هاوية الجحيم - 2
الفصل٢:
الأفاعي العملاقة
وسام): “قذفتنا للأعلى حيث الملايين من جحور الأفاعي وبقوة كافية لقتلنا إن سقطنا بها لكن الرجل يسحب بسرعة حبلا برأسه مرساة من حزامه ويرمي المرساة إلى أحد الجحور يتمسك أخي وسيم بالرجل بقوة ويمسك يدي يتأرجح الرجل على الحبل ويبدأ بالتسلق”
– (واعد): امسكا الحبل وكونا هادئان كي لا تشعر بكما الأفاعي
– (وسيم): لكنها ستشعر بالمرساة التي رميتها
– (واعد): امم –
(وسام): تخرج أفعى ضخمة من الحجر الذي رمى إليه المرساة لكن الرجل يطلق عليها النار ويقفز إلى داخل الحجر يسحب سيفه ويقاتلها بينما استغللنا أنا ووسيم ذلك لنصعد إلى الجحر ونختبأ داخله قبل أن تلحظنا باقي الأفاعي في الجحور المجاورة صوت الرصاص جعلها تهيج لكن الأفاعي لا تدخل مساكن بعضها لذا ما دمنا بالجحر فنحن آمنان من باقي الأفاعي لكن مع ذلك الأفعى صاحبة الجحر لم تمت بعد بل كانت تهيج بقوة والرجل على ظهرها يطعنها بسيفه تندفع من الألم باتجاهنا صرخ الرجل وطلب منا الانبطاح لكنني خشيت أن تأذينا فبدأت برمي الأحجار بفمها الكبير ما هي إلا لحظات حتى بدأت الأفعى بالصراخ وتحولت إلى تراب لكن أنا كذلك صرخت إثر ألم حارق في يدي نزل الرجل عن الأفعى وركض بلمح البصر إلي وقام بمسح السائل الأخضر الذي كان على الحجر الذي رميته عن يدي بشيء ما لكن هذا جعلني لبرهة أتألم أكثر فصرخت صرخة مدوية لكنني سرعان ما شعرت بيده تداعب شعري بعطف ”
– (واعد): أنت من قتل هذه الأفعى إنك ولد قوي لذا لا تدع مجرد حرق يهزمك
– (وسام): بدأت أحبس بصعوبة دموعي وأحاول أن أكون قويا يتناول الرجل حقيبته ويخرج منها مصباحا يعطيه لوسيم
– (واعد): سأضع لك عليها دواء ليزول الألم أيها العفريت الكبير وجه لي المصباح لداخل الحقيبة حتى أستطيع إيجاده
– (وسيم):… أمم لماذا تملك كل هذه الأشياء في الهاوية؟
– (واعد):…
– (وسام):” دهن الرجل يدي بالدواء ثم لفها بالضماد وهو يأنبني ”
– (واعد): لقد مسحت المادة السامة عن يدك لذا ستكون بخير بعد أن يشفى الحرق لكن لا تلمس أي شيء عليه مادة خضراء المرة القادمة
– (وسام): فهمت
– (واعد): أحسنت فتى جيد… هوف… احتفظا بالمصباح أود أن أعود للأسفل لكن بسبب صوت الرصاص الأفاعي في الخارج هاجت ولن تهدأ إلا بعد مدة سيكون من الخطر النزول الآن
– (وسام): لكننا سقطنا من الأعلى لذا يجب أن نذهب للأعلى لا ننزل للأسفل
– (واعد): أنتما افعلا ما تشاءان لكن أنا أود العودة إلى الطبقة الآمنة
– (وسام):” أخذت المصباح كي أكتشف به المكان بينما يمسك وسيم بساق الرجل ويقول ”
– (وسيم): ألا تريد العودة إلى السطح أليس لديك هناك من ينتظر عودتك؟
– (وسام):” يلتفت الرجل نحو وسيم كان المكان مضيئا بسبب المصباح لذا كانت تلك أول مرة يرى فيها ملامحه بوضوح لسبب ما أبدى ملامح استغراب وتأثر من رؤيته ثم تقدم نحو وسيم ليمسك بخديه ويضغط عليهما بقوة ”
– (وسيم): ما الأمر أيها العم؟
– (واعد): هذا العفريت الصغير أخوك صحيح؟
– (وسيم): امم –
(واعد): وما اسمكما الكامل؟
– (وسيم): وسيم هيكاري –
(وسام): وأنا وسام هيكاري –
(واعد): هيكاري … بالفعل…
– (وسيم): ما الخط…
– (وسام):” لاحظ الرجل أفعى صغيرة تنقض على وسيم من الخلف لكنه أبعده وتعرض هو للعض بدلا منه ارتسمت ملامح الرعب على وسيم وهو يرى الرجل يتألم وينزف أما الرجل فيفتح بقوة فك الأفعى الضخم ويقصفها بعيدا لكن كان هناك عشرات آخرين يبدؤون بالهجوم والرجل يضربهم بساعده ليدفعهم بعيدا أما وسيم المرتعب فيلتقط المسدس عن الأرض بهذه الأثناء ويحاول الإطلاق به كانت أيديه ترتجف فيلتفت الرجل ويسحب المسدس من وسيم بسرعة ثم يرميه لي ”
– (واعد): أسرع! أطلق به على الأفاعي أيها العفريت الصغير!
