هاوية الجحيم - 1
في يوم صيفي جميل كان وسيم يتجول باحثا في الغابة يلتفت يمينا وشمالا حاملا حاجات الصيد ودلوا فيه أسماك ثم يشق طريقه أكثر بين الأشجار حتى يصل لمنطقة خالية من الأشجار كانت فيها هوة سوداء بهالة مخيفة محاطة بحواجز كتب عليها تحذيرات من النزول بها، أمامها كان يقف وسام ويحدق بها بصمت
– (وسيم): ها أنت ذا يا عفريت لا يمكنك القفز فيها مفهوم؟
– (وسام): أخي… لم أكن أفكر بالقفز
– (وسيم): حقا (مع نظرة ريبة)
– (وسام): أنا لم أعد طفلا متى ستفهم ذلك؟
– (وسيم): أتساءل… لنعد إلى المنزل إن تأخرنا فأمي سوف تقلق
– (وسام): اممم لنعد “إلى المنزل الذي لم يكن يفترض بنا امتلاكه…”
يلتفت وينظر نحو الهوة
– (وسام): “كل شيء كان بفضل تلك المعجزة التي حصلت بأعماق هذا الظلام، قبل ١٥ عاما…
كنت صغيرا اجري بحسرة وغضب نحو الغابة وأخي وسيم تبعني ليعيدني الى الميتم
– (وسيم): وسام انتظر الى اين أنت ذاهب توقف فالغابة خطيرة!
– (وسام): لن اعود!
نظر وسيم الي بحزن وصمت
– (وسام): وسام سيذهب لقتال الوحوش
– (وسيم): وحوش؟
– (وسام): امم رأيت ذلك بكتاب القصص أن الوحوش تعيش دائما في الغابات
– (وسيم): هذا في القصص فقط لا يوجد أي وحوش في الواقع، لكن إن دخلنا الغابة سنضيع ولن نتمكن حينها من العودة الى المنزل
– (وسام): منزل… ذلك المكان ليس المنزل ماما ليست هناك! (لهجة حادة)
– (وسام): قلت ذلك وعدت للتوغل اكثر فأكثر في الغابة حتى شاهدت هوة سوداء كانت تنبعث منها هالة مخيفة ومريبة كل شيء كان يشير أنها مكان لا يفترض بي أبدا دخوله لكن…”
– (وسام): هذا هو! هذا وكر الوحوش
– (وسيم): م… هذه الحفرة انها مريبة لذا دعنا نبتعد ع… وسام!
– (وسام): “جريت وقفزت بتهور دون اي تفكير بالحفرة لكن وسيم يتمسك بي فيسقط معي نحو الأسفل
– في الواقع لم أدرك حينها حجم ما اقترفته ذلك اليوم الا لاحقا… ما نسجته مخيلتي الطفولية أنني لو تمكنت من قتل الوحش فإنني سأصبح بطلا تفخر به والدته وتأخذه للعيش معها من جديد لكن… تلك لم تكن جحرا ولا حفرة عادية كانت اعمق بكثير مما تخيلت، سقطنا وسقطتنا لساعات كانت ضيقة ومظلمة حاول أخي وسيم التمسك بالجدار لكن صرخته دوت في اذني وهو يقول حارق إنه حارق… مجرد تخيل كم أصبحنا بعيدين عن سطح الأرض كان مرعبا أو أننا لن نرثو أبدا لكن أقدامنا وطأت الأرض أخيرا وبعد شهقة يائسة عاد أخي وسيم يلامس الجدار”
– (وسيم): انه لا يحرق… ربما تأذت يدي منذ قليل بسبب أنني لامست الجدار بسرعة سقطوتنا فاحتكت به بعنف
– (وسام): ماذا يعني هذا؟
– (وسيم): لا تهتم الأهم أن علينا العودة الى السطح اركب على ظهري ولنصعد
– (وسام): لكننا لم نقتل الوحوش بعد!
