ”
كانت الطفلة الصغيرة متوترة وخائفة، نظرت لوسي إلى الجدة ثم إلي.
” بالأمس أخبرتني جدتي أن أعيد وشاح الجدة الماري إليها، عندما ذهبت إلى منزلها سمعت الجدة ماري تتحدث على الهاتف، قالت أنها مراقَبة وأنها شعرت بأن هنالك من يقوم بملاحقتها ”
كان الأمر غريبًا، هل هذا المطارد والقاتل هما الشخص نفسه؟ وثم إن كانت في خطر هكذا لمَ لم تخبرني ماري بهذا عند اتصالي بها اليوم؟ ربما ظنت أنه ليس بالشيء الكبير لأنها لطالما واجهت مثل هذه المواقف بالنظر إلى عملها في الشرطة السرية، ربما هذا هو السبب أيضًا في أنها شعرت بمراقبة ذلك الشخص.
حسنًا في الوقت الحالي علي الاهتمام بأمر هذه الطفلة أولاً.
تقدمت وانحنيت حتى أستطيع النظر إليها، ابتسمت إلى الصغيرة لوسي.
” حسنًا لا بأس يا لوسي، سيهتم هذا العم بأمر أولئك الأشرار لذا لا يجب عليك القلق، في الوقت الحالي لم لا نلعب لعبة؟ ”
عيناها الصغيرة نظرت إلي بفضول.
” أي لعبة..؟ ”
” اوه ما رأيك بلعبة الأميرة الصغيرة والفارس؟ ”
” أجل لنلعب..! سأكون الأميرة وستكون الفارس يا عمي أوزيل..!”
” أجل هيا أيتها الأميرة الصغيرة.. ”
بالطبع سأكون الفارس، لن أستطيع تمثيل دور الأميرة حتى لو أردت ذلك…
أمسكت لوسي بيدي وقادتني إلى غرفتها لجلب الدمى والألعاب، أشرت إلى إيروس والجدة قبل خروجي و….. تحولت بعدها إلى دمية فارس كبيرة.
واحدة من القصص التي أحبتها لوسي كانت قصة الفارس الذي ينقذ الأميرة من هجوم الأشرار ويقتل التنين الشرير.
كنت الفارس ولوسي الأميرة وكان التنين هو الكرسي الهزاز الخاص بالجدة صوفي لأن كلاً من الجدة صوفي وإيروس كانا مشغولان بالاستجواب والتحدث.
شاهدت الجدة وإيروس المسرحية الطفولية لفترة بينما قمت بالعمل الجاد للعب دور الفارس.
كنت أعلم أن إيروس سيستغل الفرصة لسؤال الجدة واستجوابها لذا لم أكن قلقًا من هذا الجانب.
إيروس الذي كان ينظر إلي لفترة التفت إلى الجدة صوفي.
” يبدو لي أنك يا جدتي والسيدة ماري كنتما على علاقة مقربة إذًا لمَ لم تخبرك السيدة ماري بشأن الشخص الذي يلحقها يا جدتي؟ ”
” حسنًا هذا أمر طبيعي فقد حدث هذا عدة مرات من قبل أيضًا، الأمر ليس غريبًا لأن ماري كانت تعمل لصالح الشرطة السرية لذا كانت هنالك العديد من الأشياء التي كانت حذرة في التحدث عنها ”
” الشرطة السرية؟ هل كانت السيدة ماري من الشرطة السرية..؟ ”
” أجل ألم يخبرك والدك بذلك؟ فأوزيل كان على معرفة بماري منذ أكثر من عشرين عامًا، لقد عملا معًا على أمر ما حتى منذ بضع سنوات ”
نظر إيروس إلى أوزيل الذي كان يحارب كرسيًا خشبيًا بسيف بلاستيكي.
هل هذا ما كان يتحدث عنه السيد كاتب مع الرئيس قبل قليل؟
إن كان هنالك تدخل للشرطة السرية في القضية فقد يتم نقل القضية إلى وحدة أكثر كفاءة وسرية، لكن إن لم يحدث هذا حتى الآن فربما..
هل هذه القضية حقًا بهذه البساطة؟
تذكر إيروس ما أخبره به الكاتب في آخر لقاء لهم.