– (وسام): امم!-
(وسام):” عندما بدأت أطلق على الأفاعي منحت الرجل فرصة ليلتقط سيفه وبدأ بقتالها وأنا أطلق، في الواقع عندما بدأ يقاتلها كنت مرتبكا قليلا من أن أصيبه بالخطأ لذا خففت من حماسي بالإطلاق كانت حركاته متثاقلة لكنه واصل القتال حتى أبدنا الأفاعي جميعها ارتمى الرجل بعدها على الأرض وأخي وسيم هرع إليه مذعورا ”
– (وسيم): هل أنت بخير أيها العم تماسك! الدواء يجب أن نعطيه الدواء أين المصباح
– (وسام):” يلتقط وسيم المصباح ويبدأ بالبحث بحقيبة الرجل عن الدواء لكنه وجد عدة عبوات وقد عثرت أنا على ضماد ”
– (وسام): إنها التي لف يدي بها
– (وسيم): الكبار يقومون بوضع مطهر على الجرح قبل لفه لكن أي هذه العبوات هو المطهر كيف أعرفه؟-
(وسام):” بدأ وسيم يشد بيده قميص الرجل عله يوقظه ”
– (وسيم): أيها العم! أي هذه العبوات هو الدواء المناسب انهض أيها العم أخبرني أيها أستعمل!
– (واعد): لا فائدة…
– (وسيم): لا ليس لا فائدة! أنت تنزف! يجب أن نعالجك!
– (وسام):” ينهض الرجل ويجلس متكأ ثم يلتقط إحدى العبوات ويعطيها لوسيم ”
– (وسيم): انزع سترتك لألف جرحك
– (واعد): امم م… أيها العفريت الصغير ألا يزال هناك طلقات بالمسدس؟
– (وسام):… امم… لا أعرف
– (واعد): أعطه لي
– (وسام): امم-
(وسيم): من يهتم بالمسدس الآن اثبت لأعالجك
– (وسام):” يشد الرجل خد أخي وسيم الذي كان يضمد جرحه إنه بغيض بعض الشيء إذ بدا مستمتعا وهو يرى قلق أخي عليه ”
– (واعد): لا توبخ من هم أكبر منك سنا أيها العفريت الكبير
– (وسيم): اسمي وسيم…
– (وسام):” بعد تعبئة المسدس يعيده لي كنت مستغربا للغاية من ذلك ”
– (واعد): إنه سلاح مهم لهزيمة الأشرار لذا احتفظ به أنت أيها العفريت الصغير
– (وسام):” أحاول إمساكه لكنه يبعده ويقول لي بحزم ”
– (واعد): عليك استخدامه على الوحوش السيئة فقط لا تطلق على أي شيء أيضا الذخائر محدودة لذا استخدمها بعناية”
– (وسام): لم أفهم
– (واعد): مثلا تلك الأفاعي بدلا أن تستمر بالإطلاق عليها بعشوائية حتى تتوقف عن الحركة وتضيع الكثير من الطلقات أطلق طلقة واحدة فقط على رأسها وبهذا ستموت
– (وسام): الرأس؟
– (واعد): امم تذكر ذلك جيدا الرأس هو نقطة ضعف الكائن الأفعى الكبيرة كالتي قاتلتها أضخم من أن تقتلها طلقة واحدة لكن صغارها أضعف
– (وسام): فهمت
– (واعد): إن كانت ضخمة أطلق عدة طلقات على الرأس حتى تموت
– (وسام): اممم
– (وسيم):… إن كنت ستعطي المسدس لوسام فأنا سآخذ هذا السيف (ملامح استياء)
– (واعد): ههه… كيف ستستعمله وهو بطولك
– (وسام): “لا يرد وسيم وتبدو ملامح الانزعاج على وجهه كان سهلا علي أن اعلم أنه يشعر بالذنب لأن الرجل أصيب كي يحميه لكن المقلق أنه بعد أن استدار وسيم لالتقاط السيف يلف الرجل مقدمة وآخر كتفه بالضماد ويشدها بقوة كبيرة كطفل بالطبع لم افهم لما فعل ذلك وقتها لكن لسبب ما شعرت بالقلق ترتجف يدى وسيم وتنهمر الدموع من عينيه وهو يحمل السيف ينتبه الرجل لذلك وينظر أليه”
– (وسيم): ما سنفعل الآن… هل يجب أن نبقى في الأسفل الى الأبد أو نأكل من الوحوش… لماذا… لماذا حصل كل هذا…
– (وسام): اخي وسيم…
– (وسام): “كنت استمع لما يقول صامتا أشعر بالضيق الشديد لسبب احتفظت به لنفسي رغم أنه يخنقني لكنه سيجعل وسيم أكثر حزنا إن علمه”
– (واعد): من يدري ربما نجد مخرجا لو استمررنا بالصعود بالهوة لقد سقطنا من فوق بنهاية المطاف سأرافقكما واحميكما لذا لا تقلق لن تكونا وحيدان هنا
– (وسيم): لا يمكنك ذلك! انت جريح ويجب أن نستريح!
