ملكي - 1
جالسة في قريتنا الحارة، نحن قبيلة صغيرة تعيش في مدينة صغيرة، لكنها تقع في منطقة صحراوية. ندعى قبيلة السراب بسبب كوننا غامضين و نعيش بعيدا عن الانظار فقط يتم رؤيتنا في اوقات البيع ، ونُعرف ببشرتنا السمراء وشعرنا الأسود، فهذا أكثر ما يميزنا بسبب مناخنا الحارق. نملك أيضًا معرفة كبيرة بالطب وأمور السحر و أخرى، ولهذا يخافنا الآخرون من المدن الأخرى ويظنون أننا نعمل مع الشر أو أننا مشعوذون. لكن هناك بالفعل من يمارس الشعوذة ويستخدم معرفته في الشر، ولهذا نعيش بعيدًا عن الآخرين لحماية أنفسنا، ولأننا نوعًا ما منفيون.
وأيضًا، أنا بطلة هذه الرواية، أدعى ب سيا، أبلغ من العمر 21 عامًا. أنا فتاة من أسرة عادية، ولا يوجد شيء مميز بي إلا أمر واحد، وهو سبب ألمي…
***************
في السوق عند مدينة تبعد عن منطقتنا باربع ساعات
اسير حاملة حقيبتي المليئة بالاعشاب اراقب القادمين من الخارج.
إنهم يأتون لشراء الأدوية رغم خوفهم الشديد منا.
أجلس في مكاني، وأضع بضاعتي أمامي، وأقول لنفسي:جيد، لقد أحضرت بعض الأعشاب الطبية التي يصعب العثور عليها.”
اقف أرفع صوتي وأبدأ في المناداة: “تعالوا واشتروا نباتات تساعد في تخفيف الآلام من أي نوع، فقط بـ5 ورك. لن تجد مثلها فهيا الافضل هنا! “**
اسمع صوت ضحك ارى امام رجلًا في الخمسينات من عمره من قبيلتي يقترب مني وهو يضحك : “هاها، رؤيتك ترفعين صوتك هكذا شيء لا اراه بتاتا هذا مثير للاهتمام! الشابة الهادئة الصامتة، لم أكن أعرف أن لديكِ صوتًا صاخبًا!”
اجبته خجلة: “عمي، إذا قلتَ هذا، سأفقد ثقتي بنفسي وأجلس بصمت.”**
مبتسم و يعتذر لي سريعًا ينظر للبضاعة : “آسف، آسف. إذًا، هذا دوركِ اليوم لتأتي إلى السوق.”
**أبتسم له وأقول: “أجل.”**
يرد معه هو الاخر اغراضه ملوح بيده : أتمنى لكِ حظًا موفقًا، سأذهب لأبيع في مكان آخر لأعطيكِ فرصة هنا.”
**أشعر بالخجل و الامتنان قلت : “آسفة لأني أسبب لك القلق، وشكرًا لك!”**
يجيبني انظر لظهرت و هو لازال يلوح بيده مبتعد : لا تقلقي. وداعًا.”
**أفكر في داخلي ( عمي يفعل كل هذا لأننا نمر بأوقات عصيبة. والدي متعب جدًا ولا يستطيع العمل، ووالدتي فقدت محاصيلها بسبب الجفاف و مرضت المحاصيل. حقًا، هذه السنة كانت قاسية على عائلتي. لهذا السبب، أنا وأخواتي وإخوتي نحاول جمع المال بأي طريقة ممكنة من أجل الطعام. ولا يمكنني الجلوس دون عمل، لأن قانون القبيلة واضح: من لا يعمل ويتسبب في تعطل القرية وأهلها سيتم نفيه هو وأسرته.)
بينما أراقب الزبائن يقتربون، يتوجه رجل نبيل وزوجته نحوي ويسألني مقترب يحدق للنبات و الاعشاب : إذًا، هذه النباتات تساعد في تخفيف الآلام؟”
أرد بابتسامة هادئة: “نعم، إنها كذلك. يمكنك وضعها في الشاي أو مع الطعام إذا أردت، أو تناولها مباشرة. فهي لا تهدئ الألم فحسب، بل تساعد أيضًا في تهدئة مشاعرك المضطربة.”**
تقول المرأة لزوجها: “عزيزي، فلنشتري من هذه النبتة.”