– (وسيم): اخبرتك أن شيئا كهذا لا وجود له سنموت جوعا إن بقينا هنا اتريد ذلك؟
– (وسام):…
– (وسام): “وسيم يعلم أنني أخاف المرتفعات ولم يشأ أن نفترق في هذا المكان المخيف لهذا حملني على ظهره وأخذ يتسلق صاعدا مع أنه يعلم أن الأمر مستحيل كان يتصرف أن كل شيء بخير لكي يشعرني بالطمأنينة إنها عادة أخي دائما أن يحتمل الصعاب وحده ويواجهني ببسمة لكن… آن ذاك كنت اخدع وأطمئن بسهولة عند رؤية قوته المزيفة بغض النظر عن طبيعة الوضع الذي نحن فيه، كان صعبا على طفل متهور في السادسة فهم خطورة الطريق التي يتقدم بها
ظل وسيم يصعد حتى اعترضته حفرة في الحائط”
– (وسيم): نفق؟
– (وسام): سأرى ما في داخله
– (وسيم): لا وسام يجب أن نجتازها ونصعد نحو الأعل…
“- (وسام): تجاهلت تحزيراته وشققت طريقي بداخله كعادتي ووسيم يتبعني يمسكني ويحاول سحبي نحو الخارج لكن فما عملاقا مرعبا يفتح ويحاول التهامنا تلقائيا هربنا بحياتنا ووسيم يشدني من يدي نحو الجهة الاخرى لم نكن نعرف الى اين نتوجه بل بالكاد كنا نرى موضع اقدامنا من الظلمة مع ذلك شعرنا بالشيء الضخم يتبعنا كان يصدر صوت حفيف كحفيف الأفعى لكن اعلى بكثير ومخيف، ظللنا نهرب حتى وصلنا الى المخرج وسقطنا من الجهة الاخرى كان المكان اشبه بواد كبير الجرف الخاص به شاهق الضخامة ومليء بتلك التي ظنناها أنفاقا لكنها في الواقع جحر للأفاعي الضخمة امتدت الأفاعي منها لتحاول الوصول لنا ونحن نسقط بسرعة بعيدا عنها اثناء سقوتنا كان أخي وسيم يحتضني بقوة حتى رسونا اخيرا بالماء، الغريب أنه كان يبدو طاهرا ونقيا يرفعني أخي من الماء ويشير نحو قارب كان يطفوا بالنهر
– (وسيم): لنهرب به بعيدا اسرع قبل أن تأتي الأفاعي
– (وسام): ألن نقاتلها؟”- (وسام): قام وسيم بلكم رأسي وشدني بيدي نحو القارب بعض الأفاعي قفزت من الجرف محاولة الوصول لنا لكن أخي وسيم بدأ بالتجديف بسرعة وقوة علامات التعب بدأ تظهر بوضوح على وجهه لكنه استمر بالتجديف دون توقف اتذكر أننا مررنا بشيء اشبه بقبة أو بوابة عملاقة حينها توقفت الأفاعي عن اللحاق بنا توقف أخي عن التجديف ليلتقط أنفاسه لكننا شعرنا بتيار قوي يجرف القارب عندما التفتنا كان القارب على حافة الشلال الذي سقتنا به نحو الأسفل مجددا اصبحنا مجددا أبعد عن اليابسة اخرج وسيم رأسه من الماء وقد كان التعب قد تمكن منه فلم يحاول الخروج من البركة حتى بقي ساكنا في مكانه مع ملامح مستاءة بينما اندفعت أنا لاستكشاف المكان بتهور كعادتي لكن المفاجأ انه كان جميلا وهادئا الكثير من الشلالات والبرك اخذنا نحدق بها بدهشة التفت عندما سمعت صرخة وسيم لأراه خارجا بسرعة من البركة بملامح خوف ثم يلتفت وينظر نحوها كان داخلها هيكل عظمي متحرك لكن الغريب أنه لا يهاجمنا بل كان يبدوا أنه يستمتع بحمام بالبركة فيشهق أخي عندما يرى أنه غير مؤذي يتقدم ليحاول الشرب من ماء البركة لكن رجلا يمسكه ويرفعه عاليا
– (واعد): لا تفعل ذلك
– (وسام): من انت! انزل اخي ايها العجوز!