– (واعد):… “بالفعل… أنا متعب لل…” لقد دهنت الدواء على جرحي… لذا… سأكون بخير إن نمت… صحيح؟
– (وسيم):…
– (وسام): “قال ذلك وهو يحاول فتح عينه بالقوة فيستسلم ويستلقي على الأرض لينام ثم ينام أخي وسيم على صدره بملامح حزن ودموع تملأ عينيه كان منهكا بعد ما مررنا به في الواقع أنا كذلك كنت منهكا لكن بعد كل ما حدث كل ما كان يراود ذهني أن الأفاعي ستعود وتلتهمنا أثناء نومنا إن نمت، العجوز عهد لي بأقوى سلاح لذا يجب أن أتحمل لأحميها، ذهبت وبدأت باكتشاف المغارة عندها وجدت بيوضا لم تفقص بعد لذلك أردت إطلاق الرصاص عليها لكنني تذكرت العجوز وهو يقول لي إن الرصاص مهم لذا قمت بلف يدي بشدة بالضماد ورميها بالحجارة المادة الخضراء التي كانت على الحجارة احرقت البيوض وجسد الأفاعي التي داخلها فماتت، لأنني نزعت الضماد المحترق عن يدي بسرعة لم أتأذى كثيرا بسبب المادة الخضراء السامة التي عليه، كان العجوز ووسيم لا يزالان نائمان عندما عدت فجلست قرب العجوز انتظرهما نظرت في وجهه وهو نائم وأنا اتذكر كيف عالجني وأنقذ أخي رجل غريب لماذا يفعل كل هذا لولدين قابلهما صدفة في هوة تحت الأرض هل شعر بالتعاطف معنا لأننا صغيران جدا وضعيفان رغم أنه يبدي ملامح باردة أحيانا ويوبخني كثيرا إلا أنه يملك صوتا ويدا عطوفتان… تلك… كانت أول مرة يربت بها رجل على رأسي، هذا طبيعي فأنا بحياتي لم أحظى بأب… أخي وسيم كان يقول إنه أبي دائما هذا جعلني أتعلق به بشدة، عندما أتساءل عن السبب الذي دفعه لأخذ المسدس من أخي واعطاءه لي اظن أنه غالبا… أنني لم أخف بقدره منذ دخلنا الهوة بصراحة رؤية وحوش حقيقة كان مخيفا اكثر من رؤيتها رسومات في القصص المصورة وألعاب الغيم بكثير مع ذلك هذا جعلني أشعر بالحماس أكبر عند قتالها والإنجاز بعد هزمها كان اشبه بأنني أصبحت بطلا فعلا ذاك الرجل غالبا لاحظ ذلك لذا لم يردني أن افقد هذا الشعور بسبب قلقي على أخي بالفعل كنت قد بدأت أقلق وأنا أرى أن الخطر الذي أحطنا به مؤذي وحقيقي يال له من شعور متناقض وغريب لكن مع هذا… سواء كانت بطولة أو أيا كانت من أقحم أخي وسيم في كل هذا هو أنا لذلك أنا من سيخرجه من هنا لن أضيع أمل ذلك الرجل بي سأكون كفأ لحمل سلاح البطل هذا حتما… بهذا سواء أردت ذلك أم لا الخروج هو كل ما جعلت نفسي أفكر به”