يرد الرجل النبيل مشير على النباتات التي يريدها : حسنًا، أعطني خمس دزينات.”
شعرت بالدهشة مفكرة في نفسي ( واو، خمس دزينات )
ثم أجيبه بسعادة مبتسمة : “حسنًا، لك هذا. الثمن 100 ورك.”
أمد يدي لأخذ المال، لكنه يرميه على الأرض
ارفع نظري لاراه مظهر تعبير متقزز و منفر قائلًا: “لا تلمسيني.”
صمت رغم عدم ارتياحي لرفضه مفكرة ( آه، نسيت أنهم يكرهوننا يخشوننا.)
ثم أبتسم وأقول كل هدوء متناسية معاملته : آسفة، وشكرًا لك.
يرحل مع زوجته بعد ان اخذ الخادم الاغراض
أمسك القطع النقدية بحماس قائلة: “ياي! لقد نجحت في جمع مبلغ جيد.”
وبعد ساعات طويلة تحت الشمس، ضللت اعمل بجد
قبل غروب الشمس
احدق لحقيبة المال النقدية المنتفخة أشعر بالسعادة وأقول جامعة اغراضي للاستعداد للرحيل فقافلة العودة اتت : “وااه! لقد جمعت ما يكفي لشهرين تقريبًا. هذا رائع!
ابتسم (لن يقلقوا بعد الآن، لقد كان جهدي مجديًا، وتعب يدي من تسلق الجبال لم يذهب سدى).”
انظر ليدي المليئتان بالخدوش و الجروح اقبضها وأتمتم: “سنكون بخير .”**
ابدء في السير في الاسواق احدق للباعة الذين بدأوا يغلقون اعمالهم كذلك للرحيل لانهاء يوم عمل جاد ،
اصمت انظر للسماء ( ستغرب الشمس قريباً)
احد المارة يصطدم بسي اراد الاعتذار الا انه نظر لسي و لمظهرها انزعج : ما هذا الحظ؟
رأى سي تنظر له حدة اراد الغضب الا انه انسحر ينظر لاعينها البنفسجية كالبلورات : ما هذا؟ لماذا هذه اعينها غريبة؟
اراد لمسها الا انها بسرعة غطت نفسها بالعباءة و بدأت تركض مبتعدة
في نفسي بعيداً عن تلك المنطقة ( الهي ياله من رجل وقح
)
متذكرة قوله { لماذا هذه اعينها غريبة؟}
قبضت قوة عبائتي كما لو اشواك قبضة قلبي قليلاً و بدأت اكمل سيري مجددا
أرى حراس المدينة يجتمعون عند منطقة قريبة من توقف القافلة العودة يمسكون بشخص ما و انظر للمارة يتهامسون مجتمعين : اه انهم شر – يستحق ان يعامل هكذا .
أقترب منهم وأسأل بقلق: “ماذا يجري هنا ؟”
لدا اقترابي و سيري بين الاناس انظر لمن امسك لشخص من قبيلتي و الأكثر أدرك أنه عمي الذي على الارض اغراضه و بضاعته في حالة فوضى و مدمرة
مرتبك و خائف يتحدث : “كنت أبيع بضاعتي، لماذا تعاملونني هكذا؟”**
يدفعه أحد الحراس قائلاً: “اخرس! رأيناك تحاول بيع هذه النبتة الجالبة للشر.”
احدق له يسقط على الارض يتألم افتح عيني توسعا دقات قلبي تتسارع ( لماذا ؟)
يرد الآخر بغضب: “أجل، أنت تحاول تسميم سكاننا!!”
اللاحظ حولي الأجانب ينظرون له بنظرات مليئة بالخوف والكراهية.
اعيد نظري ناحيته ( انه في اعينهم مجرد شر يجب ازالته فقط بسبب مظهرنا المختلف و معرفتنا )
عمي جالس على الأرض اعينه خائفة: “لم أفعل شيئًا، حقًا. إنها مجرد نبتة تساعد في تعقيم الجروح…”
احدق ناحيته اعينه مرتعبة و خائفة و لهم ينظرون له كأنه لا شيء مجرد شر يجب ان يزال
لافتح اعيني توسعا اقبض قوة عبائتي عندما واحد منهم ركله بقدمه المرتدية حذاء درعي ثقيل
دق قلبي قوة مرتعبة جسدي يتجمد مكانه من النظر لوجوههم المبتسمة الخبيثة ( عمي! لماذا يعاملونه هكذا؟ هذا مؤلم! انها مجرد نبتة حقا للتعقيم!)
