كامورا - 5
الساعه الان العاشره والربع وقد كان كُلًا من نيلا و والدها بالعربه بأتجاه مركز تدريب الفرسان، وقد كان يحيط بالعربه صمت غريبٌ محرج، لم ينطق اي منهما بأي شيء عدا التحيه عندما ركبا العربه.
.
.
كان مركز تدريب الفرسان على اطراف المدينه بعيدا عن زحام الناس والمتاجر ، حتى يأخذ الفرسان حقهم بمساحات التدريب على الفروسيه ،الرمايه ،المبارزه و الدفاع عن الذات ، وقد كان يأخذ الذهاب ما يقارب الساعتين بالعربه
ولم تكن نيلا تريد من هذا الصمت ان يستمر لذا بدأت بالتفكير بموضوع للنقاش لكسر هذا الصمت
.
.
لم تجد نيلا افضل من موضوع ملابس الاحتفال لتبدأ به كلامها بسؤال
– ابي هل قررت ماهو اللون الذي ستستخدمه في ملابس المهرجان لهذا العام؟
إلتفت إلي والدي واعتدل بجلسته
ونطق مجيبا” سيبدأ الاحتفال بعد ثلاثه اشهر بموسم زهور عباد الشمس فوقع اختياري على اللون الاصفر الصافي ليكون لباس متناسقا مع الازهار”
أومأت برأسي وأجبته انني مؤيده لفكرته.
– احببت فكره اللون انها رائعه، لكن ماذا عن القماش؟
” القماش يا عزيزتي الصغيره سأستخدم نوعيه فاخره وجديده من الأقمشه حيث تكون مرنه وخفيفه عند تحركهم بسبب ان لديهم درع ليلبوسه تحت ثيابهم وبسبب ان لديهم مسيره طويله حول المدينه”
.
.
.
استمرت مناقشتنا هذه لمده من الزمن حيث تكلمنا عن انوع الاقماش مختلفه اذ ارادو خياطه اكثر من لباس او لكل كتيبه لباس معين وتناقشنا ايضا عن القاده وكيف نجعل لهم لباس يميزهم عن باقي الفرسان اما بجعل درعهم خارجيا او ان نجعل لهم رداء طويل وحتى قد ندمج الفكرتين معا، واستمر النقاش
.
.
وقد لاح امام ناظري مركز التدريب الخاص بالفرسان ووقفت العربه امامه
.
.
نزلنا منها انا ووالدي واستقبلنا احد الفرسان وعرض علينا ان نأخذ جوله حول المكان حتى يأتي قائدهم المسؤول لانه كان بأجتماع مع الامبراطور
.
.
حدثنا هذا الفارس عن اقسام الجنود والمكاتب الموجوده هنا وعن المهرجان، وكان والدي هو من استلم الرد عليه بسبب سرحاني حول المكان
من ينظر إلي سيظن انني اتأمل المكان والمباني ولكن بالحقيقه انا كنت انظر بوجوه الفرسان لعلي المح ماركوس … هو انا لا ابحث لاني اريد ان اراه لكن لان اريد ان اعطيه الخاتم فقط…
‘سارت هذه الاحاديث بخلد نيلا وكانت تخجل تاره وتبتسم تاره وقد وقعت اناظر والدها عليها كان السيد كولديان شخصًا فطنًا سريع الملاحظه فمن ذو عوده ابنته من الاحتفال لاحظ ان هناك امرا وتزايدت افكاره على مائده العشاء البارحه ولكن الان قد تأكدت له ابنته معجبه بميليسن هذا’
.
.
.
اذن ايها الفارس ، السيد ماركوس ميليسين سمعت انه انتقل من زيتاس الى كارتل ، هل هو متواجد هنا حيث انني ارغب بأن اراه؟
نطق السيد كولديان موجها سؤال للفارس وعينيه تسترق النظر لابنته، وقد التفتت فورا واصبحت استمع لحديثه بتركيز
.
.
سيد كولديان هل تعرف القائد ميليسن؟ انه قائدنا الجديد ، قد عبر السيد ماركوس عن رغبته في استقبالكم لكنه سوف ياتي بعد ان ينتهي من عمله في القصر الامبراطوري ،سيدي الدوق لقد انتهت جولتنا حول المركز سأقوم الان بتوجيهكم نحو غرفة الاستقبال
.
.
.
عند رؤيتي غرفة الاستقبال دهشت من روعه المكان وكبر حجمه بسبب كثره ساحات تدريب الفرسان لم اتوقع ان لديهم مثل هذه الغرفه، في حين انشغالي بتفحص المكان عن كثب سمعت شخصا يقول السيد ماركوس ميليسن هنا
.