– (وسيم): أنت بشري؟
– (واعد): امم انا كذلك إن أتيت من السطح فمن الأفضل أن لا تشرب من ماء باطن الأرض وإلا أصبحت أحد مخلوقات هذا المكان
– (وسيم): مخلوقات؟
– (واعد): الهياكل العظمية أتريد أن تصبح أحدها؟
– (وسيم): لاا! (بخوف)
– (وسام): “رغم قوله ذلك إلا أنه أنزل وسيم وغادر ببرودة لكن تلك الهياكل العظمية كانت تثير اهتمامي فبدأت بضربها بالأحجار انتبه الرجل لذلك فحملني بارتعاب وهرب “
– (واعد): أجري بسرعة من هنا
– (وسيم): لحظة!
– (وسام):” كنت أهيج بيد الرجل وأحاول النزول بينما الهيكل العظمي الغاضب هاج وبدأ بملاحقتنا كان يبدو أن الرجل يعرف جيدا إلى أين يتوجه وأخي وسيم كان يتبع خطواته وحسب دخل بكهف ثم توقف “
– (واعد): فيما كنت تفكر كي تضرب هيكلا عظميا لم يأذك في شيء بحجر!
– (وسام): وسام جاء إلى هنا كي يقتل تلك الوحوش!
– (واعد): الوحش الوحيد هنا هو أنت يا عفريت المتاعب الصغير!
– (واعد): دعني وشأني أيها العجوز الكبير!
– (وسام):” كان أخي وسيم قد وصل لحدوده بالفعل لهذا انهار وسقط أرضا أثناء حديثنا كانت تلك أول مرة أشعر بشيء من القلق والخوف في ذلك المكان لكن ذلك الرجل اقترب وبدأ بفحصه “
– (واعد): كل ذلك الإجهاد كان كثيرا على طفل طبيعي أن ينتهي المطاف به هكذا
– (وسام): هل أخي وسيم نائم؟
– (واعد): امم لأنه مجهد
– (وسام):” عندما رأيت ما عانه وسيم بسببي شعرت بتأنيب الضمير لذا قررت مع ملامح مستاءة البحث عن طريق الخروج من أجله “
– (وسام): وسام سيعثر على مخرج من أجل وسيم
– (واعد): هذا المكان خطير ومليء بالكائنات المتوحشة أكثر مكان آمن هو منطقة الينابيع لذا من الأفضل أن تعود إلى هناك بعد يهدأ الهيكل العظمي
– (وسام):” وجد الرجل أنني ذهبت بالفعل فلم يهتم وهم بالمغادرة لكن منظر وسيم وهو يكره نفسه على الوقوف ليتبعني استوقفه “
– (وسيم): وسام… عد…!
– (واعد):…
– (وسام): حمل الرجل أخي وسيم المنهك وأخذ يبحث عني كنت قد عثرت على قاعدة دائرية غريبة وضخمة فناديت
– (وسام): وجدت شيئا غريبا!
– (وسام):” يقترب الرجل ويلكم رأسي “
– (واعد): لا تجري وحدك بالأرجاء هكذا!
تبا لا ينقصني مجالسة الأطفال اهدآ وعود…
– (وسام):” القاعدة كانت تشد انتباهي أكثر من كلام الرجل لذلك قفزت عليها فصعد الرجل مع وسيم لينزلني لكنها فجأة تحركت وقذفت بنا عاليا حيث الملايين من حجور الأفاعي… “
– (وسام):- (وسيم):- (واعد): آآآاااه
للمزيد تابعوني على انستغرام فيس بوك يوتيوب: jinjer art