اسمع اصوات الذين حولي يصرخون و يهتفون بتأديبه اكثر
كما لو يرون عرض مسلي اعيد نظري لعمي الذي على الارض و القدم عليه تطأه
اردت التقدم الا انه في تلك اللحظة ما فكرت به ( ماذا يمكن لشابة مثلي ان تفعل؟ انا ضعيفة )
اقف مكاني مختبئة تحت العباءة بين الاجانب الذين يتهامسون و يضحكون مستمتعين بما انه يركل و يضرب
اغلق اذني مستشعرة بالوعكة مما يجري و اعيني تهتز ( توقفوا عن الضحك و الاستمتاع بهذا!) اردت الصراخ الا اني فقط ضللت صامتة
انظر للاسفل اعيني تهتز ( الست مثلهم الان؟ فقط متفرجة مع هذا لا يمكنني جعلهم يعاملونه هكذا ! انه ) متذكرة ابتسامته لي و هو يتمنى لي الحظ
ارفع نظري مقررة التقدم لالحظ أحد الحراس يخرج سيفه قائلاً : “سنعلمك ألا تتذاكى علينا!”
دق قلبي قوة و تحركت اركض ادفع المتفرجين ( لا!)
يراقبون شابة يظهر شعرها الاسود الطويل لدا ابتعاد العباءة عنها و للون بشرتها الحنطي
قافزة دافعه الحارس بعيدًا الذي كاد يلوح بسيفه عليه
ينظرون لشابة من نفس القبيلة تصرخ : “توقف! لا تؤذِ عمي!! “
العم مصدوم اعينه تتسع ليرى ظهر سي التي تأتي امامه تقف بين الحرس و بينه
يسمعها تقول بكل جدية رغم خوفها : إنه… لم يفعل شيئًا خاطئًا!”
مفكرة ( انا اعترف انا خائفة لم ارى قط حدث كهذا امام عيني رغم اني سمعت من قبل والدي و اخواتي بهذا )
الحارس الذي تم دفعه اعاد نفسه واقفاً نظر حدة ناحيتها صارخا : “حقيرة!”
—
ابلع ريقي الجو اصبح هادئ بشكل مفاجيء بسبب ظهوري ( انا مرتعبة انه اضخم مني مع هذا )
متمالكة نفسي انظر له حدة : “لماذا أخرجت سيفك؟ هل تحاول قتله؟”
العم يلاحظ الحرس غير سعيدين بتدخلها اراد الوقوف الا انه لم يستطع بسبب الكدمات : “سيا ! ابتعدي.”
اراقبه يأن الما اردت الانحناء للامساك به : عم
الا انه قطعت حيث صرخت الما : اااه!
الحارس قابض شعر سي شده بقوة، فصرخت متألمة مجدداً : “آآآه!”
بدأ جسدي يرتجف من الخوف: “دعني!”
نظر إلي بغضب مقترب انفاسه تلامس وجهي قائلا : “أنتِ، كيف تجرؤين على الوقوف ضدنا نحن حراس المدينة؟ هااه؟”
انظر له حدة وأنا أشعر بالألم: “دعني! أنت حاولت قتله! اردت طعنه، وجُرح مثل هذا لن يشفى في ليلة واحدة! هل تسمي نفسك حارسًا؟ أنت مجرد متنمر شرير، دعني!”
ينظر لسيا التي تحدق له بأعينها المميزة المختلفة عن الاخرين من القبيلة منزعج و غاضب : لك الجرأة في تحدي هااه؟ هل انت كذلك تعملين مع الشر؟
احاول ابعاد يده عن شعري ( هذا مؤلم مؤلم و مخيف ) انظر لاعينه الكارهة ( لا احب هذه النظرات )
قلت له محاولة تمالك نفسي : انها كما قال مجرد نبتة لتعقيم الجروح! مظهرها قد يبدوا مثير للقلق بسبب لونها الا انها لا تسبب اي اذى!