.
سرعان ما فتح الباب ودخل الكونت ماركوس للغرفه، واصبحت نظراتي متوجه نحو الباب لقد دهشت برؤيته لقد كنت متشوقه للغايه لرؤيته! ، كان الكونت ماركوس في حاله من الصدمه حينما رأني بجوار والدي ،
.
.
أعاد ماركوس ملامح الجديه لوجه مبتلعا صدمته برؤيه نيلا رفقه والدها و بدأ بترحيب بنا ” مرحبا سيدي الدوق كولديان انه لشرف لي قبولك لدعوتي ”
” بل الشرف لي ان يتم دعوتي لهنا ”
“اوه الانسه نيلا كولديان ، اهلا بك ايضا ً” قال ماركوس هذا بإبتسامه على وجهه لقد بدا سعيداً للغايه مثلما كانت نيلا سعيده برؤيته ، بعد قوله لهذا لقد إبتسمت نيلا في وجهه ” اهلا سيد ماركوس انه لشرفٌ لي ان اكون هنا الان ،وشكرا لك على استقبال ”
.
” لا شكر على واجب انا سعيد بقدومكم حقا”
.
.
ثم بعد ذلك بدأت مناقشه والدي مع السيد ماركوس حول الزي الذي صممه وعن التعديلات والاقمشه، لقد انغمس والدي بالحديث عن العمل ولكن لقد بدت عليه ملامح السعاده، لذلك بدوري كنت سعيده ايضا ، بعدما ناقش والدي و السيد ماركوس كل الامور العامه حول الزي انهى والدي النقاش بنهوضه وقوله:” حسنا اذا اعذروني سوف اذهب لكي أاخذ مقاسات الفرسان ، لذا سوف اترككم تتحدثون معا لبرهه فكما يبدو لي انكم تمتلكون ما تتحدثون عنه لذا عن اذنكم” وهم بالانصراف من غرفه الاستقبال
.
.
.
” انسه نيلا، لم اكن اعلم بقدومك! لو كنت اعلم انك أتيه لكنت قد استعددت لهذا”
” اعتذر عن قدومي المفاجئ، لكن كنت اود ان اقوم بعمل مفاجاة لك هل ازعجك ذلك ؟ ”
“لا لا بالطبع لا لقد احببت المفاجأة حقا ”
.
.
.
لقد انغمس كل منهما في الحديث معا لقرابه الساعه ، ثم نطق ماركوس بسؤاله ” صحيح انسه نيلا ! ما سبب قدومك الى هنا لقد غاب عن ذهني هذا السؤال”
” اوه صحيح لقد ذكرتني ”
كان ماركوس ينتظر اجابتها بهدوء ، ثم قامت نيلا بطلب الهديه التي اعددتها من الخادمة قائلة ” احضريه لي ”
لقد استغرب ماركوس من طلب نيلا ومالذي ستحضره الخادمه؟ ، ثم بعد بضعه دقايق احضرت الخادمة الهديه التي اعدتها نيلا لماركوس
.
.
” لقد اتيت الى هنا بسبب هذا ”
ثم قدمت لماركوس الهديه ، ” في الامس كنت في السوق مع اخي الصغير ولقد لفت انتباهي هذا الخاتم ولقد شعرت انه يناسبك حقا لذا قمت بشرائه ، وبالمصادفة كان والدي يخطط للقدوم الى هنا لذا طلبت منه اصطحابي معه ، وهذا سبب قدومي هنا ”
.
لقد بقي ماركوس في صمت شديد لقد كان مصدوم للغايه من لطافه الانسه نيلا ثم بعد ذالك احمرا خجلا قائلا ” ا..وه حقا انسه نيلا انتي دائما تفاجئينني ”
ابتسمت نيلا على وجه ماركوس الخجل
” الم يعجبك ؟ ”
“ماذا ! كلا بالطبع لقد اعجبت بها ! لن اخلعه ابدا ! ”
” حقا ! من الجيد انه قد اعجبك”
” اوهه صحيح لقد نسيت ”
” هم ماذا ؟ ”
ثم قامت الانسه نيلا باظهار يديها لماركوس وهي تبتسم باشراق
” تدا.. انه خاتم ثنائي لدي زوج منه ايضا ”
صعق ماركوس واصبح ساكنا بمكانه
“اوه الم يعجبك ذالك؟ اعتذر اذا لم ينل على اعجابك ”
دار بذهن ماركوس انها تشبه الجرو خائب الظن
” ماذا بالطبع لا لقد اعجبني حقا انا سعيد ان الان اصبح لدي شي يربطني بالانسه نيلا”
اخرج كلاماته بوجهٍ باسم وعينين تلمعان بشده ناظرًا لنيلا،
ماذا يفعل بوجهه القاتل وصوته الجذاب !! ، دار هذا الحديث بذهن نيلا وهيا تحمر من الخجل
كلمات ماركوس جعلت نيلا خجله للغايه
” احمم .. من الجيد انه قد نال على اعجابك ”
.