[ كن حذرًا بشأن تلك القضية يا إيروس، ربما سيكون هنالك المزيد من الضحايا ]
[ ربما تكون جزءًا من سلسلة جرائم قتل لهذا كن حذرًا أثناء التعامل مع القضية ولا تتهور كثيرًا.. ]
لقد توصل السيد إلى هذا الأمر منذ الجريمة الأولى، إذًا ربما الأمر لم ينتهي بعد، هل هذا يعني أنه سيكون هنالك المزيد من الضحايا..؟
إن كانت سلسلة جرائم حقًا فعلي البحث عن العلاقة بين الضحيتين والرابط بينهما.
كيف توصل السيد كاتب إلى هذا منذ البداية؟ هو بالتأكيد يعلم شيئًا عن هذه القضية، هل ربما كان على علاقة بالضحية الأولى أيضًا؟ إذًا فالشيء الذي يجمع كل هذا معًا هو..
” أنت حقًا تشبه أباك يا إيروس، أنت غارق في التفكير فجأة في منتصف الحديث ”
” ماذا..؟ ”
رفع إيروس رأسه ونظر إلى الجدة، كانت تبتسم بنظرة حنونة وكأنها ترى شخص آخر فيه.
” تبدوان متشابهين حقًا سوى عيناك، أراهن أنها تشبه خاصة إيليا الصغيرة ”
هو لا يعرف حتى كيف تبدو زوجة السيد كاتب، لقد نسي للحظة أن السيد أوزيل أخبره بأن يتظاهر أنه ابنه.
” يبدو الأمر أكثر وكأننا إخوة يا جدتي، فأبي لا يزال محافظًا على مظهره الشاب حتى الآن ”
حول إيروس نظره إلى أوزيل، كان يضحك بينما يحمل لوسي على كتفيه وهي تحمل عصاها السحرية، بدا أن لعبة الفارس قد انتهت بنهاية سعيدة حيث انتصر الفارس وأنقذ الأميرة من التنين الشرير.
رفعت لوسي عصاها السحرية عاليًا.
” لقد فاز فارس البندق وأنقذ الأميرة..! ”
لو لم ير إيروس تلك النافذة الزرقاء في أول لقاء لهما، لما شك أبدًا أن مثل هذا الشخص يمكن أن يكون مجرمًا.
جزء مني يخبرني ألا أثق به والآخر يخبرني أن أصدق ما أراه بنفسي وأحكم بناء عليه.
إنه شخص غريب، كان هذا لقاؤهم الرابع فقط لكنه بدا مألوفًا وكأنه قد عرفه منذ وقت طويل.
غريب مألوف، هذا ما فكر به إيروس وقتها.
” تبدو سعيدًا.. ”
نظرت الجدة إلى أوزيل بدورها.
” أنت محظوظ بامتلاك أب مثله يا إيروس ”
كنت لأكون محظوظًا حقًا إن امتلكت أبًا مثله.
دون أن يشعر بذلك، كان إيروس يبتسم وهو يشاهد هذا الكاتب الغريب.
على أي حال أكمل إيروس استجوابه بهدوء دون أن يزعج الجدة، كان الوقت متأخرًا قليلاً عندما رحلنا من منزل السيدة صوفي.
إيروس الشكاك المتطفل الذي كان يقف بصمت بجواري نظر إلي فجأة وسألني.
” سيدي الكاتب.. لقد أخبرتني أن أكون حذرًا بشأن القضية في آخر لقاء لنا، هل أنت تعلم شيئًا ما عن جرائم القتل هذه؟ ”
شاهدته بصمت لفترة، بالتفكير في الأمر أردت لقاء هذا الفتى للتحدث معه عن أمر ما.
” ما رأيك بالمشي قليلاً يا إيروس؟ ”
” لا مانع لدي.. ”
ابتسمت وقدت الطريق، كان منزل السيدة صوفي قريبًا من ساحل البحر، سلكت الطريق الأقصر وتوقفت لدى الجسر الخشبي بجانب القوارب الصغيرة.
اعتدت المجيء إلى هذا المكان كثيرًا برفقة إيليا وابني، مرت الذكريات القديمة أمامي كسراب.
أكاد أجزم أنني استطعت سماع ضحكات طفل وقتها.
كانت الشمس على وشك الغروب، البحر الذهبي بدا وكأنه على وشك ابتلاع الشمس.
” إيروس.. ”
التفت وواجهت الفتى الصغير.
” أحاول أن أكون مباشرًا فأنا لا أهوى المراوغة كجبان.. ”
أخذت نفسًا عميقًا ونظرت إلى عينيه.