تهكم و سخر مع رفاقه لازال ممسك بشعرها و شاده اقوى : طبعاً ستقولون هذا من يعلم عن اسراركم ! ايها المشعوذون!
لاصرخ متألمة بسبب شده اكثر لشعري ( هو لن يصدق اي شيء بل لا يريد!)
رأيت المشاهدين لاعينهم الباردة و الغير راحمة لنا كما لو جسدي يبرد ( !!)
توسل عمي قائلاً: “أرجوك، دعها، لا تؤذها! يمكنك إيذائي أنا.”
لدا رؤيتي هذا اهتز قلبي و نظراتي كذلك حيث اردت البكاء الا اني لم افعل ( لماذا عليه التوسل لماذا علينا التوسل ؟)
محاولا امساك رجل الحارس الذي لازال ممسكها
الا انه ركله لدا اقترابه ليسقط مجدداً على الارض
صرخت وأنا أشاهد عمي يتألم: “توقفوا! إنه يتألم!”
فشد الحارس شعري أكثر.
وفجأة، جاء رجلان من حراس قبيلتنا وقالا: “أوقفوا هذا!”
نظرت إليهم شعرت بالسعادة وقلت في نفسي: “أخيرًا، لقد أتوا.”
اللاحظ الحارس لذي صك بلسانه منزعج من قدومهما ليدفعني بعيدا عنه ، وركضت نحو عمي بقلق: “هل أنت بخير؟”
قال لي وهو مليء بالرضوض : “آه، لا تقلقي، أنا بخير ماذا عنك؟ “
اللحظ نظراته القلقة و النادمة لابتسم ممسكة به : انا بخير لا تقلق عمي
اعينه بدت تدمع قليلاً: عزيزتي لابد انك كنت خائفة
تدخل حارس من قبيلة أكاردا وقال: “من أنتم لتفعلوا هذا بأفراد قبيلتنا، هااه؟”
فرد الحراس الأجانب: “ماذا؟ هذا الرجل كان يحاول بيع أشياء مشبوهة!”
لدا سماعي هذا التفت و قلت بغضب وأنا أشير نحو الحراس الأجانب: “إنهم فقط يريدون ضرب أحد! لم يصدقوا كلمات عمي!”
مخرج الحارس نبتة ذات جذور حمراء : انظر هذه النبتة تدل على الشر و الشعوذة!! انها كالدماء.
لدا رؤيتي هذا قلت جدية له : انت هل تعتبر الطماطم مصدر شر؟
لدا سماعه هذا قال ضاحكا/ عماذا تتحدثين؟ طبعا لا
قلت له جدية : لماذا لا ؟ الطماطم شبيهه بالدماء لماذا لا تعتبرها شرا؟
لدا سماعه هذا و كأن سيا تسخر منه قال غاضبًا: هل تعامليني كأحمق ؟
قلت احدق للاخرين : بما ان الطماطم ليست شرا اذا حتى هذه النبتة ! لون جذورها احمر فماذا بهذا ؟
يراقبونها تقف بكل جدية متحدثة : كما ترون هذه الجذور التي تدعونها شر هيا ما يستخدمها الجنود في الحرب لاجل معالجة المصابين! لهذا ايها الحارس هل كل شخص يستخدمها مشعوذ؟ حتى الاطباء؟
صمت منزعج و الاخرين بدأوا يتهامسون بينهم : لم نكن نعلم – الهي الا يبدوا الحرس الان كالحمقى؟
تقدم الحارسان الخاصان بقبيلة السراب : يكفي ارحلوا عن هنا و سنتأكد من تقديم شكوى لما فعلتموه فبعد كل شيء هناك اتفاق بيننا و بين عمدة هذه المدينة
بعد انتهاء المشكلة
ابتسمت وأنا في العربة العائدة بنا جالسة جوار عمي وقلت: “الحمد لله أنك لم تصب بإصابة خطيرة.”
ابتسم لي وقال: “لو لم تأتِ لحمايتي، لطعنني حقًا، شكرًا لك. و الاكثر
متذكر سيا التي واقفة تحميه و ايضا وقوفها و تحدثها عن جذور النبتة الحمراء اعينه تصبح دافئة: لقد كنت مذهلة
خجلة قلت : اه انا حقيقة كنت مرتعبة
لدا سماعه هذا ضحك خفة : مع هذا فاجأتني أنتِ دائمًا هادئة وصامتة، لكن في لحظات الشدة اظهرت انك كالشمس القوية الحارقة لم تقفي ساكنة .”