.
لقد دارت بهم الاحديث الى قرابه الساعتين ، بعد ذلك لقد عاد الكونت كولديان ، ” اوه ابي مرحبا ”
“اتمنى انه قد حظيتي بوقت جيد ”
” نعم شكرا لك ياوالدي ”
.
.
ثم رافق السيد ماركوس ميليسن الدوق كولديان وابنته الكبرى نيلا الى العربه مع الفرسان
” شكرا لك على استقبالنا ايها الكونت ماركوس ”
” انه شرف لي استقبالك ايها الدوق وشكرا على عملك الشاق مقدما ”
ثم توجهت نظرات ماركوس الى نيلا ” اذا وداعا يا انسه نيلا أمل ان نتقابل مره اخرى بمكان افضل ” واخذ بيد الانسه نيلا وقام بتقبيلها على ظهر يديها ونظر في وجهها وابتسم
لقد احمرت نيلا من الخجل، لا لقد اصبح وجها احمر بالكامل!
.
.
بعد صعود نيلا وولدها الى العربه بقيت الاجواء صامته ولقد لاحظ الدوق نظرات نيلا وماركوس لبعضهم البعض
“اذًا نيلا هل استمتعتي اليوم بحديثك مع الكونت ماركوس؟”
“نعم لقد كان ممتعًا للغايه!”
هز الدوق كولديان رأسه وتمتم بكلمه جيد..جيد ومن ثم اخذ كومةً من الاوراق وبدء بعمله في طريقهم الى المنزل ، في حين ان نيلا كانت تحدق بفراغ طوال الطريق
لكن ما كان يجول بعقلها وجه ماركوس الباسم ، ‘كيف له ان يكون بهذه الوسامه! وصوته الجذاب ! و بسببه دقات قلبي تتسارع بشده علي ان اهدء ‘ هذا ما كان يجول بذهن نيلا وهيا تحاول ان تهدئ من نفسها ،
.
.
بعد عده محاولات من نيلا في تهدئه نبضات قلبها، وجدت انهم قد وصلو الى المنزل، لقد استقبلهم لوان ووالده نيلا الانسه ” اربيلا كولديان ”
” والدتي لقد اشتقت لك ، اوه ولك يا لوان”
” اختي هل استمتعي؟ هل كان رائعًا؟!”
كانت كلمات لوان مليئة بالفضول
” نعم تعال لاخبرك ماذا رأيت ! ”
وتوجهو الى داخل المنزل وبدأوا بحديثهم
.
.
ثم على مائده العشاء سألت الانسه اربيلا نيلا كيف كان ، لقد استغربت نيلا ثم قالت ” لقد كان مكان واسع ورائـ…” ، ” لا يا ابنتي لست اسأل عن المركز، انا اسأل عن الكونت ماركوس! ”
احمرت نيلا خجلا ثم قالت ” اوه هذا لقد استمتعت حقا بحديثي معه يا امي ”
.
.
بعد انتهاء العشاء ذهب كل من نيلا ولوان الى غرفهم و والداي نيلا ايضا ، كان الدوق كولديان يخبر الدوقه اربيلا عن كيف ان ماركوس ونيلا يتوافقون جدا مع بعضهم وانهم لطفاء للغايه معا وعبر عن رغبته في ان ترا الانسه اربيلا نيلا وماركوس كيف يبدوان معا
.
.
وفي هذا الاثناء كل ما كان يشغل بال نيلا قبل ذهابها الى النوم ماركوس وهو يقبل ظهر يدها وكيف انه ايضا بدا راضيا بما قدمت له ، امضت كثيرا من الوقت وهي تفكر وتشعر بالخجل الا ان غلبها النوم .
.
.
في صباح اليوم التالي تلقى الدوق كولديان رساله من الكونت ماركوس كانت قد ارسلت بعد ذهابهم الى مركز تدريب الفرسان
عندما قام بفتحها ليرى ما بداخلها
.
.
لقد صدم الدوق كولديان من محتوى رساله الكونت ماركوس لحد انه فقد انفاسه من الصدمة ….