” ضم يدك إلي وتعاون معي في هذه القضية، سأجلب العدالة لقضية صديقك في المقابل ”
” ماذا..؟ ”
” صديقك دان كيليت، ضحية قضية اعتداء طلاب جامعة الفنون، سأجعله يربح القضية وفي المقابل أريد تعاونك في قضية جرائم القتل المتسلسلة هذه ”
إيروس الذي بدا هادئًا قبل كلامي تراجع إلى الخلف، كان متجهمًا وينظر إلي بريبة وشك.
” كيف تعرف هذا الأمر يا سيدي الكاتب..؟! ”
” هذا ليس مهمًا، ما يهم أنني أستطيع مساعدتك وفي المقابل أريد تعاونك ”
أنا أعرف أنني أبدو كأكثر شخص مريب في العالم بالنسبة له في الوقت الحالي ولكن لا خيار آخر لدي، كانت القضية الموكلة إلى وحدته أخطر مما يظن، وبطبيعته المتهورة سيحاول البحث في الأمر ويورط نفسه في المخاطر وهذا ما لا أريده بتاتًا، لذا لا خيار لدي سوى البقاء بالقرب منه لمنع أي خطر يتربص به.
لن أسامح نفسي أبدًا إن حدث شيء سيء لهذا الصغير بسببي.
” لقد أردت معرفة جريمتي وهويتي أليس كذلك؟ ألا تعتبر هذه فرصة جيدة لك لضرب عصفورين؛ الفرصة لمعرفة هويتي وربح قضيتك؟ وفي المقابل أنت فقط بحاجة إلى مرافقتي عندما تحقق في القضية والتعاون معي للإمساك بالجاني وثم أنت لست أحمقًا، أراهن أنك قد خمنت بالفعل علاقتي بالقضية، إنها ليست بالبساطة التي تظنها يا إيروس ”
إيروس الذي استمع إلي بهدوء تحدث.
” لماذا تذهب إلى هذا الحد يا سيدي الكاتب؟ فكما أظن، أنت تملك القدرة على عقد هذه الصفقة مع شخص بمنصب أعلى بدلًا من شرطي مبتدأ مثلي لهذا.. ”
نظر إيروس إلي بوجه معقد.
” لم أنا يا سيدي الكاتب؟ ”
” خمن لماذا؟ ألا تحب الألغاز كثيرًا.. ”
” لكن..! ”
ابتسمت بينما شاهدني إيروس بنظرة تقول بوضوح: مجددًا مع هذه الابتسامة المراوغة.
” لأنني لا أريد أن أفقدك ”
كان ضوء الشمس الذهبي منعكسًا في عينا إيروس، كانت عينان تشبهان خاصة إيليا بشكل غريب.
عينان بلون الغروب.
” لا أريد فقدان شخص آخر يا إيروس ”
وقع صمت غريب لوقت طويل، فجأة تنهد إيروس وعبث بشعره.
” أنت تتحدث بغموض يا سيدي الكاتب ”
” اعتذر ظننتني واضحًا كفاية ”
” لا أقصد هذا.. على أي حال حسنًا لنفعلها، لا أعرف لم تظن أن حياتي في خطر بسماعك تقول أنك لا تريد أن تفقدني، أنا لست طفلًا يا سيدي الكاتب ”
” هذا.. ”
” إنها قضية معقدة، أعرف أنها خطرة أيضًا، أنت تشك في رئيس الشرطة أليس كذلك يا سيدي الكاتب؟ ”
كنت مندهشًا من كلامه، هل خمن هذا من ذلك اللقاء فقط؟
” برؤية ردة فعلك يبدو أنني على حق، حسنًا السيد تشيلسي يبدو كالثعبان لم يعجبني من البداية بدا كالحثالة في يومي الأول، لا يملك صفحة بيضاء أعلم بهذا الشأن لأنني حققت في أمره ”
” أنت حققت عن كيغان..؟! ”
لا لحظة هذا الفتى.. هل يعرف أنه يلعب بالنار..؟!
” فعلت ”
كان إيروس يحمل تعبيرًا لا مباليًا، أمسكت برأسي لأحافظ على هدوئي.
” إنه يخفي أمرًا خطيرًا، لكن ليس الأمر وكأنني لا أملك أي تدابير مضادة إن ما حاول فعل شئ ما يا سيدي الكاتب أظنك تبالغ في القلق، أخبرتك، أنا لست طفلًا يا سيدي ”
إنه يعرف بالفعل أنه شخص خطير…
ربما كان إيروس صادقًا، أنا فقط أبالغ في القلق كثيرًا، لكن كلما نظرت إليه أنا فقط أرى طفل صغير.. لا أستطيع المساعدة في هذا الأمر.