ابتسمت وقلت مازحة: “أنت تجعلني أبدوا كبطلة ما !”
ضحك وقال: “لأنك كذلك، هاهاها… آآه!” ثم أمسك بجانبه متألمًا.
فسألته بقلق: “هل أنت بخير؟”
قال لي: “لا تقلقي.”
جلست صامتة أنظر إلى الخارج وأفكر ( حقًا، الناس لم يحاولوا مساعدته أبدًا.) تذكرت نظراتهم لنا وهم يبتسمون وكأنهم يقولون إننا نستحق هذا
انظر للشمس تختفي ليبدء الظلام يحيط بنا في هذه الصحراء القاحلة الشاسعة :…
**********************
نزلت من القافلة، أحدق إلى قبيلتنا المحاطة بحاجز من الصخور العملاقة بشكل دائري، منقوش عليها رموز لا يفهمها إلا من يعرف السحر والشعوذة.
(قبيلتنا ليست قبيلة عادية، ورغم كونها مكروهة وغير محبوبة، إلا أنها صمدت منذ قرون طويلة. هذا أحد أسباب حذر وكره الآخرين لنا، بسبب بقائنا إلى الآن وعدم رضوخنا لأي أحد).
أحدق إلى البوابة الصخرية التي أشعت رموزها وفتحت لنا.
في الداخل، منازل مصنوعة من الحجارة وبسيطة نوعًا ما.
أنظر إلى جهة الغرب، فأرى منزلًا ضخمًا مميزًا بصنعه من حجارة منقوشة مختلفة، مما يدل على أنه ملك لزعيم القبيلة.
تتحد أعيني وتبرد حينما رأيت ذاك المكان…
أنظر إلى عمي الذي يقول مبتسمًا: “اليوم كان يومًا حافلًا”.
قلت له بقلق: “سأتأكد من أن يجعل أخي دام يقدم لك بعض الأدوية من عندنا!”
ضحك وهو يداعب رأسي، إلا أنه تألم مجددًا: “آه، لا داعي، يجب أن تحتفظي بما لديك، وأنا سأكون بخير. آمل فقط ألا تغضب زوجتي حين تراني في هذه الحال.”
ودعته لأكمل طريقي.
بينما أسير على الأرض الرملية، أنظر إلى الأسفل، ملاحظة نظرات الآخرين نحوي، إلا أنهم يعودون إلى أعمالهم. (نعم، لا تنظروا إلي).
أسمع فقط أصوات مشيي على الرمل حتى وصلت إلى منزلي، الذي يقع بعيدًا عن الآخرين.
أنظر إلى المنزل الكبير قليلاً والفسيح، وأسمع أصواتًا تأتي من داخله، وأشم رائحة العشاء الزكية.
صوت امرأة يقول بقلق: “ألم تعد القافلة بعد؟ أين هي سيا؟”
عند دخولي عبر الباب (أمي قلقة لأنها أول مرة لي، لكن…)
أنظر إلى نفسي متنهدة (لا يمكنني إخفاء هذا عنهم).
قلت عند عتبة الباب: “لقد عدت.”
خرجت والدتي بصوت مرتفع: “لماذا تأخرتِ؟ هل تعلمين كم كان والدك وأنا والآخرون قلقين عليكِ؟”
عند خروجها، نظرت إلى مظهري المبهدل وكتفي المخدوشة بسبب دفع الحارس لي، وصرخت: “لماذا أنتِ مصابة؟”
أتت نحوي، تنظر لي بغضب: “من فعل هذا لكِ؟”
صوت من الغرفة الأخرى لرجل يكح يقول: “عزيزتي، هل حدث شيء ما لسي؟”
فكرت في نفسي متنهدة (كنت أعلم أنهم سيصرخون هكذا). ثم أخبرتهما بما حدث.
فقال والدي الذي كان جالسًا على السرير، ذو وجه سمح ونحيل قليلاً بسبب التعب: “لا تفعلي هذا مجددًا، لكنني حقًا سعيد بدفاعك عن رفيقي، يا صغيرتي، شكرًا لك.”
