نَجْمِ سُهَيْل - 4
غربت الشمس برفقة أشعتها الصارخة ذات الدم الساخن أقترب الصيف من لحظة توديعنا و ها نحن ذا
على أعتاب رحلة قدوم فص ٍل جديد يحمل خلفه طيا ٍت من الخفايا واألسرار ال ُمخبأةِ بحذٍر ُمحِدث لتقدم
المستقبل اآلتي رغم صعوبة البقاء على قيد الحياة نفسيًا و جسديًا … إال أن الجميع ينتظر هذا المستقبل
بشو ٍق ُمقلق رغم كونه غير معلوٍم للبشر بطبيعة الحال …. إخترق صوت قطرات المطر الهشيشة سكون
ٍق ُمض ِجر لسنوات ، لمعرفة سكانها بأن أحدهم قد يكون سبب الرعب
ُحتلت بقل
هذه المدينة التي قد أ
الحقيقي لكل من يسكن هذه المدينة الميسورة .. أي ) األسود ( . . .
إستيقظ يزن من سُباته الطويل حينما أقترب الليل من إعالن وصوله ، ابتدأ إستيقاظه بأعين ناعسةً
لـ كم من الوقت استطاعت أن
سرعان ما أطلت على ساعة الجدار الموضوعة أمام نطاق بصره فضولةً
تنام ُصحبة ذلك األرق الوحشي .. الذي يلتهم تلك األعين الساهرة لوق ٍت متأخٍر ” قد يتجاوز منتصف
الليل في بعض األحيان ” سواء كان ذلك جراء عم ٍل ما يشغلها أو شيء و كذلك شخ ٌص ما يشغل التفكير
و الذهن الباطن عن العمل بشك ٍل صحيح و إن كان ذاك الـ شيء حاض ًرا أم ماضيًا كان هناك برفقتنا
ُ يثرثر و يتبسم باألمس معنا بسعادة ضاحكة لكن اليوم ها هم قد رحل حتلت قلوبهم
نا ٌس أ
ُ
وا و تركوا خلفهم أ
ًء عليهم أو كانوا كل ما لديهم …
و أذهانهم بهؤالء الراحلين كونهم أعزا
كان الوقت ُمتأخ ًر بالفعل .. نهض يزن متدار ًكا الوضع بشك ٍل غير متكامل ، وجد ما كان يبحث عنه في
ا ..
مكان البريد ال ُمعتاد.. ” أرجو أال أكون قد فو ُت ُمهمةً ما ” قال يزن حانقً
َف مطلي ٍة باللون
أمسك يزن ذاك الظرف المغلف بطريقة إحترافية كما هي العادة، ظر ٌف أسود ذي أطرا
الذهبي ، فتح الخزانة الموجودة جوار الباب و ألتقط منها سكينة مخصصة لفتح األظرف .
” يا إلهي …. هذا المجنون.”
عزيزي األسود ” يزن “
مشو ٍق كشكٍر على عملك بجدٍ ِطوال هذه السنين فـها أنت ذا تثبت أود أن أدعوك الليلة إلى عر ِض مزادٍ
َه نفسك و تثبت أن لـ يل
كثر كالمي التفاصيل منقوشة بالورقة األخرى و الدعوة
ُ
سُ األحقية للعيش … لن أ
ُمرفقة كذلك هناك .
أوه مالحظة سيكون هناك عر ُض سيرك جوال بجانب عرض المزاد والذي اتوقع منك االستمتاع به
وشراء بعض األشياء الثمينة والتي قد تفيدني في عملي .
مالحظة أخرى : من األفضل لك المجيء يزن أنت تعلم العواقب أنت ال تريد لوجه ابنتك الجميلة بأن
يشوه أليس كذلك ؟
محبوبك : خالد
” مكتو ٌب هنا أنه سيكون بعد ُمنتصف الليل هذا ……. ال يبشر بالخير ” ردد يزن َض ِج ًرا .
” وأيضا ماذا يقصد بابنتك ؟ ” قالها يزن ُمتسائالً ” ال أحد يهتم بـ غريب األطوار هذا ” .
فاه يزن ُملقيًا الرسالة على ال ِمنضدةِ جواره متذمرا ” ال أصدق أني سأرى وجه هذا الـ زائف ُمجددًا ،
فقط التفكير بهذا األمر يصيبني بالغثيان “