تركت أفكاري بعيدًا قليلاً ومددت يدي.
” حسنًا أيًا كان هل أنت على استعداد للتعاون معي يا إيروس؟ ”
صافح إيروس يدي وهو يبتسم بخفة.
” لا زلت أظن أنها صفقة مع شيطان محتال لكن حسنًا نعم ماذا لدي لأندم عليه على أي حال ”
” الآن تبدو لي شيطانًا محتالًا حقًا يا فتى.. ”
” كنت أقصدك بذلك يا سيدي الكاتب ”
أليس من المفترض أن جندي متقاعد هو من قام بتربيته؟ لا أرى أي أثر لتربية في هذا الفتى أساسًا.
” نظرتك مريبة يا سيدي الكاتب.. ”
” كنت أشتمك بداخلي ”
” ألم تكن قلقًا علي منذ لحظات؟ ”
تجنبت نظرته ومشيت بعيدًا.
” لم أفعل.. ”
تبعني إيروس وهو يضحك بشكل سخيف.
” وجهك أحمر يا سيدي الكاتب.. ”
” هذا بسبب الغروب..! ”
” وجهك يقول كل شئ ”
” اوه اصمت أيها الشقي ولا تعيد كلامي السابق..! ”
عدنا إلى السيارة وعرضت على إيروس توصيلة فوافق دون خجل.
” ما هذه الأدوية يا سيدي الكاتب؟ هل أنت مريض في مكان ما؟ ”
تبًا، كنت قد نسيت الأدوية على المقعد الجانبي عندما أخذتها سابقًا، أعدتها داخل الصندوق ووضعتها بعيدًا.
” إنها مكملات غذائية وفيتامينات، أنا عجوز كما ترى.. ”
لم أتوقع أن تنطلي هذه الكذبة عليه لكنني لم أرد إخباره بمرضي.
” حسنًا.. ”
صمت إيروس وأخذ ينظرعبر النافذة إلى الخارج.
كانت رحلة العودة طويلة، فالمكان كان بعيدًا عن منزل إيروس وكان الظلام قد حل بالفعل.
ركزت على القيادة لوقت طويل لكن الشخص بجانبي كان لديه رأي آخر.
رأيته ينظر إلي عدة مرات خلال زجاج النافذة.
حاولت تجاهل الأمر في البداية لكن إيروس كان هادئًا بشكل غريب، سابقًا عند البحر لقد حاول التحدث بشكل عرضي ومريح لكنني أعلم أنه كان يتظاهر بالهدوء.
كان يخفي أمرًا ما، شعرت بنظرته نحوي مجددًا.
نظرت إليه وسألته:
” ماذا؟ ”
” لا شئ ”
إيروس الذي تم إمساكه على حين غرة، نظر بعيدًا وتجنب عيني.
” أتملك ما تريد قوله لي؟ لقد كنت تنظر إلي للتو يا إيروس ”
” الأمر فقط.. ”
أسند إيروس رأسه على النافذة ونظر إلى الأضواء في الخارج مجددًا.
” في كل مرة أراك، أشعر وكأنك شخص عرفته منذ وقت طويل يا سيدي الكاتب ”
حسنًا هذا كان مفاجئًا، فكرت وقتها بشيء مثل: ماذا؟ هل ضرب رأسه في مكان ما؟! أم هل يعرف شيئًا..
فجأة كان لدي إحساس بارد، لماذا كان هذا الشقي صامتًا منذ رحيلنا؟ حتى أنه وافق على اقتراحي دون جدال طويل في ذلك الوقت.. لا يمكن…
نظرت إليه وأجبرت ابتسامة غبية.
” ماذا تقصد بهذا يا إيروس..؟ ”
هل بالغت في التفكير؟ لأن إيروس كان يرمقني بنفاذ صبر، أشعر بالإحراج.
استعدت هدوئي ونظرت إلى الأمام أثناء القيادة.
” حسنًا من يعلم.. ربما اعتدنا على أن نكون قريبين في وقت ما ”
أدرت المقود ودخلنا لوجهتنا الأخيرة، بعد التقاطع كانت الشقق السكنية الجديدة.