فقلت وأنا جالسة على السرير: “لا تقلق، أنا لست ضعيفة. وأيضًا، علي أن أعترف أنني كنت خائفة جدًا. الجميع لم يمدوا يد المساعدة. الأجانب ظلوا ينظرون إليه وهو يتأذى وكأنه يستحق ذلك.”
فضمتني أمي بحنان وقالت: “عزيزتي… لابد أن هذا كان موقفًا مخيفًا لكِ…”
قال والدي بهدوء: “هذا شيء طبيعي ويحدث بشكل متكرر. مع ذلك، كنت أتمنى ألا تري هذا أبدًا.”
ظهرت شابة ذات وجه جميل وقريب من عمر سيا وقالت: “في المرة القادمة، سأذهب بدل سي!”
نظرت لها تعانقني: “إنها صغيرة.”
قلت بهدوء لها: “كما تعلمين، أنا أصغر منك فقط بسنتين.”
قالت مبتسمة بلعب : “ومع ذلك، أنتِ صغيرة!”
أمي متنهدة: “هاه، فلتحلمي، لن أدعكِ يا لورا تذهبين أبدًا.”
لورا تتذمر: “لماذا؟”
نظرت إلى ابنتها لمظهرها وشخصيتها وجمالها: “… أعرفكِ جيدًا، لن تأتي سوى بالمشاكل، خاصة الرجال. إنهم لن يتركوكي أبدًا.”
قالت وهي تبعد شعرها للخلف مبتسمة: “آه، أمي، إذًا تعترفين أنني كالزهرة التي تتهافت عليها النحل؟”
الأب مبتسم: “أجل، ابنتاي العزيزتان زهرتان جميلتان!”
قالت الأم بحدّة: “فقط، فلنعد الطاولة للعشاء! سيأتي أخاكِ وزوجته من العمل. لورا، اذهبي وأحضري التوأمين من غرفة اللعب للعشاء!”
قلت بهدوء، أتوجه إلى الممر: “سأذهب لأغير ملابسي ثم سأعود.”
قالت الأم بصوت مرتفع: “لا تتأخري.”
******************************
بعد العشاء، قالت لورا لي ونحن نستعد للنوم بعد استحمامنا: “سي…”
مستلقية بجوارها في السرير: “ما الأمر؟”
أمسكت يدي وبدأت تضع بعض المرهم عليهما:
“عليكِ أن تهتمي بيديكِ، فأنتِ فتاة.”
شعرت بالدفء من فعلتها وقلت: “شكرًا لك.”
مبتسمة: “انتهيت!”
صمتُّ أحدق في يدي… (لأني فتاة…)
لورا لاحظت صمت أختها ونظراتها البنفسجية الجميلة التي كما لو تشع في الظلام: “ماذا تفكرين به؟”
قلت مبتسمة، ألمس يدي: “… فقط أفكر، ليس وكأن أحدًا سيهتم بشخص لها عينان مثلي.”
اهتزت نظرات لورا ألمًا عندما سمعت هذا.
اقتربت مني، تمسك وجهي وتجعلني أنظر لها محدقة مباشرة في عيني: “لا تقولي هذا! لديكِ عينان جميلتان كالبلورات الثمينة.”
حينما سمعت هذا، وتعبيرها الحاد الذي كان متألمًا قليلاً مما قلت، ابتسمت لها: “شكرًا، أنتِ محقة، لا يجب أن أقول هذا.”
استلقيت قائلة: “لننم الآن.”
لورا، التي كانت تنظر لأختها الصغيرة وهي تغلق عينيها: (سيا، عيناها تختلفان عن أعين قبيلتنا، فالجميع لديه عينان سوداوان، أما هي فعيناها بنفسجيتان. المشكلة أن هاتين العينين لا تظهران إلا لأفراد أسرة الزعيم النبيلة. لهذا، منذ ولادتها، اعتُبرت مزيفة وأنها لم يكن يجب أن تولد. رغم أن البعض يعاملها بلطف، إلا أنها في نظر الآخرين مجرد فتاة مزيفة وغريبة منذ صغرها.)
استلقت تعانق أختها الصغيرة من الخلف (مع ذلك، هم لا يعلمون شيئًا. إنها جميلة ولطيفة وتستحق أن تُحب! أنا سأحميكِ دومًا!)
******
اتمنى عجبكم ^^