” ماذا تقصد بهذا يا سيدي الكاتب؟ ”
تعمدت عدم النظر إليه، لأنني لم أكن واثقًا من قدرتي على مواجهته بعد.
” لم لا تحاول تذكر ذلك يا إيروس؟ ”
لذا في الوقت الحالي، هذا الحد كان كافيًا.
” أنت شكاك جدًا يا إيروس، لهذا تعاني صعوبة في بناء العلاقات..”
كان إيروس يوجه مسدسه نحو رأسي، رغم محاولاتي لتحسين علاقتي معه إلا أن هذا الشقي لم يخفض حذره نحوي.
” سيدي الكاتب ما هي هويتك الحقيقية؟ ”
رغم نبرة صوته الهادئة، كانت عينا إيروس حذرة ويقظة.
وأنا الذي ظننت أننا أصبحنا أقرب بعد تعاقدنا..
تنهدت ونظرت إليه.
” لا تكثر العداء يا إيروس، عندما تجد يدًا ذو فائدة عليك بجعلها حليفًا لا عدوًا، فهنالك دائمًا عداء لا يمكنك تحمل ثمنه ”
ضيق إيروس عيناه وشدد يده حول الزناد.
” كبداية، أنا حتمًا شخص لن تحب أبدًا تحويله لعدو ”
رافعًا حاجبه سألني إيروس.
” هل أنت بذلك السوء؟ ”
ابتسمت.
” جربني، أنا أقل لطفًا مما تعتقد وثم توقف عن تشهير مسدسك الفارغ نحوي ”
جعد إيروس فمه وهو يرمقني.
” لا أظنك لطيفًا أساسًا وثم مسدسي ليس فارغ! ”
ابتسمت بشكل واسع وأنا أخرج رصاصات مسدسه من جيب معطفي
” بلا هو كذلك ”
” متى قمت بهذا..؟! ”
إيروس المندهش تحقق من مسدسه على وجه السرعة وكان فارغًا، في تلك اللحظة بدلًا من الخوف أو التفاجئ أمسك إيروس المسدس بشكل يستطيع تسديد ضربة به لي.
بجدية.. هذا الشقي كان عنيدًا حتى آخر نقطة، ياللإزعاج.
ناولته رصاصات مسدسه.
” أنا فقط توقعت موقفك هذا منذ أنك كنت تقوم باستجواب الجدة صوفي عني وثم أخرجتهم عندما كنت تحمل صندوق الكتب ”
أمسك إيروس الرصاصات بوجه مشكوك وأعاد سلاحه.
” حسنًا مهما كنت سيئًا، أنا لن أقوم بإيذائك أبدًا بأي شكل من الأشكال لذا توقف عن الشك في أصغر أفعالي، بما أننا سنعمل معًا فأنا أحتاج تعاونك، لا يمكنني المساعدة حقًا إن بدأت بإخراج مسدسك في كل مرة أفعل فيها شيئًا ما..”
” توقف عن قول وفعل أشياء مشبوهة إذًا يا سيدي الكاتب..! ”
” أنا أتحدث بشكل طبيعي أيها الشقي..! ”
” تتحدث وكأنك كتاب فلسفة ”
” هذا لأنني كاتب عجوز ”
” هل تخطط للفوز في مناقشة ضد طفل يا سيدي الكاتب؟”
” أتدعوا نفسك طفلًا بكامل قواك العقلية؟ ”
” أنا لست عجوزًا مثلك يا سيدي الكاتب، أنا شاب..! طفل صغير مقارنة بك ”
كنت قد خططت لأن أكون لطيفًا مع الصغار ولكن لا أعلم لماذا كلما بدأت بالتحدث مع هذا الفتى أنا فقط أبدأ بالتحدث بكل ما يخطر في عقلي دون تفكير.
كبر عقلك يا أوزيل، إنه طفل صغير لا يجب أن تجيبه من الأساس.
تنهدت بفراغ صبر وأنا انظر إليه.
” حسنًا أيها الطفل الصغير إيروس أتريد الذهاب إلى وكر المجرمين برفقتي؟ ”
استقام إيروس ونظر إلي.
” بوكر المجرمين أتقصد مكان تجمع عصابتك..؟! ”
” العصابة مصطلح سخيف ومبالغ يا إيروس، سنذهب للقاء أحدهم ”
أدرت المقود وغيرت الطريق، كان الوقت قد حان للعمل بشكل جدي في هذه القضية.
……….